ـ

ـ

ـ

الأحد 13/06/2004

الإشعاعات النووية موت مبطن يحصد الالاف

سرطانات قاتلة تطارد أهالي جنوب الضفة جراء التسريبات

النووية وتصل الى ثماني حالات في الشهر الواحد

الخليل - دنيا الوطن - محمد أبو عرقوب

ان الاكتشافات العلمية الهائلة التي توصل اليها الانسان ما هي الا ذات حدين مهما كانت فهي لنفع الانسان ولضره ايضا . ومن اهم هذه الاكتشافات الطاقة النووية التي خدمت الانسان وسهلت عليه الحياة من جهة وتفتك به من الجهة الاخرى .

قرى جنوب الخليل هي المناطق الاقرب الى المفاعل النووي الاسرائيلي (ديمونا) ومن هنا سجلت اعلى نسبة اضرار للبيئة و الإنسان في هذه المنطقة .

وحذر المكتب الإقليمي لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة من خطورة الإشعاعات النووية الصادرة عن مفاعل ديمونا الإسرائيلي الموجود في صحراء النقب في فلسطين المحتلة .

وجاء في مذكرة عممها على الدول العربية ان هذه الإشعاعات تؤثر بصورة سلبية ومباشرة على كافة الكائنات الحية سواء كان الإنسان او الحيوان او النبات او حتى في المناطق والقريبة من المفاعل .

وأوضحت المذكرة ان العديد من الدراسات والأبحاث التي اجرتها مراكز الرصد المتخصصة اكدت وجود تسرب اشعاعي نووى من مفاعل ديمونا النووي الاسرائيلي اثر تعرض المفاعل لمشكلات وأعطال فنية مؤخرا بسبب انتهاء فترة العمر الافتراضي للمفاعل النووي الذي اقيم عام 1964 بدعم وتمويل من فرنسا .

واشارت المذكرة الى ضرورة قيام الدول العربية المجاورة لفلسطين المحتلة باتخاذ إجراءات فاعلة لدرء الإخطار الناجمة عن مفاعل ديمونا الإسرائيلي بعد ان أصبحت هذه الدول عرضة للتأثير بتلك الإشعاعات

الاشاعات النووية عدو الانسان والحياة

الاشعاعات النووية تمتلك طاقة كبيرة يصل تاثيرها الى الجينات الوراثية لدى الانسان ومن هنا تتاثر الكروموسومات عند الانسان فينتقل هذا الاثر عبر الاجيال وخير مثال على ذلك ما حدث في هيروشيما ونيجازاكي حيث ان التشوه الذي سببته القنبلة التي القيت على هذه المنطقة لازال مستمرا في الظهور حتى يومنا هذا . هذا ما قاله الاستاذ (ي- ا) استاذ الفيزياء والمتخصص بمجال الذرة و النواة , ويضيف ان المواد الغذائية التي تتعرض للمعالجة بالاشعاعات النووية تؤثر على الانسان وقد تكون نهايتها الاصابة بسرطان يؤدي الى الوفاة.

اما عن منطقة جنوب الخليل تحديدا فيقول (ي- ا) ان الجو في جنوب الخليل ملوث بالاشعاعات النووية لقرب المنطقة من ديمونا ولوجود العديد من مكبات النفايات النووية هناك كما انه لايوجد حواجز لصد هذه الاشعاعات وهي عبارة عن حواجز اسمنتية توضع حول المفاعل او المكب بحيث تخفف اثر الاشعاعات ولا تخفيها نهائيا . ومن هنا فان الاشعاع النووي يصل الينا وهو يحمل طاقة تؤثر على صحة الانسان . كما انه اوجد مقارنة بين الماضي والحاضر وقال انه في الماضي لم تكن هناك حالات سرطان مثلما هو الحال اليوم.

ومن خلال البحث في هذا المجال لوحظ ان كل من يصاب بسرطان سببه الاشعاعات النووية يظهر فيه المرض فجاة ولدى الاستفسار عن الموضوع اجاب الاستاذ (ي-ا) ان السرطان يكون موجودا منذ فترة لكنه بحالة سكون ويسري في جسم الانسان ولكن الانسان قد ياخذ ادوية او اية مادة مهيجة للخلايا السرطانية فيظر هذا المرض فجاة وفي ايام معدودة ليقضي على حياة حامله في النهاية . و المهيجات هذه اما ان تكون بيئة او غذائية او منشط معين يتعاطاه الانسان . ويشير الاستاذ (ي- ا) ان الاشعاعات النووية قاتلة للانسان والنبات وكل شئ حي حيث انها اخطر ما يمكن ان يواجه الانسان ويفتك به.

ومن المفارقات اننا اكتشفنا ان والدة الاستاذ (ي-ا) كانت ضحية هذة الاشعاعات النووية حيث افاد ان ها توفيت نتيجة سرطان اصابها بامعائها ولدي بحثه في السبب مع الاطباء اكتشفو ان الشبب يرجع الى الارتفاع في نسبة الاشعاعات النووية التي سببت لها السرطان الذي ظهر في البداية على شكل الم في الامعاء وفجاة وبعد ايام قليلة فارقت الحياة ولم تعرف انها توفيت بمرض السرطان.

