التقرير الأسبوعي حول الانتهاكات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية المحتلة

23 - 29 سبتمبر 2004

عدد خاص بمناسبة الذكرى السنوية الرابعة لانتفاضة الأقصى

أربعة أعوام وقوات الاحتلال الإسرائيلي تقترف جرائم

حرب غير مسبوقة في الأراضي الفلسطينية المحتلة

المدنيون الفلسطينيون يدفعون الثمن، والمجتمع

الدولي عاجز عن وقف هذه الجرائم

يتزامن صدور هذا التقرير مع الذكرى السنوية الرابعة لانتفاضة الأقصى، التي اندلعت بتاريخ 28/9/2000، إثر الزيارة التي قام بها" أرئيل شارون" رئيس الحكومة الإسرائيلية الحالية، وزعيم حزب الليكود في حينه للحرم القدسي الشريف في القدس المحتلة، في استفزاز لمشاعر الفلسطينيين والعرب والمسلمين في أنحاء العالم كافة.  وعلى مدى هذه الفترة، اقترفت قوات الاحتلال سلسلة من جرائم الحرب والانتهاكات الجسيمة ضد المدنيين الفلسطينيين بشكل لم يسبق له مثيل منذ العام 1967.  تصاعدت حدة هذه الجرائم بوتائر متسارعة خلال العام الثاني من الانتفاضة، حين أعادت تلك القوات احتلال عدة مدن في الضفة الغربية، واستمرت في تصاعدها إلى الآن، في ظل صمت دولي حكومي، وتقاعس الأطراف السامية المتعاقدة على اتفاقية جنيف الرابعة وعدم وفائها بالتزاماتها القانونية بموجب الاتفاقية في ضمان تطبيقها، وتأمين الحماية للمدنيين الفلسطينيين.  وشكّل هذا الصمت الدولي عاملاً مشجعاً لإسرائيل وقوات احتلالها الحربي لتتمادى في اقتراف المزيد من جرائم الحرب، ومرور تلك الجرائم دون عقاب مرتكبيها.  وعلى مدى الإثني عشر شهراً الماضية، اقترفت قوات الاحتلال جرائم حرب واسعة النطاق في الأراضي الفلسطينية المحتلة، مستخدمة قواتها الحربية من المدافع والصواريخ والطائرات المقاتلة المتطورة، والطائرات المروحية الهجومية والدبابات والعربات المدرعة وقوات المشاة والقوات الخاصة. 

وبانتهاء السنة الرابعة من انتفاضة الأقصى يكون قد استشهد (2872) مواطناً فلسطينياً، بينهم (2480) مدنياً، سقط منهم (622) شهيداً في العام الرابع للانتفاضة، بينهم (507) مدنياً، (342) في قطاع غزة، و(165)في الضفة الغربية.  ويعزو المركز ارتفاع عدد الشهداء في القطاع هذا العام إلى التصعيد غير المسبوق في جرائم الحرب التي اقترفتها قوات الاحتلال، تزامناً من الادعاءات التي روّجها رئيس حكومة إسرائيل حول خطة الفصل من جانب واحد.  وسقط عدد كبير من الشهداء المدنيين خلال اقتراف تلك القوات أعمالاً انتقامية كان ضحيتها المدنيون الفلسطينيون وممتلكاتهم.  يشير توثيق المركز إلى سقوط (119) مواطناً فلسطينياً في جرائم الإعدام خارج نطاق القانون (الاغتيال السياسي) التي تنفذها قوات الاحتلال بشكل معلن. وكان اللافت اقتراف عدد من هذه الجرائم ضد القادة السياسيين، من أبرزها اغتيال الزعيم الروحي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) ومؤسسها الشيخ أحمد ياسين، واغتيال الدكتور عبد العزيز الرنتيسي، الذي خلفه في زعامة الحركة. 

وقد شهد هذا العام تصعيداً غير مسبوق في جرائم الحرب والانتهاكات الجسيمة التي مسّت ممتلكات المدنيين الفلسطينيين، وبخاصة في القطاع الذي شهد تصعيداً جديداً في جرائم تجريف الأراضي الزراعية والمنازل السكنية والمنشآت الاقتصادية والتعليمية، والتي كانت تنفذ دفعة واحدة وبشكل يعكس حالة من الهوس الأمني، كما حدث في بلدة بيت حانون، شمال قطاع غزة، ومدينة رفح جنوبه، من خلال اجتياحهما ولفترات طويلة عدة مرات في النصف الأخير من هذا العام. ففي مدينة رفح ومخيمها اقترفت قوات الاحتلال جرائم حرب عكست حالة من إرهاب الدولة الغير مسبوق، واستخدمت القوة المفرطة بدون ضرورة أو تمييز، حيث سقط عشرات الضحايا من المدنيين العزل ما بين قتلى وجرحى، فيما مارست تلك القوات أبشع عمليات التهجير القسري على غرار ما فعلته في العام 1948، عندما شردت مئات العائلات عن ديارهم. وبات من الواضح أن قوات الاحتلال تتذرع بحجج واهية لتدمير كل ما يمكن أن يشكل مصدر رزق أو قوامة للعائلات الفلسطينية، من خلال تدميرها واسع النطاق للأراضي الزراعية والمنشآت التجارية والصناعية، التي تعتبر مصدر دخل رئيسي لمئات العائلات الفلسطينية.

كما تميز هذا العام  بأعمال القصف العشوائي للأحياء السكنية دون تمييز أو مراعاة لوجود الأطفال والنساء أو وجود المؤسسات التعليمية المكتظة بالأطفال في تلك الأحياء. وقد شهد هذا العام سقوط أربعة أطفال وهم على مقاعد الدراسة ما بين قتلى وجرحى، فيما نفذت تلك القوات معظم جرائم القتل خارج نطاق القضاء بواسطة الصواريخ الجوية وفي الأحياء المكتظة بالسكان، الأمر الذي نجم عنه سقوط العديد من الضحايا في صفوف المدنيين العزل، وخصوصاً الأطفال منهم. 

وفي الضفة الغربية، فضلاً عن الانتهاكات التي أصبحت نمطية، كانت الجريمة الأبرز استمرار أعمال البناء، وبشكل متسارع، في جدار الضم (الفاصل) في عمق الأراضي المحتلة، والذي يمثل خرقاً فاضحاً لكل المعايير الدولية وتحدى سافر لمبادئ القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني. ولقد استمرت تلك الأعمال حتى بعد صدور قرار محكمة العدل الدولية في لاهاي، الذي اعتبر بناء الجدار غير شرعي، ودعا إلى إزالته.

هذه الجرائم التي تتصاعد بين الحين والآخر، انعكست بشكل سلبي على مجمل الحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية للمدنيين الفلسطينيين وأدت إلى شلل شبه كامل على ممارستهم لحقوقهم المدنية والسياسية.

** وكانت أبرز مظاهر هذه الجرائم على مدار الأعوام الأربعة من الانتفاضة على النحو التالي:

اجتياح واقتحام المدن والبلدات والمخيمات الفلسطينية الخاضعة لسيطرة السلطة الفلسطينية، وإعادة الانتشار فيها لفترات طويلة واقتراف جرائم حرب متنوعة فيها.

أعمال القتل الجماعي والقصف وتدمير المنازل السكنية والممتلكات العامة والخاصة.

تنفيذ سلسلة من جرائم الاغتيال السياسي، والتصفية الجسدية لنشطاء الانتفاضة السياسيين منهم والميدانيين، والتي كان أبرزها اغتيال مؤسس حركة حماس وزعيمها الروحي " الشيخ أحمد ياسين"

تدمير البنية الاقتصادية الفلسطينية والبنية التحتية للسلطة الوطنية الفلسطينية، من خلال تفجير المنشآت المدنية والمقرات الأمنية وقصفها بالطائرات الحربية.

استخدام المدنيين الفلسطينيين دروعاً بشرية، خلال العمليات العسكرية التي تنفذها قوات الاحتلال في الأراضي المحتلة، مثل إرغامهم على السير أمام قوة عسكرية خشية وجود عبوات ناسفة، أو عند الدخول إلى منازل يختبئ في داخلها مواطنون فلسطينيون مطلوبون لقوات الاحتلال، بما يحمله ذلك من تعريض حياتهم لخطر الموت.

سلسلة من العقوبات الجماعية ضد أهالي منفذي العمليات التفجيرية داخل الخط الأخضر، ورجال المقاومة الفلسطينية الذين شاركوا، أو خططوا، لعمليات مقاومة مسلحة ضد قوات الاحتلال والمستوطنين داخل الأراضي المحتلة، في الضفة الغربية وقطاع غزة. وتمثلت هذه العقوبات الجماعية بشن حملات اعتقال في صفوف عائلاتهم، وهدم منازلهم، وإبعاد عدد منهم من أماكن سكنهم في الضفة الغربية إلى قطاع غزة.

إبعاد العديد من النشطاء الفلسطينيين إلى خارج البلاد.

استمرار أعمال البناء في جدار الضم (الفاصل) في عمق أراضي الضفة الغربية، رغم صدور قرار عن محكمة العدل الدولية يؤكد عدم شرعية بناء الجدار في الأراضي الفلسطينية المحتلة.

إطلاق النار على المدنيين الفلسطينيين وقتلهم بدم بارد، كاستهداف سيارات مدنية وقتل وإصابة مدنيين فلسطينيين أثناء مرورهم وتنقلهم بين المدن والقرى الفلسطينية، مروراً بنقاط التفتيش والحواجز العسكرية وأبراج المراقبة.

القصف المكثف والعشوائي للأحياء السكنية والمنشآت المدنية باستخدام الطائرات الحربية المقاتلة من طراز أف 16- والطائرات المروحية، والزوارق الحربية والقذائف المدفعية والأسلحة الرشاشة باختلاف أحجامها، فضلاً عن القذائف المسمارية، وهي من أشد القذائف فتكاً وخطورة.

سلسلة من العقوبات الجماعية ضد المواطنين، وحرمانهم من أبسط حقوقهم الأساسية، وخاصة حقهم في الغذاء والدواء والتنقل والتعليم والعمل، من خلال سياسة الحصار الشامل، وإغلاق المعابر الحدودية والحواجز الداخلية.

حملات اعتقال تعسفي ضد المواطنين الفلسطينيين، وتحويل المئات منهم للاعتقال الإداري.

اعتداءات منهجية للمستوطنين على المدنيين الفلسطينيين وممتلكاتهم، ومرورها دون عقاب.

والجداول التالية توضح حصيلة هذه الجرائم وطبيعتها

جدول يبين تفاصيل بشأن ضحايا جرائم الاحتلال خلال انتفاضة الأقصى في الضفة الغربية وقطاع غزة

 خلال الفترة من 29/9/2000 وحتى 28/9/2004

 رسم (1)

رسم بياني يوضح عدد الشهداء من المدنيين خلال سنوات انتفاضة الأقصى في الأراضي المحتلة

رسم (2)

رسم بياني يوضح نسبة الشهداء من المدنيين خلال سنوات انتفاضة الأقصى في الضفة الغربية مقارنة مع قطاع غزة

رسم (3)

رسم بياني يوضح عدد الشهداء الذين سقطوا جراء عمليات الاغتيال السياسي خلال سنوات انتفاضة الأقصى

جدول بأعداد المصابين خلال انتفاضة الأقصى في الضفة الغربية وقطاع غزة [2]

من 29/9/2000 وحتى 28/9/2004

جدول تفصيلي بجرائم التدمير والهدم خلال انتفاضة الأقصى في قطاع غزة

من 29/9/2000 وحتى 28/9/2004  (قطاع غزة)

رسم (4)

رسم بياني يوضح تجريف الأراضي الزراعية في قطاع غزة خلال سنوات انتفاضة

رسم (5)

رسم بياني يوضح هدم المنازل في قطاع غزة خلال سنوات انتفاضة

رسم (6)

رسم بياني يوضح هدم المنازل على خلفية العقاب الجماعي في الضفة الغربية وقطاع غزة

إلى ذلك كانت أبرز الجرائم خلال الأسبوع الحالي والأخير من السنة الرابعة لانتفاضة الأقصى على النحو التالي:

استشهاد 19 مواطناً فلسطينياً، معظمهم منهم من المدنيين العزل، من بينهم أربعة أطفال ومختل عقلياً ومسن

- اثنان من الشهداء ضحايا لجريمتي قتل خارج نطاق القضاء

- ستة من الشهداء، من بينهم طفلان سقطوا في يوم واحد  في محافظة شمال القطاع أثناء اجتياحها

 سلسلة جديدة من أعمال  الاقتحام والتوغل داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة

- اجتياح أجزاء واسعة من محافظة شمال قطاع غزة، واقتراف جرائم حرب جديدة

- عملية تهجير قسري جديدة في مخيم خان يونس وتدمير عشرات المنازل السكنية

- مداهمة المنازل السكنية واعتقال عشرات المدنيين العزل في الضفة الغربية

- تفجير ثلاثة منازل سكنية في الضفة على خلفية العقاب الجماعي

استمرار أعمال القصف العشوائي للأحياء السكنية والمنشآت المدنية، استشهاد مواطن وإصابة العديد من المدنيين الفلسطينيين بجراح، أحدهما طفلة أصيبت وهي على مقعدها الدراسي

- قوات الاحتلال تقصف بالصواريخ الجوية منشأة صناعية في خان يونس

قوات الاحتلال تكثف من أعمال البناء في جدار الضم " الفاصل " في مدينة القدس المحتلة ورام الله والخليل

قوات الاحتلال تشدد من إجراءات حصارها على الأراضي المحتلة، وتنتهك حق حرية الحركة للمدنيين الفلسطينيين

- فرض طوق أمني شامل على الضفة والقطاع

- استمرار أعمال إطلاق النار على المدنيين الفلسطينيين الذين يتنقلون عبر الحواجز العسكرية، إصابة اثنين بجراح في غزة

- قوات الاحتلال تواصل اعتقال المدنيين على الحواجز العسكرية الإسرائيلية

مقدمــة

واصلت قوات الاحتلال الإسرائيلي خلال الأسبوع الحالي اقتراف المزيد من جرائم حربها في الأراضي الفلسطينية المحتلة.  وكانت حصيلة تلك الجرائم والانتهاكات الجسيمة استشهاد 19 مواطناً فلسطينياً، معظمهم من المدنيين العزل، من بينهم أربعة أطفال ومسن ومختل عقلياً، وإصابة العشرات بجراح، فضلاً عن تدمير المزيد من الممتلكات والأعيان المدنية، واعتقال عشرات المدنيين الفلسطينيين. هذه الجرائم وغيرها نفذتها قوات الاحتلال من خلال اقتحامها للمدن والبلدات الفلسطينية، مداهمة المنازل السكنية، أعمال القتل العمد والقتل خارج نطاق القضاء، قصف الأحياء السكنية والمنشآت المدنية.

ففي قطاع غزة، استشهد خلال هذا الأسبوع عشرة مواطنين فلسطينيين، ستة منهم من المدنيين العزل، من بينهم ثلاثة اطفال.  ستة من الشهداء، من بينهم طفلان قتلوا في محافظة شمال القطاع بتاريخ 29/9/2004 خلال اجتياح قوات الاحتلال لأجزاء كبيرة من المحافظة، أما الطفل الثالث فقد قتل في نفس اليوم في استخدام مفرط للقوة المسلحة المميتة بالقرب من مفترق الشهداء ، جنوب مدينة غزة. وبتاريخ 27/9/2004 استشهد مواطن من مدينة خان يونس في جريمة جديدة من جرائم القتل خارج نطاق القضاء" الاغتيال السياسي". وسقط مسن فلسطيني بتاريخ 27/9/2004 داخل إحدى مدارس وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في مخيم خان يونس، بعدما قصفت تلك القوات المدرسة والمنازل المجاورة لها، فيما سقط مواطن آخر بتاريخ 25/9/2004، بعدما أطلق باتجاهه هو ومجموعة من المواطنين صاروخ جوي، أثناء اجتياح قوات الاحتلال للمخيم.  أما الشهيد السابع فهو فتى من مخيم رفح استشهد بتاريخ 23/9/2004 متأثراً بجراح سابقة.

