الرئيسة \  واحة اللقاء  \  الموقف الدولي الداعم للنظام السوري

الموقف الدولي الداعم للنظام السوري

04.04.2013
بسام الكساسبة

الرأي الاردنية
الخميس 4/4/2013
منذ سنتين والنظام السوري يرتكب أبشع الجرائم بحق الدولة السورية وشعبها، جرائم مخزية يندى لها جبين البشرية، ولم يواجه المجتمع الدولي جرائم هذا النظام إلا بمجرد الشجب والإستنكار، والتباكي على الشعب السوري، وفي مواجهة ذلك تنطلق بين فترة وأخرى دعوات لتسليح المعارضة السورية، أبسط ما يقال عنها أنها لذر الرماد على الوجوه، فالمطلوب دولياً وتحديداً من قبل الدول الكبرى هو أن يواصل النظام السوري جريمته في تدمير مقومات الدولة السورية وذبح شعبها وتشريده في أصقاع المعمورة وتدمير ممتلكاته وتعريض وحدته الوطنية للخطر،حفاظا على أمن واستقرارالكيان الصهيوني.
فقبل أسابيع إنطلقت مطالبات دولية كان أبرزها مطالبة بريطانية وفرنسية تدعو لرفع الحظر الدولي عن تسليح المعارضة السورية، وبعد أيام قليلة من هذه الدعوة جاء رد الإتحاد الأوروبي الذي اجتمع ممثلوه في دبلن برفض فكرة تسليح المعارضة السورية، أما خلال انعقاد مؤتمر القمة العربية الأخير في الدوحة فقد وجه رئيس الإئتلاف السوري معاذ الخطيب دعوة للقيادة الأمريكية كي تمد بطاريات الباتريوت المنصوبة على الحدود السورية التركية حمايتها الجوية لمسافة 100 كيلو متر داخل الأراضي السورية، لتحمي المدن والأرياف السورية من قصف صواريخ السكود والطائرات السورية، فجاء رد البنتاغون سريعاً بالرفض القاطع لهذا الإقتراح.
هناك تقاسم للأدوار العالمية إزاء دعم النظام السوري، فهذه المسرحية التراجيدية يتقاسم أدوارها طرفان، الأول الداعم للنظام جهاراً نهاراً بالسلاح والتجهيزات العسكرية وبالمواقف السياسية والإعلامية، والمُجَرِم لثورة الشعب السوري، وفي مقدمتها روسيا وإيران، والثاني الطرف المتواطيء مع النظام السوري والمؤيد له بشكل غير مباشر والذي تحولت مواقفه لمجرد شجب واستنكار لفظاعات النظام وتباك على الشعب السوري، وفي مقدمتها قيادات أميركا والدول الغربية وقيادات بعض الدول الإقليمية.
فالتأييد الأمريكي الغربي الشكلي لثورة الشعب السوري هدفه إظهار تلك الدول بمظهر الداعمة لحقوق الانسان، فهي لا تستطيع كشف تناقض مبادئها مع مواقفها العملية، وبذلك لا تدعم نظام سفاح ومجرم وقاتل، ثم تدعي في ذات الوقت بأنها داعمة للشعوب وراعية لحقوق الإنسان، ولكي تتجاوز هذا المأزق الأخلاقي والسياسي فقد أوكلت لكل من إيران وروسيا مهمة دعم النظام السوري وتسليحه بمختلف الأسلحة والتجهيزات والإستشارات العسكرية والفنية وتغطيته إعلامياً وسياسياً ودعائياً.
هدف الدعم الأمريكي الغربي غير المباشر للنظام السوري، هو الحفاظ على أمن واستقرار الكيان الصهيوني، فلقد حافظ النظام السوري على هذا الأمن والاستقرار طيلة الأربعة عقود والنصف الماضية، ومع إدراك هذه الدول بأن نظام الأسد سيسقط إن عاجلا أم آجلا، فإن المطلوب منه أن لا يترك السلطة إلا وقد حول سورية لخراب وركام وقتل وتشريد، لتصبح سوريا دولة فاشلة، هزيلة، مفككة ومنهكة اقتصادياً، ليس بمقدورها النهوض مجدداً قبل مرور عقود عديدة، وهذا ما نجح لغاية الآن نظام الأسد في تحقيقه بامتياز لحساب المعسكر الصفوي الصهيوأمريكي.