الحملة
الإنسانية من أجل المفقودين في
وطنهم سورية
نداء
من
جمعية
(آباء
وأمهات وزوجات وأبناء)
أريحونا
باليأس
تتقدم
جمعية (آباء وأمهات وزوجات
وأبناء) المعنية بمتابعة مصير
المغيبين في السجون السورية،
بالشكر للمبادرة التي تركز على
التذكير بالوضع الإنساني لآلاف
المفقودين ومعاناة ذويهم التي
لم تتوقف على مدار ربع قرن.
إن
جمعيتنا التي تشكلت في سورية
منذ 1992، والتي تضم المئات من
الآباء والأمهات والزوجات
والأبناء تشعر أن ملف المفقودين
بما فيه من ألم وقلق وحسرة لم
يلق الاهتمام الكافي من جميع
أطراف المعادلة بلا استثناء.
وأن أبناءنا وآباءنا وأزواجنا
المغيبين قد طوتهم سحب الإهمال
والنسيان، فلا الحاكم استشعر
مسؤوليته عن شريحة من مواطنيه،
ولا الآخرون حفظوا العهد وصانوا
الود، ولا المنظمات العالمية
لحقوق الإنسان أهمها أمر هؤلاء
المستضعفين التعساء.
شعورنا
بالمرارة وبالأسف لا حدود لهما،
حيال اللامبالاة التي تنغمس
فيها قوى وتنظيمات ومؤسسات
مجتمع مدني ومنظمات حقوق إنسان
عربية وعالمية.. لا يضيرنا أن
نرى الاهتمام البالغ بمصير فرد
أو مجموعة أفراد الذي تبديه
شرائح المعارضة في سورية، فتقام
الندوات، وتصدر النداءات وتوقع
العرائض من أجل فرد أو أفراد،
بينما ملفات الآلاف من المنسيين
لا تحظى بأي اهتمام، وهذا الذي
يضيرنا، ونعجز عن فهمه وتفسيره
حتى الآن. إن آباءنا وأبناءنا
وأزواجنا المستضعفين والمنسيين
في عتمة الزنازين لم يجدوا لهم
في هذا العالم نصيراً!!
إن
منسوبي جمعيتنا، ومن وراءهم من
أصحاب المعاناة في سورية
لينظرون بريبة كبيرة إلى
التعامل المنحاز والتواطؤ على
تغييب معاناتنا، وتملأ نفوسنا
مشاعر الزراية لكل المتشاغلين
عن قضيتنا، اللاهثين وراء
معانيهم الذاتية دون المعاني
الإنسانية.
إن
لجنة المتابعة المنبثقة عن
جمعية (آباء وأمهات وزوجات
وأبناء) لتتوجه بالنداء الأول
إلى الرئيس السوري بشار الأسد،
بحكم موقعه ومسؤوليته الشرعية
والأدبية.. ليبادر لوضع حد لهذه
المأساة.
كما
نتوجه بالنداء إلى مؤسسات
الدولة الرسمية وبشكل خاص
السلطتين القضائية والتشريعية
وإلى مؤسسات المجتمع المدني
ونقابة المحامين لتكون ملفات
ذوينا هماً وطنياً أول.
ونتوجه
بالنداء إلى النخب العربية،
ومؤسسات الإعلام العربي،
والمنظمات الدولية لحقوق
الإنسان.. نقول للجميع إن كان
آباؤنا وأبناؤنا أحياء فردوهم
علينا، وإن كانوا قد قضوا،
فردوا علينا رفاتهم لينالوا
حقهم في قبر يواري بقاياهم.
أريحونا
ولو باليأس..
نحن
لا نطلب من العالم الكثير كل ما
نستجديه من حضارة شرعة حقوق
الإنسان في القرن الحادي
والعشرين هو أن يريحونا ولو
باليأس.. ومن العار على عالم
يدعي المدنية أن يبخل علينا به.
جمعية
(آباء
وأمهات وزوجات وأبناء)
دمشق
5/7/2004
|