الرئيسة \  واحة اللقاء  \  لا للمساعدات الروسية!

لا للمساعدات الروسية!

09.04.2013
صالح القلاب

الرأي الاردنية
الثلاثاء 9/4/2013
لو أنَّ هذا البلد، المملكة الأردنية الهاشمية، يتصرف على أساس :»العين بالعين والسنُّ بالسِّن والجروح قصاص» لكان رَفَض، مع المزيد من الشتائم واللعنات، التبرع الذي جاءت به طائرة روسية والذي هو عبارة عن ستة وثلاثين طنَّاً من المواد الغذائية إلى الأشقاء اللاجئين السوريين الذين نزحوا من بلادهم هروباً بأرواحهم وأرواح أطفالهم من قنابل الطائرات ومن صواريخ «سكود» و»تشوكا» وقذائف المدافع الثقيلة التي كلها جاءت تبرعات من روسيا ليقتل بها «حليفهم» الشعب السوري ويجبر الملايين منه على الفرار من مدنهم وقراهم وليحول هذه المدن والقرى إلى خرائب وأطلال دارسة.
«يقتلون القتيل ويمشون في جنازته» فلولا الروس ومواقفهم ولولا أسلحتهم وذخائرهم التي بقوا يزودون بها نظام بشار الأسد فلما إستقبل الأردن ولا يزال يستقبل كل هذه الأعداد الهائلة من الأشقاء السوريين الذين لا يستطيع هذا البلد ولأسباب ودوافع كثيرة أن يغلق الأبواب في وجوههم وأنْ يردهم عن حدوده بالرصاص ليعودوا إلى مواجهة القذائف الروسية التي مزَّقت صدور عشرات الألوف منهم وأجساد أطفالهم ونسائهم.
علينا أنْ نقول لروسيا أنه من غير الممكن تمرير هذه الألاعيب علينا وأن تُرسل ستة وثلاثين طناً من المواد الغذائية إلى اللاجئين السوريين الذين إقتلعوا من مدنهم وقراهم والذين أُجبروا على ترك منازلهم والفرار بأرواحهم وأعراضهم وبأجساد أطفالهم بينما وفي الوقت ذاته ترسل إلى النظام الذي أجبرهم على مغادرة وطنهم مئات الأطنان يومياً من الذخائر والأسلحة المحرمة دولياً وكل هذا بالإضافة إلى الخبراء الذين يتولون إستخدام الأسلحة الكيماوية والغازات السامة التي ترفض موسكو أكثر من رفض نظام بشار الأسد نفسه إستقصاءات فريق الخبراء الدوليين حولها.
كان يجب أنْ يُقال للروس :شكراً وكثر الله خيركم وإذا كنتم صادقين في عواطفكم الجياشة هذه وإذا كانت دوافعكم ليست إستعراضية للتغطية على إصطفافكم إلى جانب المجرم ضد الضحية فقد كان عليكم أنْ لا تعترضوا بـ»الفيتو» قرارات مجلس الأمن الدولي المتعلقة بإيجاد مناطق آمنة لهؤلاء المهجرين واللاجئين داخل وطنهم والمتعلقة أيضاً بضرورة إلزام هذا النظام إلزاماً بالتوقف عن قتل وتشريد شعب من المفترض أنه شعبه وبالإستجابة لكل المحاولات الدولية والعربية لحل هذا المأزق بالأساليب السياسية وبالطرق السلمية.
إنه لا يجوز قبول مساعدات روسيا الإنسانية هذه إلى هؤلاء الذين شردوا من وطنهم وأُخرجوا من قراهم ومدنهم ومنازلهم تحت ضغط الأسلحة والذخائر والصواريخ الروسية وبسبب الإنحياز الروسي الذي وصل إلى حد المشاركة الفعلية في هذه الحرب القذرة التي يشنها نظام بشار الأسد على الشعب السوري الذي كل ذنبه أنَّ أطفال درعا كانوا قد كتبوا على جدران مدرستهم بعض شعارات ثورات الربيع العربي.
إنه لا يجوز قبول هذه المساعدات التي دافعها الضحك على الذقون والسعي للتغطية على المشاركة الروسية الفعلية، بالخبراء وبالذخائر وبالأسلحة وبالقواعد العسكرية وبالألاعيب والمناورات السياسية، في هذه الحرب المدمرة التي دخلت عامها الثالث قبل أيام والتي بات مؤكداً أن هذا النظام، بالإعتماد على الروس والإيرانيين، سيستمر بها إلى أنْ لا يبقى حجرٌ على حجر في هذا البلد الذي قدره أنْ يبتلى بهذا النظام إذا لم تكن هناك وقفة عربية ودولية جديَّة.