الرئيسة \  واحة اللقاء  \  سلاح كيماوي في سوريا

سلاح كيماوي في سوريا

05.04.2013
د. فهد الفانك

الرأي الاردنية
الجمعة 5/4/2013
هل تم استعمال السلاح الكيماوي في الصراع الدمـوي الدائر في سوريا ؟ ما زال هذا الموضوع محاطاً بالغموض. مصادر الولايات المتحدة تقول إنه لم يثبت أن سلاحأً كيماوياً قد استعمل فعلاً، وإسرائيل تؤكد من جانبها أنه استعمل بالفعل.
كل طرف في سـوريا يتهم الطرف الآخر بأنه استعمل السلاح المحظور، وأميركا تهدد بالتدخل عسكرياً إذا تم اجتياز الخط الاحمر، ومن هنا مصلحتها في عدم تأكيد حصول ذلك لأنه يعفيها من تدخل تريد أن تتجنبه بأي ثمن.
الشيء الثابت أن هناك تهماً متبادلة، فإن كانت صحيحة فهذه مأساة تضاف إلى مآسي الشعب السوري المنكوب، وإذا كانت مختلقة فإنها تعتبر بالون اختبار وجساً لنبض المجتمع الدولي تمهيدأً لاستعمالها.
عندما تمت عسـكرة الحراك الشعبي في سوريا وتحويله إلى عمل مسلح، قلنا إنه صراع بين السيء والأسوأً، ولم نحدد في حينه أيهما السيء أو الأسوأ وإن كان الإرهاب أسوأ من الاستبداد.
يشتد الصراع الآن والتنافس على موقع الطرف الأسوأ، فإذا كان النظام متهمأ بقتل شعبه فإنه يجرب كل يوم عن طريق الممارسة إثبات هذه التهمة، وإلا فما معنى ضرب الاحياء السكنية بالمدفعية والطائرات، وإذا كان الثوار متهمين بأنهم مجموعات من الإرهابيين فإنهم يجربون كل يوم إثبات هذه التهمة، وإلا فما معنى تفجير مسجد بمصليه وقصف جامعة بطلابها ونهب مصانع ومتاجر حلب.
إذا لم يستعمل السلاح الكيماوي في الصراع الدائر في سوريا حتى الآن فإنه سيستعمل حتماً، وفي معركة كسر عظم ليست هناك حدود إخلاقية أو قانونية تردع طرفاً أو آخر عن اللجوء إلى المحظورات.
يتساءل البعض عن الأسباب التي حالت حتى الآن دون تدخل إسرائيل أو أميركا عسكرياً طالما أنهما معاديان للنظام السوري، ولكن لماذا التدخل إذا كان ما يحدث في سوريا من دمار أشد مما يمكن أن يحصل بالتدخل، ولماذا التعجل طالما أن الدولة السورية في حالة انهيار ذاتي دون تدخل إسرائيلي.
يكفي تزويد المعارضة (المعتدلة) بأسلحة نوعية لتدمير دبابات الجيش السوري وطائراته، فهذا أسهل وأقل كلفة من قيام أميركا أو إسرائيل بهذه المهمة.
هناك في سوريا من يقوم بالدور الذي ترغب فيه إسرائيل دون أن تتحمل كلفة مادية أو معنوية، يكفي أن تتفرج على دولة عربية أخرى تنهار تحت عجلات الربيع العربي.