ـ |
ـ |
|
|
|||||||||||||||
11
سبتمبر 2001 سنوات
الحرب الوقائية من حقوق الإنسان ثلاث
سنوات مضت على إعلان حالة
الطوارئ على الصعيد العالمي
وعلى عولمة الحل الأمني وشرعنة
الرقابة وسيادة الاستثناء الذي
بات القاعدة الأقوى. ثلاث سنوات
من احتكار النظرة والفكرة
والتصور والقرار من قبل إدارة
لم تعرف الولايات المتحدة مثل
عنجهيتها وصلفها وتطرفها منذ
المكارثية. سنوات عجاف تحولت
فيها المنطقة العربية للبطن
الرخو في الوضع العالمي، وصارت
مهمة الحاكم المحلي فيها تنفيذ
الأجندة المفروضة عليه. سنوات
أظهرت على السطح كل الوخم
والعفن الذي حمله نصف قرن من
الاستبداد المحلي والنهب
الشمالي. فأبدت للعيان ثمن
الطغيان وغياب الحريات
الأساسية ونتائج احتكار فئة
قليلة للكلمة والثورة والثروة
والحلم. بعد
خمسين عاما من بناء منظومة قيم
عالمية جديدة، تحترم حرية
الكلمة وضمانة اللقمة والحد
الأدنى من الكرامة، حطمت
الإدارة الأمريكية الأساس
المنطقي والعقلاني للتعامل مع
الإنجاز الحقوقي. فجعلت من هذا
الإنجاز خصمها المباشر في
تصورات كارثية للجنس البشري:
"الحقوق الاقتصادية
والاجتماعية مدرسة للكسل"،
"المحكمة الجنائية الدولية
محاكم تفتيش جديدة"، "مبرر
وجود الأمم المتحدة أن تكون
مؤسسة في خدمة الأقوى"، مع
مناهضة مفتوحة لحق التنمية
وحقوق البيئة، الخ. هذه
الإدارة لم تؤدلج وحسب لفكرة
الحرب الوقائية، بل أيضا
للعمليات الجراحية النظيفة
والقصف الذكي بل وأخيرا وليس
آخرا إنتاج ألغام فردية ذكية
تسمح لها بعدم توقيع اتفاقية
أوتاوا ومتابعة إنتاج السلاح
الممنوع! إنها
تحمل التقدم والحرية وتهب
الخلاص اللاهوتي على أيدي
مستشاري شركات النفط والسلاح.
برنامجها لا يشمل فحسب إعادة
تقسيم الثروة على صعيد البسيطة
بشكل يزيد فقر الفقير-الضعيف
وغنى الغني-القوي، بل أيضا
تعزيز سلطة كل من يخضع لها
وإذلال كل من يواجهها. إنها
باختصار محاولة بناء دكتاتورية
من صنف جديد. لقد وصف كارل ماركس
نظام حكمه الجميل بدكتاتورية
البروليتاريا، لكن دكتاتورية
البزنس والبورصة واحتكارات
النفط والسلاح منحت أنموذجها
اسما أفضل: الديمقراطية!!
أليس من سخرية الأقدار أن
يحمل رامسفيلد وتشيني وولفوفتز
راية الحرية؟ في
كل مكان ازدادت انتهاكات حقوق
الإنسان، سواء كان السبب
التعبئة والتدخل الأمريكي، أو
الاستفادة من هذا الجو الملوث
للتخلص من خصم ناقد أو عدو مارق.
فالمثل العربي قد يعبر عن مأساة
سنوات مضت: الثلم الأعوج من
الثور الكبير. إنها
سنوات الانهيار، انهيار القيم
والقواعد الأخلاقية والقوانين
الدولية ومقومات الوجود
الأساسية للأضعف.. لكنها أيضا
سنوات انهيار الإمبراطورية. أليس
من سخرية الأقدار أن يحمل
رامسفيلد وتشيني وولفوفتز راية
الحرية؟ هل
ينقذ الشعب الأمريكي نفسه من
رهاب الحادي عشر من سبتمبر؟ هل
يمكن إيقاف التردي عبر نهضة
عالمية مدنية تعيد الاعتبار
لقواعد حماية الإنسان من ابن
جنسه الإنسان والشعوب من بعضها
البعض؟ هل يمكننا الوقوف معا من
كل القارات والبلدان والألوان
والمعتقدات مرددين : كفى لحالة
الطوارئ على الصعيد العالمي؟
متى ستعلو أصوات المطالبة
بمحاسبة المسؤولين وأشباه
المسؤولين عن جرائم الحرب
والجرائم ضد الإنسانية وجريمة
العدوان وجريمة تهميش العرف
والقانون الإنساني الدولي
والحقوق الإنسانية؟ هل
ستتوصل البشرية عاجلا لوضع حد
للبربرية الطاغية على المشهد
اليومي؟ وهل يحق لنا بعد كل هذا
الانحدار المروع الاحتفاظ بحصة
من الأمل؟ اللجنة
العربية لحقوق الإنسان ARAB
COMMISSION FOR HUMAN RIGHTS COMMISSION
ARABE DES DROITS HUMAINS باريس في 11 سبتمبر (أيلول) 2004 C.A.
DROITS HUMAINS -5 Rue Gambetta - 92240 Malakoff - France Phone:
(33-1) 4092-1588
* Fax:
(33-1) 4654-1913
* Email:
achr@noos.fr
www.achr.nu
& www.come.to/achr
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |