"العفو
الدولية" تدعو سوريا للتحقيق
بشأن تعرض سيدة
للتعذيب
على يد مسؤول أمني كبير بعلم أحد
القضاة
طالبت منظمة العفو الدولية
السلطات السورية بإجراء تحقيق
مستقل وسريع ونزيه بشأن ما قالت
أنه مزاعم تعذيب تعرضت له إحدى
المتهمات بالقتل. و دعت العفو
الدولية السلطات السورية
للتحقيق في جميع مزاعم التعذيب
التي وردت في قضية آمنة
العلّوش، وهي امرأة حكم عليها
في الأصل بالسجن مدة 12 عاماً
بتهمة القتل، وإثر محاكمة جائرة
استندت إلى "اعتراف"
اُنتزع منها تحت التعذيب، حسب
ما نقلت المنظمة على بعض الشهود.
وقالت آرليت لادوغوي، نائبة مدير
برنامج الشرق الأوسط وشمال
أفريقيا في منظمة العفو
الدولية، إن "آمنة العلّوش قد
عًذِّبت بأوامر من ضابطين في
الشرطة المحلية وقاض، وبحضورهم".
وأضافت أنه "يتوجب أخذ هذا
الدليل في الحسبان أثناء إعادة
محاكمتها، وتقديم من تتضح
مسئوليتهم عن ذلك إلى المحكمة
بغض النظر عن وضعهم أو رتبتهم".
كما شددت العفو الدولية على أن
تضمن السلطات القضائية، عدم
استخدام "الاعترافات" التي
تُنتزع تحت التعذيب، كأدلة
أثناء إعادة المحاكمة الجارية
حاليا لعلّوش.
وذكرت المنظمة في بلاغ أصدرته
بهذا الصدد أن شرطيين وكاتب
يعمل في المحكمة، على الأقل،
أبلغوا محكمة الجزاء في الرقة
بأنهم شاهدوا آمنة العلّوش وهي
تعذب وتجبر على "الاعتراف"
أثناء استجوابها في مبنى محكمة
معدان في ليلة ما بين 16 و17 آذار (مارس)
من العام 2002، بتهم تتعلق بالقتل.
ونقلت المنظمة عن الشهود قولهم
إن آمنة العلّوش وصلت إلى
المبنى، يرافقها رئيس الشرطة
المحلية، ورئيس بلدية المدينة.
كما قالوا إنهم رأوا الشرطة وهي
تفرغ أسلاكاً كهربائية مجدولة
وإطارات من سيارة الشرطة،
استخدمت هذه لاحقاً كأدوات
لتعذيبها.
كما كشفت المنظمة نقلا عن الشهود
إن آمنة العلّوش استجوبت بحضور
ضابطي شرطة محليين وقاض. وذكر
أحد الشهود، وهو كاتب في
المحكمة، كان حاضراً لتسجيل
وقائع جلسة الاستجواب، أن آمنة
العلّوش أجبرت على تغيير ثوبها
وارتداء بنطال عسكري. ومن
الواضح أن ذلك كان بغرض عدم
الكشف عن جسمها عند وضعها في
الإطارات استعدادا للتعذيب،
على حد تعبير المنظمة. وقال
الشاهد المذكور إن آمنة العلّوش
واصلت إنكار التهم، قائلة إنها
بريئة، عندما استجوبها القاضي،
غير أنها ثُبِّتت في الإطارات
بعد ذلك بوقت قصير. ثم بدأ رئيس
مركز الشرطة بضربها بصورة
متكررة بسلك كهربائي مجدول ثلاث
جدلات، بينما كان القاضي ورئيس
البلدية يراقبان ذلك، ثم غادرا
الغرفة.
وروى كاتب المحكمة الذي يعتبر أحد
أهم الشهود،"سمعت مدير شرطة
الناحية يقول لعلّوش "الليل
طويل والرب كريم". وبعد فترة
وجيزة، عاد القاضي إلى غرفة
التحقيق وسأل الشرطي الذي يتولى
ضربها: "هل اعترفت؟" فقال
الشرطي "لا". ثم غادر
القاضي ثانية. وكان بالإمكان
سماع صوت آمنة العلّوش وهي تبكي
وتولول من مكتبه الواقع على بعد
أقل من خمسة أمتار، بينما تُرك
الباب مفتوحاً. وواصل الشرطي
ضربها بينما استمرت هي في إنكار
التهم. وبعد ذلك جرى فك رباطها
ونقلت وهي لا تكاد تقدر على
المشي نتيجة لشدة الضرب. وفي
الصباح التالي، أحضرها الشرطي
إلى القاضي وقال له إنها قد
اعترفت.
وذكرت العفو الدولية أنه وعلى
الرغم من روايات الشهود، فقد
تجاهلت محكمة جزاء الرقة
ادعاءات التعذيب، وحكمت على
آمنة العلّوش في 13 نيسان (أبريل)
من العام 2004 بالسجن مدة 12 عاماً،
غير أن محكمة الاستئناف ردَّت
في 16 آب (أغسطس)، الحكم بسبب
أخطاء في الإجراءات، وأمرت
بإعادة المحاكمة.
هذا
وطالبت العفو الدولية السلطات
السورية بفتح تحقيق عاجل،
ومحاسبة كل المتورطين في عمليات
التعذيب التي ارتكبت في حق
المتهمة آمنة العلّوش.
لندن
- خدمة قدس برس (05/02/05)
|