الرئيسة \  واحة اللقاء  \  جبهة النصرة وجبهة الثمانية.. والدور المطلوب!

جبهة النصرة وجبهة الثمانية.. والدور المطلوب!

15.04.2013
خالد هنداوي

الشرق القطرية
الاثنين 15/4/2013
يبدو جليا أن اللانظام السوري القاتل كلما انحدر إلى الهاوية وهو في الربع ساعة الأخيرة حاليا من سلطنته الأسدية رجع بمعونة شركائه المجرمين يخلط الأوراق المحلية والإقليمية عسى ذلك أن ينعشه ولو لردح قليل من الوقت وإن الذي يتعامل بالبصر والبصيرة مع تقلباته ومناوراته والتقية التي يجيدها أكثر من سيده الإيراني يعرف تماما كيف استعمل منذ بدايات الثورة السورية المجيدة مصطلح الإرهاب والجماعات المندسة التي تسعى للتآمر عليه من الداخل والخارج حتى جعلها مؤامرة كونية ضده. مع أن العكس هو الصحيح كما دلت دلائل المشهد الساطعة أن معظم المجتمع الدولي خصوصا إسرائيل وإيران وروسيا وحزب الله ومالكي العراق ومن لف لفهم علنا وسرا هم المتآمرون الكونيون على الثورة والشعب السوري المقاوم لنيل حريته وكرامته وذلك حفظا لأمن بني صهيون الذين هم بدورهم يحرسون مصالح الغرب وعلى رأسه أمريكا والشرق وعلى رأسه روسيا. وبناء على هذا التأسيس ندرك إذا كنا عاقلين أن هذا اللانظام الذي أجاد بأمر أسياده من قبل صناعة الإرهاب وتصديره إلى لبنان والعراق خصوصا وإلى مواطن كثيرة في العالم عموما وتشهد اغتيالاته القديمة والحديثة على ذلك كيف غدا يستثمر عمل جبهة النصرة الذي يبدو أنه عقد القران مؤخرا مع القاعدة في التصريحات الحالية ومبايعة أيمن الظواهري زعيم هذا التنظيم، وحتى لا ندخل في عمق الموضوع فإننا من باب إحقاق الحق من حيث الظاهر والواقع لا بد أن نعتبر أن كل مناجز للعصابة الأسدية المجرمة هو وطني بامتياز دون تشكيك بنيته ولو وقف العالم بأسره ليصفه بالإرهاب الخطير ويتقن العزف على هذا الوتر ناسيا أو متناسيا الإرهاب العالمي الذي نشرته أمريكا وإسرائيل بعقليتهما المسلحتين وناسيا ومتغابيا عن الإرهاب الجهنمي الذي لم يشهد له التاريخ مثيلا وهو ما تواصل به العصابة الأسدية وحزب الله وإيران صب حممها على الأبرياء وتحرق الأخضر واليابس في أرض الشام الغالية. إن الإرهاب كل الإرهاب ممن يتأخر عن نجدة سورية عضو الأسرة الدولية، والإرهاب كل الإرهاب هو في قصف بيوت الله وأقداس الأديان والتي كان من أعزها أمس هدم مئذنة الجامع العمري في درعا، هذا المسجد الذي أمر الخليفة الثاني عمر بن الخطاب رضي الله عنه ببنائه حين مر بدرعا، وهكذا منذ أكثر من ألف وأربعمائة عام هجري يبقى هذا الصرح الإسلامي شاهدا على حضارة المسلمين ويذكر عمر عندما يذكر ولكن أعداء عمر الباطنيين لم يعودوا يحتملون جهاد محبيه فقصفوه حتى خرت المنارة التاريخية منذ ألف وأربعمائة عام، الإرهاب كل الإرهاب في الدور البلطجي العالمي الذي يلعبه المجتمع الدولي بكل وقاحة لمزيد من الدماء طبعا لأنها ليست دماء صهيونية، إذ لو كانت كذلك لما دام الصراع أسبوعين وهو يدخل على دمائنا العام الثالث! ولكننا مع كل ما قدمته جبهة النصرة القليلة العدد أصلا ولكن يجري التضخيم الإعلامي لها محوا لهالة الجيش الحر أو تقليلا منه، وإن الجبهة ما زالت تقدم التضحيات والانتصارات بعمل متقن مدروس إلى حد كبير ولكنه إذا كان لكل عمل آفة فإنما تتمثل تلك الآفة ببعض الأساليب التي لم يقرها معظم الشعب والجيش الحر رغم اتفاقه مع بعض الأمور العامة مع الجبهة لكن دون أي ارتباط عضوي معها إلا بالتنسيق المفيد للجميع في المعركة، ومما زاد ذلك إعلان الجبهة انضواءها الصريح تحت راية القاعدة بعد صمت طويل علما بأن فكر القاعدة عموما غير مستساغ في سورية وأعتقد أنه لن يتمكن من النبات فيها مستقبلا. وإن شعبنا الذي هب للثورة لم يكن يعرف القاعدة التي دخلت على الخط بشكل فعلي مؤخرا فلا يتشدقن الناطق باسم جريدة الوطن في دمشق ليقول لشعبنا كفاكم كذبا إن القاعدة وراءكم، إنه يعرف حقا من الكاذب المدلس وكذلك يكذب من لف لفه أن القاعدة هي العدد الأكبر من الجيش الحر بل هي فصيل صغير بالنسبة له، ومع ذلك فإننا نرفض رفضا قاطعا أن يستغل اللانظام السوري ذلك لتبرير حربه على الشعب بما يسمى الحرب على الإرهاب، فليست النصرة ولا حتى القاعدة هما اللتان تسببتا في قتل مئات الآلاف وسجن أكثر منهم والاعتداء على الحرائر وتهجير الملايين، ناهيك عن النازحين بالملايين داخل الوطن، إن الأسد هو الذي يمارس بأمر أسياده المعروفين إرهاب الدولة، هؤلاء الأسياد الذين اتخذوا ذلك ذريعة لسحب أي قرار بتسليح المقاومة نوعيا لما التأم جمع جبهتهم الكرتونية بما يسمى مؤتمر الثمانية (جي 8) أمريكا وروسيا وبريطانيا وفرنسا وكندا وإيطاليا واليابان وألمانيا، حيث التقى وزراء خارجيتهم في لندن ليقول وليم هيغ إن الأزمة السورية تصدرت مناقشاتهم ولكنها فشلت حيث تنمر لافروف وزير خارجية روسيا بل سورية ليفكك شملهم ويخوفهم بفزاعة القاعدة وتصريحاتها المتزامنة تماما مع ذاك المؤتمر، إننا نجتهد أن الاختراقات الاستخباراتية العميقة العاملة - ولو بشكل غير مباشر- منذ دخول النصرة على الخط قد وصلت إلى بعض أهدافها سيما أن القاعدة كانت مخترقة أكثر من بعض التنظيمات الأخرى التي قد لا تسلم من ذلك أيضا، وإن كثيرا من المشاهد المتعاقبة في الصراعات المعاصرة أثبتت لنا ولو بعد حين أنه تم مثل ذلك، وإن كل هذا لتبقى الدول الغربية مرهونة للقرار الروسي إن لم تكن متواطئة معه سرا، فإن كان الأول فإن هؤلاء كذبوا علينا كثيرا وما زالوا يقولون إن أيام الأسد معدودة مما يثبت ضيق عطنهم من جهة أو سخريتهم بنا أو عدم مبالاتهم بما يجري إذ إنهم لم يدافعوا ويقفوا موقفا جديا حتى بعد قتل عدد من صحفييهم ومراسليهم.
 
