الرئيسة \  واحة اللقاء  \  من يُصدِّق هذا؟!

من يُصدِّق هذا؟!

28.04.2013
صالح القلاب

الرأي الاردنية
الاحد 28/4/2013
هناك إستجابة ،تجاوزت كل حدود الذوق والأخلاق والمصلحة الوطنية، لتهديدات بشار الأسد بنقل حرائق سوريا إلى الأردن وفي الحقيقة أن هذه الإستجابة تقتصر على أسماء محدودة ومعروفة من «مسامير صحن» هذا النظام ،الذي قتل من شعبه أكثر مما قتل هتلر من الشعب الألماني وأيضاً أكثر مما قتل ذلك المجرم بول بوت من الشعب الكمبودي، وأيضاً من الذين يعتقدون أنهم قادرون على ترميم شعبيتهم الهابطة من خلال ركوب هذه الموجة القذرة التي سيجد كل من ركبها نفسه ذات يومٍ قريب مذموماً مدحوراً على مزبلة التاريخ.
لقد كان لـ»أدولف هتلر» أنصار حتى عندنا هنا في المنطقة العربية على أساس أنه إرتكب المذابح التي إرتكبها ضد اليهود ،وهذا عيب وعار ويتنافى مع كل القيم الدينية والأخلاقية، ولقد كان هناك أنصارٌ لـ»بول بوت» في تلك المنطقة الآسيوية البعيدة بحجة أنه ثوري لا يُشقُّ له غبار ولا يقعقع له بشنان وأنه ماركسيٌّ أحمر ولكن وبعد ما إتخذ التاريخ مساره الصحيح وبعدما إنتصرت العدالة على دموية هذين المجرمين فإن المؤيدين والأتباع والمرتزقة قد لجأوا إلى الفرار من لحظة الحساب إلى أبعد أرجاء المعمورة.
إنَّ هذا النظام القائم في سوريا زائل لا محالة ،حتى وإن هو إستمر في إرتكاب هذه الجرائم التي بدأ بإرتكابها منذ لحظة «تخليع» أظافر أطفال درعا، ولهذا فإن اللعنة بالتأكيد ستطارد أتباعه و»مسامير صحنه» على قلتهم كما كانت طاردت أتباع هتلر وموسوليني وبول بوت وسلازار ونيْرون وكما هي تطارد الآن أتباع القذافي الذي ستكون نهايته البشعة نهاية بشار الأسد بدون أيِّ شك :»في حكمة الله آية..لكل ظالم نهاية».
والخطر بالنسبة لما يفعله «مسامير صحن» هذا النظام السوري ،الذي تخلى عنه عدد كبير من كبار ضباط جيشه وجنرالاته تحت ضغط أوجاع ضمائرهم تجاه ما يحدث في سوريا، أنهم إستجابة لتهديدات بشار الأسد بنقل حرائق بلده إلى الأردن قد دأبوا على الإساءة للوحدة الوطنية الأردنية من خلال إثارة النعرات الطائفية والعزف على أوتار قضية معيبة من خلال الإستمرار بالتخويف من بعبع مفتعل هو كذبة الوطن البديل.
حتى الآن لم يثبت وعلى الإطلاق أنَّ هناك إستهدافاً لمسيحيي سوريا من قبل المعارضة السورية بكل قواها من منها بتوجه إسلامي ومن منها بتوجه علماني والثابت حتى الآن ،ورغم أن نظام بشار الأسد قد حاول إستخدام ورقة تهجير اللاجئين الفسطينيين إلى الأردن من خلال إستهداف مخيم اليرموك، أنه لم يكن هناك أي نزوح فعلي من المخيمات الفلسطينية السورية ولهذا فإن الإستمرار بعزف الألحان الجنائزية على هذه الأوتار لإخافة الأردنيين وتحريض بعضهم على البعض الآخر يرتقي إلى الخيانة الوطنية مما يستدعي أن تكون هناك وقفة جدية من قبل «القوميين» حقيقة الذين إنحازوا وينحازون إلى جانب الشعب السوري ضد قتلته وإلى جانب الضحية ضد الجلاد.
كيف من الممكن أن يقبل الأردنيون أنْ يكون بينهم من يصفق للتهديدات التي أطلقها بشار الأسد ضد هذا البلد..؟ وكيف من الممكن أن يجد المثقف الأردني بل والمواطن الأردني أيضاً مبرراً لكل هذه المذابح التي يرتكبها هذا النظام ضد شعب من المفترض أنه شعبه..؟! ثم وكيف من الممكن تصديق أنَّ كل الذين قُتلوا بأسلحة وقنابل وصواريخ النظام السوري وسكاكين «شبيحته» والذين تجاوزت أعدادهم عشرات الألوف هم من «القاعدة» ومن «جبهة النصرة»..هل يمكن أن يُصدِّق حتى أصحاب أنصاف العقول هذا ؟!.