الرئيسة \  تقارير  \  2022  أوبئة وحروب وأشياء جميلة

2022  أوبئة وحروب وأشياء جميلة

02.01.2022
أندرياس كلوث

                   
الشرق الاوسط   
السبت 1/1/2022
اثنان سيبقوننا منشغلين عام 2022 كما فعلا عام 2021. الفارس الأول هو المرض أو الوباء، وفي حالتنا فيروس “سارس - كوفيد - 2” الذي يواصل التحور، فكما توقعت في مارس (آذار) يبدو أنَّه سيظل هناك صراع دائم بيننا (العلم)، وبين الطبيعة (التطور). نظل نبتكر ونصنع لقاحات جديدة أفضل، لكن تظل الطبيعة تغير الفيروس بدرجة كافية لتفادي أي مناعة وحصانة يمكننا بناؤها. من المؤكد أنَّني سأظلُّ أشاهد كيف تتطور هذه السلالة، وكيف تُغيّرنا اجتماعياً واقتصادياً ونفسياً وسياسياً.
الفارس الآخر هو الحرب. وهو ما يضع الأعراف غير المثالية، التي رغم ذلك لا تزال تحافظ على استقرار العالم نسبياً منذ الحرب الباردة، في اختبار. فروسيا من جهة تحت حكم الرئيس فلاديمير بوتين، تحاول الآن ابتزاز حلف شمال الأطلسي و”الغرب” ليبقوا خارج أوروبا الشرقية حتى تتمكن من تحويلها إلى منطقة نفوذ لها. لقد حشدت قواتها وربما تغزو أوكرانيا، وفي حال حدوث ذلك كيف ستكون استجابة الغرب، بما فيه ألمانيا حيث أعيش، والتي تديرها حكومة جديدة لم يتم اختبارها بعد؟ والصين تحت حكم الرئيس شي جينبينغ، تتطلع إلى هي الأخرى إلى ضم تايوان من بين أمور أخرى.
بطبيعة الحال لن يكون الفارسان المتبقيان بعيدين عن الساحة، ففي سياقنا يمكن أن تمثل كل من المجاعة والموت التغير المناخي والانقراض الجماعي. مع ذلك سأظل حريصاً طوال عام 2022، كما فعلت في 2021، على عدم النظر إلى ما يقدمه هذا العالم من أمور سيئة ضارة وقبيحة فحسب، بل سأنظر أيضاً إلى الأمور الجيدة الإبداعية. صحيح أننا نحن معشر البشر نتسبب في الكثير من المشكلات، لكننا أيضاً نجيد حلها.
يجب علينا بدء التخطيط لوباء دائم، ففي ظل تصدي تحورات فيروس “كورونا” للقاحات في سباق تسلح عالمي، ربما لا نعود أبداً إلى الوضع الطبيعي السابق. يمكن أن تهزم لقاحات الحمض النووي الريبوزي المرسال “إم آر إن إيه” فيروس “كوفيد” اليوم، والسرطان غداً، وأفضل نبأ عن جرعات تلك اللقاحات المقدمة من شركتي “بيونتيك” و”موديرنا” هي إمكانية استخدام الطريقة نفسها في علاج أمراض أخرى كثيرة.
يتنافس العلماء لاكتشاف ذلك. يمكن لتجربة من نوع جديد أن تقربنا من فهم الوعي الإنساني أو ربما ترفعه. يوضح العلم السبب الذي يجعل التبسيط صعباً، والتعقيد سهلاً، حيث يبدو أن عقولنا مبرمجة على إضافة أمور أكثر مما هي مبرمجة على استبعادها. تفسر ذلك كثيراً الفوضى التي نواصل إحداثها.
وأخيراً، وفيما يتعلق بأسطورة أنجيلا ميركل خلال حقبة ما بعد البطولة، أعتقد أن حكم التاريخ سيكون أن ميركل تستحق إشادة كبيرة دائمة لإدارتها مؤسسات كانت ستصبح كوارث لولاها.
* بالاتفاق مع “بلومبرغ”