إن هذا الانقسام في الرؤية تجاه الأزمة السورية غير أخلاقي أبدا، ويدل بوضوح أنهم لا يريدون للثورة أن تبلغ مبتغاها وأن مصالحهم المعروفة فوق حقوق الإنسان، وأنهم لا يسألون البتة عن وصمة عار تلحقهم في التاريخ فالميكيافيللية أعظم عندهم من هذا التاريخ كما صرح كيري مؤخرا في كلامه عن مرحلة انتقالية بتيارات معارضة وموالية للأسد دون العمل الجاد حتى لحفظ مصالحهم والاصطفاف مع الشعب كي يرحل هذا المجرم وعصابته، وأما هيغ فهو مرة أخرى يقول: إن بلاده تفكر في دعم المعارضة، وهو ما يتساوق مع اتجاه روسيا، فما الفرق يا ترى بينهما؟! وإننا نعتقد كذلك أن إثارة جبهة النصرة اليوم ومبايعتها للقاعدة وموقف جبهة الثمانية العاجز المتآمر ما هما إلا لصرف النظر عما يجري في الداخل من تصاعد المذابح بعد هذين الموقفين ومن حجب المشهد الخطير الذي يجري في مدينة حمص التي يعمل اللانظام اليوم على تقسيمها ووضع الحوائط الأسمنتية الفاصلة بين السنة والعلويين ودعم جنود حزب الله له في منطقة القصير وقد قتل العديد منهم في المعارك لضمها إلى حمص وتشكيل الدويلة العلوية المدعومة من إيران وحزب الله، وستكون إسرائيل أول من تعترف بها حماية لهم جميعا من الثوار الأحرار الذين لا يبيعون ضمائرهم لأحد، ولكننا نثق بالله وبقوة المؤمنين أن سورية أقوى من التقسيم وأن القادم القريب سيحسم المشهد إن شاء الله، فيا أهلنا في الشام والبلاد العربية والإسلامية ادعموا إخوانكم وقطعوا أوصال المشروع الإيراني المتآمر مع المجتمع الدولي وإلا فستندمون ولات ساعة مندم.