الرئيسة \  واحة اللقاء  \  النصرة: البرغي في الآلة الهائلة!

النصرة: البرغي في الآلة الهائلة!

13.04.2013
طارق مصاروة

الرأي الاردنية
السبت 13/4/2013
أحدث إنتماء جبهة النصرة للقاعدة، هزة لم تكن بعيدة، في المشهد السوري، ولعل الولايات المتحدة وأوروبا وملحقاتهما في المنطقة أعادت تقييم الاصطفاف مع النظام أو مع الثورة.. فكان المخرج منذ البداية انتظار النتيجة، والنتيجة هي ليس الحسم، وإنما ترك الصراع ينهي نفسه بإنهاك كافة الأطراف!!.
واشنطن كانت، وربما ما زالت، تريد أن تكون سوريا موقعاً لاستنفاذ قوى الإيرانيين وانفاقهم السخي على النظام وعلى حزب الله.. هذا إلى جانب حصار قاتل على البترول الإيراني ونظام إيران البنكي.
وواشنطن الآن تدير ماكنة الاستنفاذ ذاتها في مصر، وليبيا، وتونس، وغزة.. وكل جماعات الاخوان في المنطقة. وظهور جبهة النصرة بهذا الحجم، وبهذا الارتباط الواضح بأكبر عناصر الإرهاب في العالم..قد يبدو في مصلحة نظام الأسد، أو قد يبدو في مصلحة الاخوان المسلمين واعتدالهم التكتيكي.. لكن تجربة القاعدة في العراق لم تقدم أية خدمة لنظام الاحتلال الأميركي، ثم لنظام البيت الشيعي.. بل ان إنتماء القاعدة للسُنّة، أدى إلى اضعاف الاخوان المسلمين إلى حد أن زعيمهم طارق الهاشمي لم يجد من يدافع عنه حتى في تحالف الكتلة العراقية، أو العلاقات الجيدة مع الكرد. وبقيت القاعدة تقوم، ولو إعلامياً، بدور مقاومة الاحتلال.. حتى استفاق السُنَّة، وقبائلهم في الغرب والشمال بتنظيمات الصحوة التي تخلصت إلى حد كبير من القاعدة، وأعادت السُنّة إلى «العملية السياسية»، واندمجت إلى حد بعيد بكل من يريد الاطاحة بنظام البيت الشيعي، فالقاعدة الآن تتعامل بالمتفجرات في بغداد وبعض مدن الشمال والوسط، ويكسب البعثيون بأسمائهم المختلفة: ثورة العشرين، والمجاهدون، وغيرهما من التنظيمات التي يديرها البعثيون!!.
الصحوة السورية، لن تكون في مصلحة النظام ولا في مصلحة التيار الديني السياسي في سوريا. وإنما ستكون كما يجب أن تكون: المادة التي تبقي حطب الحرب مشتعلة، وتؤجل الحسم إلى مرحلة انهاك المتحاربين، وانتظار الخطة الأميركية للمنطقة ككل وإلى أن يتم ترتيب عملية السلام الفلسطينية (العربية) – الإسرائيلية التي تقوم بخطى متسارعة أكثر مما يبدو للباحث عن الأخبار المثيرة، فالمطلوب عزل سوريا ومصر وإيران بكل أدواتها عن العملية السياسية، وعزل الفلسطينيين والأردنيين عن «مواقفهم المبدئية» وادخالهم في تفصيلات السلام. أما المُموّل لكل ذلك.. فجاهز!! مع أن بعضه يلعب لعبة الشطارة!!.