 إلى ذلك اجتاحت قوات الاحتلال في ساعات مساء يوم الثلاثاء الموافق 28/9/2004 أجزاء واسعة من محافظة شمال قطاع غزة، ولا تزال تقترف جرائم حرب عديدة فيها حتى لحظة إعداد هذا التقرير، ففضلاً عن استشهاد ستة مواطنين فلسطينيين وإصابة نحو 60 مواطن آخر بجراح، وصفت بعضها بالخطرة حتى  اللحظة، تقوم تلك القوات بأعمال هدم وتدمير واسعة النطاق في الأراضي الزراعية والبنية التحتية وبعض المنشآت المدنية.  يشار إلى أن هذه هي المرة الثانية التي تقوم فيها قوات الاحتلال باحتلال نفس المناطق في غضون ثلاثة أسابيع. ولمزيد من التفاصيل حول جرائم الحرب السابقة " أنظر التقارير الأسبوعية الصادرة عن المركز خلال شهر سبتمبر 2004".

من جانب آخر، صعدت تلك القوات من أعمال التدمير والهدم في الممتلكات والأعيان المدنية في القطاع، حيث نفذت تسع عمليات توغل أخرى، أوسعها كان في مخيم خان يونس بتاريخي 23 و25/9/2004، نفذت من خلالهما عملية تهجير قسري جديدة، بعدما هدمت 62 منزلاً سكنياً، كانت تأوي 84 عائلة فلسطينية، قوامها نحو 555 فرداً، معظمهم من النساء والأطفال. فيما نفذت على مدار الأسبوع باقي العمليات في قرية المغراقة ووادي السلقا، وسط القطاع وفي ومدينتي خان يونس وغزة. أسفرت تلك الأعمال عن تدمير نحو 130 دونم زراعي و22 منزل سكني، ما بين كلي وجزئي.  كما واصلت تلك القوات قصفها للأحياء السكنية والمنشآت المدنية، بما فيها المؤسسات التعليمية، الأمر الذي أدى إلى إصابة العديد من المدنيين بجراح، أحدهم طفلة تبلغ من العمر 11 عاماً، أصيبت وهي على مقعدها الدراسي.  إضافة إلى ذلك قصفت الطائرات الإسرائيلية بالصواريخ الجوية بتاريخ 26/9/2004 ورشة صناعية في منطقة مكتظة بالسكان في مدينة خان يونس.

وفي الضفة الغربية، قتلت قوات الاحتلال الإسرائيلي سبعة مدنيين فلسطينيين، فيما قتل مستوطن مدنياً ثامناً، واستشهد تاسع متأثراً بجراح كان أصيب بها في وقت سابق.  قُتل الشهداء جميعاً بشكل عمد، اثنان منهم قُتلا بتاريخ 27/9/2004، عندما فتح جنود الاحتلال النار تجاه مجموعة من المدنيين الفلسطينيين في الجهة الجنوبية من مخيم بلاطة للاجئين، شرقي نابلس، وقتل طفل في السابعة عشرة من عمره، ومواطن مختل عقلياً في مخيم جنين للاجئين بتاريخ 28/9/2004 عندما فتح جنود الاحتلال النار عليهما في جريمتي قتل منفصلتين.  والشهيد الخامس أعدم ميدانياً بعد إلقاء القبض عليه من قبل قوات الاحتلال، وقتل مدنيان آخران في مدينة جنين بتاريخ 29/9/2004، في جريمة من جرائم القتل بدم بارد.  والشهيد الثامن، وهو من قرية سالم، شرقي نابلس، قُتِلَ على يد مستوطن بتاريخ 27/9/2004، وأما الشهيد التاسع فقضى بتاريخ 23/9/2004 متأثراً بجراح أصيب بها في وقت سابق.   وخلال هذا الأسبوع، استمرت قوات الاحتلال باقتراف أعمال التوغل في مختلف محافظات الضفة، باستثناء محافظة أريحا.  أسفرت هذه الأعمال عن إصابة العديد من المدنيين الفلسطينيين، معظمهم من الأطفال، بجراح مختلفة.  كما واعتقلت تلك القوات عشرات المدنيين الفلسطينيين من منازلهم، واقتادتهم إلى جهات مجهولة، فضلاً عن تفجير  ثلاثة منازل سكنية في مخيمات عسكر، بلاطة وجنين، شمال الضفة على خلفية العقاب الجماعي.

وعلى صعيد أعمال البناء في جدار الضم (الفاصل) في عمق أراضي الضفة الغربية، استمرت قوات الاحتلال في أعمال بناء المقاطع الإسمنتية على طول شارع رام الله ـ القدس، قبالة ضاحية البريد وبلدة الرام، شمالي مدينة القدس الشرقية.   وأفاد باحث المركز أن تلك القوات تقترب من استكمال أعمال البناء في المنطقة، بما يحمله ذلك من مخاطر على مستقبل حياة المدنيين الفلسطينيين.  وفي وقت متزامن، استمرت تلك القوات بأعمال التجريف في أراضي قرية بدرس، غربي رام الله، وبيت عوا، جنوب غربي الخليل.  واستخدمت قوات الاحتلال القوة بشكل مفرط ضد المدنيين الفلسطينيين الذين نظموا مسيرات احتجاج سلمية ضد استمرار أعمال البناء في الجدار على أراضيهم الزراعية، وأصابت العشرات منهم بجراح متفاوتة. 

من جانب آخر، شددت قوات الاحتلال الإسرائيلي من إجراءات حصارها الشامل على الأراضي الفلسطينية المحتلة كافة، بما فيها مدينة القدس المحتلة، وقيدت حركة المدنيين الفلسطينيين بشكل كبير. ففي قطاع غزة، فرضت تلك القوات بتاريخ 26/9/2004 طوقاً شاملاً على قطاع غزة، بحجة الأعياد اليهودية، فيما كانت قد أغلقت معبر رفح البري وصوفا التجاري، جنوب القطاع بتاريخ 24/9/2004. وفي حيت أعادت فتح معبر رفح بتاريخ 27/9/2004، لا تزال تغلق معبر صوفا حتى لحظة إعداد هذا التقرير. من جانب آخر، قسمت تلك القوات بتاريخ 27/9/2004 قطاع غزة إلى ثلاثة معازل منفصلة عن بعضها البعض، عدا عن استمرارها في وضع العراقيل والقيود على حركة المدنيين على باقي الحواجز الداخلية.

وفي الضفة الغربية، استمرت تلك القوات في فرض الإغلاق الشامل على الضفة الغربية لليوم الحادي والعشرين على التوالي، فيما تواصل فرض حصار شامل على مدينة الخليل لليوم الثلاثين على التوالي.  بالتزامن مع هذه الإجراءات، واصلت أعمال فرض حظر التجول على العديد من التجمعات السكنية الفلسطينية، فيما واصل أفرادها أعمال التنكيل بالمدنيين الفلسطينيين على الحواجز العسكرية، واعتقال مدنيين آخرين، واقتيادهم إلى جهات غير معلومة.

ولمزيد من التفاصيل حول هذه الانتهاكات، أنظر التقرير التالي الذي يغطي الفترة من 23/9/2004 – 29/9/2004

أولاً: أعمال التوغل والقصف وإطلاق النار وما رافقها من اعتداءات على المدنيين الفلسطينيين وممتلكاتهم

الخميس 23/9/2004

في حوالي الساعة 12:00 منتصف الليل، توغلت قوات الاحتلال معززة بالآليات الثقيلة، ترافقها ثلاث جرافات عسكرية، وتساندها الطائرات المروحية مسافة تقدر بنحو 150 متر داخل بلوك I  في مخيم خان يونس.  وتحت غطاء من القصف العشوائي بنيران الأسلحة الرشاشة من الآليات العسكرية، شرعت تلك القوات بأعمال تجريف وهدم للمنازل، بعد أن طلبت عبر مكبرات الصوت، من سكانها إخلائها.  وبعد حوالي 45 دقيقة، أطلقت طائرة مروحية، صاروخاً سقط في الشارع العام مقابل مسجد الأمام الشافعي دون وقوع إصابات.  وعند الساعة 3:10 فجراً، جددت الطائرات الإسرائيلية قصفها، فأطلقت صاروخين، مستهدفة عدداً من رجال المقاومة الفلسطينية الذين كانوا يتصدون لقوات الاحتلال، وكذلك المواطنين الذين كانوا يحاولون الخروج من منازلهم.  أصاب أحد الصاروخين منزل المواطن يوسف عبد الله شعبان، وهو مكون من طابقين ويأوي ثلاث عائلات قوامها 20 فرداً، حيث ألحق به أضراراً جسيمة، فيما أدى تناثر الشظايا إلى إصابة ستة مدنيين فلسطينيين بجراح.  أما الصاروخ الثاني فسقط بين ركام المنازل المدمرة دون أن يؤدي إلى وقوع إصابات.  وجراء القصف العشوائي أصيب خمسة مدنيين آخرين، بينهم طفل في الرابعة من عمره، وامرأة.  نقل المصابون جميعاً إلى مستشفى ناصر في المدينة، ووصفت المصادر الطبية حالة ثلاثة منهم بالخطرة.  وطالت أعمال التجريف التي تواصلت حتى الساعة 5:30 صباحاً، عشرة منازل سكنية، ستة منها دمرت بشكل كامل، فيما لم تعد باقي المنازل صالحة للسكن.  وتعود ملكية المنازل المدمرة لمواطنين من عائلات أبو لولي، الزرابي، أبو عيد، ناصر، أبو رزق، عواد، حنيدق، وكانت المنازل المدمرة تؤوي 21 عائلة قوامها 128 فرداً.  وعند الساعة 8:00 صباحاً، وأثناء قيام باحث المركز، بتوثيق تجريف المنازل أطلق جنود الاحتلال عدة  أعيرة نارية تجاه المنطقة التي كان يتواجد بها سكان المنازل المدمرة وعدد من الصحفيين.  أسفر ذلك عن إصابة الطفلة ردينة أكرم الصليبي، 7 أعوام بعيار ناري في الرأس.  نقلت المصابة إلى مستشفى ناصر، ووصفت المصادر الطبية حالتها بالمتوسطة.

وفي حوالي الساعة 12:30 فجراً، توغلت قوات الاحتلال معززة بالآليات العسكرية الثقيلة مسافة تقدر بنحو 500 متر داخل قرية المغراقة، القريبة من مستوطنة نيتساريم، جنوب مدينة غزة. داهمت تلك القوات منزلين سكنيين يعودان لعائلتي حمدان وأبو حجير واحتجزت سكان كل منزل على حدا في إحدى الغرف، وبعد أن فتشتهما تفتيشاً دقيقاً، اعتلت سطحيهما و حولتهما إلى ثكنتين عسكريتين. وأثناء توغلها في المنطقة فجرت قوات الاحتلال بالديناميت منزل غير مأهول بالسكان، تعود ملكيته لشركة البحر، فيما دمرت منزلاً آخر غير مأهول بواسطة الجرافات. كما جرفت تلك القوات بشكل جزئي منزلين آخرين، أحدهما يقطنه 3 أفراد والآخر غير مأهول بالسكان. هذا فضلاً عن تجريف نحو 81 دونماً من الأراضي المزروعة بأشجار الزيتون والحمضيات والنخيل، فيما ألحقت أضرار بالغة في شبكة الخدمات العامة في القرية.

وفي حوالي الساعة 5:10 مساءً، اقتحمت قوة عسكرية إسرائيلية، معززة بعدة سيارات جيب، مدينة نابلس، من مدخلها الغربي.  شرعت القوة بالقيام بأعمال الدورية في شوارع وأحياء المدينة وسط إطلاق النار العشوائي تجاه المنازل السكنية والأسواق التجارية.  أسفر ذلك عن إصابة طفل ومتطوعة أجنبية بجراح.  نقل المصابان إلى مستشفى رفيديا الحكومي في المدينة لتلقي العلاج، ووصفت إصابتاهما بالمتوسطة.  والمصابان هما:

1) كفاح كمال إبراهيم ظريف، 16 عاماً، أصيب بعيار معدني مغلف بالمطاط في الظهر.

2) كورين إزفيل، 36 عاماً، وهي من التابعية الفرنسية، أصيبت بعيار معدني مغلف بالمطاط في الرقبة.  

وفي ساعات هذا اليوم، اقتحمت قوات الاحتلال المعززة بالآليات العسكرية، مدينة بيت لحم وبلدة الخضر في الجنوب الغربي ومخيم العزة في الشمال منها؛ مدينة جنين ومخيمها وبلدة اليامون غرباً وعجة جنوباً؛ قرى برقة، طلوزة وعصيرة القبلية في محافظة نابلس؛ وبلدة يطا جنوبي مدينة الخليل.  دهمت تلك القوات العديد من المنازل السكنية، وأجرت أعمال تفتيش وعبث بمحتوياتها، واعتقلت ثلاثة وعشرين مواطناً ممن تدعي أنهم من المطلوبين لها، بينهم طفل وعدة أشقاء، واقتادتهم إلى جهات غير معلومة. 

وفي ساعات المساء، أعلنت مصادر طبية في مستشفى بلينسون، في مدينة كفار سابا داخل إسرائيل، عن استشهاد المواطن الفلسطيني فلاح حسن نعيم مشارقه، 30 عاماً، من مخيم نور شمس للاجئين الفلسطينيين، متأثرا بالجراح التي كان قد أصيب بها بتاريخ 14/9/2004.  كانت قوات الاحتلال قد اعتقلت المواطن مشارقة بعد إصابته بجراح بالغة، واقتادته معها، واحتجزته لديها إلى أن أعلنت المستشفى المذكورة عن استشهاده مساء هذا اليوم.

واستناداً لتحقيقات المركز في حينه، ففي حوالي الساعة 4:30 فجر يوم الثلاثاء الموافق 14/9/2004، توغلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، معززة بالآليات العسكرية، ترافقها جرافة، في مخيم نور شمس للاجئين الفلسطينيين، شرقي مدينة طولكرم.  حاصرت تلك القوات منزل المواطن احمد حسن نعيم مشارقه، في حارة المنشية، وأمر أفرادها جميع سكان المنزل بمغادرته.  انصاع المواطن المذكور وزوجته وأولادهما الخمسة لأوامر الجنود الذين وضعوا قيوداً في أياديهم، وأجبروهم، تحت تهديد السلاح، على التوجه إلى منزل مجاور، حيث احتجزوهم في داخله.  أرغمت تلك القوات شقيق المواطن مشارقة، مفلح، على دخول المنزل لإقناع شقيقهما فلاح على تسليم نفسه لها، إلا أنه لم يعد من داخل المنزل حتى الساعة 4:00 بعد الظهر.  وضع الجنود قذائف صاروخية على ظهر الجرافة التي كانت متوقفة على مسافة ثلاثين متراً عن المنزل، وأطلقوا خمس قذائف تجاهه، مما أدى إلى انهيار حوالي 90 % منه على من في داخله.  وفي حوالي الساعة الخامسة مساءً، أجبر الجنود المواطن أحمد مشارقة على دخول المنزل لإخراج من في داخله، فدخل وأخرج شقيقه مفلح، وكان مصاباً بعدة شظايا.  وبعد ذلك دخل مرة ثانية وحاول إخراج شقيقه الآخر، فلاح، إلا لأنه كان تحت الركام، فلم يستطع إخراجه، فاستعان بالجيران بعد أن سمح له الجنود بذلك.  بعد إخراجه مصاباً إصابة بالغة، اعتقلته قوات الاحتلال، واقتادته معها، وانقطعت أخباره عن ذويه إلى أن أعلن عن استشهاده مساء هذا اليوم.  الجدير ذكره أن الشهيد كان أحد قادة "سرايا القدس"، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي.

وفي حوالي الساعة 7:00 مساءً، فتح جنود الاحتلال المتمركزون في محيط مستوطنة نفيه دكاليم، وشمال حاجز التفاح، غرب مدينة خان يونس، نيران أسلحتهم الرشاشة، تجاه منازل المواطنين في مخيم خان يونس، والحي النمساوي.  أسفر ذلك عن إصابة المواطن سالم موسى أبو موسى، 32 عاماً، بشظايا في الرأس، وذلك خلال تواجده في محيط منزله.  نقل المصاب إلى مستشفى ناصر في المدينة، ووصفت المصادر الطبية حالته بالمتوسطة.

