بطاقة
وفاء للشهباء
أنا
أحمي حلباً داراً
وأحمي
من حماها
زهير
سالم
حجزتُ دمعة حين ذكرها، وقلت:
أمسك، ودع القلوب تقر ولو بعد
خمس وعشرين..
قال وقد انهمرت من عينيه الدموع
وشَرِق وشهق:
لا تخف ما صنعت بك الأشواق
واشرح هواك فكلنا عشاق
قلت:
ولكن الصبر بالحر أجمل، وأنشدته:
تعز فـإن الصبـر بالحـر أجمل
وليس على ريب الزمان
معول
فلو كان يغني أن يرى المرء جازعاً
لحادثة أو كـان يغني
التـذلل
لكان التعـزي عنـد كـل مصيبة
ونائبـة بالحـر أولى و أجمل
فـإن تكـن الأيـام فينـا تبـدلت
ببؤسى ونعمى والحوادث تفعل
فمـا لينــت منـا قنـاة
صليبة
ولا ذللتنا للتـي ليـس تجمل
ولكـن رحلناهـا نفوسـاً كريمـة
تحمـل مـا لا يستطاع فتحمل
قال: ولكن ليس ذلة أن تدمع العين
لذكر ملعب الطفولة، ونديِّ
الشباب، وموطن الحلم على الرغم
من تطاول الزمان وبعد الدار..
ليس ذلة أن تقف ولو على البعد
بحلب طيفاً، وتستوقف وتبكي
وتستبكي فما بكى ابن حجر داراً
أجمل من دارك ولا ذكر ابن
الدمينة ربعاً أحسن حالاً من
ربعك يوم أجهش:
بنفسي تلك الأرض
ما أطيب الربا
وما أجمل المصطاف والمتربعا
وأضاف كل بلدة بالنسبة لبنيها
وطن حتى موطن لسوء ينادي وليده
بـلاداً ألفناهـا علـى كـل حالـة
وقد يؤلف الشيء الذي ليس
بالحسن
وتستعذب الأرض التي لا هوى بها
ولا ماؤهـا عـذب،
ولكنها وطن
أما علمت، أن كل أم في عين وليدها
ملكة جمال، ولو كانت شوهاء، وكل
بلدة بالنسبة لبنيها وطن، إلا
حلب فهي وطن وشيء ما، شيء تدور
حوله دون أن يدركه طرفك أو يحيط
به فكرك.. بل هي وطن وأشياء كثيرة
إن شئت، بعضها من كرم وبعضها من
وفاء، بعضها من جمال وبعضها من
صدق.. وما في حلب لا يدركه من هو
منغمس فيها كالنعمة لا يدرك
الكثيرون قيمتها إلا بعد زوالها.
قلت ويحك أكثرت فأمسك.. وهاك بعض
ما في أسفار حلب:
(أنا أحمي حلباً داراً
وأحمي من حماها)
الصنوبري
حلب بدر دجى أنجمـــــها الزهــر
قراها
أنا أحمـي حلبـاً دا
راً وأحمي
من حماها
أي حسن ما حوتـه
حلـب أو
مـا حواها
سروها الداني كما تد
نو فتـاة مـن
فتـاها
ودّ إذ فـاه
بشجـو
أنـه قبـّـل
فـاها
حلب أكـرم مـأوى
وكريـم
مـن
أواها
قصيدة الصنوبري تجاوزت المائة
بيت تقريباً هدية لحلب في عرسها
الثقافي قريباً.
|