ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

السبت 19/06/2004


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

واحة اللقاء

 

إصدارات

 

 

    ـ أبحاث

 

 

    ـ كتب

 

 

    ـ رجال الشرق

 

 

المستشرقون الجدد

 

 

جســور

 

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


الاميركيون في سجن ابو غريب يبدون

هواة بالنسبة لما يستخدمه الاسرائيليون

"واشنطن بوست" تنشر تحقيقا عن فنون

تعذيب الفلسطينيين في السجون الاسرائيلية

القدس ـ 17/6/2004

واشنطن - نشرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية على صدر صفحتها الأولى، امس، تحقيقاً حول الأسرى الفلسطينيين في السجون والمعتقلات الإسرائيلية، كتبت فيه أن "الأسرى الفلسطينيين يجبرون على الوقوف لأيام، أو يتم ربطهم وهم محنيون فوق كراسي بلا ظهر، يتم هزهم بوحشية، يحرمون من النوم، يجبرون على سماع موسيقى صاخبة، ويتم تعريضهم إلى الحر والبرد القارس، ويطالبون بقضاء حاجتهم داخل ملابسهم. وفي أحيان متقاربة يتم تغطية رؤوسهم بأغطية تفوح منها رائحة البول والتقيؤ الكريهة". واضافت الصحيفة "إن هذه الأساليب تحظى بدعم جماهيري واسع في إسرائيل".

ويفصل التقرير الذي كتبه غلين فرانكلين أساليب التحقيق المتبعة في إسرائيل، من خلال مقارنتها بالأساليب التي انتهجها الأميركيون في سجن أبو غريب العراقي. فيقول: "إن وصف أعمال التنكيل الجسدي الذي تعرض له الأسرى في سجن أبو غريب على أيدي السجانين الأميركيين، يبدو مألوفاً إلى حد مؤلم بالنسبة للأسرى الفلسطينيين. هكذا هو الأمر بالنسبة لأعمال التنكيل والإذلال، وقيام السجانين والسجانات بالتقاط صور لهم".

لقاء مع معتقل فلسطيني من نابلس

واضاف في تقريره من نابلس بالضفة الغربية: بدت حالات التعذيب الجسدي للعراقيين على ايدي الحراس الاميركيين في سجن ابو غريب في بغداد مألوفة بالنسبة لعنان لبادة. وقال: ان الضرب في فترات متقطعة والاذلال والصور التذكارية من قبل حراس السجن ذكورا واناثا هي تجارب خضع لها كمعتقل امني فلسطيني في معسكر اسرائيلي في آذار العام الماضي.

وقال: كان هناك اختلاف واحد: ان الاسرائيليين لديهم قواعد وان اساليبهم لتحطيم مقاومة السجناء هي اكثر تعقيدا. وقال لبادة: ما يقوم به الاسرائيليون هو اكثر فعالية من الضرب، ثلاثة ايام دون طعام ودون نوم وعندها تكون تواقا لأن تقول لهم اي شيء، وهذا يظهر لنا ان الاميركيين هم هواة في اساليب التعذيب. وكان عليهم ان يأخذوا دروسا من الاسرائيليين.

والكثير من الاسئلة التي اثارتها فضيحة "ابو غريب" والحرب الاميركية المعلنة على "الارهاب" هي اسئلة تواجهها اسرائيل منذ عقود. اين هو الخط في الديمقراطية بين الاجبار والتعذيب؟ وما هي اساليب التحقيق التي تعتبر مقبولة اخلاقيا في التعامل مع مشتبه قد يملك معلومات عن هجوم حتمي "قنبلة موقوتة"؟ وماذا عن الضرر الذي تسببه هذه الاساليب بين القوة المحتلة والذين يخضعون للاحتلال؟.

يقول محامي حكومي اسرائيلي بارز دافع عن سياسة اسرائيل في التحقيق مع المشتبه بهم: للاسف، فانك عندما تخوض حربا ضد الارهاب فان هناك الكثير من المسائل الصعبة التي تواجهها كل يوم. وربما تكون الولايات المتحدة قد بدأت تكتشف ما اضطرت اسرائيل للتعامل معه منذ وقت طويل.