وفي حوالي الساعة 7:30 مساءً، فتح جنود الاحتلال المتمركزون داخل الشريط الحدودي مع مصر، جنوب مدينة رفح، نيران أسلحتهم الرشاشة باتجاه الأحياء السكنية الواقعة إلى الشمال والشمال الشرقي من الشريط.  أسفر ذلك عن إصابة اثنين من المدنيين الفلسطينيين بجراح، وهما على مقربة من منزليهما، أحدهما من حي الجنينة والآخر من مشروع عامر، وهما:

1) عماد عبد الوهاب الشبطي، 21 عاماً، وأصيب بشظايا في الوجه.

2) توفيق نعيم عاشور، 20 عاماً، وأصيب بعيار ناري سطحي في الرأس.

وفي حوالي الساعة 11:15 ليلاً، أعلنت المصادر الطبية في مستشفى الشفاء في غزة، عن استشهاد الفتى حسام فتحي أبو نجا، 18 عاماً من مخيم رفح، متأثراً بالجراح التي كان قد أصيب بها الأسبوع الماضي.

واستناداً لتحقيقات المركز في حينه، فقد أصيب المذكور بتاريخ 19/9/2004 بعيار ناري في رأسه، بينما كان يذاكر دروسه داخل منزله الواقع في بلوك J في مخيم رفح، بعدما قصفت قوات الاحتلال المتمركزة داخل الشريط الحدودي مع مصر، جنوب المدينة بنيران أسلحتها الرشاشة المخيم المذكور.  ومنذ ذلك الحين وهو يخضع للعلاج في قسم العناية المكثفة في مستشفى دار الشفاء في غزة، إلى حين الإعلان عن استشهاده في اليوم المذكور أعلاه.

الجمعة 24/9/2004

في حوالي الساعة 1:00 فجراً، توغلت قوات الاحتلال معززة بالآليات العسكرية الثقيلة مسافة تقدر بنحو 100 متر داخل قرية المغراقة، القريبة من مستوطنة نيتساريم، جنوب مدينة غزة. وبعد أن داهمت منزلين لعائلتي شاهين وأبو ليلة وإجبار سكانهما على الخروج منهما، قامت بهدم منزلين أحدهما مأهول والآخر غير مأهول بالسكان.  وتعود ملكية المنزل الأول لعائلة أبو ليلة وكان يقطنه فردان، والثاني لعائلة عزام وهو غير مأهول.

وفي حوالي الساعة 2:00 فجراً، توغلت قوات الاحتلال معززة بالآليات العسكرية ترافقها أربع جرافات، مسافة تقدر بنحو 300 متر، داخل حي السلام إلى الشرق من مستوطنة موراج، جنوب مدينة خان يونس.  وتحت غطاء من القصف العشوائي شرعت تلك القوات في أعمال تجريف واسعة استمرت حتى الساعة 6:30 صباحاً، وطالت ستة منازل سكنية، تم تدميرها بشكل كلي، فضلاً  عن تجريف 40 دونماً زراعياً.  المنازل المدمرة كانت تأوي 7 عائلات قوامها 39 فرداً، أما الأراضي الزراعية المجرفة، فكانت مزروعة بأشجار الزيتون والخضار، وتعود ملكية المنازل والأراضي لمواطنين من عائلتي المصري وكوارع. كما دمرت تلك القوات مزرعة دواجن وشبكات الري التابعة للأراضي الزراعية. وألحق القصف العشوائي، أضراراً جزئية بأحد المنازل ومسجد الاستقامة في المنطقة. 

وفي حوالي الساعة 10:30 صباحاً، قصفت قوات الاحتلال المتمركزة في محيط مستوطنة نفيه دكاليم، غرب مدينة خان يونس بالقذائف المدفعية والأسلحة الرشاشة المنازل السكنية والمنشآت المدنية الواقعة إلى الشرق والشمال من المستوطنة.  أسفر ذلك عن إصابة اثنين من المدنيين الفلسطينيين بجراح، أحدهما طفل في الرابعة من عمره، وقد أصيب وهو داخل منزله في الحي النمساوي.  والمصابان هما: 1) أحمد سمير الأقرع، 4 أعوام، وأصيب بشظية في الأذن اليسرى؛ 2) محمد مصطفى جاد الله، 24 عاماً، وأصيب بعيار ناري في الفخذ الأيسر. كما أصابت قذيفة مدفعية قسم العلاج الطبيعي في مبنى مبارك" للتوليد والأطفال" بمجمع ناصر الطبي، الذي يبعد نحو 700 متر شمال المستوطنة، حيث لحقت أضرار بالغة في القسم، فضلاً عن خلق حالة من الهلع والخوف في صفوف المرضى والعاملين، الأمر الذي اضطرهم لإخلاء الغرف والاحتماء داخل الممرات.

وفي حوالي الساعة 3:00 بعد الظهر، اقتحمت قوة عسكرية إسرائيلية، معززة بخمس سيارات جيب، مخيم بلاطة للاجئين الفلسطينيين، شرقي مدينة نابلس.  تجمهر عدد من الأطفال، ورشقوا الحجارة تجاه سيارات الجيب العسكرية.  على الفور، رد الجنود المتحصنون في داخلها بإطلاق النار تجاه المتظاهرين، مما أسفر عن إصابة ثلاثة أطفال فلسطينيين، بينهم أحد المتظاهرين. نقل المصابون إلى مستشفى رفيديا الحكومي في مدينة نابلس لتلقي العلاج، ووصفت إصاباتهم ما بين خطيرة ومتوسطة.  والمصابون هم:

1)  عمر جمال محمد سبيتان، 9 أعوام، أصيب بعيار ناري في البطن، ووصفت إصابته بالخطيرة.

2)  إبراهيم محمد إبراهيم سناجرة، 16 عاماً، أصيب بعيار ناري في اليد اليمنى.

3)  براء باسم سليمان شتيوي، 7 أعوام، أصيب بعيار معدني في الظهر.

وفي حوالي الساعة 6:00 مساءً، اقتحمت قوة عسكرية إسرائيلية، معززة بخمس سيارات جيب وناقلة جند مدرعة، مخيم نور شمس للاجئين الفلسطينيين، شرقي مدينة طولكرم.  توغلت القوة في محيط النادي، والشارع الرئيس، وسط إطلاق النار العشوائي تجاه المنازل السكنية.  تجمهر عدد من الأطفال، ورشقوا الحجارة تجاه القوة، وعلى الفور، رد الجنود المتحصنون في داخلها بإطلاق النار تجاه المتظاهرين، مما أسفر عن إصابة ثلاثة منهم. نقل المصابون إلى مستشفى د.ثابت ثابت الحكومي لتلقي العلاج، ووصفت إصاباتهم بالمتوسطة.  والمصابون هم:

1)  محمد كمال محمد خليل، 15 عاماً، أصيب بعيار معدني في الرأس.

2)  ايهاب حسين مقبل، 17 عاماً، أصيب بعيار معدني في الوجه.

3)  أحمد رجا دبور، 14 عاماً، أصيب بعيارين معدنيين في اليد اليسرى والرأس.

وفي حوالي الساعة 6:40 مساءً، فتح جنود الاحتلال المتمركزون في مواقعهم العسكرية داخل الشريط الحدودي مع مصر، جنوب مدينة رفح، نيران أسلحتهم الرشاشة باتجاه المنازل السكنية في حي السلام المجاور للشريط.  أسفر ذلك عن إصابة الطفل جهاد إحسان الناطور، 15 عاماً، بشظايا في الساق اليمنى، وذلك خلال تواجده على مقربة من منزله.

وفي حوالي الساعة 7:00 مساءً، فتح جنود الاحتلال المتمركزون في محيط مستوطنة نفيه دكاليم، غرب خان يونس، نيران أسلحتهم الرشاشة باتجاه المنازل السكنية في المخيم والحي النمساوي.  أسفر ذلك عن إصابة الطفل رمزي نعيم صافي، 16 عاماً، بعيار ناري في ساقه اليمنى، وذلك خلال تواجده بالقرب من منزله في مخيم خان يونس.

وبعد نحو ساعتين، فتح جنود الاحتلال المتمركزون في محيط مستوطنتي جاني طال ونتسر حزاني، شمال غرب خان يونس، نيران أسلحتهم الرشاشة باتجاه المنازل السكنية في منطقة السطر الغربي وبلدة القرارة، شمال خان يونس.  أسفر ذلك عن إصابة المواطن رافع أحمد محمد السقا، 45 عاماً، بعيار ناري في الصدر، أثناء تواجده في منزله في بلدة القرارة.  نقل المصاب إلى مستشفى ناصر في خان يونس، ووصفت حالته بالخطرة، ويخضع الآن للعلاج في قسم العناية المكثفة.

وفي ساعات هذا اليوم، اقتحمت قوات الاحتلال المعززة بالآليات العسكرية، مدينة قلقيلية وقرية كفر قدوم، إلى الشرق منها.  دهمت تلك القوات العديد من المنازل السكنية، وأجرت أعمال تفتيش وعبث بمحتوياتها، واعتقلت أربعة مواطنين ممن تدعي أنهم من المطلوبين لها، بينهم طفلان، واقتادتهم إلى جهات غير معلومة

السبت 25/9/2004

نفذت قوات الاحتلال الإسرائيلي فجر اليوم عملية تهجير قسري جماعي ضد السكان المدنيين الفلسطينيين في مخيم خان يونس، بعد توغلها فيه.  أدت تلك العملية التي استخدمت فيها الطائرات المروحية والدبابات والجرافات العسكرية إلى تدمير واسع النطاق في المنازل السكنية، التي تأوي عشرات الأفراد، معظمهم من النساء والأطفال، وأصبحوا بلا مأوى، فضلاً عن استشهاد مدني فلسطيني وإصابة خمسة آخرين بجراح، نقلوا على إثرها إلى مستشفى ناصر في المدينة لتلقي العلاج.

واستناداً لتحقيقات المركز، ففي حوالي الساعة 12:30 من منتصف ليل اليوم المذكور أعلاه، اقتحمت أعداد كبيرة من قوات الاحتلال الإسرائيلي معززة بالآليات العسكرية الثقيلة مخيم خان يونس الغربي.  وقد انطلقت الآليات الحربية من نقطة تمركزها في مستوطنة نفيه دكاليم، المجاورة للمخيم من الناحية الغربية.  وتحت غطاء من القصف العشوائي باشرت تلك القوات بعمليات هدم وتجريف واسعة النطاق في منازل السكان المدنيين، دون أن تعطي قاطنيها أي فرصة أو إنذار مسبق، ودون أن تتيح لهم أي شكل من أشكال الحماية القانونية من عمليات الإخلاء القسري من منازلهم وتدميرها.  وبعد حوالي نصف ساعة عززت قوات الاحتلال تواجدها بمزيد من الدبابات والآليات الحربية، تساندها الطائرات المروحية.  وفي حوالي الساعة 1:30 فجراً،  أطلقت إحدى الطائرات صاروخ جو- أرض تجاه  مجموعة من المسلحين الفلسطينيين وعدد من المواطنين كانوا يتجمهرون بالقرب من مسجد الإمام الألباني، وسط المنطقة.  أدى ذلك إلى استشهاد المواطن أحمد على أبو عبد الله، 50 عاماً، وذلك جراء إصابته بعدة شظايا في أنحاء مختلفة من جسده، بينما كان يقف أمام باب منزله، ويحاول الهرب من المكان حفاظاً على حياته، فيما أصيب أربعة مواطنين بجراح، وصفت حالة أحدهم بالخطيرة.  كما أصيب اثنين من المدنيين الفلسطينيين بجراح، جرا ء أعمال القصف العشوائي المتفرق لأحياء المخيم. استمرت تلك العملية حتى الساعة 6:15من صباح اليوم التالي، وأدت إلى تدمير 52 منزل سكني، 45 منها دمرت بشكل كامل، وتأوي 56 عائلة قوامها 350 شخص، و7 منازل دمرت بشكل جزئي، وتأوي 7 عائلات قوامها 57 شخص، معظمهم من النساء والأطفال.          

وفي إطار استهدافها المستمر للمؤسسات التعليمية، أصابت قوات الاحتلال صباح اليوم طفلة فلسطينية بجراح، وهي على مقعدها الدراسي في مخيم خان يونس، بعدما قصفته بالأسلحة الرشاشة.  يشار إلى أن هذه الطفلة هي الثالثة التي تصاب وهي على مقاعد الدراسة  في غضون  أسبوعين، حيث استشهدت إحداهن الأسبوع الماضي في مخيم خان يونس أيضاً متأثرة بجراحها.

واستناداً لتحقيقات المركز، ففي حوالي الساعة 8:30 صباح اليوم المذكور أعلاه، فتح جنود الاحتلال المتمركزون في مواقعهم العسكرية في محيط مستوطنة نفيه دكاليم، غرب مدينة خان يونس، نيران أسلحتهم الرشاشة باتجاه المنازل السكنية والمنشآت المدنية بما فيها المدارس التعليمية في مخيم خان يونس.  اخترقت العديد من الأعيرة النارية نوافذ مدرسة طارق بن زياد الأساسية المشتركة، والتابعة لوزارة التربية والتعليم، والواقعة إلى الشرق من المستوطنة المذكورة.  أسفر ذلك عن إصابة الطفلة مادلين حمدان بريكة، 11 عاماً، بعيار ناري أعلى عينها اليسرى، وهي داخل فصلها وعلى مقعدها الدراسي. نقلت الطفلة بواسطة سيارة مدنية إلى مستشفى ناصر في خان يونس، ووصفت حالتها بالمتوسطة.  وأفاد باحث المركز، أن حالة من الهلع والخوف دبت في صفوف الطلاب، الذين بدؤوا يتصارخون، مما اضطر إدارة المدرسة إلى إخلائها وبالتالي تعطيل اليوم الدراسي كاملاً.

وفي حوالي الساعة 11:00 صباحاً، اقتحمت قوات الاحتلال مباني جامعة القدس المفتوحة في مدينة الخليل، واحتجزت عدداً كبيراً من طلبتها، وحققت معهم قبل أن تخلي سبيلهم.  وأفاد باحث المركز أن قوة عسكرية إسرائيلية من "حرس الحدود" اقتحمت مبنى الجامعة بطريقة عنيفة، وقام أفرادها بمصادرة البطاقات الشخصية لحوالي ستين طالباً واحتجازهم، وإجراء تحقيقات ميدانية معهم استمرت عدة ساعات.  ولم بلغ عن اعتقالات في صفوف الطلبة، أو العاملين في الجامعة.

وفي حوالي الساعة 11:25 صباحاً، فتح جنود الاحتلال المتمركزون داخل الشريط الحدودي مع مصر، جنوب مدينة رفح، نيران أسلحتهم الرشاشة باتجاه الأحياء السكنية الواقعة إلى الشمال من الشريط.  أسفر ذلك عن إصابة المواطن بهاء أحمد عبد العال، 28 عاماً، بعيار ناري في الساق اليسرى، خلال سيره في شارع أبو بكر الصديق في مخيم رفح.

وفي حوالي الساعة 7:30 مساءً، فتح جنود الاحتلال المتمركزون في محيط مستوطنة نفيه دكاليم، وشمال حاجز التفاح، غرب مدينة خان يونس، نيران أسلحتهم الرشاشة، تجاه منازل المواطنين في مخيم خان يونس، والحي النمساوي. تزامن ذلك مع إطلاق قنابل مضيئة في سماء المنطقة. سقطت إحدى القنابل على سطح منزل المواطن أحمد محمود أبو شمالة، وهو مكون من طابق أرضي مسقوف بالأسبستوس على مساحة 100م2. اخترقت القنبلة السطح وسقطت في الصالون، مما أدى إلى إصابة زوجة المواطن المذكور أميرة عبد الجليل أبو شمالة، 28 عاماً، بحروق في أطرافها، وذلك عندما كانت تطعم أطفالها. نقلت المصابة إلى مستشفى ناصر في المدينة، ووصفت المصادر الطبية حالتها بالمتوسطة.

