وزير
الإعلام السوري مهدي دخل الله
لـ "البيان" :
دمشق
ليست مرتبكة رغم تعرضها لحرب
إعلامية
دمشق
ـ حوار عمر العمر
اكد وزير الاعلام السوري مهدي دخل
الله رفض تقرير لجنة تقصي
الحقائق في اغتيال رئيس الوزراء
اللبناني رفيق الحريري
باعتبارها قدمت "توصيفا لا
يتسم بالدقة والأمانة ويمثل
خروجا عن صلاحياتها ومهمتها".
وقال ان اتهام سوريا باثارة
التوتر السياسي الذي سبق
الجريمة لا ينسجم منطقيا مع
مساهمة سوريا في تثبيت السلم
الأهلي في لبنان.
وحمل دخل الله في حوار أجرته معه
"البيان" القوى الخارجية
مسؤولية ذلك التوتر الذي سبق
عملية التمديد للرئيس اللبناني
أميل لحود. وقال: "ليس من نهج
دمشق تنفيذ عمليات ارهابية حتى
مع اعدائها، فكيف يكون ذلك مع
حلفائها؟". واكد ان مسألة
التجاوب مع محققين دوليين
مفترضين تخضع للسيادة السورية
ومشددا على ان هناك استهدافاً
لسوريا بغية اضعافها ضمن مخطط
تنفيذ سلام اميركي لمصلحة
اسرائيل في اطار مشروع "الشرق
الأوسط الكبير".
ونفى ان تكون سوريا في حالة ارتباك
وقال انها تتعرض مع لبنان لحرب
اعلامية معاصرة غير مسبوقة
وضغوط دولية عالية تتطلب الوقوف
على قدمين في مواجهتها كما
تتطلب جهودا كبيرة وربما بمثابة
معجزة. ونفى الوزير السوري ان
تكون بلاده في حالة عزلة وقال ان
دمشق ظلت العاصمة الأكثر
استقبالا للزوار بعد سقوط بغداد.
وبشر بأن يكون مؤتمر حزب البعث
المرتقب "خطوة أوسع لجهة
الاصلاح في سوريا".
وعن العلاقات مع لبنان قال ان
سوريا تمثل البلد الوحيد الذي
يحترم سيادة لبنان مؤكدا
استمرار المشاورات مع الاطراف
اللبنانية. وقال ان المنطقة
تشهد توتراً لا يستثني سوريا
"فالشرق الاوسط سيشهد حل
الصراع الدولي بين تيار ينادي
بالحوار والسلام للجميع وتيار
يسعى لفرض الهيمنة على العلاقات
الدولية" وقال ان سوريا ترفض
الانضمام لتيارالعدوان، وهي
مستعدة لتحمل تبعات هذا الموقف.
وفيما يلي نص الحوار:
ـ لجنة تقصي الحقائق الدولية طلبت
مقابلة الرئيس السوري وهو رفض
المساءلة عن حيثيات تضمنها
التقرير. كيف تقرأ أنت ما ورد في
التقرير بحق الرئيس؟
ـ العبارة استندت إلى شائعات.
ـ أنا لا أسأل عن العبارة المتعلقة
بـ "تكسير لبنان" وإنما تلك
الخاصة باستيضاح الرئيس حول
الرواية؟
ـ هم قالوا سوريا رفضت مقابلة
اللجنة!
ـ التقرير يقول ان الرئيس رفض..
لنتجاوز هذه النقطة إلى التقرير
نفسه فما هو الموقف السوري تجاه
التقرير برمته؟
ـ اللجنة قدمت تقريراً غلب عليه
الطابع السياسي وتقديرات
سياسية وهذا يمثل خروجاً عن
صلاحيات اللجنة ومهمتها
واستندت أجزاء كبيرة منه الى
شائعات دون تحديد حتى مصدر تلك
الشائعات، وانطوى على روايات من
بعض اللبنانيين واشتمل على
توصيف الجريمة، قال انه نتيجة
للتوتر السياسي.. وهذا توصيف غير
دقيق وغير أمين لكل ما حدث، هناك
جرائم إرهابية ضخمة تحدث في دول
لا تكون عرضة لتوتر سياسي ولعل
ما حدث في قطارات مدريد يعد
مثالاً صارخاً.
