الرئيسة \  واحة اللقاء  \  75 دقيقة من التضليل.. مع نصر الله

75 دقيقة من التضليل.. مع نصر الله

28.05.2014
الوطن السعودية



الثلاثاء 27/5/2014
ظهور الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، بعد حوالى 48 ساعة من خروج سيد قصر بعبدا من قصره، وقيادة البلاد "عمدا" للفراغ، في توقيت الاحتفال بتحرير لبنان من قبضة العدو الإسرائيلي، لا يتجاوز كونه محاولة لتغييب الشارع اللبناني، عن الشعور بـ"الانهزام"، أو "اليقين به" في سورية، مقرونا بتعمد الحزب ومحوره "8 آذار" عرقلة مشاريع الدولة، المتمثلة على أقل تقدير في إنجاز الاستحقاق الرئاسي.
احتفاء هذا العام خصصه نصر الله لرفع المعنويات، وحشد أكبر قدر من المتعاطفين مع الحزب الذي يعيش "إفلاسا" بعد دخوله أتون الصراع السوري. تمجيد تحرير لبنان، و"انتصارات محور المقاومة"، على حساب دم الشعب السوري هذه المرة فرض إذن أن تكون احتفالات التحرير هذا العام مقسومة على اثنين. "التحرير"، و"البطولات على حساب دم أكثر من 7 ملايين سوري ما بين مشرد وقتيل ومفقود".
تجيير تحرير جنوب لبنان للحزب ليس جديدا على السيد. إلغاؤه تضحية كافة الشرائح اللبنانية بالمال والبنون من أجل الدولة أيضا معتاد عليه كل عام في مثل هذا التوقيت. الأمر غير المعتاد إصرار نصر الله على التمسك في الزج بلبنان بقتل السوريين وتصويره "الحقيقة المستحيلة" المتمثلة في انتصار نظام الأسد، على إرادة الشعب. هذه نقطة ضعف، وليست قوة.
يحارب الحزب بكل ما أوتي من قوة الشعور الشعبي بانهزام ما يعرف بـ"محور المقاومة" في مشروعه الأساسي، الذي اندثر ولم يعد يناسب الظرف الراهن في المنطقة، لا سيما بعد سقوط الأقنعة، ورمي لبنان كدولة في حضن المحور الإيراني.
الغريب في الأمر، الاعتراف الضمني بوضع السيد نفسه وحزبه قائدا للبنان. قالها علنا، "المقاومة تحمي الدولة، والشعب، والوطن، والكيان، والسيادة". هنا صادق نصر الله من حيث لا يعلم على مقولة إن الحزب صنع دولة، داخل الدولة، وبات المتصرف الآمر الناهي، وإلا كيف لحزب يستطيع حماية لبنان بحسب رؤيته، ولا يمكنه في ذات الوقت، قيادة البلاد إلى الهاوية بشبح الفراغ!.
الأهم، حديث السيد نيابة عن دمشق في الانتخابات والانتصار والصمود. هنا إشارة واضحة إلى انقياد حزب الله، وسورية إلى آمر واحد.. بالتأكيد "طهران".