الرئيسة \  واحة اللقاء  \  3 أعوام حولت سوريا لأكبر كوارث العصر

3 أعوام حولت سوريا لأكبر كوارث العصر

20.03.2014
نيويورك تايمز


العرب القطرية
نيويورك تايمز - ترجمة: ياسر إدريس
الاربعاء 19/3/2014
في تعليقها على الذكرى الثالثة لاندلاع الحرب الأهلية السورية، قالت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية إن الحرب الأهلية في سوريا تتحول يوماً بعد يوم إلى كارثة غير مفهوم أسبابها، لكن ما يبدو واضحا هي الوحشية التي تعامل بها الحكومة السورية شعبها، ما أدى إلى نزوح قرابة نصف السوريين -معظمهم من الأطفال- عن ديارهم، في حين يدعي الجهاديون أنهم المنقذون.
وأضاف الصحيفة، أنه مع بداية العام الرابع على بداية انتفاضة السوريين السلمية التي تحولت إلى حرب مسلحة اقتربت معها النهاية المأساوية للسوريين، تمضي الحكومة السورية في قصف الأحياء بالبراميل المتفجرة والصواريخ والمدفعية الثقيلة، وترسل الأسلحة الكيميائية إلى حلفائها في حزب الله وغيره من الميليشيات لإشاعة الفوضى في الشوارع، وتواصل سجن وتعذيب النشطاء السلميين، واستخدام سلاح التجويع لقتل الأطفال والنساء وحصار مناطق المعارضة.
وأشارت إلى أن المعارضة السورية باتت تهيمن عليها جماعات جهادية أجنبية ترتكب الكثير من الانتهاكات، منها إطلاق النار على صبي يبلغ من العمر 7 سنوات، كما يستهدف بعضهم المدنيين ويستخدمون تكتيكات المحاصرة، بينما تبدو دول العالم غافلة عن هذه المحنة التي أسفرت عن مقتل نحو 150 ألف شخص.
وقالت الصحيفة: "إن السوريين أصدروا صرخة جماعية مستمرة فيما اعتبرت أكبر الكوارث الإنسانية في العصر الحديث، حيث تظهر الصور القادمة من هناك أطفالاً رضع وجثامين تستخرج من تحت الأنقاض ووجوها تبدو عليها ملامح الفقر واليأس".
وأضافت: "إن الدبلوماسية لم تجلب سوى المرارة للسوريين؛ إذ باءت بالفشل كل المبادرات الرامية لتخفيف حدة الأزمة وتلاشت الآمال في التوصل لتسوية سلمية بوساطة دولية مع تفاقم العلاقات الروسية الأميركية. ونقلت عن أنطونيو جوتيريز، رئيس وكالة اللاجئين بالأمم المتحدة، قوله: "الأزمة تتفاقم أكثر وأكثر وبات حلها أكثر صعوبة".
وأشارت الصحيفة إلى أن الأسبوع الماضي شهد سقوط مركز آخر حيوي للمعارضة، وهي مدينة يبرود القريبة من الحدود اللبنانية، إضافة إلى انهيار كل الملاذات مثل حمص والقصير، لتصبح المعاناة هي شعار المدنيين والمشردين الذين تتزايد أعدادهم يوما تلو الآخر، بينما تواجه البلاد خطر التقسيم الفعلي بين الحكومة والميليشيات الكردية وخليط الجماعات المتطرفة.
وأوضحت أن العصابات الإجرامية تستفيد من هذه الفوضى، وتواجه الحكومة خطر فقدان السيطرة على الميليشيات الموالية لها، بينما تؤدي الحرب الإقليمية بالوكالة بين السعودية وإيران إلى استقطاب هذا الصراع وإذكائه بوقود الطائفية وزعزعة الاستقرار الإقليمي.
وتشير إلى أن إحصاءات الأمم المتحدة أظهرت أن 9 ملايين سوري تم طردهم من ديارهم، ورحل 2.5 مليون منهم إلى الدول المجاورة، ونقلت عن الطبيب السوري فؤاد محمد، قوله خلال مؤتمر بالجامعة الأميركية في بيروت: "سوريا ليست مجرد قضية إنسانية بل جيوسياسية تاريخية. عمال الإغاثة يسعون لإعادة تسليط الضوء على هذه الأزمة، ويخشون من أن تفقد أميركا والأمم المتحدة الاهتمام في تمويل أكبر استغاثة في التاريخ".
وتمضي الصحيفة قائلة: الآن دمر حوالي 700 منزل وانهارت السكك الحديدية وأغلقت المصانع، وبلغ مستوى البطالة %50، وطال الخراب نصف مستشفيات سوريا ما أدى لموت الآلاف ممن لم يجدوا رعاية صحية تضمد جراحهم الجسدية والنفسية، بينما لقي عدة آلاف حتفهم لأسباب تتعلق بسوء التغذية.
وأضافت: في الوقت نفسه بلغت أزمة اللاجئين ذروتها، حيث قالت منظمة "اليونيسيف" إن 5.5 مليون طفل سوري بحاجة لمساعدات، وهو رقم تضاعف أكثر من مرة في عام واحد، وهناك واحدة من كل 5 فتيات سوريات في الأردن يجبرن على الزواج المبكر، بسبب عدم قدرة ذويهن على توفير ضروريات الحياة الأساسية، بينما يقول غالبية اللاجئين السوريين إنهم لا يتوقعون العودة إلى ديارهم مرة أخرى.