ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الخميس 28/10/2004


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

واحة اللقاء

 

إصدارات

 

 

    ـ أبحاث

 

 

    ـ كتب

 

 

    ـ رجال الشرق

 

 

المستشرقون الجدد

 

 

جســور

 

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


العقلية والممارسة الأمريكية على المكشوف من خلال:

حوار خيالي وواقعي بين طفل أمريكي وأبيه

بقلم فريـه بيتو*

الطفل: أبي، لماذا غزت بلادنا العراق؟

الأب : لأنه كان لديه أسلحة دمار شامل.

الطفل: لكن التلفزيون قال إن المفتشين لم يعثروا على شيء.

الأب : لقد خبّأها العراقيون جيدا. وحكومتنا تعلم أن الغزو افضل أداء من التفتيش.

الطفل: إذا كانت لديهم مثل هذه الأسلحة، فلماذا لم يستخدموها عندما هاجمناهم؟

الأب : لكي لا يعلم أحد أنها كانت بحوزتهم. انهم يفضلون الموت على الدفاع عن أنفسهم.

الطفل: وكيف يفضل شعب الموت على الدفاع عن نفسه؟

الأب : ثقافتهم تختلف عن ثقافتنا. انهم يفضلون الموت والالتحاق بالله. وتذكّر أن صدام حسين كان دكتاتورا قاسيا.

الطفل: كيف ذلك؟

الأب : كان يعذب الناس ويقتلهم.

الطفل: تماما كما هو الحال في الصين الشيوعية؟

الأب : في الصين الوضع مختلف. شعبها يعمل لصالح شركاتنا ويقلص تكاليف الإنتاج ويزيد من أرباحنا.

الطفل: لكن أليست الصين شيوعية؟

الأب : بلى.

الطفل أليس الشيوعيون أشرارا؟

الأب : الأشرار هم فقط الشيوعيون الكوريون الشماليون والكوبيون، لأنهم يسجنون الناس ويعذبونهم.

الطفل: تماما كما نفعل نحن في بغداد؟

الأب : الحالة هناك مختلفة. نحن نسجن الناس ونعذبهم دفاعا عن حقوق الإنسان والحرية.

الطفل: هذا هو ما فعلناه في أفغانستان؟

الأب : هناك فعلنا ذلك بسبب أسامة بن لادن.

الطفل: هل هو أفغاني؟

الأب : كلا. انه سعودي.

الطفل: يعني مثل أل 15 من أل 19 الخاطفين الانتحاريين يوم 11 سبتمبر؟

الأب : نعم.

الطفل: ولماذا لم نغز العربية السعودية؟

الأب : لان حكومتها صديقتنا.

الطفل: تماما كما كان صدام عام 1980 عندما كان يحارب إيران؟

الأب : نعم. من يحارب عدونا فهو صديقنا.

الطفل: ولماذا لدينا أعداء؟

الأب : لأنه توجد شعوب كثيرة تحسد علينا تقدمنا.

الطفل: لكن يا أبي، الحسد ليس مشكلة المحسود.

الأب : حسود اليوم يمكن أن يصبح عدونا غدا.

الطفل: ما هو الإرهابي؟

الأب : هو شخص لا يفكر مثلنا.

الطفل: لكن، ألا ندافع نحن عن حرية الرأي؟

الأب : بلى. فقط عن الرأي الذي لا يعارض رأينا.

الطفل: هل هاجَمنا العراق؟

الأب : لا. لكننا الآن نشن حروبا وقائية، نتجنب الشر قبل أن تقع بذوره على الأرض.

الطفل: هل ننتج نحن الأسلحة التي تستعمل في الحروب؟

الأب : السواد الأعظم منها، لأن الحرب تنفع اقتصادنا.

الطفل: يعني ذلك أننا نثري على حساب موت شعوب أخرى؟

الأب : هذا هو منطق السوق.

الطفل: لكن يا أبي، أليست حياة الإنسان أغلى من الصاروخ؟ ألم تعلمني ذلك؟

الأب : نظريا صحيح. لكن في الواقع ليس كذلك. بالنسبة للسوق، الحياة التي لديها قيمة هي الحياة الموجودة فيه، أي حياة المستهلك.

الطفل: وماذا عن حياة الآخرين؟

الأب : يا ابني، لا خير فيما يزيد عن حدّه. الرياح الكثيرة تسبب الأعاصير، المياه الكثيرة تسبب الفيضانات، والأفواه الكثيرة تسبب المجاعة

الطفل: يعني أننا نقتل كما كان يقتل صدام وطالبان؟

الأب : نحن نقتل في سبيل الحرية وهم يقتلون ضدها.

الطفل: ويقتلون أطفالا مثلي؟

الأب : أنت لست مثلهم. لا جرم علينا أن يكون لأعدائنا أبناء.

الطفل: وهل يصادق الله على ذلك؟

الأب : نعم، رئيسنا يتكلم مباشرة مع الله.

الطفل: وكيف يفعل ذلك؟

الأب : يسمع صوتا إلهيا في رأسه. لقد اختاره الله ليخوض حرب الخير على الشر.

الطفل: لكن أليس الله والإله نفس الشخص؟

الأب : يا بني كفاك أسئلة، وأرجوك أن لا تخلط بين إلههم وإلهنا.

ـــــــــــــــ

*الكاتب فريه بيتو: مثقف وكاتب تقدمي برازيلي، كان قسّاً مسيحيا في عقد الثمانينات، من اتباع نظرية اللاهوت التحريرية، وعلى اثر انحيازه العلني إلى الفقراء والمحرومين، انطلاقا من فهمه وتأويله للمسيح عليه السلام والمسيحية، طرده البابا من الكنيسة (الفاتيكان) الذي يمثل مسيحية الثراء و...الخ. لعب دورا هاما إلى جانب معلمه وزميله ليوناردو بوف (الذي لقي نفس المصير)، خلال أواسط الثمانينات في المعركة التي خاضها القائد الثوري الكوبي فيديل كاسترو، رئيس جمهورية كوبا، ضد الديون الخارجية للعالم الثالث، مطالبا بإلغائها من اصلها كونها ديون غير شرعية وغير أخلاقية ولا يمكن استيفاؤها ولا دفعها. ( المترجم)

ـــــــــــــ

ترجمة وإعداد المهندس نور الدين عواد

هافانا ـ كوبا

دنيا الوطن ـ 27/10/2004

 

أعلى الصفحةالسابق

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