وعلى الرغم من ان مسؤوليها لا يستخدمون ابدا كلمة "تعذيب" فان اسرائيل هي ربما الديمقراطية الغربية الوحيدة التي اقرت بوضع قيود لاساءة معاملة السجناء خلال التحقيق. وفي عام 1987 في اعقاب جدول طويل في الدوائر القانونية والامنية، وضعت لجنة رسمية مجموعة من القواعد السرية للمحققين لاستخدام ما وصفته اللجنة بـ "الضغط الجسدي والنفسي المعتدل" ضد المعتقلين. وفي 1999 رفضت المحكمة العليا الاسرائيلية هذه القواعد معتبرة "ان التعذيب هو غير قانوني مهما كانت الظروف".

منذ عام 2000

ولكن بعد اندلاع الانتفاضة الفلسطينية الثانية في العام 2000 وخاصة بعد سلسلة العمليات التفجيرية في الحافلات والمقاهي، عاد جهاز الامن الداخلي الاسرائىلي، المعروف بـ "الشين بيت" او "الشاباك" الى استخدام الضغط الجسدي كممارسة اعتيادية، وذلك وفقا لما اكده محامو حقوق انسان ومعتقلون، والاكثر من ذلك، هو ان الاساليب التي تستخدمها اسرائيل تحوز على تأييد واسع بين الجمهور الاسرائيلي، الذي ليس لديه سوى القليل فقط من وخز الضمير فيما يتعلق باساءة معاملة الفلسطينيين في ما يصفونه بالحرب ضد "الارهاب". وقد دافع عدد كبير من رؤساء الوزراء ووزراء العدل الاسرائيليون من اتجاهات سياسية مختلفة عن جهاز الامن الداخلي او انهم نفوا ان التعذيب يستخدم او انهم دافعوا عن استخدامه كملاذ اخير لمنع الهجمات "الارهابية".

تأييد جماهيري واسع

عندما شاهدت حنه فريدمان من جمعية "الحقوق المدنية في اسرائيل" للمرة الاولى قضايا التعذيب على مكتبها، قالت انه من الصعب جدا الحصول على محامي حقوق انسان للتعامل معها. وعندها، قامت هي واستاذ القانون في الجامعة العبرية ستانلي كوهين، الذي هاجر الى اسرائيل من جنوب افريقيا، بتأسيس منظمتهما الخاصة "اللجنة العامة ضد التعذيب في اسرائيل" وذلك للتعامل بشكل حصري مع هذه القضايا.

وفي تلك الايام، كان محققو الشاباك ملزمين بقواعد 1987، وفي الوقت الذي لم تكون فيه هذه القواعد منشورة علنا، فانها كانت معروفة لكل معتقل امني فلسطيني. فقد كان المعتقلون يجبرون على الوقوف لايام في المرة الواحدة، وكانوا يقيدون باحكام في وضعيات ملتوية على كراسي منخفضة، وهي ممارسة تعرف بـ "الشبح" وكانت تستخدم ضدهم اساليب الهز العنيف والحرمان من النوم والموسيقى الصاخبة والتعرض للبرودة والحرارة الشديدتين، واضطرارهم للتبول والتغوط في ملابسهم وكانت رؤوسهم تغطى في العديد من الاحيان باغطية تفوح منها رائحة البول او القيء.

وهذه الاساليب لها تأييد واسع في الجمهور الاسرائيلي. ففي استطلاع اجرته مؤسسة "بتسيلم" عام 1996 وجد ان 73 بالمائة من الاسرائيليين متسامحون في قضية استخدام القوة ضد المعتقلين.

وفي بعض الاحيان، كان المحققون يتجاوزون القواعد، ففي عام 1994 بعد اختطاف الجندي نخشون فاكسمان، على يد مجموعة فلسطينية مسلحة، اقر رئيس الوزراء في ذلك الوقت اسحق رابين بان السائق المشتبه في قيامه بقيادة السيارة التي استخدمت في عملية الاختطاف قد تعرض للتعذيب.

وقال رابين، مشيرا الى قواعد 1987: اذا كنا حريصين على اتباع قواعد لجنة "لانداو" لما كنا لنعثر على المكان الذي كان فاكسمان محتجزا فيه. وقد قتل فاكسمان بايدي مختطفيه خلال غارة لفرقة كوماندوز اسرائىلية.

ومع الوقت ، فان اساليب التحقيق اصبحت اقل وحشية واكثر دقة.

مواطن من مخيم بلاطة

وقال زياد عرفة (40 عاماً) وهو ناشط سياسي يعيش في مخيم بلاطة بالقرب من نابلس انه اعتقل 41 مرة خلال العقدين الماضيين، واضاف: في كل مرة كان يبدو ان المحققين قد تعلموا اسلوباً جديداً في التعذيب.

