العدوان
الأمريكي على الفلوجة
يجدد
المذابح بحق المدنيين .. وينذر
بتدهور شامل عراقياً وإقليمياً
تتابع المنظمة العربية لحقوق
الإنسان ببالغ القلق انطلاق
أعمال العدوان الواسع الذي تشنه
قوات الاحتلال الأمريكي في
العراق ضد مدينة الفلوجة، والذي
يعد ثالث أكبر عدوان يقع على
المدينة منذ بدء الاحتلال
الأمريكي للعراق، بحجة أن
المدينة تعد مركزاً رئيسياً
للمقاومة العراقية
ضد الاحتلال، وبحجة إيواءها
لعناصر مطلوبة دولياً بتهم
العلاقة مع تنظيمات إرهابية،
وهي الحجج التي لا مشروعية
لإصدارها من قبل سلطة احتلال
أجنبي وحكومة معينة من قبلها.
ويضاعف من قلق المنظمة الحصار
والإغلاق التام الذي فرضته قوات
الاحتلال الأمريكي على المدينة
وحولها خلال الأيام السابقة،
والتي حالت دون تمكن المدنيين
الذين يتجاوزون 200 ألف نسمة من
النزوح من المدينة، مما يؤكد أن
مذابح المدنيين التي وقعت في
المدينة من قبل سوف تتكرر، وعلى
نطاق واسع، وبصفة خاصة بين
النساء والأطفال.
كما تثور خشية المنظمة من
الإجراءات التي اتخذتها
الحكومة المؤقتة قبل بدء
العدوان، والتي شملت إعلان حالة
الطوارئ في البلاد عدا إقليم
كردستان، بما يؤدي إلى تكميم
أفواه العراقيين ومنعهم حتى من
نقد جرائم العدوان المتوقعة،
كما يمهد لتوسيع نطاق عمليات
العدوان، وبصفة خاصة في المناطق
ذات الكثافة السنية، ما يعتبره
الاحتلال وحلفائه ضرورة يجب أن
تسبق وتمهد لإجراء الانتخابات
المقررة في يناير/كانون ثان
المقبل بعد نجاحهم في إخضاع
المناطق ذات الكثافة الشيعية.
والمنظمة إذ تدين الاعتداءات
الأمريكية ضد المدنيين في
العراق، فإنها تدعو المجتمع
الدولي إلى التخلي عن عجزه في
مواجهة الجرائم الأمريكية في
العراق، وبذل كافة الجهود
للإنهاء الفوري للعدوان
والاحتلال ووقف المذبحة
الجارية، كما تطالب الحكومات
العربية بانتهاج كافة السبل
الضرورية لوقف هذا العدوان
المنظمة
العربية لحقوق الإنسان
القاهرة
8/11/2004
|