الرئيسة \  واحة اللقاء  \  تداعيات الموقف في سورية

تداعيات الموقف في سورية

02.04.2013
أنور ماجد عشقي

عكاظ
الثلاثاء:2 -نيسان -2013
دخل السلاح الكيماوي على خط الأزمة في سورية، وتبادل الطرفان المعارضة والسلطة الاتهامات، حيث استهدف صاروخ كيماوي بلدة خان العسل بحلب وتمكن الجيش الحر من إسقاط طائرة إيرانية تحمل الأسلحة في مطار دمشق، واختلطت الأمور فالشعب السوري المناضل يدفع الثمن. ففي الوقت الذي تطالب فيه السلطة رسميا من الأمم المتحدة بتحقيق دولي في استخدام الجماعات الثورية للأسلحة الكيماوية، تتهم المعارضة السلطة في ذلك، لكن الولايات المتحدة وبعض الدول الأوروبية يقولون بأنه لا يوجد ما يفيد بوقوع مثل هذا الهجوم.
وسط هذه الأجواء يعقد الاتحاد الأوروبي اجتماعات على مستوى وزراء الخارجية في دبلن يوم الخميس القادم، مستهدفا تحديد موقف مشترك حيال تسليح المعارضة السورية، بتزويد مسلحي الجيش السوري الحر بتجهيزات أكثر فعالية خصوصا بصورايخ أرض ــ جو لمواجهة الهجمات الجوية التي يشنها الجيش السوري.
فبريطانيا وفرنسا هما الدولتان الوحيدتان في الاتحاد الأوروبي اللتان لديهما طموح استراتيجي، وتلعبان دورا محركا لإقناع الاتحاد الأوروبي بتسليح المعارضة، أو على الأقل رفع الحظر عن تسليحها، لكن الجانب الأوروبي يبدي ترددا حيال ذلك، كما أن بعض الدول مثل النمسا تعتبر ذلك خطأ جسيما.
أما الولايات المتحدة فتجد صعوبات متزايدة في استيعاب واقع المعارضة السورية ولا تعلم أي الخيارات العسكرية أفضل، وهو ما صرح به رئيس هيئة الأركان الأمريكي الجنرال مارتن ديمبسي مؤخرا.
إن اختيار الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية لغسان هيتو رئيسا للحكومة المؤقتة رغم التحفظ من بعض رموز المعارضة يمهد الطريق للاعتراف الدولي بهذه الحكومة خاصة بعد منح مقعد سورية للائتلاف السوري في قمة الدوحة، وهذا قد يوقف التردد الأوروبي والأمريكي في دعم وتسليح المعارضة، لأن تشكيل الحكومة سوف يغير الموقف في سورية من حرب أهلية إلى حرب تحرير، ويشجع دول العالم على الوقوف إلى جانب الحكومة السورية الانتقالية التي سوف تمهد لانتخابات ديمقراطية في أعقاب سقوط الأسد. الشعب السوري مازال يناضل من أجل إسقاط النظام وسينتصر في نهاية المطاف لأن الظلم قد يستمر لفترة ولكن لن يبقى على الدوام ونظام الطاغية سيسقط عاجلا أو آجلا.
======================
الشهر الأكثر دموية في سوريا
اليوم السعودية
الثلاثاء:2 -نيسان -2013
كان شهر مارس المنصرم أكثر الأشهر دموية في تاريخ السوريين الحديث، فقد التهمت آلة القتل الحربية التي يوجهها نظام بشار الأسد إلى السوريين والمدن السورية، ستة آلاف سوري. وهذا عدد، على الرغم من كثرته، إلا أن عدد الضحايا يبدو أكثر من ذلك.
والسبب في أن شهر مارس هو أكثر الأشهر دموية، هو أن نظام الاسد ورعاته انتقلوا، في إطار خططهم لمهاجمة الشعب السوري، في هذا الشهر، إلى مرحلة استخدام صواريخ سكود، وهي أسلحة تدميرية توجه إلى المدن وتقتل بلا تمييز.
ولا توجه صواريخ سكود إلى المقاتلين، لأنها تفتقر إلى دقة التصويب، وبالذات الصواريخ التي عدلتها إيران، لهذا تنشر دمارها إلى أماكن غير مستهدفة في الأصل.
وتستخدم صواريخ سكود أساساً في ترويع السكان وترهيب الحاضنة الاجتماعية للمقاتلين، وتطلق على المدن والتجمعات السكانية.
وما دام أن النظام قد انتقل إلى هذه المرحلة الخطيرة من أعماله التدميرية لسوريا والسوريين، فإن ذلك، يعني أن النظام ورعاته في طهران وموسكو، قد وصلوا إلى قناعة بأن الثورة السورية تتقدم إلى مراحل خطيرة على وجودهم، فيما ينكمش النظام، ولا بد من استخدام أسلحة أكثر دموية وتدميراً توجه للمدن السورية ولسكانها مباشرة، في محاولات لإنعاش النظام أطول وقت ممكن في مراهنة على نجاح الابتزازات الإيرانية للولايات المتحدة وأمريكا، والتجارة السياسية بين موسكو والدول الأوروبية. أو على أمل حدوث معجزة تبتلع الثوار وتتوج نظام الأسد مجدداً على عرش سوريا ليستمر وكيلاً لطهران وأميناً على مصالحها ومؤامراتها ضد الوطن العربي.
لهذا ليس غريباً أن يرتفع عدد ضحايا آلة القتل الأسدية. ويوجد علاقة طردية بين تقدم الثورة والثوار وعدد الضحايا، واستخدام النظام لأسلحة أكثر خطورة ووحشية. فقد بدأ النظام بقتل المشاركين في الاحتجاجات ببنادق القناصين، ثم بدأ باستخدام نيران المدرعات ثم الدبابات ثم الصواريخ ثم الطائرات وأخيراً استخدام صواريخ سكود بعد أن خرجت مدن سورية كثيرة عن طاعته ورفضت أن تتعامل مع نظام قتل من أبناء شعبه أكثر مما فعل الأعداء. وفي الحقيقة فإن الإيرانيين والروس، الذين يسيطرون على القرار العسكري والسياسي في نظام الأسد، يتعاملون مع سوريا والنظام كأوراق لعبة في منافسة إقليمية ودولية، وهم يقامرون الآن بدماء السوريين وبمدن سوريا، ولا يهمهم كثر عدد القتلى السوريين أو نقص، ولا يأسفون إذا تدمرت مدن سوريا، ولا يهمهم أن يخرج الملايين من السوريين لاجئين هرباً من صواريخ الطائرات وصواريخ سكود. ما يعنيهم أن يستمروا في اللعبة إلى نهايتها، وإذا خسروا فإن الضحايا سوريون عرب، وليسوا إيرانيين ولا روسا، ولا المدن التي تهدم إيرانية أو روسية، لهذا يستمرون في المواجهة.