ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الاثنين 04/04/2005


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مواقف

 

إصدارات

 

 

    ـ أبحاث

 

 

    ـ كتب

 

 

    ـ رجال الشرق

 

 

المستشرقون الجدد

 

 

جســور

 

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


بسم الله الرحمن الرحيم

بيان من جماعة الإخوان المسلمين في سورية

النداء الوطني للإنقاذ

إلى أبناء شعبنا في سورية الحرة الأبية.. إلى الشهود على الموقف من أبناء أمتنا العربية والإسلامية.. إلى الجماهير والنخب وصناع القرار.. إلى كلّ من يهمه الأمر..

إنه نداءٌ لإنقاذ الوطن من زلزالٍ هائلٍ بدت ملامحُه قاسيةً مدمّرة، واجتاحت طلائعُه بعضَ الأقطار المجاورة، وها هو ذا يقفُ على حدودنا يهدّدُ بالاجتياح، ولن تكونَ آثارُه المدمّرةُ قاصرةً على النظام وحدَه، بل ستهزّ الوطنَ بأسره.

نداءٌ لا يستثني أحداً: رئيساً، أو حكومةً، أو حزباً، أو جيشاً، أو أجهزةَ أمنٍ، أو مجلسَ شعب.. معذرةً إلى ربنا، وقياماً بحقّ النصيحة التي أوجبها علينا إسلامُنا الحنيف، ووفاءً لوطنٍ تهونُ من أجلِ وحدته وحمايته كلُّ التضحيات.

نداءٌ لا يدفعنا إليه خوفُنا على النظام من السقوط، وإنما خوفُنا على الوطن من الضّياع، ومسئوليتُنا أمامَ شعبنا أن يقعَ في حمْأة الفوضى.. على أمل أن يستشعرَ كلُّ واحدٍ مسئوليتَه الكاملة، عما يمكنُ أن يؤدّيَ إليه الاستمرارُ في تجاهل هذه الأخطار المحدقة بالوطن، والإعراضُ عن النداءاتِ الوطنية المخلصة.

إنّ ما يُدبّرُ لوطننا خطيرٌ وجِدٌّ وقريب، ينذرُ كلَّ من كان له قلبٌ بالمبادرة إلى الحزم، وإنّ قطرَنا المعزولَ عن العالم بفعلِ سياساتٍ مرتبكة، وبقيادته المعزولةِ عن شعبها بفعلِ سياساتٍ داخليةٍ قمعية.. دونَ مستوى الصمودِ والتحدّي.. بينما هو في إطار وحدةٍ وطنيةٍ حقيقيةٍ سيكونُ أقوى وأقدر.

لقد أدّت سياساتُ الانفرادِ والإقصاء، والتسلّطِ والاستبداد، والفسادِ والإفساد.. والإصرارُ عليها خلالَ أكثرَ من أربعةِ عقود، إلى فرض الوصاية على الشعب، وامتهانِ كرامته، وزعزعة وحدته الوطنية، وإفقاره، وإقصائه عن تحمّلِ مسئولياته في بناء الوطن وحمايته، ونالت من صموده ومناعته، وجعلته عُرضةً للكوارث والأخطار.. وإنّ نظامَ حزب البعث الذي يقودُ البلدَ منذُ أكثرَ من اثنين وأربعين عاماً، باعتباره الحزبَ القائدَ للدولة والمجتمع، سيتحمّلُ – وحدَه - وزرَ الدمار الذي سيُنزله بالوطن والأمة، في حال إصرارِه على سياساته، وتجاهلِ نداءات المخلصين من أبناء الوطن. 

لقد انتهى عهدُ حكم الحزب الواحد، كما انتهى عهدُ الاستبداد والديكتاتوريات، وتوشكُ شمسُ الحرية أن تشرقَ على العالم.. وتصبحَ الشعوبُ هي صاحبةَ القرار،  وإنّ القوى الخارجيةَ التي كانت تسندُ الاستبدادَ والديكتاتوريةَ منذ ستين عاماً، اعترفت بأنها كانت على خطأ وتراجعت عنه، أفلا يدرك سَدَنةُ النظام المستبدّ في بلدنا، أنّ السند الخارجيّ الذي كان يحميهم من غضبة الشعب قد تخلّى عنهم؟..