كما أن اتهام سوريا بتحمل مسؤولية
التوتر السياسي في لبنان يتنافى
مع الحقيقة الثابتة على طول
المدى، إذ ان سوريا أسهمت في
استقرار لبنان وتثبيت السلم
الأهلي طوال العقد ونصف العقد
الأخيرين غير ان التوتر بدأ
عندما عززت القوى الخارجية
تدخلها في الساحة اللبنانية
بالإضافة الى انقسام
اللبنانيين إزاء القرار الدولي
1559 بشكل خاص.
ـ الذين يحملون سوريا مسؤولية
التوتر السياسي في لبنان يربطون
ذلك بتدخلها في شأن التمديد
للحود؟
ـ التمديد تبنته أغلبية داخل مجلس
النواب (البرلمان) اللبناني
وهذا ليس هو محور التدخل،
المفصل الأساسي يتجسد في التدخل
الخارجي الذي سبق عملية التمديد.
يمكن استرجاع تصريحات الرئيس
الأميركي جورج بوش لصحيفة "لوفيغارو"
الفرنسية حتى المشاكل الجانبية
المرتبطة بعملية التمديد تعود
إلى التدخل الخارجي.
ـ ثمة من يقرأ استهدافاً صريحاً
لسوريا في التقرير من حيث
تحميلها المسؤولية والرواية
الخاصة بـ "تكسير لبنان"
فما هو رد الفعل السوري الرسمي
على هذا الاستهداف؟
ـ من يستهدف لبنان يستهدف حكماً
سوريا وفي استقرار لبنان
استقرار لسوريا وفي استقرار
سوريا استقرار للبنان ولا يمكن
الفصل بين الجانبين والأمرين.
من جهة أخرى قطع التقرير الطريق
أمام كل محاولة من البعض باتهام
سوريا بالجريمة وهو اتهام لا
يستند حتى إلى المنطق، فسوريا
لا تقوم بأعمال ارهابية ضد
اعدائها فكيف يكون ذلك مع
اصدقائها واشقائها؟!
أريد التذكير فقط بأن النظام
العراقي السابق دأب في عقد
الثمانينات على ارسال سيارات
مفخخة الى شوارع المدن السورية
لكن سوريا لم ترد عليه بالمثل إذ
ان الارهاب ليس في النهج
السوري، ولأن دماء الشعب
العراقي عزيزة علينا مثل دماء
السوريين تماماً، هذا ليس ضرباً
من الانشائية اللغوية وانما
حقيقة.
ـ ربما في ضوء التقرير الخاص بلجنة
تقصي الحقائق يفد الى لبنان
محققون دوليون يطلبون مساءلة
مسؤولين سوريين للتحقيق.. فهل
ستتجاوب سوريا مع لجنة التحقيق؟
ـ موضوع لجنة التحقيق يخص السيادة
اللبنانية أولاً وآخراً ولكن
سوريا يهمها الوصول الى الحقيقة
أما الأسلوب فتختاره السلطة
اللبنانية في إطار سيادتها.
ـ ممارسة لبنان لسيادته بما يتعلق
بالتحقيق انتهت اذ القضية أصبحت
قيد التدويل بانتظار تشكيل لجنة
تحقيق دولية وأعرب الرئيس
اللبناني أميل لحود عن ترحيبه
باللجنة.؟
ـ هذا خيار جميل.
ـ لنترك الجانب اللبناني ونسأل عن
مدى تجاوب سوريا مع المحققين
الدوليين المفترضين؟
ـ هذه قضية سيادة سورية نحن نتحدث
عن سيادة لبنان التعامل مع لجنة
التحقيق مرتبط بالسيادة
السورية ونحن نحرص كما تعرف على
منح الحفاظ على سيادتنا
الأولوية يبدو ان سوريا وحدها
التي تحافظ على سيادتها في
المنطقة بغض النظر عن المشاكل.
ـ حتى بهذا المفهوم هناك قراءة
تفيد بأن القوى الخارجية اتخذت
من اغتيال الحريري ذريعة لاضعاف
الدور السوري في المنطقة؟
ـ صحيح هناك استهداف من وراء
الجريمة لاضعاف لبنان تمهيداً
لاضعاف سوريا وتركيع المنطقة
بأسرها لسلام أميركي لصالح
اسرائيل وتنفيذ مشروع الشرق
الأوسط الكبير، من المعروف ان
اسرائيل وضعت شرطين لسلام الشرق
الأوسط وهما رفض العودة لحدود
1967 وتوطين الفلسطينيين في لبنان
وسوريا وهذا ليس سراً ومن ثم
اعادة فرض هيكلة المنطقة على
هذا الأساس.
