الرئيسة \  تقارير  \  استئناف تصدير الحبوب الأوكرانية وأربعة ملايين شخص بدون كهرباء بعد ضربات روسية

استئناف تصدير الحبوب الأوكرانية وأربعة ملايين شخص بدون كهرباء بعد ضربات روسية

07.11.2022
آدم جابر

Untitled 5

استئناف تصدير الحبوب الأوكرانية وأربعة ملايين شخص بدون كهرباء بعد ضربات روسية

آدم جابر

القدس العربي

الاحد 6-11-2022

باريس ـ “القدس العربي”: خيمت مسألة الحبوب على تطورات الملف الأوكراني هذا الأسبوع على خلفية تعليق روسيا مشاركتها في اتفاق تصدير الحبوب الأوكرانية عبر موانئ البحر الأسود، متّهمة أوكرانيا باستخدام ممر شحن آمن أقيم بموجب الصفقة لشن هجوم بمسيّرات على أسطولها في البحر الأسود. وهي خطوة أثارت حفيظة كييف وحلفائها الغربيين، وسرعان ما تراجعت عنها موسكو ليتم استئناف تصدير الحبوب الأوكرانية يوم الخميس الماضي، لتغادر سفن شحن محملة بالحبوب الموانئ الأوكرانية، وذلك في أعقاب تدخلات دولية، وبعد اتصال الرئيس التركي رجب طيب اردوغان بنظريه الروسي فلاديمير بوتين والأوكراني فلودومير زيلينكسي بشكل منفصل.

ورغم إعلان استئناف نقل الحبوب الأوكرانية بموجب الاتفاق الذي أبرم في شهر تموز/يوليو الماضي بوساطة تركيا والأمم المتحدة، إلا ان الجانب الروسي أوضح أنه لم يُقرر بعد ما إذا كانت موسكو ستمدد مشاركتها في الاتفاق الذي تنقضي مهلته في وقت لاحق من هذا الشهر. وفي هذا الصّدد، أوضح المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف إنه “قبل اتخاذ قرار بشأن التمديد، ستحتاج بلاده إلى تقديم تقييم شامل لفعالية الاتفاق، الذي يُفترض تجديده يوم 19 تشرين الثاني/نوفمبر. وقد رحب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي باستمرار اتفاق تصدير الحبوب عبر البحر الأسود، قائلاً إنه مهمٌ للعالم بأسره. واعتبر أن طلب موسكو الحصول على ضمانات يظهر ضعفها، ونفت الخارجية الأوكرانية تقديم ضمانات أمنية بخلاف تلك الموجودة في الاتفاق الأصلي. بدورها، أشادت الولايات المتحدة باستئناف الاتفاق، داعية الأطراف المعنية إلى “تمديده”.

ضربات موسكو

خطوة موسكو بتعليق مشاركتها في اتفاق إسطنبول تصدير الحبوب، كانت قد قوبلت بمموجة استنكار دولية، حيث شدد شددت الأمم المتحدة على أهمية الاتفاق بالنسبة إلى الأمن الغذائي العالمي، خصوصا للدول النامية التي تعتمد على واردات الغذاء الأوكرانية. واعتبر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن روسيا “تضر بالأمن الغذائي العالمي” بقرارها تعليق تنفيذ اتفاق يتيح تصدير الحبوب الأوكرانية.

في غضون ذلك، عادت مظاهر الحياة الطبيعية تدريجيا إلى مناطق جنوب أوكرانيا وشرقها التي استعادت القوات الأوكرانية السيطرة عليها مؤخرا، رغم أن الوضع الإنساني ما يزال هشًا، فيما ظلت الخطوط الأمامية في شرق أوكرانيا وجنوبها جامدة إلى حد كبير في الأيام الأخيرة، لكن الضربات الصاروخية الروسية على منشآت طاقة في كل أنحاء البلاد، أدت إلى انقطاع التيار الكهربائي على نطاق واسع، حيث غرقت ملايين المنازل في الظلام، فيما يقترب الشتاء. وتحدث الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أن “حوالي 4.5 مليون أوكراني وجودوا أنفسهم بدون كهرباء” يوم الخميس الماضي، بسبب الضربات التي شنها الجيش الروسي على منشآت الطاقة.

