الرئيسة \  مشاركات  \  المؤامرة العالمية على الشعبين السوري والعراقي كمقدمة للسيطرة على الأمة العربية (الجزء الثالث)

المؤامرة العالمية على الشعبين السوري والعراقي كمقدمة للسيطرة على الأمة العربية (الجزء الثالث)

14.11.2022
المهندس هشام نجار

Untitled 12

المؤامرة العالمية على الشعبين السوري والعراقي كمقدمة للسيطرة على الأمة العربية (الجزء الثالث)



المهندس هشام نجار

ذكرت في الجزء الثاني كيف بدأ تاسيس المليشيات الطائفية الشيعية من قبل ملالي إيران بدعم من النظام الطائفي في سوريا  كخطوة لمد النفوذ الفارسي في البلاد العربية تنفيذاً لسياسة التخلص من المكون العربي السني سواءاً بالقتل والذبح والحرق والمجازر الجماعية او بواسطة تهجيرهم كل ذلك تحت حجج مختلقة مبنية على حقد طائفي . ومن شاء ان يبقى في وطنه عليه ان يعلن إيمانه بالدين الصفوي وتنفيذ كل تعاليمه وأوامره.تماماً كما حصل مع المسلمين الايرانيين  قبل ٥٠٠ عام حيث قلب الصفويون عقيدتهم الى المعتقد الصفوي  بحد السيف .

بدأ ظهور هذه المليشيات منذ أوائل الثمانينيات من القرن الماضي ، ليصل عددها حتى عام ٢٠١٩ لأكثر من ٤٠ مليشيا، تختلف في تشكيلها وتسليحها وأعدادها وحتى تنظيمها ومدى قدرتها على القتال.

فأصبح  لهذه المليشيات في العراق وجود راسخ  منذ عام ٢٠٠٧ ، بعد مجيء رئيس الوزراء العراقي السابق الطائفي نوري المالكي.

ويمكن تقسيم نمو تلك الميليشيات قبل  حزيران / يونيو ٢٠١٤، إلى ثلاث مراحل هي:

 

المرحلة الأولى : كانت قبل عام ٢٠٠٣، عندما دعمت إيران سلسلة من الفصائل الشيعية في سياق حربها مع العراق خلال حكم الرئيس المرحوم صدام حسين، وقد كانت كل تلك الفصائل منبثقة، بصورة مباشرة أو غير مباشرة، عن حزب الدعوة ، المنبثق عنه منظمة بدر .

تأسست منظمة بدر في طهران عام ١٩٨١م. من قبل المجلس الأعلى الإسلامي العراقي على يد محمد باقر الحكيم الذي اغتيل في عام ٢٠٠٣، وكان الفيلق يتلقى الدعم والتدريب من إيران،ويتزعمه حاليًا هادي العامري، نائب في البرلمان ووزير النقل سابقا ، ويقدر عدد مقاتليه بـ ١٥ ألف ميليشياوي ،لهم نفوذ في  الداخلية والدفاع وجهاز الاستخبارات

 

المرحلة الثانية : نشأت وترعرعت بعد عام  ٢٠٠٣ م. من المليشيا  الأساسية التي تحدّت منظمة بدر وهو جيش المهدي، الجناح المسلّح للتيار الصدري، الذي انبثق عن تيار أنشأه محمد صادق الصدر الذي أصبح نجله مقتدى الصدر رمزاً للتيار بين عامي ٢٠٠٥-٢٠٠٦ ،

ويُعد جيش المهدي  الجناح المسلح للتيار الصدري، ويتزعمه مقتدى الصدر، ويقدر عدد أعضائه بـ ٦٠ ألف مليشياوي ، واُتهم بأنه مارس القتل على الهوية، واستهدف الأئمة والخطباء والمساجد في بغداد وغيرها.

وفي حزيران/ يونيو ٢٠١٤ عاد جيش المهدي إلى الواجهة ولكن باسم "سرايا السلام"، وأقام استعراض عسكري كبير في بغداد شارك فيه الآلاف وهم يحملون الأسلحة الثقيلة والمتوسطة والخفيفة، والمفاجأة كانت بحمله لصواريخ "مقتدى واحد" والتي تلقاها من إيران

حارب البدريون والصدريون على السواء المكون  السني، في حين قتلت فرق الموت آلاف المدنيين السنّة،

 

المرحلة الثالثة : تمحورت حول الانتخابات النيابية، حيث ائتلاف العراقية العلماني الذي يتألف بشكل أساسي من السنّة، حقق الاكثرية على الصعيد الوطني وكان من حقه تشكيل الوزارة بقيادة إياد علاوي إلا ان إيران رفضت ذلك ،و إستجاب الاحتلال الامريكي لمطالب إيران، فسلموا المالكي الرئاسة  بمخالفة صريحة للقانون ، وباستلام المالكي الوزارة  تحوّل مباشرة نحو إيران للحصول على المساعدة، فكانت هذه بداية تحالف بين الطرفَين،.

رعى المالكي ميليشيات متعددة، برز بشكل أساسي ارتباطه بمجموعتين اثنتين، تمثّل الارتباط الأول في تحالف جديد مع منظمة بدر بقيادة العامري الذي وضع مقاعد المنظمة في مجلس النواب بتصرّف المالكي في عام ٢٠١٠، أما الارتباط الثاني والذي يحمل مضامين أبعد فتمثّل في رعاية المالكي لعصائب أهل الحق المنبثقة عن التيار الصدري والتي لم يكن لها حضور قوي قبل أن تبدأ إيران بدعمها،

عصائب أهل الحق: أول تشكيل لها كان تحت اسم "المجاميع الخاصة" كفصيل منضوي تحت جيش المهدي، كان يقودها القيادي في التيار الصدري قيس الخزعلي، وفي عام ٢٠٠٧ انشق الخزعلي عن تياره الصدري مكون "عصائب أهل الحق" وتبعه في ذلك نحو ٣٠٠٠  مليشياوي .