ـ يتصاعد الحديث عبر أجهزة
الإعلام المختلفة عن حالة
ارتباك تلبس سوريا منذ اغتيال
الحريري ما رأيك؟
ـ ما هو رأيك أنت؟
ـ اعتقد ان الايقاع السوري لا يتسم
بمواكبة الحدث لكن الأهم رأيك
أنت.؟
ـ سوريا ليست في حال ارتباك ولكنها
تتعرض الى ضغوط خارجية هائلة
وتدخل خارجي مركز ومكثف يستهدف
سوريا ولبنان ومجرد البقاء في
وجه هذه الضغوطات يتطلب جهوداً
كبيرة وهذا ما تبذله سوريا
ولبنان الذي يتعرض حالياً لما
لم يتعرض لمثله بلد في العالم.
أنا أتحدث عن حرب اعلامية
معاصرة غير مسبوقة فهذه أول حرب
اعلامية ممنهجة معاصرة بهذا
الشكل المكثف فمجرد البقاء في
وجه هذه الحرب يتطلب جهداً
كبيراً.
ـ ما مدى قدرة سوريا على الصمود؟
ـ سوريا معتادة على مواجهة الضغوط
منذ حرب تشرين (اكتوبر) 1973
ولديها القدرة على مواجهة مثل
هذه الضغوط، هذا لا يعني اننا
لسنا قلقين بالتأكيد لدينا قلق،
إذ ان المنطقة كلها في حالة توتر
بشكل لم تشهده من قبل، وأصبحت
مركزاً للصراع الدولي الآن
سيولد تاريخاً جديداً. تشكل
المنطقة مهده، إذ تتحول المنطقة
مركزاً لحل الصراع الدولي بين
توجه السلام وتوجه الهيمنة، هذا
الصراع تشارك فيه الدول الكبرى.
أميركا تخوض حرباً في العراق، فمن
هم أعداؤها في العراق؟ لماذا
هناك حرب عالمية الآن بمشاركة
أميركا ودول أوروبية أخرى، هل
يحاربون طواحين الهواء، كانت
مثل هذه الحروب مفهومة إبان
وجود الاتحاد السوفييتي، العبث
وصل بهذا العالم إلى حالة غريبة
جداً ومركز هذا العبث الشرق
الأوسط.
في هذا العبث فإن مجرد الوقوف على
قدمين بالنسبة لسوريا ولبنان هو
بمثابة معجزة.
ـ القدرة على الثبات في وجه هذا
العبث لديه مقومات داخلية
وخارجية، فلنتحدث عن مقومات
ثبات سوريا الخارجية أولاً،
لابد من أن تكون لديك قنوات
مفتوحة مع أطراف دولية أخرى
وتسند ظهرك إلى جدار خارجي مثل
فرنسا وروسيا، أليس كذلك؟
ـ لقد انتقلت إلى موضوع آخر،
فلماذا لا تقول أميركا مثلاً.
ـ لن أفترض أميركا، أركز على فرنسا
باعتبارها دولة حليفة سابقاً.؟
ـ لم تكن دولة حليفة، لقد اختلفنا
مع فرنسا في بعض القضايا.
ـ إذن فلنبدأ من مقومات الصمود
الداخلي؟
ـ لدينا اقتصاد مستقل استطاع
المقاومة منذ الحصار الذي عشناه
في عقد الثمانينات واستطعنا كسر
حصار تكنولوجي فرض علينا في عقد
التسعينات، كل هذا كان مبنياً
على أساس اقتصاد مستقل.. وربما
نحن الدولة الوحيدة في المنطقة
التي لديها أمن غذائي ولا تواجه
مديونية بشكل مرهق، ولا تعتمد
على البيوتات والصناديق
الدولية، كما ان لدينا سلماً
اجتماعياً مستقراً وثابتاً،
ولدينا دعم شعبي ملحوظ
لسياساتنا الخارجية.
ـ هناك مطلب شعبي سوري ملح لتعزيز
برنامج الإصلاح باعتباره أحد
مقومات تصليب الجبهة الداخلية
في مواجهة الضغوط.. ما رأيكم؟
ـ بدأ برنامج الإصلاح الوطني في
سوريا قبل أحداث 11 سبتمبر
بعامين، وتمت خطوات مهمة،
ولكنها ليست كافية. أهم عائق من
عوائق الإصلاح زيادة التوتر في
المنطقة، خاصة بعد حرب العراق.