نقولُ ذلك، لأننا نرى ونسمعُ أن النظامَ في سورية، لا يستجيبُ إلاّ للضغوط الخارجية، أما النداءاتُ الوطنية، والأصواتُ الشعبية، فصرخةٌ في واد، ونفخةٌ في رماد.. لقد دخلت قوات النظام لبنان، وتعاملت مع شعبه بامتهان، بضوءٍ خارجيّ أخضر، وها هي ذي تنسحبُ منه اليومَ بإنذارٍ خارجيّ أحمر!..

إنّ جماعة الإخوان المسلمين في سورية، إذ تنطلقُ في ندائها هذا، من رؤيتها الشرعية ومسئوليتها الوطنية، وحرصِها على إنقاذ الوطن من الطوفان القادم، لتؤكّد أننا جميعاً شركاءُ في هذا الوطن، وأنه لا يمكنُ لأحدٍ أن يُلغيَ الآخر، أو يحولَ بينه وبين المشاركة في عملية الإنقاذ، وأننا لسنا طلابَ ثأر، ولا دعاةَ انتقام، ولن نقابلَ الظلمَ بالظلم، بل نحتسبُ عند الله ما أصابنا، وننطلقُ بقلوبٍ مؤمنةٍ نقية، لنحملَ مسئوليتَنا في مشروع السلام الوطني، ونبنيَ مع أبناء شعبنا صفاً وطنياً مرصوصاً عزيزاً، ندياً بالحبّ والإخاء، فالخطرُ الداهمُ يتطلّبُ من الجميع التعاليَ على الجراح، وتقديمَ المصلحة العليا للوطن، لتتضافرَ كلّ الجهودِ للإنقاذ والتغيير، فالزمنُ لا يتوقّفُ ولا ينتظر، والتاريخُ لا يرحم، والشعبُ لن يغفر..

إن جماعةَ الإخوان المسلمين في سورية، تأسيساً على هذه الرؤية، لتدعو إلى موقفٍ وطنيّ يقدّرُ الخطرَ المحدِقَ حقّ قدره، فالمرحلة تحتاج إلى قراراتٍ جريئةٍ حاسمة، وتؤكّدُ أن طريقَ إنقاذ الوطن أصبحَ باتجاهٍ واحدٍ لم يعدْ أمامَنا غيرُه، ولم يعدْ يحتملُ التأجيلَ والتسويف، أو الترحيلَ إلى مؤتمرٍ قُطريّ أو غيره، ألا وهو:

الدعوةُ إلى مؤتمرٍ وطنيّ شاملٍ لا يستثني أحداً، ولا يُلغي أحداً، يمثّل كلّ التياراتِ والأطياف، والطوائفِ والأعراق، داخلَ الوطن وخارجَه.. لبناء الكتلة الوطنية الصلبة التي تتحملُ العبءَ الوطنيّ بكلّ أبعاده.

 يضعُ هذا المؤتمرُ الوطنيّ الشامل، برنامجَ عملٍ وطنيّ للإنقاذ والتغيير، يبدأ من إلغاءِ المادة الثامنة من الدستور، التي تحتكرُ السلطةَ وتفرضُ الوصايةَ على الشعب، ووضعِ قانونٍ عصريّ للأحزاب، وتحديدِ موعدٍ لإجراء انتخاباتٍ حرةٍ نزيهة، لجمعيةٍ وطنيةٍ تأسيسيّة، تحت إشرافِ هيئةٍ محايدةٍ نزيهة، لصياغةِ دستورٍ حديثٍ يلبّي متطلّباتِ المرحلة، ويشكّلُ بدايةَ فجرٍ جديد، وولادةَ جمهوريةٍ دستوريةٍ ديمقراطية.

وإلى أن ينعقدَ هذا المؤتمرُ الوطنيّ العتيد، خلالَ فترةٍ ينبغي ألاّ تتجاوزَ ثلاثةَ أشهر، لا بدّ من المبادرة إلى اتخاذ بعض الخطواتِ السريعة، على طريق تأكيد الجدّية، وتعزيز الثقة، مثل:

1 -  إغلاق جميع ملفات الظلم بكلّ ألوانها، وردّ المظالم لأصحابها، وذلك بتبييض السجون، والإفراج عن جميع المعتقلين السياسيين دون استثناء. والكشف عن مصير المفقودين منهم، وردّ الاعتبار الوطنّي لهم، والتعويض عليهم. وإسقاطِ جميع المطالبات الجائرة بحق المواطنين المنفيين، والسماحِ لهم بالعودة الكريمة إلى وطنهم للمشاركة في بنائه والذّوْدِ عنه.

