الرئيسة \  واحة اللقاء  \  شهر سوري حاسم

شهر سوري حاسم

21.04.2013
يحيى محمود

الرأي الاردنية
الاحد 21/4/2013
الحديث عن تطورات مهمة سيشهدها ملف الازمة السورية خلال الشهرالمقبل ليس مقطوع الصلة بتطورات الاوضاع على الارض، الا انه متصل بشكل اكبر بالتحركات الاقليمية والدولية المنتظرة خلال الايام والاسابيع القليلة المقبلة.وفي هذا السياق تجيء النية الاردنية في التوجه الى مجلس الامن من زاوية البعد الانساني، بهدف وضع المجتمع الدولي امام مسؤوليته تجاه مأساة اللاجئين السوريين، والاثار المترتبة على الاقتصاد والاستقرار الاردني بسبب ما يجري في الجوار السوري القريب.وتجدر هنا ملاحظة ان العديد من المنظمات الدولية اصدرت اقوى تحذيراتها من حجم الكارثة التي تشهدها سوريا في تزامن مع هذا التوجه الاردني ،الذي ظل متمسكا منذ البداية بخيار الحل السياسي والتغيير السلمي في سوريا.
وبالنظر الى ان فرص الحل السياسي القائم على التوافق مرشحة للمزيد من التراجع في ضوء الاستقالة المنتظرة للمبعوث العربي الدولي الاخضر الابراهيمي، وجمود مشروع التفاهم الاميركي الروسي،فان التوظيف المتبادل لمأساة المدنيين السوريين مقيمين ولاجئين ينتظر له ان يكون عنوان للخطوة التالية، التي يراد للازمة السورية ان تواجهها.وفي الوقت الذي لن يتوقف فيه الدعم الروسي الايراني للنظام مع تواصل عمليات التسليح العربي والغربي للمعارضة السورية ،فان مواقف الاطراف من اليات حماية المدنيين ستكون هي موضع المساومة التالية، بهدف احداث اختراق يعزز موقف هذا الطرف او ذاك.
واذا كانت روسيا ستتمسك في مجلس الامن بموقفها الرافض لاقامة مناطق عازلة في الداخل السوري لايواء اللاجئين، فانها تعلم ايضا حجم الازمة التي تسببت بها موجات اللجوء في دول الجوار، وان ارسال بضع طائرات اغاثة روسية الى هذه الدول لايشكل اسهاما يتناسب وحجم المشكلة القائمة . كما ان التقارير التي ستتلى من على المنابر الدولية حول حجم الكارثة التي يعيشها الشعب السوري ستصعب من المهمة الروسية في عرقلة القرارات الدولية بدعوى سيادة الدولة السورية، التي لم يعد بالامكان التغطية غلى فشل نظامها في حماية المدنيين، بافتراض انه ليس هو الذي يستهدفهم بالقتل والتشريد وفقا للرواية الرسمية.
وفي المقابل فان المواقف الاميركية والاوروبية خلال جولة المداولات المقبلة ستوضح حقيقة هذه المواقف، ومدى الرغبة في الانتقال الى مرحلة جديدة من التدخل في الازمة السورية، والمساهمة في تحمل تبعات اقامة المناطق العازلة في شمال وجنوب سوريا.وباستذكارتصريحات وزير الخارجية الروسي التي اكد فيها ان الولايات المتحدة تختبئ خلف الفيتو الروسي لاعفاء نفسها من التدخل المباشر بالازمة السورية، فان مؤشرات حدوث تحول ما في الموقفين الاميركي والروسي خلال الاسابيع المقبلة يظل واردا،الامر الذي يجعل خيار التدرج في اسقاط النظام القائم عبر بوابة المناطق العازلة المرعية دوليا اقرب من اي وقت مضى . ومن المهم هنا التنويه الى ان التوافق الملحوظ على اهمية التصدي المبكر للجماعات المتطرفة في المعرضة السورية بدأ يؤدي دوره على ارض الواقع السوري كرأس جسر للتدخل الدولي المباشر الذي منعه طوال الفترة الماضية الفيتو الروسي والفتور الاميركي .