لكن رغم هذا التوتر فإن مشروع
الإصلاح في سوريا مستمر ولا شك
ان الوقت قد حان لاتخاذ تحولات
نوعية في إطار هذا المشروع، غير
ان التوتر يزعجنا، ولكنه لن
يعطل هذا البرنامج.
ـ هل يمكن أن يشهد المؤتمر المرتقب
للحزب مثل هذه التحولات
النوعية؟
ـ بالتأكيد الآمال كبيرة
والضرورات ملحة لاتخاذ مثل هذه
الخطوات، حيث يصبح المؤتمر خطوة
أوسع لصالح الإصلاح. لكن أود أن
أشير إلى أن الإصلاح لا يرتبط
بحزب البعث وحده، فحزب البعث هو
جزء من النظام السياسي،
والإصلاح عملية لا تقوم بها
المؤسسات السياسية وحدها،
وإنما كل
الإدارات المسؤولة عن الاقتصاد
والمجتمع، فهو عملية متكاملة.
ـ غير ان الحزب يحتكر المؤسسات. ؟
ـ الحزب لا يحتكر هذه المؤسسات
ويوجد وزراء لا ينتمون لحزب
البعث.
ـ نعود للجبهة الخارجية هل هناك
اشتباك بين سوريا ولبنان؟
ـ سوريا تعمل على تعزيز مكانتها
الدولية والإقليمية ولديها
شبكة علاقات حسب استعداد الدول
الأخرى للتجاوب معها وتوجهات
تلك الدول، فلدى سوريا علاقات
جيدة مع إيران وتركيا وروسيا
وعدد كبير من الدول الأوروبية،
وعلاقات ممتازة مع الأشقاء
العرب.
وقد عبّر مؤتمر القمة الأخير عن
التضامن مع سوريا في وجه قانون
العقوبات الأميركية ولدينا
اتصالات مستمرة مع الاتحاد
الأوروبي وعلاقات ممتازة مع
الصين وسوف تشارك سوريا في
القمة العربية مع دول أميركا
اللاتينية. هذا يؤكد مكانة
سوريا في العلاقات الدولية، وان
دورها لم
يضعف بل تتسم سياستها الخارجية
بالحيوية.
المبدأ الأساسي الذي تتعامل به
سوريا على الصعيد الدولي يتمثل
في الحوار ونبذ مفهوم المواجهة
والصراع، وهذا ما أشار إليه
إعلان موسكو الذي صدر بعد القمة
السورية ـ الروسية، والذي أكد
على احترام الشرعية الدولية
أساساً في العلاقات الدولية،
كما ان تطبيق سوريا لاتفاق
الطائف يلبي ما يخص سوريا في
القرار 1559.
مما يؤكد احترامها للشرعية
الدولية بغض النظر عن رأينا في
قرارات هذه الشرعية، وتسهم
سوريا بدور بناء في إطار تعزيز
الاستقرار والتوجه نحو سلام
شامل في المنطقة، وقد قدمت في
هذا الصدد مشروع قرار دولي حول
إخلاء المنطقة من أسلحة الدمار
الشامل وتطالب الأسرة الدولية بفرض
احترام الشرعية الدولية على
إسرائيل التي لم تنفذ أياً من
قرارات مجلس الأمن والجمعية
العامة.
ـ ألم يتأخر الانسحاب السوري من
لبنان؟ ولماذا؟
ـ فرضت هذا التأخير حاجة لبنان، مع
وجود الاحتلال الاسرائيلي حتى
العام 2000 وبعد ذلك بدأت سوريا
بانسحابات تدريجية بالاتفاق مع
لبنان فنفذت خمسة انسحابات قبل
الانسحاب الأخير مما يؤكد أن
سوريا كانت تبرمج انسحاباتها
بالاتفاق مع السلطة الشرعية في
لبنان والتي هي ممثلة السيادة
اللبنانية. ويبدو من التطورات
الاخيرة ان سوريا وحدها التي
تحترم سيادة لبنان، لان
العلاقات الدولية تقوم بين
السلطات الشرعية التي تمثل
الدول وليس بين دول وأجنحة
معارضة.
