الرئيسة \  واحة اللقاء  \  .. ليسوا إرهابيين!

.. ليسوا إرهابيين!

29.12.2013
طارق مصاروة


الرأي الاردنية
السبت 28/12/2013
.. خطأ، ليس في حق الاخوان، لكن بحق مصر! فلا يمكن أن يكون هناك مليون وبعض المليون إرهابي وان صحَّ ذلك فإن مصر تنتحر.. وحتى ندرك حجم الخطأ فإن معلوماتنا تقول إن عدد المعتقلين من أعضاء الجماعة لا يتجاوز الألفين وخمسمئة معتقل.. ومعنى ذلك أن بقية المليون وبعض المليون.. ليسوا إرهابيين!
وهذه الدعاية نسمعها من دمشق منذ البداية بأن المعارضة التي اندلعت سلمية في الشارع وتحوّلت بعامل القتل الاجرامي إلى معارضة مسلحة هي مجرد مجموعات إرهابية يقوم الجيش وحلفاء النظام اللبنانيين والعراقيين والإيرانيين.. بقتلهم!!. هكذا دون الوقوف عند سبعة ملايين مُشرد من بيوتهم، وثلاثة ملايين لاجئ يهربون بأرواحهم من "سوريا الأسد" إلى الشقاء والجوع والبرد والمرض!
هل نحن أمة إرهابيين في مصر وسوريا وليبيا والعراق؟!. وهل تستحق هذه الأمة الكارثة ذاتها التي صنعها الكيان الصهيوني على أرض فلسطين؟
أيام كنا شباباً في دمشق في الخمسينيات، قتل أحد الجنود ضابطه عدنان المالكي.. وبعد أيام كان هناك ستون ألف معتقل في السجون ومعسكرات الجيش، والملاعب الرياضية من "القتلة السوريين القوميين"!!. وبعد أشهر شملت الحملة حزب الشعب والكتلة الوطنية.. وتبجح البعثيون والشيوعيون في مجلس الوزراء، ورئاسة الأركان لفترة حتى ذهب الجميع إلى حضن عبدالناصر.. الدافئ!
لا أحد يوافق على اختطاف الاخوان لانتفاضة مصر على نظام متعفن، "وتمكين" أنفسهم في قصر الحكم ومجلس الشعب، والمحافظات ووضع الجميع في شوارع الاحتجاج!!. وقد تكون قياداتهم تحمل بذرة القمع والقتل والاغتيال.. وقد تدخل الجيش إلى جانب الشعب واطاح بالتمكين.. لكن وصف جميع الاخوان بأنهم إرهابيون فذلك مبالغة في العِداء!
بالمنطق البسيط فقد يتفق أربعة أو خمسة أو عشرة على خيانة وطنهم. لكن أن يتفق الملايين من الناس على خيانة بلدهم.. فمعنى ذلك أننا أمام ما هو أكبر من "الانقلاب".. معنا أننا ننتمي إلى أمة متخلفة وشعب لا همّ له إلا القتل والتحريق والاغتيال!!. وأمتنا ليست كذلك، وكما نرفض "تمكين" الاخوان من استعباد مصر، فإننا نرفض وصف الاخوان كلهم بأنهم إرهابيون.
قد تخطئ قيادات الاخوان، وقد تكون طالبة حكم بأي وسيلة، وقد تكون نهّازة فرص.. لكن الملايين من أعضاء الجماعة لا يمكن أن يكونوا إرهابيين بالأهداف، والتنظيم، والعمل السياسي!
علينا أن نتوقف عن جَلْدِ هذه الأُمّة!