واوضح عرفة انه في الايام الاولى كان العنف الجسدي الشديد هو الشائع، وهو انه عندما اعتقل اول مرة عام 3891، ارتدى المحقق قفازات مطاطية وقام بالضغط على خصيته بقوة حتى صرخ من شدة الالم، وقال عرفة انه في مرة اخرى، عندما اعتقل للاشتباه به في قتل متعاونين فلسطينيين، ابقاه المحققون مرتديا ملابسه الداخلية فقط في زنزانة صغيرة باردة وكانوا يرشونه بالماء البارد كل بضع ساعات.

ومضى عرفة يقول: ان التركيز هذه الايام هو على الضغط النفسي، حيث انه عندما اعتقل العام الماضي تم حرمانه من النوم لعدة ايام ولكنه لم يتعرض للضرب.

كما ان هناك اختلافا كبيرا بين الجنود الذين يقومون بالاعتقال وبين محققي "الشاباك" حيث ان الجنود يكونون قساة في العادة ويقومون بضرب واذلال المعتقلين بطرق شبيهة بسلوك السجانين في "ابو غريب" ولكن عندما يتولى المحققون فان المعاملة تصبح محسوبة واكثر مهنية، ويقول: ان استراتيجيتهم محسنة اكثر فهم يقدمون لك طعاما بدون ملح يجعلك ضعيفا ويحرمونك من النوم، انهم اذكى واكثر خبرة؟!

اساليب جديدة

جاءت نقطة التحول في معاملة اسرائيل للأسرى في ايلول 1999 عندما حظرت المحكمة العليا الاسرائيلية، بعد سنة ونصف السنة من التأخير المتعمد جميع اشكال التعذيب الجسدي، العنف الموجه نحو جسد او معنويات المشتبه به لا يشكل اسلوب تحقيق منطقيا كما اعلنت المحكمة.

وقد تركت المحكمة بعض الثغرات مفتوحة، فالمحققون الذين يستخدمون القوة بهدف منع "هجوم ارهابي" بامكانهم استخدام حجة الدفاع للضرورة اذا ما واجههم الادعاء العام، كما سمحت المحكمة بعمليات التحقيق "المطولة" حتى وان تطلب ذلك الحرمان من النوم والهز، لكن بهدف الحفاظ على امن المحقق فقط.

ومع ذلك، شكل قرار المحكمة معلما هاما، فقد شكا مسؤولو "الشاباك" بأن القرار حرمهم من الادوات التي يحتاجونها لمحاربة "الارهاب" وقدم احد نواب المعارضة مشروع قانون يسمح للمحققين باستخدام القوة في حالات "القنبلة الموقوتة" وقد ايد ايهود باراك الفكرة في البداية ولكن تم التوصل الى تسوية حصل بموجبها "الشاباك" على ميزانية اكبر والمزيد من العاملين والمزيد من الادوات لمساعدته في حل القضايا دون كسر الرؤوس.

معظم الاساليب التي كانت مستخدمة قبل قرار 1999 اختفت، ومع ذلك يقول محامو حقوق الانسان ان اساليب جديدة حلت محلها ببطء.

وتشير آخر تقارير اللجنة ضد التعذيب ويغطي الفترة ما بين ايلول 2003 ونيسان 2003 ان المعتقلين واجهوا نظاما جديدا من الحرمان من النوم والسهر والصفع والضرب والركل والتعرض للحرارة، والبرد الشديدين والتهديدات والمسبات والاهانات اضافة الى الاحتجاز المطول في ظروف غير انسانية.

واضاف التقرير: ان التعذيب في اسرائيل اصبح عملا روتينيا مرة اخرى ينفذ باسلوب منتظم وشائع وقد اعتمد التقرير في ذلك على ثمانين شهادة وقضية رفعت الى المحكمة.

وقد اتهمت اللجنة النظام القانوني الاسرائيلي بالسماح الفعلي بالتعذيب من خلال رفضها للالتماسات التي تسعى لضمان حصول المعتقلين على توكيل محام.

ولم تتم ملاحقة حتى عنصر واحد من "الشاباك" على الرغم من مئات الاتهامات وفقا لما ورد في التقرير.

وبأثر رجعي وفق ما ذكره حبيب لبيب وهو محام عربي تعامل مع عشرات القضايا الامنية فان قرار المحكمة العليا كان موجزا ولحظة مشرفة سرعان ما تبددت.

