الرئيسة \  واحة اللقاء  \  انتعاش الآمال بحل سلمي للأزمة السورية

انتعاش الآمال بحل سلمي للأزمة السورية

12.05.2013
رأي الدستور

الدستور
الاحد 12/5/2013
لقي الاتفاق الاميركي - الروسي بضرورة حل الازمة حلاً سلمياً واستبعاد الحل العسكري تثميناً عالياً من الدول المعنية بالازمة وخاصة الاوروبية، ومن النظام واغلبية اطياف المعارضة السورية، باعتباره الحل الوحيد الممكن بعد فشل الحلول العسكرية، وتحول القتال الى حرب اهلية قذرة، تنذر بتحويل القطر الشقيق الى ارض محروقة، ومدنه التاريخية الى مدن أشباح تفوح منها رائحة الموت، الى جانب دخول الجماعات المتطرفة، وخاصة جبهة النصرة الى ساحة المعركة، وممارسة احقادها وجرائمها ضد الابرياء، وهدم مقامات وقبور الصحابة “حجر بن عدي الكندي” وهجرة ملايين السوريين الى الداخل ودول الجوار، وقد تجاوز عددهم خمسة ملايين لاجىء يعانون من مأساة مروعة في ظل شبح الخوف والموت الذي يلاحقهم وتخلي المجتمع الدولي عن اغاثتهم، وتقديم ما يلزم لتوفير اسباب الحياة الممكنة لهم.
وفي هذا السياق، نذكر بموقف الاردن المبدئي بضرورة تبني الحلول السلمية، الذي طرحه جلالة الملك عبدالله الثاني مبكراً وكرره أكثر من مرة، وخاصة خلال زيارته الاخيرة لواشنطن، ومحادثاته مع الرئيس الاميركي “اوباما” واركان الادارة الاميركية، تؤكد خطورة اللجوء الى الخيار العسكري، وخطورة سقوط النظام في ظل وجود المتطرفين، والذين يشكلون خطرا على المنطقة كلها، ويشكلون سبباً هاماً لزعزعة الامن والاستقرار.
إن أهمية الاتفاق الاميركي - الروسي هذا انه يجيء بعد عامين واكثر من انفجار الازمة السورية، وبعد فشل اي من الطرفين: المعارضة والنظام في حسم الوضع عسكريا، ما يعني استمرار الازمة، وارتفاع وتيرة التطرف بعد دخول أعداد كبيرة من “جبهة النصرة” والموالين لها، الى الساحة السورية، وانتقال تداعيات الازمة وخطورتها الى دول الجوار، بفعل استمرار عمليات اللجوء والهجرة، ما يشكل خطرا على هذه الدول بسبب الكلفة الباهظة لاستيعاب اكثر من نصف مليون لاجىء في الاردن وحدها ومثله في لبنان، واحتمال وصول العدد الى مليون لاجىء قبل نهاية العام، وهو ما يعتبر بكل المقاييس فوق طاقة الاردن وقدرته على استيعاب هذا العدد الكبير وخاصة ان اقتصاده مرهق، ما دفعه الى رفع ملف اللاجئين الى مجلس الامن لوضعه امام مسؤولياته بضرورة التدخل لانقاذ الشعب الشقيق من خلال الحل السلمي، وانقاذ اللاجئين بتقديم مساعدات مادية عاجلة للاردن لتمكينه من الوفاء بواجباته والقيام بالتزاماته الانسانية ازاء الاشقاء.
مجمل القول : لا شك ان وجود المتطرفين يعتبر سبباً جوهرياً في تحقيق الاتفاق بين الدولتين: روسيا واميركا.. يضاف الى ذلك تداعيات الازمة، ووصولها الى مرحلة الاستعصاء، والعدوان الصهيوني على دمشق.. كلها أسباب عجلت بهذا الاتفاق لنزع فتيل الانفجار.. والذي نأمل ان يرى طريقه الى التنفيذ بأسرع وقت ممكن لوقف سفك دماء الشعب الشقيق، وانقاذه من الكارثة التي تعصف به، وتهدد بتحويله الى دويلات طائفية متصارعة.