الرئيسة \  واحة اللقاء  \  300 ألف سوري سيقضون نهاية العام.. في العراء

300 ألف سوري سيقضون نهاية العام.. في العراء

01.01.2020
المدن


المدن
الثلاثاء 31/12/2019
ينتهي العام 2019 والسوريون يواصلون رحلة نزوحهم وتشردهم للعام التاسع على التوالي. وقد تضاعفت أعداد النازحين من منطقة "خفض التصعيد" في أرياف حلب وادلب وحماة واللاذقية، خلال الساعات الماضية، ما شكّل ضغطاً هائلاً على فرق الاستجابة شمالي إدلب، بحسب مراسل "المدن" خالد الخطيب.
ونزحت غالبية أهالي ريف معرة النعمان، في حين تشهد بلدات ريف أبو الظهور الغربي حركة نزوح متصاعدة امتدت إلى سراقب وريفها، ومن ريف حلب الجنوبي وصولاً إلى مشارف مدينة حلب الجنوبية الغربية. كما طال النزوح ريف جبل الزاوية وجسر الشغور، وسهل الغاب. أي أن النزوح شمل المناطق شرقي الطريق إم-5، وجنوبي الطريق إم-4.
ولا توجد إحصاءات دقيقة لأعداد النازحين، وترجّح منظمات وجمعيات محلية تجاوز الأعداد لحاجز الـ300 ألف نازح، وربما يصل الرقم إلى 500 ألف في حال استمر القصف الروسي على محيط الطريقين الدوليين أم-5 وأم-4.
ويعود التدفق الكبير للنازحين لتقدم مليشيات النظام الروسية بشكل سريع في ريف المعرة وسيطرتها على مساحات واسعة في وقت قياسي، وتصريحها بأنها ستواصل عملياتها للسيطرة على كامل منطقة "خفض التصعيد"، والأداء الهزيل للفصائل المعارضة والإسلامية في معارك التصدي والذي اعتبره الأهالي تسليماً غير مباشر للمنطقة.
كما أن الإجراءات التي اتخذتها "حكومة الإنقاذ" التابعة لـ"هيئة تحرير الشام" في منطقة "خفض التصعد"، مثل تفكيك ونقل المحولات والأبراج الكهربائية وبعض المنشآت والمرافق من المنطقة، أشارت إلى أن المنطقة ساقطة حتماً لصالح المليشيات.
مدير فريق "منسقو الاستجابة" محمد حلاج، أكد لـ"المدن"، أن حركة النزوح استمرت من مناطق جنوب وشرق ادلب أثناء المنخفض الجوي، وجرت خلال الفترة ذاتها حركة تنقل وإعادة استقرار للعائلات التي كانت منتشرة في أماكن مؤقتة، في الجوامع والساحات وعلى حواف الطرق. وقد بدأت بالفعل حركة نزوح من منطقة سراقب وبلدات جبل الزاوية لكنها كانت بشكل أقل بسبب الأمطار وتوقف القصف الجوي والهدوء النسبي في جبهات القتال في منطقة المعرة.
وبحسب حلاج، ما تزال أعداد كبيرة من العائلات النازحة موزعة على أطراف الطرقات قرب معبر باب الهوى والمدن والبلدات الحدودية شمالي ادلب، وقد بدأت العائلات النازحة تقيم مخيمات عشوائية في المناطق الشمالية بمبادرات ذاتية، لتضاف إلى أكثر من 242 مخيماً عشوائياً قبل حركة النزوح الأخيرة.
شهدت مناطق شمالي ادلب وأرياف حلب تفاعلاً شعبياً واسعاً مع حركة النزوح وشكّل عشرات المتطوعين مجموعات استقبال للنازحين على مداخل البلدات، ووزعت عليهم الخبز والماء والأغطية والمواد الإغاثية التي تم جمعها من خلال حملات التبرعات التي شارك فيها أهالي البلدات بشكل كبير. البعض تبرع بقطع أرض لإقامة مخيمات للنازحين في حربنوش. وأطلق المتطوعون على حملتهم اسم "ولو بشق تمرة".
وفي الاتارب في ريف حلب الغربي، نظّم المتطوعون مبادرة "أكرموهم"، التي قالت عنها المتطوعة حنان عرابي، لـ"المدن"، إنها تضمنت جمع التبرعات المتنوعة، أغطية وخيام ومواد غذائية وألبسة، وأرض لإقامة مخيم على أطراف المدينة باسم "مخيم شام".
وزارة التنمية والشؤون الإنسانية التابعة لـ"الإنقاذ"، قالت إنها تعمل على تجهيز عدد من مراكز الإيواء في مدينة ادلب وبلدات سرمدا وحارم وغيرها، وإنها وزعت كميات كبيرة من المواد الإغاثية والخيام على النازحين. وأعلنت "شركة وتد للبترول" عن توزيع أسطوانات الغاز على النازحين مجاناً.
وفي إعزاز في ريف حلب الشمالي أنشأ متطوعون فريقاً لاستقبال ومساعدة النازحين، وأنشأوا خيمة استقبال لجمع التبرعات.
مبادرات تطوعية مماثلة انطلقت في الباب ودابق وأخترين ومارع في ريف حلب. الناشط الإعلامي مصطفى بطحيش، أكد لـ"المدن"، أن أغلب النازحين تم تأمينهم في منازل الباب ولم تكن هناك حاجة لإيوائهم في المخيمات القريبة. وقد وصلت إلى الباب أكثر من 200 عائلة من نازحي المعرة وتم تأمينهم من خلال تبرعات أهالي المدينة.
عضو "منظمة بنفسج" فؤاد سيد عيسى، أكد لـ"المدن"، أن المنظمة قدمت ضمن حملة "أهل العز" مجموعة من الخدمات، من بينها افتتاح 14 مركز إيواء شمالي ادلب تتسع لآلاف النازحين وتتوفر فيها الحاجات الأساسية من إطعام وإيواء وتدفئة.