2 -  إلغاء حالة الطوارئ والأحكام العرفية، وكافة القوانين والمحاكم الاستثنائية المؤسِّسة للظلم، أو الداعمة له، سواءٌ فيما يتعلّقُ بالأفراد أو بالجماعات.

3 - الاعتراف بمكوّنات المجتمع السوري وخصوصياتها: الإثنية، والعقائدية، والمذهبية، والثقافية، والسياسية.. في إطار الوحدة الوطنية، واعتمادِ مبدأ المساواة في الحقوق والواجبات، وتكافؤ الفرص أمام جميع المواطنين، وإلغاءِ كلّ أشكالِ التمييز والإقصاء.

إنه نداءٌ نؤكّد فيه تمسّكَنا بالسيادة الوطنية، وبحقّ شعبنا في حريته واستقلال قراره. كما نؤكّد تمسّكَنا بحقنا في استعادة أراضينا المحتلة، وندعو لفتح كافة الخيارات الممكنة لتحرير أرضنا، بالطرق والوسائل العملية المجدية، ووقف سياسة التشرنق حول خيارٍ وحيد.

كما نؤكّد ضرورةَ طرح مشروعٍ وطنيّ لمكافحة الفساد: السياسيّ والإداريّ والاقتصاديّ.. ومحاسبة كلّ الذين تصرّفوا برغبات فردية، ولمصالح شخصية، مستغلّين الموقعَ العام. هؤلاء الذين تمكنوا – في غفلةٍ من الشعب - من منظومة القيادة في سورية، من أعلى الهرم حتى قاعدته.

إنه نداءٌ إلى جيشنا السوريّ العتيد، ليكون عوناً على التغيير، وحارساً للشعب لا للحزب، وحامياً للحرية لا للنظام، وليكون هذا الانقلابُ السلميّ العظيمُ بحراسته وحمايته، دونَ سلطانٍ أجنبيّ، ودون تدخّلٍ خارجيّ، أو إرادةٍ غيرِ إرادة هذا الشعب السوريّ العريق.

كما إنه نداءٌ لإخوتنا أبناء الطائفة العلوية، شركائنا في الوطن والمصير، ليقفوا صفاً واحداً مع أبناء شعبهم، في معركة الحرية والإنقاذ، فالوطن لكلّ أبنائه، ولا بدّ أن يشتركَ الجميعُ في تقرير مصيره.

إن هذه اليدَ المبسوطةَ بالخير وللخير، ليسَتْ يدَ العجزِ أو الضعفِ أو الاستجداء.. إنما هي الرغبةُ الصادقةُ في تحمّل المسؤولية، والذّوْدِ عن الوطن، والحفاظ عليه. وإنّ الأشهرَ الثلاثةَ التي حددْناها سقفاً للتجاوب مع هذه المبادرة، ستكونُ قد أكملَتْ لرئيس الجمهورية سنته الخامسة، وشعبُنا ما يزالُ في محطة انتظار قطارِ الإصلاح!.

إنه نداءُ النصيحة والمسئولية والإنقاذ، قبل أن يأتيَ الإعصارُ فيدمّرَ كلّ شيء، وقبل أن يحلّ الطوفانُ فلا يُبقي على شيء.. وعندئذٍ لا ينفعُ نداءٌ ولا بيانٌ ولا ندم.. وسيتحمّل القابضون على السلطة مسئوليةَ الكارثة، ويكونُ حالُنا معهم كما قال الشاعر:

أمرتهمُ أمري بمنعرَج اللوى    فلم يستبينوا النصحَ إلاّ ضُحى الغدِ

حفظَ الله بلدَنا سورية، وحمى شعبنا من كلّ مكروه..

إنْ أريدُ إلاّ الإصلاحَ ما استطعت، وما توفيقي إلاّ بالله، عليه توكلتُ وإليه أنيب. والله أكبر ولله الحمد.

لندن في 3 من نيسان (أبريل) 2005

جماعة الإخوان المسلمين في سورية

 

أعلى الصفحةالسابق

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