بسم
الله الرحمن الرحيم
بيان
من جماعة الإخوان المسلمين في
سورية
بمناسبة
الذكرى السنوية الأولى
لانتفاضة
الثاني
عشر من آذار (مارس) 2004
لقد
كانت انتفاضةُ أشقّائنا
المواطنين الأكراد في الثاني
عشر من آذار (مارس) 2004، انتفاضةً
وطنيةً معبّرةً عن ضمير الشعب
السوريّ بكلّ شرائحه، وصرخةً
مدوّيةً في وجه الظلم والطغيان،
واحتجاجاً على سياسات القهر
والاستعلاء والتمييز
والاستبداد..
ورغمَ
كلّ القسوة التي قُمِعَتْ بها
هذه الانتفاضة - كما قُمِعَت
انتفاضاتٌ عديدةٌ من قبل - فقد
ألمحت بعفويّتها أنّه لا يمكن
لأحدٍ أن يتوقّع متى يمكنُ أن
يتفجّر الغضبُ المكبوت،
والاحتقانُ المخزون!. وأنّ
الاستقرارَ الظاهريّ المفروضَ
بقوة القمع والإرهاب، سَرْعانَ
ما ينكشفُ ويتفجّرُ عند أيّ
حادثةٍ أو مناسبةٍ أو احتكاك..
وإذا
كان المفترَضُ في العقلاء
دائماً، أن يقتنصوا العبرة،
ويستفيدوا من الدرس، فإنّ
القائمين على السلطة في بلدنا
لم يستخلصوا الدروس والعبر؟.
ولم يتغيّرْ شيءٌ بعد أحداث
الثاني عشر من آذار 2004، سواء على
الصعيد الوطنيّ العام، أو على
صعيد ظُلاماتِ الإخوة الأكراد
شركائنا في الوطن، فلقد كان
التعاملُ الرسميّ مع تلك
الأحداث – وما يزال –
استمراراً بل تصعيداً لسياسات
التمييز والقهر والاستبداد..
إنّ
جماعة الإخوان المسلمين في
سورية، لتؤكّد – بهذه المناسبة
- أنّ الحوارَ والتعايُشَ بين
كلّ مكوّنات المجتمع السوريّ،
هو بوّابةُ العبور إلى الوحدةِ
الوطنيةِ وبناءِ سوريةَ
المستقبل، وأنّ ما يقعُ من ظلمٍ
على الإخوةِ الأكراد، شركاءِ
العقيدةِ والتاريخ، وحملةِ
الهمّ الوطنيّ المشتركِ في
الحاضرِ والمستقبل، إنما هو
جزءٌ من الظلمِ الواقعِ على
الشعب السوريّ أجمع، في ظلّ
قانون الطوارئ والأحكام
العرفية، واستمرارِ نهجِ
الشمولية والاستبداد..
إنّ
جماعة الإخوان المسلمين في
سورية، وهي تضعُ انتفاضةَ
الثاني عشر من آذار (مارس) 2004 في
سياقها الوطنيّ العام، لتؤكّدُ
من جديد تضامنَها مع الأشقّاء
الأكراد، في المطالبة بحقوقهم
المشروعة، وبرفعِ الظلم عنهم،
وإبطالِ كافة الإجراءات
التمييزية المتّخذة بحقهم،
والاعترافِ بخصوصيّاتهم
الثقافية والاجتماعية، في إطار
وحدة الوطن وتماسكه، وتطالبُ
بمعالجة كلّ الآثار التي نتجَتْ
عن القمع الوحشيّ لهذه
الانتفاضة، بإلغاء الأحكام
الجائرة، وإطلاق سراح
المعتقلين، والتعويض على
المتضرّرين..
للإخوةِ
المواطنين الأكراد في سورية كلّ
الحبّ والوفاءِ والتقدير،
ولشهدائهم الرحمةُ والرضوان،
ولسوريةَ بكلّ أبنائها الحريةُ
والإخاء.. والله أكبر ولله الحمد.
لندن
في 12 من آذار (مارس) 2005
جماعة
الإخوان المسلمين في سورية
|