وقال: انه مثل اشياء كثيرة في هذه البلاد فالنظريات شيء ولكن على ارض الواقع فالامور تحدث بشكل مختلف.

عنان لبادة المشلول

واصبحت قضية عنان لبادة (13 عاما) مشهورة لأنه مشلول يستخدم كرسيا متحركا منذ ان وقع من شرفة في الطابق الثالث اثناء مطاردته من قبل جنود اسرائيليين خلال حادثة قذف حجارة في اواخر الثمانينيات واعتقل لبادة في شباط من العام الماضي في مدينة نابلس للاشتباه بأنه ساعد ناشطين اقاموا شبكة مصانع لقنابل "الانتحاريين" واحتجز لمدة شهر ثم اطلق سراحه دون توجيه اتهامات اليه.

وقال لبادة: انه تعرض للكمات وركلات بشكل روتيني من قبل جنود اقتادوه الى مركز احتجاز عسكري في قرية حوارة المجاورة ثم من قبل جنود في المركز ذاته لمدة ثلاثة ايام.

واضاف: انهم عصبوا عينيه وحرموه من الطعام والماء وتركوه في الخارج تحت المطر والبرد وحرموه من النوم واجبروه على التبول والتغوط في ملابسه. وقال: كنت مرهقا ولم يعد للوقت معنى.

وفي كل ليلة كانت مجموعة من الجنود رجالا ونساء تعقد حلقات احتفالية في الساحة التي كان يحتجز داخلها وفي الليلة التالية تبادلوا الادوار في التقاط الصور معه بينما كان يجلس معصوب العينين ومقيدا الى كرسيه المتحرك.

واستطرد قائلا: بالنسبة لشخص مثلي يكون محاطا بمجموعة من الجنود يلكمونه ويهينونه فان كرامتي قد انتهكت، كنت هناك شخصا معاقا ولم يحض اي جندي لوقف ذلك ولا حتى جندي واحد.

وزادت هذه التجربة من احتقار لبادة للاسرائيليين ولكن رغم كل شكاواه من طريقة معاملته فانه يعتقد ان مستويات الاسرائيليين في التعذيب اعلى من نظرائهم الاميركيين.

ويتذكر حالة اتهم فيها ضابط عسكري اسرائيلي بتعذيب شبان فلسطينيين جنسيا قام ضابط آخر بالابلاغ عنه واعتقل المعتدي على الفور.

واصر محام حكومي خصص للرد على الاسئلة التي اثارها هذا المقال على ان الضوابط الداخلية تحمي المعتقلين الفلسطينيين من التعذيب العشوائي ووصف معاملة اسرائيل للمعتقلين الامنيين بأنها "مسألة دفاع عن النفس".

وقال المحامي: الاولوية الرئيسة للحكومة هي المحافظة على سلامة الناس وهذا هو العقد الاجتماعي الاهم بين اي حكومة وشعبها.

واضاف: اللحظة الهامة كانت موجة الهجمات الانتحارية في آذار 2002 التي ادت الى مقتل 135 اسرائيليا وجرح المئات.

واصبحت المسألة "قنابل موقوتة" وكيف توازن بين الحاجة للعثور على القنبلة قبل ان تنفجر في مطعم او محل للبيتزا او حاجز وبين الحاجة لاحترام الحقوق الانسانية.

والاكثر لفتا للانظار وفقا لأقوال المحامي هو مدى توحد الاسرائيليين ازاء هذا الموضوع وبالنسبة لمعظم الناس فهذه ليست القصة الاساسية بل انها ليست واحدة من اهم عشرة اسئلة تم الاستفسار عنها بشأن المحكمة العليا.

ولكن بالنسبة للفلسطينيين كثيرين فان التعذيب هو لب المسألة.

وقال لبادة: التعذيب المشابه لما وقع في سجن "ابو غريب" او معتقل حوارة لا يمكن تجنبه عندما يخضع الناس لإحتلال عسكري وهذا هو السبب في ان صور "ابو غريب" لم تحدث له صدمة او استغرابا.

واضاف: في نهاية المطاف فانك عندما تضع معتقلا في السجن لأسباب سياسية وتعطي شخصا ما السلطة عليه فبامكانك ان تشاهد افلاما كهذه وآلة التصوير تواصل دورانها.

 

أعلى الصفحةالسابق

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