الحملة
الإنسانية من أجل المفقودين في
وطنهم سورية
سوريون
ـ لبنانيون ـ فلسطينيون ـ
أردنيون
الفلسطينيون
والأردنيون
في
سجون
سورية
بقلم:
محمد
الحسناوي*
في عدد مجلة "اللواء"
الأردنية الصادر بتاريخ 23/1/2002
نُشر تقرير بعنوان: أحدث قائمة بأسماء المعتقلين
الأردنيين والفلسطينيين في
السجون السورية.
لدى دراسة هذا التقرير
الموثق، المستقى من "المعلومات
التي أكدها العديد من هؤلاء الذين افرج
عنهم مؤخراً"، اتضح "أن عدد
المعتقلين السياسيين أو معتقلي
الرأي في السجون السورية
يبلغ 829 معتقلاً، من مختلف
الجنسيات العربية .. وهذا الرقم باستثناء المعتقلين
الموجودين في سجن عدرا، الذي
فيه سجن للنساء السياسيات،
وكذلك سجن المخابرات الجوية".
وفي آخر هذا التقرير يضاف
استثناء آخر يضم إلى زيادة عدد المعتقلين كما يلي: "وحسب
ما أكد المفرج عنهم مؤخراً، فإن
هناك معتقلين سياسيين أردنيين وفلسطينيين
موجودين في معتقل درعا ومعتقل
المخابرات الجوية، ولكن أسماء هؤلاء غير معروفة لديهم".
هذا من حيث الإجمال.
أما من حيث التفصيل،
فيورد التقرير أسماء 26 معتقلاً
من الأردنيين والفلسطينيين، بتهمة الانتساب إلي
تنظيم (فتح)، بينهم اللواء مصطفى
ذيب خليل، والرائد عبد الله المسعد، والملازم أول حسين
محمد محمود، وكلهم في سجن
صيدنايا. وفي هذا السجن أيضا أحد عشر معتقلاً
أردنياً وفلسطينياً، أربعة
منهم من تنظيم القيادة العامة،
وثلاثة من معتقلي 1975، وواحد
من كل من مجلس ثوري للطوارئ،
وجبهة تحرير فلسطين، وتنظيم 1948، وبعث عراقي.
أما الموجودون في سجن
فرع فلسطين، بانتظار الترحيل،
وهم لا يملكون وثائق سفر من أردنيين وفلسطينيين بعد
سجن مدة 13.5 سنة، فعددهم 7
معتقلين، كانوا قد اعتقلوا علي أيدي من يسمون المنشقين.
وممن ينتظرون إجراءات الترحيل
من الأردنيين، وليست لديهم وثائق ثبوتية، فعددهم 22
معتقلاً.
أما الفلسطينيون ـ
وهؤلاء كلهم من غزة ـ الذين يحمل
معظمهم وثائق مصرية، وينتظرون الترحيل، ولا
ترحيل، فعددهم 14 معتقلاً.
أمام هذه المعلومات
التي لا مراء فيها، لا بدّ ـ
أولاً ـ من السؤال: لماذا لم يتم الإفراج حتى الآن
عن كل معتقلي الرأي والسياسيين
من سوريين وفلسطينيين وأردنيين وبقية الجنسيات العربية؟!
وثانياً: لماذا لا يتم
الإفراج فوراً عن الفلسطينيين
والأردنيين، ولماذا انتظار زيارة الرئيس عرفات أو
توسطه أو مساومته عليهم، وعرفات
اليوم محاصر، وفي أصعب حال؟! ألا يخفف عن حصاره
الإفراج عن بعض المحسوبين عليه،
إن كانت أرواح الناس تقاس بمثل هذه الاعتبارات؟!
وثالثاً: لماذا لا تسوّى
أحوال الذين لا يملكون وثائق
حتى الآن، وليس الذنب ذنبهم، أو الذين يحملون
وثائق مصرية، ومن أهل غزة
الأباة؟ ألا تكفي الحصارات الصهيونية على غزة وأهل
فلسطين داخل الأرض المحتلة؟
إن فلسطين مستهدفة
ودول الطوق مستهدفة، وأمتنا
كلها مستهدفة، أما آن الأوان لتصحيح الأوضاع البينية
الشاذة، والارتفاع على
الخلافات الجانبية، والالتحام المصيري أمام الخطر
المشترك ومعركة المصير
المشترك؟
إن الأمر واضح كل
الوضوح. أما من يصر على الفرقة
وشق الصفوف، في هذه اللحظات المصيرية، فهو الذي يضع نفسه
وموقفه في موضع التساؤل إن لم
نقل شيئاً آخر.
____________
*
كاتب
سوري، وقد خص "العدالة"
بهذا المقال المنشور في صحف
عربية
04/02/2004
|