ملف المهجرين
القسريين
المهجرون
ومستقبل
العلاقة الوطنية
إذا
استثنينا الجيل الأول من
المهجرين القسريين لأنهم في
الغالب أصحاب قضية، أقدر على
تحمل تبعاتها، فإن الجيل الثاني
والثالث من أبناء هؤلاء الذين
يدفعون ضريبة فعل ما ارتكبوه،
وبعضهم لم يستطع أن يتفهم
مدخلاته ومخرجاته وملابساته،
غير أن علم أنه محكوم عليه
بالتبعية بالحرمان من وطنه ومن
حقوقه على السواء. هذه الشريحة
المتكاثرة من المواطنين
السوريين، هي جزء من مستقبل
العلاقة الوطنية في سورية.
أسئلة
كثيرة يطرحها هؤلاء بعيداً عن
الجيل الأول، والتساؤلات
المطروحة، وإن تكن أكثر تلبساً
بالمثالية، وإغراقاً بالقلق،
وشعوراً بالمفارقة في عصر
الحداثة والفضائيات، تتحول
تلقائياً إلى الذين يصنعون هذا
الواقع الوطني بطريقة تحتاج
ربما إلى إعادة التفكير.
فهذا
المواطن ـ بدون وطن ـ وهذا
المقيم تذكره مجريات الحياة
اليومية كيفما توجه بأنه غريب
أو ـ طارئ ـ أو منقوص الكثير من
الحقوق التي تغدقها الدول
والحكومات على مواطنيها.
بطاقته
الشخصية! سجله العائلي! مقعده
الجامعي! مشاركته في فريق كرة
قدم، أو في فرقة مسرحية، أو في
كتابة مقال في جريدة، أو في عرس
ديمقراطي (انتخابات) تتم حيث
يقيم، أو في مظاهرة لنصرة قضية
من قضايا الأمة، أو في إنشاء
مؤسسة اقتصادية، أو في فتح حساب
في بنك أو في الحصول على قرض أو
في دخول مستشفى أو..
وأمام
كل هذه الجزئيات يدرك أن هناك من
سلبه حقه واستمتع به. هذا الواقع
الأليم بكل ما فيه يحدث شرخاً في
البنية الوطنية ويخلف ندوباً
فيها ربما تكون لها آثارها
السلبية ولو بعد حين.
في
عصر العولمة السياسية
والاجتماعية، وحيث تدار الدول
بمؤسسات بحثية لا بمؤسسات أمنية
المطلوب أن يدرس انعكاس هذا
الواقع الأليم على نفوس هؤلاء
المواطنين، ووضع الخطط وإصدار
القرارات لبناء الغد الوطني على
شعور الشراكة والوئام والحب.
|