وفي حوالي الساعة 10:40 مساءً، فتح جنود الاحتلال المتمركزون في مواقعهم العسكرية داخل الشريط الحدودي مع مصر، جنوب مدينة رفح، نيران أسلحتهم الرشاشة باتجاه المنازل السكنية في حي السلام المجاور للشريط.  أسفر ذلك عن إصابة المواطنة فاتن إسماعيل لافي، 20 عاماً، بشظايا في فخذها الأيمن، وذلك خلال تواجدها في منزلها.

وفي حوالي الساعة 10:45 مساءً، فتح جنود الاحتلال المتمركزون في مواقعهم العسكرية، غرب حي تل السلطان، غرب مدينة رفح، نيران أسلحتهم الرشاشة باتجاه المنازل السكنية في الحي المذكور.  أسفر ذلك عن إصابة ثلاثة مدنيين فلسطينيين بجراح، وهم بالقرب من منازلهم.  والمصابون هم:

1) عز الدين نايف الحلو، 27 عاماً، وأصيب بشظايا في الكتف الأيمن.

2) يوسف خالد جاد الحق، 38 عاماً، وأصيب بعيار ناري في الساقين.

3) حسين نبيل أبو عرمانة، 21 عاماً، وأصيب بعيار ناري في الساق اليمنى.

وفي ساعات هذا اليوم، اقتحمت قوات الاحتلال المعززة بالآليات العسكرية، قرية زبوبا، شمال غربي مدينة جنين، وقريتي بيت لقيا وبيت ريما في محافظة رام الله.  دهمت تلك القوات العديد من المنازل السكنية، وأجرت أعمال تفتيش وعبث بمحتوياتها، واعتقلت تسعة مواطنين ممن تدعي أنهم من المطلوبين لها، بينهم ثلاثة أشقاء، واقتادتهم إلى جهات غير معلومة. 

الأحد 26/9/2004

في حوالي الساعة 12:30 فجراً، توغلت قوات الاحتلال معززة بالآليات العسكرية مسافة تقدر بنحو 400 متر داخل قرية المغراقة، القريبة من مستوطنة نيتساريم، جنوب مدينة غزة.  داهمت تلك القوات عدة منازل في القرية وقامت باعمال تفتيش وعبث بمحتوياتها. وأثناء توغلها قامت تلك القوات بتدمير منزل غير مأهول بالسكان، فيما جرفت 6 دونمات مزروعة بأشجار الزيتون والحمضيات. وقبل انسحابها من القرية، اعتقلت تلك القوات ثلاثة مدنيين فلسطينيين واقتادتهم إلى جهة غير معلومة، وهم: الشقيقان مروان ومحمد حسن الديراوي، 27و25 عاماً على التوالي؛ والمواطن محمود أحمد حمدان، 32 عاماً.

وفي حوالي الساعة 5:00 صباحاً، توغلت قوات الاحتلال الإسرائيلي معززة بعدة آليات عسكرية مسافة تقدر بنحو 400 متر داخل منطقة أبو شعر في قرية وادي السلقا، جنوب شرق مدينة دير البلح. داهم الجنود عدة منازل سكنية واجروا فيها أعمال تفتيش دقيقة وعبثوا في محتوياتها، ومن ثم أمروا الذكور من سكانها بالخروج منها.  احتجزهم الجنود عدة ساعات، ومن ثم اعتقلوا اثنين منهم واقتادوهما إلى جهة غير معلومة. والمعتقلان هما: سالم عثمان أبو شعر، 33 عاماً؛  وموسى عبد الرحمن أبو شعر، 28 عاماً.

وفي إطار استهدافها المستمر للمنشآت الصناعية، قصفت قوات الاحتلال صباح اليوم ورشة صناعية تقع في منطقة مكتظة بالسكان في مدينة خان يونس. وتدعي قوات الاحتلال في كل مرة بعد اقترافها للجريمة، بأن المنشأة المستهدفة هي مكان لتصنيع الأسلحة.  ومعظم تحقيقات المركز، تدحض هذه الادعاءات.

واستناداً لتحقيقات المركز، ففي حوالي الساعة 7:00 صباح اليوم المذكور، أطلقت طائرة مروحية إسرائيلية صاروخ جو – أرض باتجاه ورشة ألمونيوم، تقع أسفل بناية سكنية في حي الأمل، غرب مدينة خان يونس، وهو حي مكتظ بالسكان. أصاب الصاروخ الورشة بشكل مباشر، مما أدى إلى تدميرها بالكامل، فضلاً عن تدمير سيارة من نوع جيمس كانت بداخلها. الورشة عبارة عن مخازن مساحتها 125م2، تعود ملكيتها للشقيقين أحمد وعبد الحميد نعيم الجبري، وتقع في الطابق الأراضي لبناية سكنية من طابقين.  كما أسفر القصف عن إلحاق أضرار بالغة في شقة سكنية تقع في الطابق الأول، فيما أصيب الطفل محمد خضر خضير، 11 عاماً، بشظايا في بطنه وقدمه، خلال توجهه إلى مدرسته.

وفي حوالي الساعة 3:30 بعد الظهر، توغلت قوة عسكرية إسرائيلية، قوامها خمس سيارات جيب، في مخيم عين بيت الماء، غربي مدينة نابلس.  تجمهر عدة أطفال ورشقوا الحجارة تجاهها، وعلى الفور رد الجنود المتحصنون في داخلها بإطلاق النار تجاه المتظاهرين، ما أسفر عن إصابة الطفل محمود محمد أمين أسدي، 15 عاماً، بعيارين ناريين في الفخذ الأيمن والوجه.  ووصفت إصابته بالمتوسطة.

وفي ساعات هذا اليوم، اقتحمت قوات الاحتلال المعززة بالآليات العسكرية، مدينة جنين، واعتقلت الفتاة لينا رأفت الهندواي، 25 عاماً، فيما اقتحمت تلك القوات بلدة الدوحة، جنوبي مدينة بيت لحم، واعتقلت ثلاثة مواطنين منها، واقتادتهم إلى جهات غير معلومة. 

الاثنين 27/9/2004

في حوالي الساعة 4:00 فجراً، اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي، معززة بحوالي أربعين آلية، مدينة جنين ومخيمها، وسط إطلاق النار العشوائي تجاه المنازل السكنية.  وفي حوالي الساعة 8:00 صباحاً، حاصرت تلك القوات مستشفى الرازي، في الجهة الشمالية من المدينة.  اقتحمت القوة المستشفى، وشرع أفرادها بإطلاق النار تجاه زجاج النوافذ واسطوانات الأوكسجين، وأجروا أعمال تفتيش وعبث بمحتوياته، بادعاء البحث عن مواطنين تدعي أنهم من المطلوبين لها.  وقبل انسحابها في حوالي الساعة 1:00 بعد الظهر، اعتقلت مواطنين، واقتادتهما إلى جهة غير معلومة، وهما: مروان أبو علي، 18 عاماً؛ ومحمد مصطفى أبو الرب، 21 عاماً.  المواطن الأخير يعمل في جهاز الشرطة المدنية. 

أسفرت أعمال إطلاق النار عن إصابة سبعة مدنيين فلسطينيين بجراح، بينهم طفلان.   نقل المصابون إلى مستشفى الشهيد د.خليل سليمان الحكومي لتلقي العلاج، ووصفت إصابة أحدهم بالخطيرة.  وفي وقت لاحق جرى تحويله إلى المستشفى الحكومي في رام الله.

وفي حوالي الساعة 7:00 صباحاً، توغلت قوة عسكرية إسرائيلية، قوامها ثلاث سيارات جيب وناقلتا جند مدرعة، في مخيم عين بيت الماء، غربي مدينة نابلس.  تجمهر عدة أطفال وشبان ورشقوا الحجارة تجاهها.  وعلى الفور رد الجنود المتحصنون في داخلها بإطلاق النار تجاه المتظاهرين، ما أسفر عن إصابة اثنين منهم بجراح.  نقل المصابان إلى مستشفى رفيديا الحكومي في مدينة نابلس لتلقي العلاج، ووصفت إصابتاهما بالمتوسطة، وهما:

1) محمد سعيد مسعود خالد، 22 عاماً، أصيب بعيارين ناريين في العنق والبطن.

2) فادي إبراهيم حسن مرعي، 16 عاماً، أصيب بعيارين ناريين في العنق والبطن.

وفي جريمة جديدة من جرائم حربها الناجمة عن القصف العشوائي للأحياء السكنية والمؤسسات التعليمية، قتلت قوات الاحتلال صباح اليوم مسناً فلسطينياً في مدينة خان يونس، بعدما قصفت المدرسة التي كان يتواجد فيها لزيارة أحد العاملين هناك.

واستناداً لتحقيقات المركز وشهود العيان، ففي حوالي الساعة 10:10 صباح اليوم المذكور أعلاه، فتح جنود الاحتلال المتمركزون في مواقعهم العسكرية في محيط مستوطنة نفيه دكاليم، غرب مدينة خان يونس، نيران أسلحتهم الرشاشة وبدون أي مبرر كان باتجاه مخيم خان يونس، وبدون تمييز أو مراعاة لوجود العديد من المدنيين في الشوارع، فضلاً عن تواجد الطلبة في المدارس.  وصلت العديد من الأعيرة النارية إلى مدرسة ذكور خان يونس الإعدادية " الحوراني"، التابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين، وتبعد نحو 600 متر عن المستوطنة المذكورة.  أصاب أحد الأعيرة النارية  المواطن سعيد محمد محمود المدهون، 62 عاماً، في بطنه، واستشهد بعد نقله للمستشفى بلحظات. وأفاد شهود العيان، أن المذكور كان يتواجد في إحدى ممرات المدرسة في زيارة لابن شقيقه الذي يعمل آذناً في المدرسة، لحظة القصف.  كما أصيب المواطن جمعة حمدان الشوربجي، 30 عاماً، بعيار ناري في ساقه اليمنى، خلال تواجده في منزله في منطقة جورة اللوت، التي تبعد نحو 1500 متر عن المستوطنة.

وفي حوالي الساعة 12:00 ظهراً، فتح جنود الاحتلال المتمركزون داخل الشريط الحدودي مع مصر، جنوب مدينة رفح، نيران أسلحتهم الرشاشة باتجاه الأحياء السكنية الواقعة إلى الشمال من الشريط.  أسفر ذلك عن إصابة خمسة مدنيين فلسطينيين بجراح، وهم بالقرب من دوار العودة، وسط المدينة، والواقع على بعد نحو 700 متر عن الشريط. من بين المصابين ثلاثة من الطلاب الأطفال، تزامن القصف مع عودتهم من مدارسهم إلى منازلهم.  ووصفت حالة جميع الجرحى بالمتوسطة.  "يحتفظ المركز بأسماء المصابين"

وفي جريمة جديدة من جرائم القتل العمد، قتلت قوات الاحتلال في ساعات المساء اثنين من المدنيين الفلسطينيين في مخيم بلاطة للاجئين الفلسطينيين، شرقي مدينة نابلس.  

واستناداً لتحقيقات المركز وشهود العيان، ففي حوالي الساعة 5:10 مساء اليوم المذكور أعلاه، كانت مجموعة من المدنيين الفلسطينيين تقف في حارة الجلامنة، على الأطراف الجنوبية لمخيم بلاطة للاجئين، شرقي مدينة نابلس، بشكل اعتيادي.  فجأة تعرض المذكورون لإطلاق نار كان مصدره عمارة الصيرفي، وهي عمارة مكونة من خمس طبقات، تقع على شارع القدس، على مسافة حوالي مائة متر إلى الجنوب الغربي من مكان تواجد المذكورين.  أسفر ذلك عن إصابة مدنيينِ فلسطينيينِ، واستشهادهما على الفور.  في وقت لاحق تبيّن أن جنود الاحتلال الذين توغلوا في مدينة نابلس ومخيماتها في ساعات الفجر قد استولوا على العمارة المذكورة، وحولوها إلى ثكنة عسكرية يطلقون النار منها تجاه الفلسطينيين.  وأفاد باحث المركز أن الآليات العسكرية الإسرائيلية التي كانت تصل إلى المنطقة في ساعات النهار كانت تتعرض لأعمال رشق بالحجارة من قبل متظاهرين فلسطينيين، إلا أن المنطقة  كانت تشهد في تلك اللحظة هدوءً تاماً. والشهيدان هما:

1) أحمد نضال عقل الطيراوي، 18 عاماً، من مخيم بلاطة، أصيب بعيار ناري في العين اليمنى.

2) عمار دعسان علي أبو نفيسة، 24 عاماً، من مخيم بلاطة، أصيب بعيار ناري في الصدر.

وفي حوالي الساعة 6:20 مساءً، فتح جنود الاحتلال المتحصنون في مواقعهم في محيط مستوطنة موراج، شمال مدينة رفح، نيران أسلحتهم الرشاشة باتجاه المنازل السكنية في منطقة مصبح القريبة من المستوطنة.  أسفر ذلك عن إصابة الطفلة هياثم عطية أبو حميدة، 9 أعوام، بعيار ناري في الساق اليسرى، أثناء تواجدها في منزلها.  وأفادت المصادر الطبية في مستشفى الشهيد أبو يوسف النجار في المدينة، أن الإصابة سببت لها تهتكاً في الأنسجة.

وفي ساعات هذا اليوم، اقتحمت قوات الاحتلال المعززة بالآليات العسكرية، مدينة جنين ومخيمها، مدينة نابلس ومخيماتها، قرية كفر ثلث، شرقي مدينة قلقيلية، مدينة  الخليل وقرية الريحية القريبة منها، بلدة الخضر، جنوب غربي مدينة بيت لحم.  دهمت تلك القوات العديد من المنازل السكنية، وأجرت أعمال تفتيش وعبث بمحتوياتها، واعتقلت اثني عشر مواطناً ممن تدعي أنهم من المطلوبين لها، بينهم خمسة أطفال وشقيقان، واقتادتهم إلى جهات غير معلومة. 

وفي حوالي الساعة 8:30 مساءً، توغلت قوات الاحتلال الإسرائيلي معززة بالآليات العسكرية مسافة تقدر بنحو 400 متر داخل المنطقة الواقعة جنوب غرب مستوطنة نيتساريم، جنوب مدينة غزة.  وعلى الفور باشرت تلك القوات بأعمال تجريف في المنطقة، استمرت حتى الساعة 10:00 مساءً، وطالت 20 دونماً مزروعة بأشجار الزيتون والجوافة والعنب، فضلاً عن تدمير ثلاثة آبار للمياه ومنزل سكني، يقطنه عائلة واحدة قوامها 7 أفراد.

 الثلاثاء 28/9/2004

وفي جريمة جديدة من جرائم القتل العمد، قتلت قوات الاحتلال الإسرائيلي في ساعة مبكرة من صباح اليوم، مواطناً فلسطينياً في العقد الخامس من عمره، تبيّن لاحقاً أنه مختل عقلياً.  قوات الاحتلال التي اعترفت باقترافها الجريمة ادعت أن المواطن الفلسطيني تسلق سورًا كان يجلس عليه الجنود، فأمروه بالنزول، وعندما رفض طلبهم، أطلقوا النار بداية في الهواء، وباتجاه الساقين.  أفاد باحث المركز أن المواطن المذكور أصيب بعيار ناري واحد في الصدر، الأمر الذي يدحض الرواية الإسرائيلية التي أشارت إلى تقيَّد الجنود بتعليمات إطلاق النار. 

واستناداً لتحقيقات المركز، ففي حوالي الساعة 5:45 صباح اليوم المذكور أعلاه، أطلق جنود الاحتلال الإسرائيلي، المتمركزون على الأطراف الغربية لمخيم جنين، النار باتجاه المواطن صالح إبراهيم يحيي بلالوة، 47 عاماً، بينما كان يسير في الشارع، مخترقاً حظر التجول المفروض على المخيم منذ فجر أمس، وأردته قتيلاً. وتبين لاحقاً أن المذكور مختل عقلياً، ويخرج من المنزل بدون علم أهله، ولا يميز أن هناك حظراً للتجول. وبعد سماع إطلاق النار توجهت سيارة إسعاف تابعة لجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني للمكان، ونقلت الجثمان إلى مستشفى الشهيد د. خليل سليمان الحكومي في المدينة.  بعد إجراء الكشف الطبي عليه، والتحقق من هويته، أفادت المصادر الطبية أن الشهيد أصيب بعيار ناري واحد في الصدر أدى إلى استشهاده.

وفي ساعات المساء، قتلت قوات الاحتلال طفلاً فلسطينياً في مخيم جنين للاجئين الفلسطينيين، وذلك عندما استخدمت القوة المسلحة بشكل مفرط ضد مجموعات من المدنيين الفلسطينيين الذين خرقوا حظر التجول المفروض على المخيم، وتظاهروا ضد وجودها في المخيم، وقتلها المواطن بلالوة في وقت سابق. 

واستناداً لتحقيقات المركز وشهود العيان، ففي ساعات صباح اليوم المذكور أعلاه، وبعد الإعلان عن استشهاد المواطن صالح بلالوة، 47 عاماً، من مخيم جنين، خرق عشرات الأطفال والشبان حظر التجول الذي تفرضه قوات الاحتلال على المخيم.  شرع المتظاهرون برشق الحجارة تجاه تلك القوات التي كانت ترد بإطلاق النار، وبشكل مفرط ضد المتظاهرين.  وفي حوالي الساعة 5:15 مساءً، أصيب الطفل محمود ناصر نافع بزور، 17 عاماً، بعيار ناري في الصدر.  تمكن عدد من السكان من نقله بواسطة سيارة خاصة إلى مستشفى الشهيد د. خليل سليمان الحكومي في المدينة لعلاجه.  وبشكل عاجل، أدخل المذكور إلى غرفة العمليات، وأخضع لعملية جراحية، إلا أن جهود الأطباء في إنقاذ حياته باءت بالفشل.  وفي حوالي الساعة 5:45 مساء أعلنت المصادر الطبية في المستشفى عن استشهاده، وأفادت أنه أصيب بعيار ناري أسفل القلب. وأسفرت أعمال إطلاق النار أيضاً عن إصابة خمسة متظاهرين من الأطفال، وأحد المارة بجراح. 

وفي حوالي الساعة 7:30 مساءً، توغلت قوات الاحتلال معززة بعدة آليات عسكرية داخل حي الشيخ عجلين القريب من مستوطنة نيتساريم، جنوب مدينة غزة. وباشرت تلك القوات بأعمال هدم وتجريف في المنطقة استمرت حتى ساعات فجر اليوم التالي الموافق 29/9/2004 وطالت 11 منزلاً، ثمانية منها دمرت بشكل كلي، فضلاً عن تجريف نحو ثمانية دونمات مزروعة بالخضروات. المنازل المدمرة بشكل كلي تعود لعائلة شحادة ويقطنها نحو 52 فرداً. أما الأراضي الزراعية فتعود لعائلة شملخ. يشار إلى أن قوات الاحتلال توغلت في المنطقة مرتين خلال هذا الأسبوع وأخطرت بشكل شفهي سكان تلك المنازل بنيتها للهدم وأمرتهم بإخلاء منازلهم. وكان المركز قد توجه بتاريخ  27 سبتمبر 2004، وعلى إثر تلقي سكان  ستة من تلك المنازل إخطاراً شفوياً، باعتزام قوات الاحتلال هدم منازلهم، بطلب للمستشار القضائي الإسرائيلي للاعتراض على نية قوات الاحتلال هدم المنازل الستة.  وقد تلقى المركز في حينه رداً من المستشار مفاده عدم وجود نوايا لهدم المنازل.

وفي ساعات هذا اليوم، اقتحمت قوات الاحتلال المعززة بالآليات العسكرية، مدينة جنين ومخيمها وقرية مثلث الشهداء إلى الجنوب منها، مدينة نابلس وقرية زوتا إلى الغرب منها، مدينة بيت لحم وبلدة العبيدية إلى الشرق منها، عابود وبيت ريما وعين عريك في محافظة رام الله، ومخيم طولكرم للاجئين، شرقي مدينة طولكرم.  دهمت تلك القوات العديد من المنازل السكنية، وأجرت أعمال تفتيش وعبث بمحتوياتها، واعتقلت أربعة وأربعين مواطناً ممن تدعي أنهم من المطلوبين لها، بينهم طفلان وشقيقان، واقتادتهم إلى جهات غير معلومة. 

الأربعاء 29/9/2004

** اجتياح أجزاء واسعة من محافظة شمال قطاع غزة

اجتاحت أعداد كبيرة من قوات الاحتلال معززة بالآليات العسكرية الثقيلة تساندها الطائرات المروحية في ساعة متأخرة من مساء أمس الموافق 28/9/2004 أجزاء واسعة من محافظة شمال القطاع، حيث توغلت فيها من ثلاثة محاور رئيسية.  من منطقة أبو صفية، شرق جباليا باتجاه شارع الكرامة غرباً الموازى لشارع صلاح الدين؛ من مستوطنة نيسانيت شمال بيت لاهيا باتجاه القرية البدوية وأبراج الندى والعودة؛ من منطقة مقبرة الشهداء شرق جباليا باتجاه شارع الكرامة، ثم واصلت تقدمها باتجاه عزبة عبد ربه وتمركزت فوق تلة الكاشف، شرق شارع صلاح الدين مقابل الإدارة المدنية.

استمرت قوات الاحتلال في تقدمها من المحاور الثلاثة وسط إطلاق نار كثيف وعشوائي. وفي حوالي الساعة 4:00  فجر يوم الأربعاء الموافق 29/9/2004 أطلقت قوات الاحتلال المتمركزة بالقرب من شارع السكة، شرق مخيم جباليا، قذيفة مدفعية باتجاه  مجموعة من أفراد المقاومة الذين تصدوا لها.  أسفر ذلك عن استشهاد أحدهم وهو المواطن توفيق محمد الشرافي، 24 عاماً.

وفي حوالي الساعة 7:00 من صباح نفس اليوم، توغلت نحو 15 آلية عسكرية انطلاقاً من معبر إيرز باتجاه الجنوب عبر شارع صلاح الدين، وتمركزت فوق تلة قليبو، شمال تل الزعتر وسط إطلاق نار كثيف، وسيطرت علي المنطقة بالكامل، وقامت بعزل السكان وحاصرتهم داخل منازلهم. وباشرت بأعمال تجريف في المنطقة لم تعرف طبيعتها بعد.

وفي حوالي الساعة 7:25 صباحاً، أطلقت قوات الاحتلال النار باتجاه عشرات الفتية وطلاب المدارس، الذين اقتربوا من موقع تجمع الدبابات بالقرب من مديرية التربية والتعليم في بلدة بيت لاهيا، ورشقوها بالحجارة. أدى ذلك إلى استشهاد الطفل سائد محمد هدو أبو العيش، 14 عاماً من سكان مخيم جباليا جراء إصابته بعيار ناري في أسفل الصدر.  وعند الساعة 9:00 صباحاً وأثناء قيام الجرافات العسكرية تدمير سور مبنى الأمن الوقائي الفلسطيني بالقرب من مديرية التعليم في بيت لاهيا، سقط أحد أعمدة الكهرباء فوق أحد الأطفال الذين تجمهروا في المكان، مما أدي إلي وفاته على الفور وهو الطفل أحمد إبراهيم عبد الفتاح ماضي، 14 عاماً من سكان مخيم جباليا.

وفي ساعات مساء يوم الأربعاء الموافق 29/9/2004، واصلت قوات الاحتلال قصفها العشوائي باتجاه الأحياء السكنية، كما واصلت تقدمها باتجاه المناطق المكتظة بالسكان وخصوصاً مخيم جباليا. وفي حوالي الساعة 8:30 مساءً، أطلقت تلك القوات صاروخ جو – أرض باتجاه مجموعة من أفراد المقاومة الفلسطينية، شرق مخيم جباليا.  انفجر الصاروخ وسطهم، وأدى إلى استشهاد أحدهم وإصابة اثنين آخرين بجراح بالغة، والشهيد هو سعد محمد البرادعي، 21 عاماً من سكان مدينة غزة.

وعند الساعة 11:30 ليلاً، أطلقت تلك القوات صاروخاً آخر باتجاه مجموعة أخرى من أفراد المقاومة داخل منطقة تل الزعتر في جباليا، كانوا يقفون بالقرب من مسجد البشير. أسفر ذلك عن استشهاد اثنين منهم، وهما: 1) فتحي أحمد الصواوين، 21 عاماً من سكان مدينة غزة؛ 2) خليل خليل ناجي، 31 عاماً من سكان مدينة غزة.  وجراء أعمال القصف العشوائي، أصيب نحو 60 مواطن فلسطيني بجراح، من بينهم نحو 20 طفل، ووصفت جراح أربعة من المصابين بالخطرة.

هذا ولا تزال قوات الاحتلال تسيطر على المنطقة بالكامل وتقترف فيها جرائم حرب متعددة حتى لحظة صدور هذا التقرير.  وجرا ء الاستخدام المفرط للقوة المسلحة المميتة، فإن عدد الضحايا مرشح للازدياد، وخصوصاً أن تحقيقات المركز، والمصادر الطبية الفلسطينية، تؤكد أن جميع الإصابات استهدفت الأجزاء العليا من الجسم للضحايا.

في استخدام جديد للقوة المسلحة المميتة، قتلت قوات الاحتلال صباح اليوم المذكور اعلاه طفلاً فلسطينياً من مخيم البريج في محافظة الوسطى، بعدما أطلقت عليه النيران، عندما كان يرشقها هو ومجموعة من رفاقه بالحجارة بالقرب من مفترق الشهداء"نيتساريم" الاستيطاني، جنوب مدينة غزة.

واستناداً لتحقيقات المركز، ففي حوالي الساعة 9:00 صباح اليوم المذكور أعلاه، توجه عدد من طلاب المدارس جميعهم من الأطفال إلى مفترق الشهداء القريب من مستوطنة نيتساريم، جنوب مدينة غزة، وقاموا برشق قوات الاحتلال المتمركزة على المفترق المذكور بالحجارة، تعبيراً عن غضبهم لمرور أربع سنوات على الانتفاضة. رد جنود الاحتلال عليهم بإطلاق وابل من الأعيرة النارية باتجاههم، مما أدى إلى إصابة الطفل محمد طلال حسين جبر، 17 عاماً من سكان مخيم البريج، بعيارين ناريين في البطن والصدر، واستشهد على الفور.

وفي جريمة جديدة من جرائم القتل بدم بارد، قتلت قوات الاحتلال في ساعات بعد الظهر مدنيينِ فلسطينيينِ في مدينة جنين، وأصابت سيدة بجراح.  ادعت تلك القوات أن أفرادها فتحوا النار تجاه سيارة خرجت، وبداخلها ثلاثة فلسطينيين، رجلان وسيدة، من موقف سيارات في بناية يطوقها الجيش الإسرائيلي في المدينة.  وقالت: و"لمّا لم يستجب سائق السيارة لنداءات الجيش بالتوقف، تم إطلاق النار على السيارة التي اصطدمت بجدار.  ولقي أحد ركاب السيارة حتفه على الفور، فيما أطلقت النار على راكب آخر عندما حاول الهرب ورفض التوقف".  تحقيقات المركز تدحض هذه الرواية، وتؤكد أن المدنيينِ الفلسطينيينِ قُتِلا بدم بارد، وهما في داخل السيارة.

واستناداً لتحقيقات المركز وشهود العيان، ففي حوالي الساعة 1:00 بعد ظهر اليوم المذكور أعلاه، تحركت سيارة أجرة تحمل لوحة تسجيل مدنية فلسطينية، من طراز "ميتسوبيشي"، يقودها المواطن راتب أحمد طالب قاسم، 51 عاماً، من ضاحية صباح الخير، شمالي مدينة جنين، تجاه المدينة.  كان في داخل السيارة المواطن محمد إبراهيم عبد الله بيطار، 25 عاماً، وكان يجلس بجانب السائق، والمواطنة نور ربحي شلبي، 25 عاماً، وكانت تجلس على المقعد الخلفي.  وصلت السيارة إلى المنطقة الصناعية، وبعدما تجاوزت تقاطع المنطقة الصناعية مع ضاحية صباح الخير بمائة متر تقريباً، كانت سيارة مدنية من طراز (تويوتا ـ تندر) تحمل لوحة تسجيل فلسطينية قادمة من الجهة المقابلة، قرب محلات أبو زينة لبيع قطع غيار السيارات.  تابعت كل من السيارتين سيرها بشكل طبيعي، وما أن تقاطعتا بمسافة قصيرة، فتح مسلحون كانوا يتحصنون في الصندوق الخلفي لسيارة ألـ (تويوتا) النار تجاه سيارة الأجرة.  أسفر ذلك عن إصابة كل من المواطنين قاسم وبيطار بعدة أعيرة نارية في الأجزاء العليا من الجسم، واستشهدا على الفور، فيما أصيبت شلبي بعيارين ناريين في قدميها.  أعاقت قوات الاحتلال عملية إسعاف المصابة، وذكرت تلك القوات أنها حققت معها قبل أن تخلي سبيلها.       

ثانياً: جرائم القتل خارج نطاق القضاء "الاغتيال السياسي"

في إطار جرائم القتل خارج نطاق القضاء، المعلنة والمؤيدة من أعلى المستويات السياسية والأمنية في حكومة إسرائيل، اقترفت قوات الاحتلال الحربي الإسرائيلي خلال هذا الأسبوع جريمتين جديدتين. الأولى اقترفتها  في ساعات مساء يوم الاثنين الموافق 27/9/2004، في مدينة خان يونس، جنوب قطاع غزة.  وفي حين فشلت في النيل من المستهدف الأول لها نجحت في النيل من مرافقه، وذلك بعد استهداف سيارتهما بصاروخ أطلقه سلاح الجو الإسرائيلي. والثانية اقترفتها في ساعات صباح يوم الأربعاء الموافق 26/9/2004 في مدينة نابلس في الضفة الغربية، وراح ضحيتها المواطن مجدي صالح قاسم خليفة، 25 عاماً.  المواطن خليفة، وحسب المصادر العسكرية الإسرائيلية نفسها، قُتِلَ بعدما اعتقل على أيدي جنودها. وادعت تلك المصادر أن النار أطلقت على خليفة عندما حاول الهرب من الجنود الذين اعتقلوه.  إلا أن تحقيقات المركز تفيد أن خليفة حاول الفرار قبل اعتقاله، وليس بعد ذلك. 

واستناداً لتحقيقات المركز وإفادات شهود العيان حول الجريمة الأولى، ففي حوالي الساعة  5:10 مساء اليوم المذكور أعلاه، أطلق سلاح الجو الإسرائيلي  صاروخ جو – أرض باتجاه  سيارة من نوع سوبارو بيضاء اللون يستقلها شخصان، وكانت تسير باتجاه الشرق في شارع العودة، الواصل بين بلدة بني سهيلا وبلدتي عبسان وخزاعة، على بعد نحو 50 متر من مدرسة الخنساء الثانوية للبنات، شرق مدينة خان يونس.  أصاب الصاروخ السيارة بشكل مباشر واشتعلت فيها النيران، حيث تمكن سائق السيارة من النزول منها وهو مصاب والدماء تنزف منه، فيما استشهد الثاني على الفور وتحول جسده إلى أشلاء.  وتبين فيما بعد أن الشهيد هو علاء الدين حمدان الشاعر، 35 عاماً من سكان رفح، أما المصاب فهو المواطن محمد سليمان أبو نصيرة، 40 عاماً، وهو قيادي في لجان المقاومة الشعبية، وأصيب بشظايا في أنحاء متفرقة من الجسم.  وفور وقوع الجريمة أشارت مصادر أمنية إسرائيلية أن  قيادي في لجان المقاومة الشعبية في خان يونس نجا من محاولة اغتيال نفذتها مروحية إسرائيلية أسفر عن مقتل مرافق له.

واستناداً لتحقيقات المركز وشهود العيان حول الجريمة الثانية، ففي حوالي الساعة 5:30 صباح يوم الأربعاء الموافق 29/9/2004، توغلت قوة عسكرية إسرائيلية، معززة بعشر سيارات جيب في مدينة نابلس من مدخلها الغربي.  حاصرت القوة محيط مسجد السلام في حارة البلاطية، بالقرب من متنزه جمال عبد الناصر، في الجزء الغربي من المدينة.  في حوالي الساعة 6:00 صباحاً، تسلل المواطن خليفة من أحد المنازل الواقعة في المنطقة، وحاول الفرار من تلك القوات.  على الفور فتح جنود الاحتلال النار تجاهه، وأصابوه بعيار ناري في الذراع الأيمن، وعلى إثره وقع في قبضة تلك القوات، التي اعترفت بذلك.  تشير الدلائل، بما في ذلك رواية الجيش الإسرائيلي، أن تلك القوات أعدمت المواطن خليفة بعد اعتقاله، رغم ادعائها أنه حاول الفرار.  انسحبت تلك القوات بعد اقترافها الجريمة، وبعد وقت قصير نُقِلَ جثمان الشهيد بواسطة سيارة إسعاف تابعة لجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني إلى مستشفى رفيديا الحكومي في نابلس.  وبعد الكشف الطبي على الجثمان تبيّن أنه مصاب بعيارين ناريين أحدهما في جبهة الرأس، ونفذ من الخلف،  والآخر في الذراع الأيمن.  

ثالثاً: العقاب الجماعي ضد عائلات المواطنين الفلسطينيين الذين نفذوا أعمال تفجيرية ومسلحة ضد قوات الاحتلال، أو المطلوبين لها والمعتقلين لديها

في إطار أعمالها الانتقامية ضد عائلات المواطنين الفلسطينيين، من منفذي العمليات التفجيرية، ورجال المقاومة، المعتقلين لديها، أو الذين تدعي أنهم مطلوبون لها على خلفية مشاركتهم في أعمال مقاومة مسلحة ضدها، فجّرت قوات الاحتلال الإسرائيلي خلال الأسبوع ثلاثة منازل سكنية، اثنان جرى تفجيرهما صباح يوم الخميس الموافق 23/9/2004 في مخيميّ عسكر القديم وبلاطة للاجئين الفلسطينيين.  يعود المنزل الأول لعائلة مواطن تدعي تلك القوات أنه مطلوب لها، بينما يعود الثاني لعائلة الشهيدة زينب أبو سالم، التي استشهدت في اليوم السابق على تفجير منزل عائلتها.  وأما المنزل الثالث فجرى تفجيره في مخيم جنين، وتعود ملكيته لعائلة المواطن زكريا الزبيدي، الذي تدعي تلك القوات أنه مطلوب لها.

واستناداً لتحقيقات المركز وشهود العيان، ففي حوالي الساعة 4:00 فجر يوم الخميس الموافق 23/9/2004، توغلت قوات الاحتلال، معززة بالآليات العسكرية، في مخيم بلاطة للاجئين الفلسطينيين، شرقي مدينة نابلس.  حاصرت تلك القوات منزل عائلة المواطن محمد سناكرة، في حارة الجرامنة، في الجهة الجنوبية للمخيم.  بعد أن أخلت المنزل من سكانه بالقوة، شرع أفرادها بوضع مواد متفجرة في أرجائه، وفي حوالي الساعة 5:00 صباحاً، فجروه عن بعد، مما أدى إلى تدميره بشكل كامل على محتوياته.  المنزل مكون من طابقين على مساحة 90م2، وكانت تقطنه عائلة قوامها عشرة أفراد، بينهم ستة أطفال.  تدعي قوات الاحتلال أن نجل المواطن المذكور، علاء، 22 عاماً، أحد المطلوبين لها.

وفي وقت متزامن، توغلت قوات الاحتلال في مخيم عسكر القديم للاجئين الفلسطينيين، شمال شرقي مدينة نابلس.  حاصرت تلك القوات منزل عائلة المواطن علي إسماعيل أبو سالم، وأرغمت سكانه على مغادرته بالقوة، ثم شرع أفرادها بوضع مواد متفجرة داخل المنزل.  وفي حوالي الساعة 5:10 صباحاً، فجروه عن بعد، مما أدى إلى تدميره بشكل كامل على محتوياته.  المنزل مكون من طابقين على مساحة 100م2، وكانت تقطنه عائلة قوامها ثمانية أفراد، بينهم طفلان.  المواطن المذكور والد الشهيدة زينب أبو سالم، التي قضت مساء اليوم السابق، الأربعاء الموافق 22/9/2004 عندما فجّرت نفسها في حيّ التلة الفرنسية، في مدينة القدس الشرقية.

وفي حوالي الساعة 3:00 فجر يوم الأربعاء الموافق 29/9/2004، حاصرت قوات الاحتلال التي كانت تقوم بأعمال عسكرية في مخيم جنين منذ فجر يوم الاثنين الموافق 27/9/2004، منزل المواطن زكريا عبد الرحيم الزبيدي، 26 عاماً، في حارة الحواشين، وسط المخيم.  أجبرت القوة أفراد عائلة المواطن المذكور على مغادرة منزلها تحت تهديد السلاح، دون السماح لها بإخراج أي من محتوياته، ثم شرع عدد من أفرادها بوضع مواد متفجرة داخل المنزل.  وفي حوالي الساعة 4:30 فجراً، فجروه عن بعد مما أدى إلى تدميره تدميراً كلياً.  المنزل مكون من ثلاث طبقات على مساحة 160م2، وكانت تقطنه عائلة قوامها ستة أفراد.  وتعتبر قوات الاحتلال المواطن الزبيدي، الناشط في كتائب شهداء الأقصى، الجناح العسكري لحركة (فتح)، أحد أهم المطلوبين لها في الضفة الغربية.   

رابعاًًً:  الحصار وجرائم أخرى للقيود على حرية الحركة

واصلت قوات الاحتلال الإسرائيلي حصارها الشامل على الأراضي الفلسطينية المحتلة كافة، بما فيها مدينة القدس المحتلة، وقيدت حركة المدنيين الفلسطينيين بشكل كبير.

ففي قطاع غزة، واصلت قوات الاحتلال انتهاكاتها المبرمجة لحرية الحركة، فخلال الأسبوع أغلقت تلك القوات كافة المعابر الحدودية مع القطاع لعدة أيام، قبل أن تعيد فتحها بشكل جزئي، بذريعة الأعياد اليهودية والدواعي الأمنية. كما استمرت في تقييد حركة المدنيين الفلسطينيين وبضائعهم عبر الحواجز الداخلية.  فقد أغلقت الطريق الساحلي جنوب غزة، لتعزل وسط القطاع عن شماله، في وقت تتواصل فيه العراقيل وأعمال التفتيش، بصورة شبه يومية على حاجزيّ المطاحن وأبو هولي، على طريق صلاح الدين، الواصلة بين جنوب القطاع ووسطه.

وفيما يلي رصد لأبرز القيود التي فرضتها قوات الاحتلال على حرية الحركة في قطاع غزة خلال هذا الأسبوع:

على صعيد الحركة الداخلية، في حوالي الساعة 10:00 صباح يوم الخميس الموافق 23/9/2004، أغلقت قوات الاحتلال حاجزي أبو هولي والمطاحن، على طريق صلاح الدين، الواصلة بين جنوب القطاع وشماله، واحتجزت سيارات وأخضعت المواطنين لأعمال تفتيش، استمرت حتى الساعة 3:00 مساءً، لتفتح تلك الطريق لمدة نصف ساعة ومن ثم تعيد إغلاقها لتكرر سيناريو التفتيش حتى ساعات المساء، في وقت كان فيه جنود الاحتلال يطلقون نيران أسلحتهم الرشاشة تجاه المواطنين المتجمعين على جانبي الحاجزين. أسفر ذلك عن إصابة المواطن أحمد سعيد السطري، 32 عاماً من سكان خان يونس، بشظايا عيار ناري في ظهره. سيناريو التفتيش تكرر بشكل متقطع خلال أيام الأحد الاثنين والثلاثاء 26،27، 28 /9/2004، على التوالي.

 وعند حوالي الساعة 9:30 صباح يوم الاثنين الموافق 27/9/2004، أغلقت تلك القوات، الطريق الساحلي، في منطقة الشيخ عجلين، جنوب مدينة غزة، وأحدثت حفراً كبيرة فيه وأقامت السواتر الترابية عليه. وخلال الإغلاق وفي مشهد مأساوي اضطر عدد كبير من المواطنين الالتفاف والسير على الشاطئ، حيث اضطروا للسير مسافة طويلة جداً واضطر بعضهم للركوب على عربات الكارو، والسير وسط إطلاق نار عشوائي من قبل جنود الاحتلال المتحصنون في الدبابات، التي تمركزت على الطريق، تجاه المواطنين، ما أدى إلى إصابة المواطن ياسر عطا عبد الله جودة، 35 عاماً من سكان رفح بعيار ناري في أنفه. ونتيجة لإغلاق الطريق الذي تواصل في اليوم التالي حرم آلاف الموظفين والطلبة من المحافظات الجنوبية والوسطى من الوصول إلى أماكن عملهم ودراستهم.

يشار إلى أن قوات الاحتلال كثفت في الآونة الأخيرة من عراقيلها لحرية الحركة على طريق صلاح الدين وتكررت المرات التي تقسم فيها تلك القوات القطاع إلى كانتونات منعزلة عن بعضها البعض، بشكل عكس نفسه سلباً على مجمل الحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية للمدنيين الفلسطينيين.

من جانب آخر، واصلت قوات الاحتلال حصارها حول منطقة مواصي خان يونس ورفح، جنوبي القطاع.  واستمرت قوات الاحتلال في فرض مزيد من القيود على المواطنين من سكان المنطقتين.  ففي ساعات صباح يوم الخميس الموافق 23/9/2004، أغلقت قوات الاحتلال حاجز التفاح المؤدي لمواصي خان يونس وحرمت مئات المواطنين من العودة لمنازلهم، وتواصل الإغلاق على مدى الأيام التالية، وحتى إعداد هذا التقرير. يشار إلى أن قوات الاحتلال تقوم بين الحين والآخر بإغلاق مفاجئ للحاجز، وتمنع حركة تنقل المواطنين عبره، في وقت لا تزال فيه، تمنع الذكور الذين تتراوح أعمارهم بين 16 و30 عاماً من المرور إلا عبر تنسيق خاص. وكذلك الحال بالنسبة للفتيات فوق ما بين 16 و25 عاماً. وأفاد العديد من السكان لباحث المركز، أن قوات الاحتلال تقوم بين الحين والآخر بمنع عدد من المواطنين من الدخول إلى المنطقة أو الخروج منها، رغم انطباق الشروط عليهم، علماً أن حاجز تل السلطان المؤدي لمواصي رفح مغلق منذ عدة أشهر.

وفي نفس السياق، تتواصل معاناة سكان منطقة السيفا، المحاصرة بين مستوطنتي دوغيت وايلي سيناي، شمالي القطاع، حيث تواصل قوات الاحتلال مضايقاتها لسكان المنطقة.  وتتحكم تلك القوات بالبوابة المؤدية للمنطقة، وتمنع جميع المواطنين من مغادرتها، أو الدخول إليها، إلا لبعض الحالات الاستثنائية، وبتنسيق مسبق.  ومنذ نحو أربعة أشهر ونصف، لا تسمح قوات الاحتلال إلا لحوالي خمسة أشخاص يومياً بالخروج والعودة لإحضار المواد الغذائية الأساسية، وذلك في ساعات محددة، ويتم إخضاعهم لعمليات تفتيش مهينة، بعد إبرازهم البطاقات الممغنطة.  وتمر عملية التفتيش بعدة مراحل ما بين الفحص الإلكتروني واليدوي ورفع الملابس والفحص بواسطة الكلاب.  ولا تزال قوات الاحتلال وللأسبوع الرابع على التوالي لا تسمح لطلاب المدارس بالعودة إلى منازلهم إلا في حوالي الساعة 5:00 مساءً، علماً أن اليوم الدراسي ينتهي في ساعات الظهيرة.  وهذا الإجراء يحرم 24 طالباً من سكان المنطقة من أخذ قسط من الراحة، فضلاً عن تشتتهم وانتظارهم لساعات طويلة جداً أمام البوابة.  ويعاني سكان حي المعني المتاخم لمستوطنة كفار داروم، وسط قطاع غزة (ويبلغ عددهم 28 عائلة قوامها 138 فرداً) من ظروف حصار مماثلة، ويواجهون صعوبات بالغة عند الدخول أو الخروج من المنطقة.

أما على صعيد الحركة الخارجية، وتحديداً المعابر الحدودية مع إسرائيل، فلا تزال قوات الاحتلال تغلق معبر بيت حانون، شمالي قطاع غزة في وجه العمال والمواطنين والمرضى الفلسطينيين، للأسبوع الرابع على التوالي. وفي نفس الإطار لا يزال معبر صوفا، شمالي مدينة رفح، يعمل بشكل جزئي، حيث يسمح بدخول مواد البناء، فيما يمنع العمال من عبوره إلى إسرائيل. وبتاريخ 24/9/2004 قامت قوات الاحتلال بإغلاق المعبر نهائياً ولم تسمح حتى بدخول مواد البناء، وما زال المعبر مغلق حتى لحظة إعداد هذا التقرير.  ويعمل معبر المنطار "كارني"، شرقي مدينة غزة، وهو المعبر التجاري الوحيد الواصل بين قطاع غزة وإسرائيل بشكل جزئي ومحدود للغاية منذ نحو عدة أشهر، حيث لا تزال قوات الاحتلال لا تسمح بإدخال الكثير من البضائع والمنتجات ومواد البناء.  يشار إلى أن إغلاق المعبر المذكور طوال الفترة الماضية مع استمرار العراقيل، انعكس بشكل واضح على حال السوق الفلسطينية الداخلية، التي باتت تعاني من نقص في العديد من السلع والمواد التي تدخل إلى القطاع عبر المعبر المذكور. كما أن قوات الاحتلال تتعمد عرقلة العمل على المعبر المذكور، مما يؤدي إلى تلف بعض البضائع الفلسطينية، عدا عن عمليات السرقة التي تتعرض لها تلك البضائع من قبل الإسرائيليين في حال مبيتها على المعبر من الجهة الإسرائيلية.

وفي تكريس لسياسة الإغلاق المتكرر لمعبر رفح البري على الحدود المصرية الفلسطينية، والذي يمثل المنفذ الوحيد للقطاع مع العالم الخارجي، أغلقت تلك القوات المعبر صباح يوم الجمعة الموافق 24/9/2004، بحجة مرور أحد الأعياد اليهودية. ورغم أن قوات الاحتلال أعلنت أنها ستعيد  فتح المعبر يوم الأحد الموافق 26/9/2004، إلا أن تلك القوات لم تلتزم بتعهدها، على العكس أغلقت في هذا اليوم جميع المعابر الحدودية بحجة الدواعي الأمنية، وأعادت فتحها في اليوم التالي وضمنها معبر رفح.

 ولا تزال معاناة المسافرين مستمرة، بل وتتزايد يوماً بعد يوم، نتيجة سياسة العمل المقلص والمضايقات التي تضعها قوات الاحتلال، والتي ينجم عنها ازدحام شديد وتكدس للمسافرين.

جدير بالذكر، أن سلطات الاحتلال الحربي الإسرائيلي، تقوم بإغلاق المعبر ومن ثم إعادة فتحه بشكل جزئي ومتقطع بين الفترة والأخرى، وذلك منذ بداية العام الحالي، في محاولة منها لإيهام العالم بأن المعبر يعمل بشكل طبيعي. ولكنها في كل مرة تدعي بأنها أعادت فتح المعبر كانت تلجأ لوضع عراقيل وقيود مشددة على المسافرين، وبالتالي لا تسمح إلا لعدد قليل جداً منهم بالسفر، الأمر الذي بات يشكل معاناة حقيقية لآلاف الفلسطينيين المضطرين للسفر لأسباب عديدة منها العلاج بالخارج أو الالتحاق بالجامعات العربية والأجنبية، أو تطوير قدراتهم المهنية.  وعلى الرغم من إدعاء سلطات الاحتلال بأنها رفعت حظر السفر للفئة العمرية من الذكور من سن 16- 35 منذ تاريخ 9/8/2004، والذي كانت قد فرضته بتاريخ 16/4/2004، إلا أن تلك السلطات لا تزال تضع مزيداً من القيود على سفرهم، ولا تسمح لهم بالمرور، وإذا سمحت لهم تخضعهم لإجراءات تفتيش معقدة، فضلاً عن استجوابهم لساعات طويلة في غرف المخابرات الإسرائيلية.  وعليه فإن الواقع يشير ويؤكد على أن هذا القرار ما زال ساري المفعول من الناحية العملية، الأمر الذي حرم المئات من المرضى والطلاب من أصحاب هذه الفئة من ممارسة حقهم في تلقى الخدمات الطبية والتعليمية.

وفي الضفة الغربية، واصلت قوات الاحتلال الإسرائيلي فرض المزيد من إجراءات تقييد الحركة على المدنيين الفلسطينيين، سواء على الحواجز العسكرية الثابتة المأهولة والحواجز المفاجئة، أو من خلال فرض حظر التجول على السكان في العديد من المدن والقرى والبلدات والمخيمات. 

وفيما يلي رصد لأبرز مظاهر فرض القيود على حرية الحركة في الضفة الغربية، كما أفاد باحثو المركز:  

ففي محافظة القدس، فرضت قوات الاحتلال، مساء يوم الجمعة الموافق 24/9/2004، قيوداً على حركة المدنيين الفلسطينيين في قرى شمال غربي مدينة القدس، وأقامت العديد من الحواجز العسكرية، وحظرت على المواطنين التنقل على الشوارع العامة بشكل مطلق. وفي صباح يوم السبت الموافق 25/9/2004، عزلت قوات الاحتلال مدينة القدس بشكل كامل، ومنعت حركة السير على العديد من شوارعها الرئيسة والفرعية.  وأفاد شهود عيان أن آلاف الطلبة اضطروا للعودة إلى منازلهم لعدم تمكنهم الوصول إلى مدارسهم. وشمل هذا الإجراء أيضاً قرى وبلدات شمال غرب القدس، مما أدى إلى تقييد حركة أكثر من خمسين ألف مواطن يقطنون في قرى: بيت سوريك، قطنة، بيت دقو، بيت عنان، بيت إكسا، بيت إجزا، بدو، النبي صموئيل، وخرب أم اللحم.  وفي ساعات صباح يوم الأحد الموافق 26/9/2004، احتجزت قوات الاحتلال المتمركزة على حاجز ضاحية البريد، شمالي المدينة، ما يزيد عن عشرين مواطناً يحملون بطاقة الهوية الفلسطينية، وادعت أنهم حاولوا دخول القدس بطرق غير مشروعة.  وأفاد شهود عيان أن الجنود أرغموهم على التوقيع على تعهدات باللغة العبرية، ومن ثم أطلقوا سراح عدد منهم، بعد احتجازهم مدة تزيد عن ثلاث ساعات في ظروف مهينة. 

وفي محافظة رام الله، أغلقت قوات الاحتلال، في ساعة مبكرة من صباح يوم الخميس الموافق 23/9/2004، حاجز قلنديا، جنوبي مدينة رام الله، أمام المدنيين الفلسطينيين، مما حال دون تمكن آلاف الطلبة والموظفين وأصحاب المصالح التجارية من الوصول إلى مدارسهم، ومراكز أعمالهم.  وتكرر إغلاق الحاجز يومي الجمعة والسبت الموافقين 24و25/9/2004.  وفي صباح يوم الأحد الموافق 26/9/2004، فرضت قوات الاحتلال إجراءات مماثلة على الحاجز المذكور.  تزامن ذلك مع انتشار عسكري ملحوظ في منطقة الكسارات الترابية، شرقي الحاجز، التي يستخدمها المواطنون الفلسطينيون بديلاً عن الحاجز، مما أجبر العديد منهم على العودة للمدينة، وسلوك طرق القرى الشمالية والشرقية في رحلة شاقة وصولاً إلى بلدة الرام، لمواصلة مسيرهم إلى القرى والمدن الأخرى.  طالت هذه الإجراءات أيضاً مئات من الطلبة والمدرسين ورياض الأطفال ممن يحملون هوية القدس، والقاطنين في مناطق كفر عقب، سمير أميس، مخيم قلنديا، وغيرها من المناطق الواقعة بين مدينتي البيرة ورام الله والقدس، وحرمتهم من الوصول إلى مدارسهم.  وأفاد شهود عيان أن جنود الاحتلال اعتدوا على عدد من المواطنين الذين سلكوا طرقاً بديلة للطرق الرئيسة.  وذكروا أن الجنود لاحقوهم، وأجبروهم على العودة من حيث أتوا، بعد احتجازهم فترات طويلة.

وفي محافظة نابلس، أغلقت قوات الاحتلال الإسرائيلي، يوم الخميس الموافق 23/9/2004، جميع الحواجز العسكرية المقامة على مداخل مدينة نابلس، بما في ذلك حاجز عورتا التجاري، جنوب شرقي المدينة، ومنعت الشاحنات المحملة بالبضائع من دخول المدينة، أو الخروج منها.  كما ومنعت المواطنين والموظفين والمعلمين والمعلمات من اجتياز الحواجز المحيطة بالمدينة للوصول إلى أماكن عملهم.  وأفاد باحث المركز أن قوات الاحتلال، التي أعادت فتح تلك الحواجز في صباح اليوم التالي، الجمعة الموافق 24/9/2004، تعمدت إعاقة حركة مرور المواطنين عبرها.  وذكر أن قوات الاحتلال فرضت قيوداً مشددة على حركة المواطنين يوم الاثنين الموافق 27/9/2004، وأقامت العديد من الحواجز الفجائية لتفتيش هؤلاء المواطنين، ومقارنة أسمائهم بقوائم اسمية كان يحملها أفرادها. 

وفي محافظة جنين، عزلت قوات الاحتلال، منذ فجر يوم الخميس الموافق 23/9/2004، مناطق الأغوار الشمالية والوسطى عن العالم الخارجي، وأعلنتها مناطق عسكرية مغلقة، يحظر الدخول إليها أو الخروج منها.  وأغلقت تلك القوات الحاجزين العسكريين المقامين على مشارف الأغوار، تياسير، شرقي بلدة طوباس، والحمرا في الأغوار الوسطى.  وشهدت الطرقات والمنافذ المؤدية إلى قرى وتجمعات الأغوار إجراءات عسكرية غير مسبوقة، حيث أقامت قوات الاحتلال عدة حواجز عليها، وحظرت حركة السيارات على عدة طرق.  وأفاد شهود عيان أن الجنود منعوهم من الوصول إلى منازلهم عبر حاجز تياسير.  وفي سياق متصل، اقتحمت قوات الاحتلال، مساء يوم السبت الموافق 25/9/2004، بلدة طوباس، وأقامت حاجزاً عسكرياً مفاجئاً عند منطقة القصبة، على المدخل الشمالي، واحتجزت عشرات السيارات، وأخضعت ركابها للتفتيش والدقيق في بطاقات هويتهم الشخصية.

وفي محافظة قلقيلية، أقامت قوات الاحتلال، صباح يوم الأحد الموافق 26/9/2004، حاجزاً عسكرياً بين بلدتي إماتين والفندق، على شارع نابلس، شرقي مدينة قلقيلية.  وأفاد شهود العيان أن جنود الاحتلال أوقفوا السيارات الفلسطينية، وأرغموا ركابها على الترجل منها. وذكروا أن الجنود أجبروا المواطنين ممن تقل أعمارهم عن الخامسة والثلاثين على خلع ملابسهم العلوية، وفتشوهم بشكل مهين.  وحالت هذه الإجراءات التعسفية دون وصولهم إلى أماكن عملهم.  يشار إلى أن الحاجز المذكور يصل بين محافظات قلقيلية، طولكرم، نابلس، وجنين ومحافظات وسط وجنوبي الضفة الغربية.  وفي ساعات صباح يوم الاثنين الموافق 27/9/2004، أقامت قوات الاحتلال الإسرائيلي، حاجزاً عسكرياً على مدخل قرية النبي إلياس، على شارع نابلس، وأوقف أفرادها المركبات العمومية، وأنزلوا ركابها وفتشوهم ودققوا في بطاقاتهم الشخصية.  

وفي محافظة طولكرم، واصلت قوات الاحتلال إغلاق بوابة عناب على شارع طولكرم ـ نابلس، للأسبوع العاشر على التوالي، دون السماح للمواطنين الفلسطينيين من الاقتراب من البوابة المذكورة.  وخلال الأسبوع، شددت تلك القوات من الإجراءات التعسفية على مداخل مدينة طولكرم ومخيميها.  وأفاد باحث المركز أن قوات الاحتلال أقامت العديد من الحواجز العسكرية على مداخل المدينة، وأوقفت السيارات، ودققت في بطاقات هوية الركاب. 

وفي محافظة بيت لحم، أقامت قوات الاحتلال، يوم الجمعة الموافق 24/9/2004، العديد من الحواجز العسكرية على مداخل مدينة بيت ساحور.  وأفاد شهود عيان أن تلك القوات الاحتلال أقامت حواجز عسكرية فجائية في العديد من المناطق في بيت ساحور، بخاصة على الشوارع والمفترقات الرئيسية، وشنت حملات تفتيش للسيارات، كما دققت في البطاقات الشخصية للمواطنين.  وفي ساعة مبكرة من صباح يوم السبت الموافق 25/9/2004، أغلقت قوات الاحتلال حاجز جيلو، شمالي مدينة بيت لحم، وحاجز "الكونتينر" على طريق وادي النار، شمال شرقي بيت لحم،  وقطعت بذلك الطريق بين جنوبي الضفة الغربية، وشمالها.

وفي محافظة الخليل، واصلت قوات الاحتلال، وللأسبوع الرابع على التوالي، فرض إغلاق شامل على مدينة الخليل والعديد من بلدات وقرى المحافظة.  وأفاد باحث المركز أن تلك القوات استمرت في إغلاق جميع الطرق الرابطة بين المدينة ومحيطها بأكوام ترابية وصخور، أو بالحواجز العسكرية.  فيما صعدت من عمليات مطاردة المواطنين واحتجازهم وصلبهم على الجدران، لاسيما على الحواجز العسكرية المقامة على المدخلين الشمالي والشمالي الغربي لمدينة الخليل، في منطقتي جسر بيت كاحل وحلحول، وفي شوارع وأحياء مركز المدينة وبلدتها القديمة، وأحياء: عين خير الدين، السلام، الحاووز، الجامعة، عين سارة، رأس الجورة، ونمرة.  وخلال ساعات يومي الخميس والجمعة الموافقين 23 و24/9/2004، نفذت تلك القوات أعمال احتجاز عشوائية لمئات المواطنين، لعدة ساعات أثناء تنقلاتهم.  واعتدت على بعضهم بالضرب، وأجرت معهم تحقيقات ميدانية، ودققت في بطاقات هويتهم، وقارنت أسماءهم بقوائم موجودة بحوزتها. وفي ساعات بعد ظهر بوم الجمعة 24/9/2004، أغلقت قوات الاحتلال مجدداً المسجد الإبراهيمي في وجه المصلين المسلمين، بينما فتحت أبوابه بالكامل أمام المستوطنين وزوارهم من خارج المحافظة، بدعوى تسهيل إجراءات "الأمن" للاحتفال بعيد "الغفران" اليهودي.  واستمر الإغلاق حتى صباح يوم الأحد الموافق 26/9/2004.  وفي حوالي الساعة 9:00 صباح يوم السبت الموافق 25/9/2004، احتجزت قوات الاحتلال ثمانية من موظفي التسجيل في لجنة الانتخابات المركزية، أثناء توجههم للعمل في مراكز التسجيل في منطقة يطا،جنوبي الخليل.  وأفاد باحث المركز أن جنود الاحتلال أوقفوا السيارة التي كانت تقل الموظفين، وصادروا هواتفهم الخلوية، وأغلقوها، قبل أن يجبروا سائق السيارة على السير وراء سيارة جيب عسكرية لمدة ثلاث ساعات، حيث جرى اقتيادهم إلى مدخل قرية المسافر، جنوب شرقي يطا، وأمروهم بعدم فتح مراكز التسجيل تحت طائلة التهديد.  يذكر أن المراكز الأربعة التي يعمل فيها الموظفون الثمانية بقيت مغلقة حتى نهاية الأسبوع، وهي، مراكز: الرفاعية، الديرات، الفقير، والنجادة .

وفي إطار أعمال إطلاق النار، التي تقترفها قوات الاحتلال المتمركزة على الحواجز العسكرية بشكل منهجي، فتحت قوات الاحتلال المتمركزة على حاجز عسكري وسط مدينة الخليل، في ساعات ظهر يوم الجمعة الموافق 24/9/2004، النار تجاه طفل فلسطيني، وأصابته بجراح متوسطة.  واستناداً لتحقيقات المركز، ففي حوالي الساعة 12:30 بعد الظهر، فتح جنود الاحتلال النار، بشكل عمد، تجاه الطفل نزار كايد أبو حمدية، 16 عاماً، من مدينة الخليل.  أسفر ذلك عن إصابته بعيار ناري في الكوع الأيسر.  نقل المصاب إلى مستشفى عالية الحكومي لتلقي العلاج، ووصفت إصابته بالمتوسطة.  وأفاد باحث المركز أن جنود الاحتلال أوقفوا الطفل المذكور على حاجز عسكري وسط مدينة الخليل، واحتجزوه مع مجموعة من الشبان بالقرب من مديرية التربية والتعليم مدة نصف ساعة، ودققوا في بطاقته الشخصية قبل أن يطلقوا سراحه.  وما أن سار حوالي ثلاثين متراً، حتى أطلق أحد الجنود النار عليه دون أي سبب كان.

وفي إطار سياسة استخدام المعابر الحدودية والحواجز العسكرية مصائد لاعتقال مواطنين فلسطينيين، تدعي أنهم مطلوبون لها، اعتقلت قوات الاحتلال المتمركز على الحاجز العسكري المقام في قرية اللبن الشرقية، على الطريق الرئيسة التي تربط مدينتي رام الله ونابلس، صباح يوم السبت الموافق 25/9/2004، المواطن عمر عبد الرحيم، 25 عاما،ً من مدينة طولكرم.  وفي يوم الأحد الموافق 26/9/2004، اعتقلت المواطن سلامة عبد الكريم شواهنة، 22 عاماً، من قرية كفر ثلث، شرقي مدينة قلقيلية.  المواطن شواهنة اعتقل على حاجز عسكري أقيم على مفترق قرية أماتين أثناء عودته من مدينة نابلس حيث يدرس في جامعة النجاح الوطنية، إلى منزله.

خامساً:  "جدار الضم " الجدار الفاصل داخل أراضي الضفة الغربية

واصلت قوات الاحتلال الحربي الإسرائيلي أعمال البناء في جدار الضم (الفاصل) في أراضي الضفة الغربية في العديد من المقاطع.  تركزت أعمال البناء، خلال هذا الأسبوع شمالي  مدينة القدس الشرقية، وكذلك في محافظة الخليل. 

