ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الاثنين 25/04/2005


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

واحة اللقاء

 

إصدارات

 

 

    ـ أبحاث

 

 

    ـ كتب

 

 

    ـ رجال الشرق

 

 

المستشرقون الجدد

 

 

جســور

 

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


البوابة السورية غير المكلفة أمريكياً

د. فاضل فضة

لاشك في أن القيادة السورية تواجه مأزقاً كبيراً لم تتعرض لمثله، منذ استلام الحكم للرئيس بشار الأسد. يزيد من صعوبة مواجهته، عدم إكتمال فريق عمل مناسب بعقلية معاصرة للمرحلة الجديدة، واستمرار فريق عمل سابق حوله، عاصر الأسد الأب لأكثر من ثلاثة عقود.

هؤلاء الذين سميوا بالحرس القديم، والذين عاشوا في عصر مختلف كلياً عما هو عليه العالم اليوم، لم يكن لهم دور أساسي في عهد الأب، كما هو دورهم الحقيقي اليوم في عهد الأبن. وما يحدث اليوم في لبنان، بعد إغتيال الرئيس رفيق الحريري، وما تبعه من تداعيات وخروج القوات السورية، وتشكيل لجنة دولية للتحقيق، لا يبدو أنه سيوقف سلسلة متواصلة من الطلبات الغربية، الأمريكية الأقوى، والأوروبية المتحالفة، تحت طائلة إصدار قرارات تؤدي إلى عزل النظام السوري عالمياً. ولأن الأخبار، تشير وبشكل اصبح شبه مؤكد، إلى إمكانية إتهام أجهزة الأمن اللبنانية والسورية بالتورط في جريمة الإغتيال، عبر لجنة التحقيق القادمة على مستوى الأمم المتحدة. قد يضع النظام السوري في وضع لايحسد عليه أبدا، لابل قد يهدد وجوده كلياً، إذا كانت الرغبة والأهداف الأمريكية الوصول لذلك، خاصة عندما كتب الرئيس الأمريكي السابق بيل كلينتون في موقعه الأخباري عن أفضلية تغيير النظام السوري الحالي بشكل يعيد البوصلة إلى وضعها الطبيعي ويحقق الأمن والسلام للشعب السوري. يزيد من من هذا الإحتمال، إتهامه المباشر للنظام السوري بضلوعه في جريمة الإغتيال، كما اتهمته جريدة التايمز البريطانية أيضاً. ويطرح السؤال جدياً، هل هي بداية لكرة الثلج الروسية، بتضييق دائرة الحصار على النظام السوري، الذي كان لاعباً ماهراً خلال العقود الماضية. وهل يمكن للإنسحاب الكلي من لبنان أن ينهي مشاكل دمشق! وهل تقبل الإدراة الأمريكية، وحلفائها الأوروبيين، في غض النظر عن أخر حصن لحزب البعث القومي العربي، وحكمه الشمولي في دولة غير هامة بمواردها النفطية، لكنها دولة، قد تكون مفتاحاً للمشروع الأمريكي، في شعارات الحرية والديموقراطية في الشرق الأوسط الجديد. لقد كلفت الحرب العراقية الأخيرة، الإدراة الأمريكية، مئات المليارات من الدولارات، ومازالت تكلف المزيد. لذا هل من الممكن لهذه الإدارة أن تغض النظر عن تحقيق جزء من مشروعها المعلن، (الغير مكلف بتاتاً مقارنة مع ماكلفتها الحرب في العراق) في تشجيع إحلال نظام ديموقراطي (!) في لبنان، ومن ثم في سورية، لترسخ، نظريتها ومشاريعها، بشكل مجاني، هذه المرّة في أكثر من بلد عربي.

قد تكون الفرصة ذهبية لإدارة الرئيس جورج دبليو بوش ومحافظيه الجديد، بعد كوارث ما تلى الحرب العراقية، من خسائر بالأرواح، وعدم قدرة كلية على إستتاب الأمن إلى يومنا هذا. حتى بعد القيام بانتخابات شارك بها ما لا يقل عن ثمانية ملايين من الشعب العراقي. لذا هل يمكن الإفتراض، نظرياً، من وجهة نظر هذه الإدراة والتخلى عن فرصة ذهبية لاتعوض. يضاف إلى ذلك إشارات عن عدم قدرة القيادة السورية على إدارة الحالة أمام الحدث ونتائجه، الذي قلب الطاولة رأساً على عقب بعلاقات لبنانية سورية، لم تأخذ شكل العلاقة الديبلوماسية بينهما منذ التقطيعالذي حصل، والذي أصبح دولا، في معاهدة سايكس بيكو في القرن الماضي. ولا أحد يدري إلى أي مدى، يمكن للإدارة الأمريكية، غض النظر وكبح لجام إدارتها ومحافظيها الجديد بالشروع في خطواتها وتضييق الخناق ثم بالإجهاز على نظام أصبح مرهقاً من ركوده وتراكماته عبر عدة عقود متتالية. أمام كل هذا، يمكن للمراقب، أن يتساءل عن موقف دمشق، والحيرة في القرارات المتلاحقة، التي لاتدل على أنها ترى الأمور بمنظار الواقع البراغماتي كما يحب، وكما كانت تفعله سابقاً على عهد الرئيس الأب حافظ الأسد بكل مهارة. ماهو موقف دمشق، وماهو موقف ماتبقى من نظام الأب، والحرس القديم، القابضون على شؤون الدولة أمنياً واقتصادياً. ماهي قدرة رموز النظام على التغيير الجذري والسريع، المواكب لمعايير الدولة العصرية من ممارسة لحقوق الإنسان، حرية التعبير والرأي، وحصر عمل الأجهزة الأمنية في أبنيتها، وإلغاء قانون الطوارئ، والسماح بتشكيل أحزاب جديدة.

المشكلة تأتي من أن محاولة القيام بأي تغيير جذري قد يؤدي إلى إنهيار النظام ذاته، لأن الرموز القديمة المسيطرة على كل شئ في الحياة السياسية والإقتصادية، قد تزول، وزولها يعنى محاسبتها. لذا من الممكن وبشكل طبيعي ان تحاول الدفاع عن أمتيازاتها وحياتها، بما لها من إمكانات كبيرة، ومحاولة القيام بعمل قد يكون طائشاً، يؤدي في نتائجه إلى مالا يتوقع حسبانه أبداً. إن ماحدث بعد إغتيال الحريري من تداعيات غير متوقعة، قد يزيد من احتمال ضعف النظام السوري، ويشكل حلقة لابد أساسية في مشروع التغيير الأمريكي الجيوسياسي في منطقة الشرق الأوسط الجديد. وسورية ولبنان، قد يكونا مفاتيحاً جديدة تضاف إلى أثار صدمة الحرب العراقية التي لن تنته آثارها إلا بعد نهاية الحقبة البوشية، الحافلة بالحروب وتغيير الأنظمة، التي مازالت في أشهرها الأولى من الولاية الثانية.

موقع ايلاف ـ 07/04/2005

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

أعلى الصفحةالسابق

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