وخلال اجتماع الخميس الماضي في مدينة مونستر الألمانية، شدد وزراء خارجية الدول الصناعية لمجموعة السبع، أنهم لن يسمحوا لـ “وحشية هذه الحرب أن تؤدي إلى موت جماعي لكبار السن والأطفال والشباب أو العائلات خلال فصل الشتاء المقبل”. وندد وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بربوك، التي تتولى بلادها رئاسة مجموعة السبع حتى نهاية العام، بـ “الأساليب الغادرة” لروسيا في أسلوبها في شن الحرب بمحاولة “تجويع الناس أو عطشهم أو تجميدهم بمهاجمة البنية التحتية المدنية” مشيرة إلى أنه سيتم توصيل مضخات المياه والسخانات والأسرة والبطانيات.

“قنبلة قذرة” في أوكرانيا

وفي خضم ذلك، أعلنت القوات الانفصالية الموالية لروسيا الخميس الماضي عن تحرير 107 جنود في عملية تبادل أسرى مع كييف. وهو تبادل أكدته أوكرانيا، التي استنكرت، من جهة أخرى، “التهجير القسري” في الأراضي المحتلة، حيث حذرت خارجيتها من أن عمليات لنقل سكان منطقة خيرسون، ولا سيما سكادوفسك وكاخوفكا، إلى شبه جزيرة القرم أو إلى روسيا، على غرار ما تقوم به روسيا كما في مناطق زابوريجيا ولوغانسك ودونيتسك، وكذلك في شبه جزيرة القرم.

يأتي ذلك فيما تصاعد التوتر بين لندن وموسكو. حيث تزعم روسيا أن بريطانيا شاركت في الهجمات الأخيرة على أسطولها في البحر الأسود، وهي اتهامات نفتها الأخيرة. واعتبرت الخارجية الروسية أن “هذه الأعمال العدائية من جانب المملكة المتحدة تنطوي على خطر تصعيد الوضع وقد تؤدي إلى عواقب غير متوقعة وخطيرة”. وقد نفت كل من بريطانيا وأوكرانيا الاتهامات ووصفتها بأنها “كاذبة”.

في موازاة ذلك، أعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أنها لم تجد ما يدل على “أنشطة نووية غير معلنة” في أوكرانيا، خلال عمليات تفتيش قام بها مفتشوها بناء على طلب كييف بعد اتهامات روسية لها لأوكرانيا بتطوير “قنبلة قذرة” تتكون من متفجّرات تقليديّة محاطة بمواد مشعّة معدّة للانتشار في الهواء وقت الانفجار. وتمت عمليات التفتيش في كل من “معهد الأبحاث النووية” في كييف، و”المنشأة الشرقية للتعدين والمعالجة” في جوفتي كودي و”منشأة بيفيدني لتصنيع الآلات” في دنيبرو. وكانت موسكو قد اتهمت أوكرانيا بالتحضير لاستخدام قنابل قذرة ضد جنود روس. وهو اتهام قابلته كييف الاشتباه في احتمال أن تقوم موسكو نفسها باستخدام هذا النوع من القنابل، ربما لتبرير استخدام أسلحة نووية تقليدية على وقع تعرض قواتها لانتكاسات. واعتبر الرئيس الأوكراني فولوديمير أن ما وصفه بـ”الاستنتاج الصريح” للوكالة الدولية للطاقة الذرّية يمثّل “دليلًا واضحًا لا يقبل الجدل” على عدم وجود استعدادات لصنع “قنبلة قذرة” في أوكرانيا.