ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الأحد 24/12/2006


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

 

إصدارات

 

 

    ـ القضية الكردية

 

  ـ أبحاث    ـ كتب

 

 

    ـ رجال الشرق

 

 

المستشرقون الجدد

 

 

جســور

 

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


من روائع الأدب العالمي

زهير سالم

العزلـة*

ألفونس لا مارتين

أعلى الجبل ، في ظل السنديانة الهرمة

كثيراً ما أجلس ، عند الغروب ، حزيناً

أبعثـر نظـراتـي فـوق الســهل

حيث تتقلـب اللـوحــة المزركشة

تحت قدمي

*   *   *

هنا ، يهدر النهر بأمواجه المزبدة،

ويتلوى ، ليتلاشى بعيداً في العتمة.

وهناك ، تبسط البحيرة الساكنة مياهها النائمة.

حيـن ترتفع ، وسـط الزرقة ، نجمة المساء.

*   *   *

وعلى ذروة القمم المتوجة بالغابة المدهامة

يلقي الغروب شعاعه الأخير

وتصعد (العربة البخارية) لمملكـة الظلال

فتنيـر أطـراف الأفـق

*   *   *

بينما ينبعث من القنطرة (القوطية)

إيقـاع مقدس يتـردد في الهواء،

فيسكن كل شيء .. ويخلط الناقوس القديم

لحنه القدسـي بآخـر ضجيـج النهـار.

 *   *   *

ولكن روحي لا تبالي بكل هذه اللوحات البديعة

ولا تشـعر أمامهـا لا بالروعـة ولا بالتأثـر

أرى هـذه الحياة ظـلاً زائـلاً :

فشمس الأحياء لا تدفئ الموتى !!

*   *   *

من ربـوة إلى ربـوة تتناثـر نظراتـي سـدى

من الجنوب إلى الشمال، ومن الفجر إلى الغروب

أجـوس كل بقعـة فـي العالـم الرحب الفسيح

وأقـول : لا مكـان للســعادة ينتظـرنـي!!

*   *   *

ماذا تصنـع لي هذه الوديـان، هـذه القصور، هذه الأكواخ ؟!

لا شــيء .. بالنسـبة إلـي فقـد تلاشـى سـحر الوجـود

أيتها الأنهار، أيتها الصخور، أيتها الغابات، أيتها الفلوات الأثيرة

شـــيء واحــد ينقصــك ، فكـل شـــيء هبــاء

*   *   *

لا مبالياً

أتابع دورة الشمـس حيث تبدأ وحيث تنتهـي

في الســماء الملبـدة والســماء الصافيـة

عنـــد الشـــــروق والغــــروب

ما قيمة الشمس؟! أنا لا أنتظر شيئاً من الأيام!!

*   *   *

لـو خفقـت مع الشمـس في مدارهـا البعيد

سترى عيناي الفراغ والصحارى في كل مكان

أنـا لا أتمنـى أي شـيء من كل مـا يضيء

أنا لا أطلب أي شيء من العالم الرحب الفسيح

*   *   *

ولكن ، يمكن أن يكون خلف حدود هذه الأرض

شمــس حقيقيـة تضـيء ســموات أخـر

هل أستطيع أن أترك (رمادي)**  على هذه الأرض

فيتجلى أمـام عيني هذا الذي طالما حلمت به ؟!

*   *   *

هناك سـأنتشي من النبع الذي أتمنى

هنـاك سـأسـتعيد الأمـل والحب

والمثل الأعلى الذي تتمناه كل روح

والذي ليس له اسم في عالم الأحزان

*   *   *

هل أستطيع أن أحمل على عربة الفجر

جسد أماني الغامضة ، وأندفع بها إليك

علـى أرض المنفى لمـاذا أبقـى ؟!

لا شيء مشـتركاً بيني وبين الأرض

*   *   *    

عندما تسقط ورقة من شجرتها فوق المروج

تثـور ريـح المساء فتكنسـها إلى الوديان

وأنا، أبدو كورقة ذابلة

فياعاصفات الشمال،

احمليني كما حملتها..  

ـــــــــــــ

* من مجموعة تأملات لألفونس لا مارتين وتعتبر إحدى روائعه الرومانسية.  ترجمها البعض بالوحدة، وآخرون بالخلوة. وأجد العزلة هي الأقرب لروح اللغة والنص.

** رمادي هنا بمعنى إهابي أو جسدي.

 

نقلاً عن موقع رابطة أدباء الشام

http://www.odabasham.net/show.php?sid=9658

 

أعلى الصفحةالسابق

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