ـ رغم التشابك السوري اللبناني،
بدت سوريا بعد اغتيال الحريري
وكأنها هجرت الساحة اللبنانية؟
إذ غابت المشاورات بين دمشق
والأطراف اللبنانية في
الموالاة والمعارضة.؟
ـ اجتمع المجلس الاعلى السوري
اللبناني واتخذ قرار الانسحاب.
ـ المشاورات لم تستمر على النسق
القديم مع الشخصيات السياسية
اللبنانية؟
ـ الاتصالات قائمة .. ومستمرة على
مختلف المستويات ولا أحد يمكنه
أن يعتقد أن في وسعه التفريق بين
سوريا ولبنان، وهذا ما تشير
إليه كل القوى السياسية
اللبنانية تحت شعار (العلاقات
المتميزة) بين الشعبين
والبلدين، وهذا تعبير عن علاقات
اجتماعية وتاريخية وثقافية بين الشعبين.
ـ كيف تنظر إلى المشهد السوري في
ظل الضغوطات الدولية؟
أرى المشهد كالتالي، فالصدام بين
تياري الحوار والسلام للجميع من
جهة والحرب والعدوان من جهة
اخرى قد بلغ ذروته .. وسوريا إحدى
الدول المهمة التي تمثل تيار
الحوار والسلام، وهي مستعدة
لتحمل تبعات هذا الدور رغم
صعوبته وقوة تحمله.
ـ ستكون هناك مفاصل لهذا الصدام
فمزارع شبعا تمثل محطة على هذا
المسار فهل هي ارض سورية أم
لبنانية؟
ـ هي أرض لبنانية، وهذا شيء معروف
وجزء من لبنان ولا يمكن محاولة
التفريق بين لبنان وسوريا في
مواجهة اسرائيل، اضافة إلى ان
الاحتلال الاسرائيلي لا يقتصر
على مزارع شبعا وانما هناك
عدوان اسرائيل اسبوعي تقريباً
على الاجواء اللبنانية.
ـ اذا انسحبت اسرائيل من شبعا وهذه
خطوة لجهة تفكيك المسار السوري
ـ اللبناني ماذا سيكون موقفكم؟
ـ هذا شيء يهم اللبنانيين، نحن لا
نفرض على لبنان واللبنانيين أي
شيء.
ـ المقصود الاستفراد بسوريا.
ـ بالتأكيد، أي اضعاف يستهدف
لبنان هو اضعاف لسوريا كما ان أي
إضعاف يستهدف مصر هو اضعاف
لسوريا.
ـ يتكرر في اجهزة الاعلام ان سوريا
تواجه عزلة.؟
ـ البعض يقول ان سوريا في حالة
عزلة، ولكن ان يقوم احد
الصحافيين بإحصاء عدد
المسؤولين الدوليين والرؤساء
الذين زاروا دمشق بعد سقوط
بغداد والاتصالات الهاتفية على
المستوى الرئاسي ومع المسؤولين
الآخرين، فسيجد أن دمشق هي
العاصمة الأكثر استقبالاً
للزوار في العالم. أود
أن ألفت انتباهك الى الصدى الذي
احدثته زيارة الرئيس بشار الاسد
لموسكو، حيث قامت الدنيا ولم
تقعد، نحن لسنا دولة ضعيفة أو
معزولة، القصد هو محاولة، اخضاع
سوريا بغية الانضمام للتيار
المنادي بالهيمنة والحرب
والاحتلال كوسائل للعلاقات
الدولية، ونحن نرفض هذا
الانضمام.
ـ الحدود السعودية العراقية تشهد
هي الأخرى ضغوطاً أميركية فهناك
اتهام بفتح ثغرات لتسريب عناصر
عربية إلى العراق؟
ـ نحن يهمنا استقرار العراق لأن
خطر التوتر يأتي من جهتي الحدود
واستقرار العراق ضروري
لاستقرار سوريا، إضافة إلى أنه
يدخل في صالح الشعب العراقي
الشقيق وسوريا تبذل كل ما في
وسعها من أجل استقرار العراق
واستكمال سيادته ووحدته ارضاً
وشعباً. الأميركيون هم
المسؤولون عن حماية الحدود
العراقية. إذا كانوا يستشعرون
خطراً، وقد أقامت أميركا جداراً
على حدودها مع المكسيك لوقف
عمليات التسلل.
البيان
الإماراتية 29/3/2005
المقالات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|