ـ |
ـ |
|
|
|||||||||||||||
من
روائع الأدب العالمي زهير
سالم العزلـة* ألفونس
لا مارتين أعلى الجبل ، في ظل السنديانة الهرمة كثيراً ما أجلس ، عند الغروب ، حزيناً أبعثـر نظـراتـي فـوق الســهل حيث تتقلـب اللـوحــة المزركشة تحت قدمي * *
* هنا ، يهدر النهر بأمواجه المزبدة، ويتلوى ، ليتلاشى بعيداً في العتمة. وهناك ، تبسط البحيرة الساكنة مياهها
النائمة. حيـن ترتفع ، وسـط الزرقة ، نجمة المساء. * *
* وعلى ذروة القمم المتوجة بالغابة
المدهامة يلقي الغروب شعاعه الأخير وتصعد (العربة البخارية) لمملكـة الظلال فتنيـر أطـراف الأفـق * *
* بينما ينبعث من القنطرة (القوطية) إيقـاع مقدس يتـردد في الهواء، فيسكن كل شيء .. ويخلط الناقوس القديم لحنه القدسـي بآخـر ضجيـج النهـار. *
* * ولكن روحي لا تبالي بكل هذه اللوحات
البديعة ولا تشـعر أمامهـا لا بالروعـة ولا
بالتأثـر أرى هـذه الحياة ظـلاً زائـلاً : فشمس الأحياء لا تدفئ الموتى !! * *
* من ربـوة إلى ربـوة تتناثـر نظراتـي سـدى من الجنوب إلى الشمال، ومن الفجر إلى
الغروب أجـوس كل بقعـة فـي العالـم الرحب الفسيح وأقـول : لا مكـان للســعادة ينتظـرنـي!! * *
* ماذا تصنـع لي هذه الوديـان، هـذه
القصور، هذه الأكواخ ؟! لا شــيء .. بالنسـبة إلـي فقـد تلاشـى
سـحر الوجـود أيتها الأنهار، أيتها الصخور، أيتها
الغابات، أيتها الفلوات
الأثيرة شـــيء واحــد ينقصــك ، فكـل شـــيء
هبــاء * *
* لا مبالياً أتابع دورة الشمـس حيث تبدأ وحيث تنتهـي في الســماء الملبـدة والســماء
الصافيـة عنـــد الشـــــروق والغــــروب ما قيمة الشمس؟! أنا لا أنتظر شيئاً من
الأيام!! * *
* لـو خفقـت مع الشمـس في مدارهـا البعيد سترى عيناي الفراغ والصحارى في كل مكان أنـا لا أتمنـى أي شـيء من كل مـا يضيء أنا لا أطلب أي شيء من العالم الرحب
الفسيح * *
* ولكن ، يمكن أن يكون خلف حدود هذه الأرض شمــس حقيقيـة تضـيء ســموات أخـر هل أستطيع أن أترك (رمادي)**
على هذه الأرض فيتجلى أمـام عيني هذا الذي طالما حلمت به
؟! * *
* هناك سـأنتشي من النبع الذي أتمنى هنـاك سـأسـتعيد الأمـل والحب والمثل الأعلى الذي تتمناه كل روح والذي ليس له اسم في عالم الأحزان * *
* هل أستطيع أن أحمل على عربة الفجر جسد أماني الغامضة ، وأندفع بها إليك علـى أرض المنفى لمـاذا أبقـى ؟! لا شيء مشـتركاً بيني وبين الأرض * *
*
عندما تسقط ورقة من شجرتها فوق المروج تثـور ريـح المساء فتكنسـها إلى الوديان وأنا، أبدو كورقة ذابلة فياعاصفات الشمال، احمليني كما حملتها.. ـــــــــــــ *
من مجموعة تأملات لألفونس لا
مارتين وتعتبر إحدى روائعه
الرومانسية.
ترجمها البعض بالوحدة،
وآخرون بالخلوة. وأجد العزلة هي
الأقرب لروح اللغة والنص. **
رمادي هنا بمعنى إهابي أو جسدي.
نقلاً عن موقع رابطة أدباء الشام http://www.odabasham.net/show.php?sid=9658
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |