الرئيسة \  واحة اللقاء  \  28 عاماً وبعدها للأبد

28 عاماً وبعدها للأبد

03.06.2013
صالح القلاب


صالح القلاب
الرأي الاردنية
الاثنين 3/6/2013
أهم نقطة في محاولات إيجاد حلٍّ للأزمة السورية من خلال المؤتمر الدولي المقترح (جنيف2)، الذي من المفترض أن ينعقد في وقت لاحق من هذا الشهر، هي وضع الرئيس السوري بشار الأسد في المرحلة الإنتقالية حيث تصر المعارضة، ومعها حتى الولايات المتحدة وفقاً لتصريحات وزير خارجيتها جون كيري الأخيرة، على أن لا يكون له أي دور في هذه المرحلة بينما يصر هذا النظام وتصر روسيا أكثر منه ومعها بالطبع إيران على بقائه حتى العام المقبل وفوق هذا أنَّ من حقه أن يترشح للإنتخابات الرئاسية المقبلة.
واللعبة التي يريدها الروس قبل الإيرانيين وقبل الحكومة السورية وقبل الرئيس السوري نفسه هي الإبقاء على بشار الأسد رئيساً بيده كل المسائل المتعلقة بالجيش والقوات المسلحة وبالأجهزة الأمنية وأيضاً بالبنك المركزي حتى السابع عشر من يوليو (تموز) 2014 أي إلى حين إنتهاء ولايته الثانية منذ رحيل والده التي بدأت في عام 2007 وتستمر لمدة سبعة أعوام متتالية.
ولمعرفة ما يريده الروس والإيرانيون وبشار الأسد نفسه من هذه المناورة الواضحة الأبعاد والمرامي لابد من إيراد نصوص ثلاث مواد من الدستور المعدل الذي عُرض، وكالعادة، على إستفتاء عام في فبراير (شباط) عام 2012 وأقر، وأيضاً كالعادة، بأرقام فلكية ليصبح منذ ذلك الحين ساري المفعول ما دام بقي هذا النظام قائماً ولم يسقط.
وهذه المواد هي:
*المادة 88 وتنصُّ على :يُنتخب رئيس الجمهورية لمدة سبعة أعوام ميلادية تبدأ من تاريخ إنتهاء ولاية الرئيس القائم ولا يجوز إنتخاب رئيس الجمهورية إلاَّ لولاية تالية.
*المادة 155 وتنصُّ على :تنتهي ولاية رئيس الجمهورية الحالي بإنقضاء سبعِ سنوات ميلادية من تاريخ إدائه القسم الدستوري رئيساً للجمهورية وله حق الترشح مجدداً لمنصب رئيس الجمهورية وتسري عليه أحكام المادة 88 من هذا الدستور إعتباراً من الإنتخابات الرئاسية القادمة.
*المادة 150 وتنصُّ على :»لرئيس الجمهورية كما لثلث أعضاء مجلس الشعب حق إقتراح تعديل الدستور» وهي، أي هذه المادة، تنص أيضاً على :»يناقش المجلس إقتراح التعديل فإذا أقرّه بأكثرية ثلاثة أرباع أعضائه عُدَّ التعديل نهائياً شريطة إقترانه بموافقة رئيس الجمهورية».
إذن وفقاً للُّعبة الروسية فإنَّ بشار الأسد يجب أن يكمل ولايته الثانية التي مدتها سبعة أعوام والتي تنتهي في السابع عشر من يوليو (تموز) العام المقبل 2014 ثم يترشح مجدداً لرئاسة جديدة مدتها سبعة أعوام أيضاً تتلوها سبعة أعوام جديدة أخرى.. ثم بعد ذلك يجري تعديل الدستور وفقاً للمادة 150 من هذا الدستور ليصبح الحكم مطلقاً إستجابة لشعار :»إلى الأبد يا أسد» و»على عينك يا تاجر»!!.
وبهذا فإن بشار الأسد وفقاً للُّعبة الروسية سينهي سنته السابعة من ولايته الحالية لتجدد رئاسته لولايتين متلاحقتين وليصبح عدد السنوات التي أمضاها في الحكم ثمانية وعشرين عاماً ثم بعد ذلك يجري تعديل الدستور وفقاً للمادة 155 ليصبح حكمه للأبد.
ولهذا فإنه من حق المعارضة السورية ومن يؤيدها الإصرار على عدم حضور المؤتمر الدولي (جنيف2) إلاَّ بثلاثة شروط هي :أولاً، وقف لإطلاق النار وبضمانات دولية. ثانيا، إنسحاب قوات حزب الله والقوات الإيرانية و»المتطوعون» العراقيون من الأراضي السورية وبضمانات دولية أيضاً. ثالثاً، وهذا هو الأهم، أن تكون حكومة المرحلة الإنتقالية، التي يجب تحديد مدة ولايتها بصلاحيات مطلقة تشمل الجيش والأجهزة الأمنية والبنك المركزي وكل شيء وعلى أساس أن يبقى الرئيس السوري هذا إذا بقي بلا أي صلاحيات خلال هذه الفترة وحتى السابع عشر من يوليو (تموز) 2014 وأيضاً بكفالة دولية.. وهنا وفي النهاية فإنه لابد من الإشارة إلى أنَّ هناك معلومات تتحدث عن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بات يعمل وليس يفكر فقط لإعلان نفسه إمبراطوراً دائماً للإمبراطورية الروسية الجديدة.