الرئيسة \  واحة اللقاء  \  8 آذار.. وإعادة التموضع ب"أثر رجعي"

8 آذار.. وإعادة التموضع ب"أثر رجعي"

16.08.2014
الوطن السعودية



الخميس 14/8/2014
لا يمكن مرور حضور قوى الثامن من آذار، بما فيها حزب الله، وحركة أمل، وزعيم التيار الوطني الحر ميشال عون، وغيرهم، لحفل توديع السفير السعودي في بيروت أول من أمس، دون تفسيره على أنه رسالة، من ناحية هذه القوى السياسية، فحواها الرغبة في ترك الباب موارباً وإن "تدريجياً" مع السعودية، بعيداً عن التحالفات السياسية والعسكرية التي دخلتها بعض أجنحة تكتل الثامن من آذار، والتي أوشكت أن تدخل لبنان في نفقٍ مظلم.
ومن منطلق إدراك كل القوى السياسية اللبنانية، بما فيها تلك المرتمية في الحضن الإيراني – الأسدي، للدور السعودي، ورغبة الرياض الجامحة في استقرار البلاد، حضرت تلك القوى، في خطوة أشبه ب"الانفتاح" على الرياض، في ظل فراغ رئاسي امتد أكثر مما يجب، بعيداً عن الخوض في مسببات عرقلة الاستحقاق من قبل بعض الأطراف، للمرة العاشرة على التوالي. الهبة السعودية الأخيرة، وما سبقتها، خلقت شعوراً داخلياً لدى جميع الأطراف اللبنانية، أن الاصطفاف الإقليمي شيء، والحرص على لبنان شيء آخر، وفق المعادلة السعودية.
عندما يضع حزب الله، شريحةً كبيرة من اللبنانيين المسيحيين، في خدمة محوره، فهذا بالدرجة الأولى توظيف سياسي من المفترض أن يصل إلى مربعه الأخير، ويفترض ذلك حتمية فك التحالف والارتباط، الذي عاد على التيارات المسيحية اللبنانية بالسلب، في الشارع اللبناني على أقل تقدير، نظير مشاركة الحليف "حزب الله" في الحرب على الشعب السوري، ومن هنا يبدو أن تلك القوى باتت تستشعر أن دورها على وشك النهاية، وهو ما قاد البعض للتفكير في إعادة تموضعه من جديد، عبر التفكير في دخوله بتحالفات سياسية "إقليمية" تخدم في نهاية الأمر الوجود في الحياة السياسية.
بالمناسبة تحالف التيار الوطني الحر مع حزب الله، كان وليداً لحاجة الحزب القصوى لغطاء مسيحي، استطاع استخدامه لتحقيق أهداف تتعلق ببقائه، وبقاء النظام السوري، الحليف الأبرز له في المنطقة، ولمواجهة القوى العظمى، التي تصنفه ب"الإرهاب"، ومن هذا المنطلق كانت الحاجة لذلك الغطاء، في مرحلة زمنية معينة.
وبعودة الهدوء إلى لبنان، الذي فرضته الهبة السعودية، وعودة سعد الحريري، يتضح لتيارات سياسية معينة، ضرورة فك ارتباطها بالحزب، الذي بات يعيش حالةً من القلق هو الآخر، كما هي في دمشق، وبغداد، بعد أن تخلت طهران عن دعم حليفها نوري المالكي في العراق. من هذا المنطلق، تفكر تيارات سياسية في لبنان، بقلق، خشية أن يأتي الدور عليها، لذا لجأت إلى التموضع، ب"أثر رجعي".