الرئيسة \  واحة اللقاء  \  مرسي وحلفاء بشار .. تقديم البديل الاستراتيجي

مرسي وحلفاء بشار .. تقديم البديل الاستراتيجي

03.05.2013
احمد فودة

الشرق القطرية
الجمعة 3/5/2013
حينما أعلن الرئيس محمد مرسي موقفه المؤيد للثورة السورية في أول خطاب رسمي له بجامعة القاهرة، كان يعلم جيدا أن ترجمة هذا الموقف على أرض الواقع يحتاج إلى جهود ضخمة تقوم على مبدأ رئيسي في إطار العلاقات الدولية يقول بأن فض التحالف بين دولة وأخرى يتطلب تقديم البديل الاستراتيجي الذي يعوض تلك الدولة عن خسارتها ثمار هذا التحالف.
وهذا ما بدأ الرئيس في العمل على تطبيقه منذ الأسابيع الأولى، حيث سعى إلى محاولة إيجاد البديل الاستراتيجي لحلفاء النظام السوري، والمتمثلين في ثلاث دول أساسية هي إيران وروسيا والصين. حيث قام الرئيس بزيارات متتالية للدول الثلاث ليضع بذور تحالف استراتيجي معهم من خلال عقد العديد من الاتفاقيات السياسية والاقتصادية والعسكرية التي تجعل مصالحهم متقاطعة مع المصالح المصرية.
فقد ذهب الرئيس في أول زيارة رسمية مخططة إلى الصين التي سعى خلالها إلى تطوير وجذب الاستثمارات والمشاريع الكبرى الصناعية والتكنولوجية الصينية في مصر، حيث تم توقيع 8 اتفاقيات ثنائية تشمل مجالات التعاون المشترك في الاقتصاد، والتجارة، والزراعة، والسياحة، والاتصالات، والبيئة، ودفع الاستثمارات بين البلدين. فضلا عن المجال العسكري الذي ما زال طي الكتمان رغم المعلومات التي رشحت وتفيد توقيع اتفاقيات سوف تؤدي إلى قلب المعادلة الأمنية في الشرق الأوسط.
وجاءت بعدها زيارته الثانية لإيران. ورغم أنها أتت في إطار المشاركة في فعالية جماعية دولية هي مؤتمر دول عدم الانحياز، إلا إنه يمكن اعتبارها مخططة بالنظر إلى الظروف المحيطة بها، حيث كانت أول زيارة لرئيس مصري منذ عقود طويلة، فضلا عن حالة العداء الناشبة بين إيران ودول عربية عديدة، خاصة دول الخليج العربية، بسبب سعي طهران إلى تمديد نفوذها في هذه الدول من أجل الهيمنة عليها.
وخلال تلك الزيارة التي لم تستغرق سوى ساعات معدودة، تم الاتفاق على تطوير العلاقات بشكل تدريجي. وقد قام المسئولون الإيرانيون بزيارات متتالية إلى مصر، كان آخرها زيارة الرئيس الإيراني أحمدي نجاد حيث تم الاتفاق على التعاون الاقتصادي والسياسي. كما تم الاتفاق على عودة السياحة الإيرانية إلى مصر.
ورغم محاولة بعض الفصائل السلفية الوقوف أمام محاولات تطوير العلاقات بين البلدين، بحجة المد الشيعي إلا أن ذلك لم يؤثر في هذه المحاولات، نظرا لاعتبارها قضية إستراتيجية لا رجعة فيها.
ثم جاءت زيارته إلى روسيا، التي كانت بداية لخلق أساس لتحالف استراتيجي حقيقي يقوم على التعاون في شتى المجالات التي تحقق مصلحة البلدين، حيث تم الاتفاق على إمداد روسيا لمصر بالغاز الطبيعي وإمكانية ربط خط الغاز الروسي بخط الغاز. كما تم بحث الاستعانة بالشركات الروسية في إعادة هيكلة شركات الحديد والفحم، بالإضافة إلى إقامة خطوط المترو الخامس والسادس في مصر. فضلا عن الاتفاق علي إيفاد وفود روسية إلى مصر للتباحث في تطوير صناعة السيارات ومكوناتها والأثاث والتعاون المشترك مع روسيا والسودان في إطار تصنيع الأخشاب من الغابات المتوفرة في الجانب السوداني. وكذلك تطوير محطات السد العالي لإضافة حوالي 300 ميجا وات لطاقة الإنتاج الحالية، وكذلك التعاون في المجال النووي للاستخدامات السلمية، حيث تم الاتفاق على عمل دراسات لمحطة الضبعة وتطوير مفاعل أنشاص. وأيضا الاتفاق على إنشاء صوامع روسية لتخزين الغلال في الإسكندرية وسفاجا لتكون مصر قاعدة إستراتيجية لتخزين القمح الروسي سواء لبيعها لمصر أو للدول المحيطة.
لقد قطع الرئيس مرسي الجزء الأهم من طريق إيجاد البديل الاستراتيجي لحلفاء بشار الأسد، وقريبا سيكون قادرا على طلب تخليهم عن بشار ونظامه ليتم الإعلان عن انتصار الثورة السورية التي دفعت أغلى تكلفة لثورات الربيع العربي حتى الآن.