وفيما يلي أبرز الأعمال التي رصدها باحثو المركز في الضفة الغربية خلال الأسبوع الجاري:

واصلت سلطات الاحتلال الإسرائيلي أعمال البناء في جدار الضم (الفاصل) على شارع رام الله ـ القدس الرئيس، قبالة بلدة الرام، إلى الشمال من مدينة القدس الشرقية.  وأفاد شهود عيان أن تلك القوات استمرت في وضع المقاطع الإسمنتية الخاصة بالجدار في المنطقة الممتدة بين حاجزي قلنديا، جنوبي مدينة رام الله، وضاحية البريد، شمالي مدينة القدس الشرقية.  وذكروا أن رافعات عملاقة تابعة لقوات الاحتلال وضعت مقاطع إسمنتية بارتفاع خمسة أمتار في الشارع المحاذي لمدارس الإيمان، والاتحاد اللوثري، غربي الرام، مما أدى إلى عزل هذه المنطقة عن الشطر الشرقي لبلدة الرام، الأمر الذي سيضع طلبة المدارس أمام معاناة كبيرة أثناء الذهاب إلى مدارسهم، والإياب منها.  وما يزال المواطنون يستخدمون مدخل الرام الغربي، المتقاطع مع شارع رام الله ـ القدس الرئيس ومدخليّ الرام شرقاً وبير نبالا غرباً في الخروج من الرام، والدخول إليها.  وأفاد باحث المركز إن إغلاق المدخل المذكور مستقبلاً سيخلق صعوبات للسكان المدنيين في المنطقة، حيث سيضطرون للاتجاه إلى الطرف الشمالي لبلدة الرام، بالقرب من حاجز قلنديا، ثم العودة إلى الطرف الجنوبي من البلدة، في رحلة معاناة طويلة وقهرية، ومكلفة مادياً.

وفي إطار القيود التي تفرضها على حركة المدنيين الفلسطينيين الذين أصبحوا معزولين خلف الجدار، أو أصبحت أراضيهم معزولة عنهم، منعت قوات الاحتلال عشرات المزارعين الفلسطينيين من الوصول إلى أراضيهم الزراعية في قرية عزون عتمة، جنوبي مدينة قلقيلية.  وأفادت مصادر محلية أن جنود الاحتلال المتمركزين على البوابة الحديدية المقامة على مدخل البلدة، منعوا صباح يوم السبت الموافق 25/9/2004، مزارعي القرى المجاورة للبلدة من عبور البوابة للوصول إلى أراضيهم ومزارعهم هناك.  وذكرت المصادر أن عشرات المزارعين من قرى: سنيريا، بيت أمين، مسحة، والزاوية المجاورة مُنِعُوا من عبور البوابة رغم حصولهم على التصاريح اللازمة للوصول إلى أراضيهم في البلدة، الأمر الذي اضطرهم إلى العودة إلى قراهم بعد انتظار استمر عدة ساعات بالقرب من البوابة المذكورة. وتتهدد إجراءات الاحتلال تلك بتلف ودمار مئات الدونمات الزراعية في القرى المذكورة. يذكر، أن الجدار العنصري يعزل قرية عزون عتمة المتاخمة لأراضي عام 1948، عن باقي أرجاء المحافظة، وقد أقامت قوات الاحتلال منذ أكثر من عامين بوابة حديدية على مدخل البلدة، وتتحكم من خلالها في حركة الدخول والخروج من وإلى البلدة، ويحظر جنود الاحتلال المتمركزون على البوابة على غير مواطني البلدة دخولها إلا بتصاريح خاصة، تصدرها سلطات الاحتلال.

وفي ساعات صباح يوم الأحد الموافق 26/9/2004، منعت قوات الاحتلال أهالي بلدة كفر صور والقرى المجاورة لها، جنوبي مدينة طولكرم، من الوصول إلى أراضيهم الزراعية الواقعة خلف الجدار.  وأفاد شهود عيان من سكان المنطقة أن جنود الاحتلال المتمركزين على بوابة الجدار، مقابل مستوطنة "سلعيت"، أغلقوا البوابة الحديدية أمام المواطنين، ومنعوهم من اجتيازها للوصول إلى أراضيهم الزراعية، رغم حصولهم على تصاريح تخوّلهم بالدخول إليها.  تزامنت هذه الإجراءات التعسفية مع اقتراب موسم قطاف ثمار الزيتون.  ويخشى مزارعو المنطقة أن يستمر الحظر لأسابيع مقبلة، حيث تحل العديد من الأعياد اليهودية، ما يهدد بفقدانهم هذا المصدر الرئيس من مصادر دخلهم. 

وفي محافظة الخليل، واصلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، وللأسبوع الرابع على التوالي، أعمال التجريف في ممتلكات المدنيين الفلسطينيين، في قرية سكة، وبلدة بيت عوا، أقصى جنوب غربي محافظة الخليل.  وأفاد باحث المركز أن قوات الاحتلال لا تزال تواصل يومياً تجريف مئات الدونمات من أراضي المواطنين الخصبة، واقتلاع مئات أشجار الزيتون، على بعد مئات الأمتار شرقي خط الهدنة لعام 1967. وأفادت مصادر في بلدية بيت عوا إن أعمال التجريف اقتربت في بعض المناطق من مشارف المنازل  على مسافة خمسين متراً فقط.

وفي إطار أعمال الاحتجاج على الاستمرار في أعمال البناء بالجدار، استخدمت قوات الاحتلال القوة بشكل مفرط ضد مدنيين فلسطينيين، ومتضامنين أجانب، نظموا مسيرات احتجاج سلمية ضد استمرار أعمال البناء على أراضيهم الزراعية في الضفة الغربية.  أسفر ذلك عن إصابة العشرات منهم بجراح متفاوتة. 

ففي ساعات ظهر يوم الخميس الموافق 23/9/2004، فتحت قوات الاحتلال النار تجاه مئات المدنيين الفلسطينيين والمتضامنين الأجانب، في بلدة بيت عوا، جنوب غربي مدينة الخليل، أثناء تنظيمهم مسيرة احتجاج سلمية ضد بناء الجدار على أراضٍ تابعة للبلدة المذكورة وقرية سكة المجاورة.  أسفر ذلك عن إصابة اثني عشر مواطناً بالأعيرة المعدنية، عولج عدد منهم ميدانياً، وحُوِّل العدد الآخر إلى المراكز الصحية في بلدة  دورا ومدينة الخليل لاستكمال العلاج.

وفي ساعات ظهر يوم الاثنين الموافق 26/9/2004، فتح جنود الاحتلال النار على مسيرة سلمية، انطلقت في قرية بدرس، غربي مدينة رام الله ضد الاستمرار في أعمال بناء الجدار على أراضي القرية.  وأفاد شهود عيان أن جنود الاحتلال هاجموا المسيرة، بإطلاق وابل من الأعيرة المعدنية المغلفة بطبقة رقيقة من المطاط، وقنابل الغاز المسيل للدموع، مما تسبب في إصابة العديد من المواطنين بجراح وحالات اختناق.

سادساً: جرائم الاستيطان واعتداءات المستوطنين على المدنيين الفلسطينيين وممتلكاتهم

واصل المستوطنون القاطنون في الأراضي المحتلة خلافاً للقانون الدولي الإنساني، سلسلة من الاعتداءات المنظمة ضد المدنيين الفلسطينيين وممتلكاتهم. 

وفيما يلي أبرز الجرائم التي اقترفها المستوطنون في الضفة الغربية خلال الأسبوع الجاري:

في جريمة جديدة من جرائم القتل بدم بارد، التي يقترفها المستوطنون ضد المدنيين الفلسطينيين، قتل أحد المستوطنين، يوم الاثنين الموافق 27/9/2004، مدنياً فلسطينياً في العقد الخامس من عمره.  ادعى المستوطن أنه لاحظ سيارة فلسطينية تحاول حرفه عن الطريق العام، فأطلق النار تجاه السائق بهدف الدفاع عن نفسه.   تحقيقات المركز تدحض ادعاءات المستوطن، وتؤكد أن قتل الفلسطيني تم بدم بارد، ومع سبق الإصرار.  وقعت هذه الجريمة عندما اعترض المستوطن طريق المواطن الذي كان متجهاً من قرية سالم إلى قرية بيت دجن، شرقي مدينة نابلس، وأوقفه، وفتح النار تجاهه من مسافة لا تتعدى مترين، وأصابه بثلاثة أعيرة نارية في الصدر، وأرداه قتيلاً.  الشهيد كان متزوجاً وأباً لثمانية أطفال، ثلاثة منهم مصابون بالعمى.

وأفاد المواطن أحمد ذيب اشتية لباحث المركز، بما يلي:

(في حوالي الساعة 12:30 بعد ظهر يوم الاثنين الموافق 27/9/2004، توجهت برفقة ثلاثة مواطنين آخرين من قريتي سالم، شرقي مدينة نابلس، إلى قرية بيت دجن، جنوب غربي سالم.  ركبنا في سيارة مدنية فلسطينية خاصة من طراز فورد ـ ترانزيت موديل 1988، زرقاء اللون، يقودها السائق صايل مصطفى أحمد جبارة، 46 عاماً، من قرية سالم أيضاً.  سرنا حوالي خمسمائة متر في سهل سالم، وما أن وصلنا إلى الشارع الاستيطاني الموصل إلى مستوطنة ألون موريه، على مسافة مائتي متر تقريباً غربي مدخل بيت دجن الغربي، شاهدنا مستوطناً يقف بجانب سيارته، لونها أحمر، وهي سبورت موديل 1983، أعتقد أن طرازها فورد.  كانت السيارة تقف على يسار الشارع، وكان المستوطن يحمل بندقية رشاشة نوعها (M16).  طلب المستوطن من السائق التوقف وسار باتجاهه.  انصاع السائق لطلبه، وما أن شرع بفتح زجاج النافذة التي من جهته، فتح المستوطن النار عليه من مسافة مترين فقط، عندئذ صرخ السائق: أصبت.  طلبنا من المستوطن استدعاء سيارة إسعاف، إلا أنه رفض، ثم انصرف.  قاد أحد الركاب السيارة باتجاه حاجز بيت فوريك المجاور بهدف نقل المصاب إلى المستشفى، إلا أنه لفظ أنفاسه الأخيرة قبل وصولنا الحاجز).

وفي صباح يوم الثلاثاء، 28/9/2004، أضرم عشرات المستوطنين الذين خرجوا من مستوطنة "إيتمار"، جنوبي شرقي بلدة بيت فوريك، شرقي مدينة نابلس، النار بأراضي المواطنين الفلسطينيين الواقعة في محيط المستوطنة.   وأفاد شهود عيان من سكان البلدة، بأن المستوطنين أضرموا النيران في مئات الدونمات المملوكة لعدد من السكان، والمزروعة بأشجار الزيتون.  تعود ملكية هذه الأراضي لكل من: خالد صالح حنني، أحمد أحم

** مطالب وتوصيات للمجتمع الدولي

1.   يتوجب على الأطراف السامية المتعاقدة على اتفاقية جنيف الرابعة، منفردة أو مجتمعة، تحمل مسئولياتها القانونية والأخلاقية والوفاء بالتزاماتها، والعمل على ضمان احترام إسرائيل للاتفاقية وتطبيقها في الأراضي الفلسطينية المحتلة، بموجب المادة الأولى من الاتفاقية.  ويرى المركز أن الصمت الدولي على الانتهاكات الجسيمة للاتفاقية التي تقترفها قوات الاحتلال الإسرائيلي يشجع إسرائيل على التصرف كدولة فوق القانون وعلى ارتكاب المزيد من الجرائم بحق المدنيين الفلسطينيين دون ملاحقة.

2.   وعلى هذا، يدعو المركز إلى عقد مؤتمر جديد للأطراف السامية المتعاقدة على اتفاقية جنيف الرابعة لحماية المدنيين وقت الحرب، لبلورة خطوات عملية لضمان فرض تطبيق الاتفاقية في الأراضي الفلسطينية المحتلة وتوفير الحماية الفورية للمدنيين الفلسطينيين.

3.   ومقابل ضعف أو انعدام آليات ملاحقة مجرمي الحرب الإسرائيليين أمام القضاء الإسرائيلي الذي يشارك في التغطية على جرائمهم، يؤكد المركز على أنه يقع على عاتق الأطراف السامية ملاحقة مجرمي الحرب الإسرائيليين.

4.   ويوصي المركز منظمات المجتمع المدني الدولية بما فيها منظمات حقوق الإنسان، نقابات المحامين، ولجان التضامن الدولية بالانخراط أكثر في ملاحقة مجرمي الحرب الإسرائيليين وحث حكوماتهم على تقديمهم للمحاكمة.

5.   يدعو المركز الاتحاد الأوروبي و/أو الدول الأعضاء في الاتحاد إلى العمل على تفعيل المادة الثانية من اتفاقية الشراكة الإسرائيلية – الأوروبية التي تشترط استمرار التعاون الاقتصادي بين الطرفين وضمان احترام إسرائيل لحقوق الإنسان.  ويناشد المركز دول الاتحاد الأوروبي بوقف كل أشكال التعامل مع السلع والبضائع الإسرائيلية، خاصة تلك التي تنتجها المستوطنات الإسرائيلية المقامة فوق الأراضي الفلسطينية المحتلة.

6.   يناشد المركز الحكومات الأوروبية إلى تغيير مواقفها الخاصة بالقضية الفلسطينية في أجسام الأمم المتحدة، خصوصاً في الجمعية العامة ومجلس الأمن ومفوضية حقوق الإنسان.

7.   إذ يعبر المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان عن ارتياحه لقرار محكمة العدل الدولية في لاهاي بعدم قانونية الجدار الذي تواصل إسرائيل بناءه في الأراضي الفلسطينية المحتلة، فإنه يدعو المجتمع الدولي إلى التحرك العاجل بما يتلاءم والقرار، واتخاذ إجراءات عملية فورية لإعادة الاعتبار للقانون الدولي الإنساني وإجبار إسرائيل وقوات احتلالها على احترامه من خلال وقف أعمال البناء في الجدار وتدمير المقاطع المنجزة منه في داخل أراضي الضفة الغربية المحتلة، بما فيها مدينة القدس.

8.   يدعو المركز اللجنة الدولية للصليب الأحمر إلى زيادة عدد عامليها وتكثيف نشاطاتها في الأراضي الفلسطينية المحتلة، بما في ذلك، ضمان تقديم المساعدات الإنسانية والمساعدات الطبية العاجلة للمتضررين، وزيارة الأهالي لأبنائهم المعتقلين الفلسطينيين والعرب في سجون الاحتلال وضمان تمتعهم بحقوقهم التي كفلتها المواثيق الدولية.  كذلك يدعو اللجنة الدولية لتوجيه مندوبيها لزيارة السجون بصورة عاجلة للإطلاع على أوضاع الأسرى، خاصة في سجني نفحة وعزل بئر السبع.

9.   على الرغم من التراجع الملحوظ في دور لجان التضامن الدولية في تقديم المساعدات للمدنيين الفلسطينيين، بسبب إجراءات قوات الاحتلال التي تمنعهم من الوصول إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة،  يؤكد المركز على أهمية دور هذه اللجان في فضح جرائم الحرب والانتهاكات الجسيمة التي تقترفها قوات الاحتلال الإسرائيلي، وفي كسر مؤامرة الصمت التي تمارسها الحكومات الأوروبية حيال هذه الجرائم.

10. أمام الاستهداف الواضح من جانب حكومة إسرائيل وقوات احتلالها ضد وفود التضامن الدولي ومنع أعضائها من الدخول إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة، بل ومنعهم حتى من الدخول إلى إسرائيل أحياناً، يدعو المركز البلدان الأوروبية على نحو خاص إلى اتباع سياسة التعامل بالمثل مع رعايا دولة إسرائيل.

11. أخيراً، يؤكد المركز مرة أخرى، بأنه لا يمكن التضحية بحقوق الإنسان بذريعة التوصل إلى سلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين.  كما يؤكد أن أية تسوية سياسية مستقبلية لا تأخذ بعين الاعتبار معايير القانون الدولي الإنساني ومبادئ حقوق الإنسان، لن يكتب لها النجاح، ولن تؤدي إلى تحقيق حل عادل للقضية الفلسطينية.  وستبقي المنطقة عرضة لمزيد من التوتر وعدم الاستقرار.  وبناءً عليه، فإن الحكومات ومنظمات المجتمع المدني مطالبة جميعاً بالعمل على تطبيق القانون الدولي في الحالة الفلسطينية.

******************

 لمزيد من المعلومات يرجى الاتصال بالمركز الفلسطيني لحقوق الإنسان، غزة، قطاع غزة، تليفاكس: 2824776 8 972+

29 شارع عمر المختار - الرمال - غزة - قطاع غزة - ص.ب. 1328

البريد الإلكتروني  pchr@pchrgaza.org  الصفحة الإلكترونية www.pchrgaza.org