تقربت عصائب  أهل الحق من قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني بقيادة النافق  قاسم سليماني،

ويقدر عدد أعضائها الآن بنحو ١٠٠٠٠.مقاتل يتوزعون بين العراق وسوريا، وتوصف بأنها من أشد العصابات تشددًا على مخالفيها، ويضم هذا الفصيل أربعة تشكيلات عسكرية هي:

كتائب الإمام علي.

كتائب الإمام الكاظم.

كتائب الإمام الهادي.

كتائب الإمام العسكري.

 

لواء أبو الفضل العباس: تأسس عام ٢٠١١ بالتزامن مع اندلاع الثورة السورية ضد نظام  الجزار بشار الأسد، وأعلن عن تأسيسه المرجع الشيعي قاسم الطائي ويقوده علاء الكعبي، وكان الهدف من تأسيسه هو مساعدة النظام السوري والتستر بالدفاع عن مرقد السيدة زينب بدمشق  ، علماً ان السيدة زينب رضي الله عنها لاتمت بصلة للصفويين ، وبقي مرقدها الاسمي تحت رعاية  الادارات السورية  المتعاقبة منذ العهد الأموي وحتى قبل دخول المحتل الايراني..

حزب الله العراقي: بدأ عمله منضويًا تحت كتائب "أبي الفضل العباس.

اتحدت عدد من المجاميع التي كانت منصهرة في كتائب أبي الفضل العباس "كتائب كربلاء، كتائب السجاد، وكتائب زيد بن علي" وشكلوا "كتائب حزب الله".

قائد هذه المليشيا وأمينها العام واثق البطاط الذي قتل بتاريخ  ٢٢ كانون الاول / ديسمبر  ٢٠١٤  في مدينة العظيم بمحافظة ديالى، في المعارك الدائرة هناك، والبطاط الذي ولد عام 1973 في منطقة الأهوار، عاش فترة طويلة في إيران وانخرط في تنظيمات قاتلت الجيش العراقي في عهد الرئيس المرحوم صدام حسين.

يرتبط البطاط  بالمخابرات الإيرانية، سافر إلى لبنان وشكّل هناك حزب الله العراقي المرتبط بالولي الفقيه مباشرة ، في إشارة إلى تكرار تجربة "حزب الله" اللبناني في العراق، كما أن دلالة لبنان جاءت من أن القائد النافق لحزب الله اللبناني عماد مغنية قد ساهم في تأسيس الجناح العسكري له، ويقدر أتباعه بنحو 40 ألف مليشياوي.

الحشد الشعبي: التطور الأبرز الذي ظهر على الساحة العراقية في الإطار العسكري المليشياوي هو "الحشد الشعبي" الذي تشكل في ١٣ حزيران / يونيو ٢٠١٤

لم تكتف ايران بتشكيل هذه المليشيات  العراقية العديدة فقد استمالت الشيعة الباكستانيين الذين يعيشون في إيران، وشيعة الهزارة الذين يعيشون في باكستان،وشيعة باراتشينار و‌خيبر بختونخوا.  ليشكلوا منهم لواء تحت امرة الحرس الثوري الايراني اطلق عليه  لواء زينبيون ولواء اخر اطلق عليه فاطميون مخصصين لقتال الشعب السوري.

أما مليشيا حزب الله  في لبنان بقيادة حسن نصر الله فهي المليشيا المدللة لدى  علي خامنئي  حيث يغدق عليها أموالاً مليونية  لسيطرتها على لبنان  وانتشارها في سوريا وتدريبها لمليشيا الحوثي في اليمن واعتبارها البوق الإعلامي الذي تعتمد عليه ايران في سياسة المقاومة  المتآمرة مع الكيان الصهيوني . لاسكات الشارع العربي .  

كل هذه المليشيات تتبع عسكريًا وتنظيميا   للحرس الثوري الايراني وهو بمثابة  الفرقة الرابعة والحرس الجمهوري بالنسبة للنظام السوري

 

أعزائي القراء

اطلت عليكم  في تعداد مليشيات الملالي ولكن التركيز عليها  كان ضرورياً حيث تعتبر هذه المليشيات اليد الطولى في إحتلال الوطن العربي

وكثرتها يعطي ثقة للغرب  بان ايران قادرة على تنفيذ السيطرة على الدول العربية ذات المكون الاسلامي وفق الاستراتيجية  التي بدأت  بعد إنهيار الاتحاد السوفيتي .

ولكن السؤال هل تستطيع هذه المليشيات التحرك بحرية بدون ضوء اخضر امريكي ؟

الجواب سنجده في الجزء الرابع حيث تم الاتفاق السري بين الرئيس اوباما و بين ايران  حول المفاعلات الايرانية ، فاعلنت ايران  موافقتها على الاتفاق  بشرط ان يطلق يدها في الوطن العربي عن طريق هذه المليشيات ، هذا الاتفاق الذي الغاه الرئيس ترامب ، ويتخبط فيه اليوم الرئيس بايدن.