حالات مرضية وتشوهات فمن يقرع الجرس؟

الامراض تنتشر ولا احد يستطيع ان يكشف السبب .تشوهات وامراض خبيثة فتاكة تحصد الابرياء في قرى جنوب الخليل . فمن يقرع الجرس ويقول ان مكبات النفايات النووية في جنوب الخليل خلقت السرطانان التي بدأت تطارد الانسان هناك دون وجود اي جهة تساعده؟

الدكتور (م- س) الاخصائي في الجراحة الباطنية من خلال عمله في معالجة المرضى من اهالي جنوب الخليل وتحديدا الظاهرية فانه لايبالغ عندما يقول ان حالات السرطان اصبحت يومية في هذه المناطق واستعرض عددا من الحالات المرضية المصابة بالسرطان جراء الاشعاعات النووية فهناك اطفال يولدون دون ايدي ومنهم من يولد بتشوه في وجهه او جسمه كما ان الاورام الجلدية تنتشر بين الناس بسبب هذه الاشعاعات القاتلة ولوحظ ان الرجال في قرى جنوب الخليل يعانون من تساقط الشعر بشكل كبير وقد لوحظ ان السبب يتمثل بالاشعاعات ايضا.

ويخص الدكتور (م- س) احد الحالات التي لم نستطع التعرف عليها بسبب السرية في الحالات المرضية وهو النمو غير الطبيعي للامعاء عند احد الحالات حيث اصبح شكلها مثل ثمرة الكوسا وهو تشوه غريب من نوعه . واشار الى ان هذه الحالة تشكل خطورة كبيرة وتحتاج الى بحث عميق للتعرف على هذا النوع من التشوهات الخطيرة ولم يخف ان السبب وراء ذلك هو الاشعاعات النووية التي تصل الى جنوب الخليل من المكبات النووية التي تقيمها اسرئيل هناك.

كما لوحظ ارتفاع نسبة مشاكل العقم عند كلا الجنسين في قرى جنوب الخليل (62%) بسبب هذه الاشعاعات حيث ان النسبة ليست طبيعية وقد وجد الدكتور(م- س) ان هذه الاشعاعات هي المسبب الرئيس لمشاكل العقم. كما انه بالرغم من هذا الكم الهائل من الامراض الخطيرة التي تسببها الاشعاعات النووية فان الاطباء والمستشفيات وحتى المؤسسات التي تعنى بالموضوع تتجنب اظهار ان السبب وراء كل ذلك يعود الى الاشعاعات النووية لان اسرائيل تفرض تكتما على الموضوع وتتعرض لكل من يحاول ابراز هذه المشكلة . ولهذا السبب كاننت هناك صعوبة في الوصول الى المعلومات بهذا الصدد . ويقول الدكتور (م- س)ان المشكلة ايضا تتمثل في ان المصاب عندما يظهر المرض عليه لايمهله طويلا حيث ان المصاب بسرطانات من الاشعاعات لا يتجاوز المئة يوم حتى يكون منتهيا ومستسلما للموت .

ضحايا لا يعرفون السبب

هذه نماذج على من اصيبو بسرطانات وامراض خبيثة بسبب الاشعاعات النووية ,فهناك في جنوب الخليل اكتشفت حالة مرضية مصابة بسرطان الثدي لامراة تعاني الان وهي الحالة الوحيدة التي توصلنا اليها من سرطان الثدي .اما الشاب (ر- ع) فقد انخفض لديه الدم فجاة فوصلت نسبته الى خمسة بالمئة حيث انه في بداية الامر كانت قد ظهرت عليه اعراض الانفلوانزا وقد تبين انه مصاب بالسرطان بسبب الاشعاعات النووية وقد فارق الحياة . اما (ا- ش) فهو رجل يبلغ من العمر 46 عاما اصيب باورام وتشوهات في جسمه وتظهر هذه الاورام في مختلف انحاء جسمه بسبب هذه الاشعاعات .والفتاة (ايمان - ا) البالغة من العمر 16 عاما تتلقى العلاج الان في مستشفى بيت جالا حيث اصيبت بالسرطان وهي من سكان الظاهرية.

(سليمان- ط) ضحية اخرى تعرفنا على حالته حيث فقد جهازه العصبي ويعاني من امراض عصبية بسبب الاشعاعات , بالاضافة الى طفلين من جنوب الخليل تبلغ اعمارهم ثماني سنوات لكن اوزانهم في هذا العمر تبلغ خمسة كيلوغرامات حيث ان الاشعاعات النووية تسبب التاخر في النمو.

وزارة البيئة تشخص الخطر لكن لاتملك الحل

ولدى حديثنا الى احد المسؤولين من وزارة البيئة الفلسطينية اول ما صرح به ان الموضوع خطير ولا احد يستطيع التحدث فيه لشدة حساسيته من الناحية الامنية الا ان الامر بالغ الخطورة على البيئة ولانسان في قرى جنوب الخليل الاكثر تعرضا لانبعاث الاشعاعات من مكبات النفيات النووية ولقربها من مفاعل ديمونا .

وقال ان بعض الدول المانحة التي تساعد الشعب الفلسطيني قامت باحضار جهاز خاص الى جنوب الخليل للاستفادة منه في رصد ظواهر طبيعية الا انهم لاسباب لم تعرف ويبدو بطلب من اسرائيل فانه وبالرغم من توفير الارض له في الظاهرية رفضو وضعه هناك فيما يبدو انه يعمل ايضا على تسجيل اشارات نووية لذلك تم وضعه في منطقة واد ابوعقيل في السموع ويعمل على رصد سرعة الرياح والامطار وغيرها

واشار(م،م) الى إن الجهاز معطل الان ويصعب الوصول اليه لصيانته بسبب سيطرة اسرائيل على المنطقة. ويقول ان هذا الجهاز كان يظهر اشارات الكترونية غامضة يبدو انها ترصد نسبة الاشعاعات النووية وتعطي اشارات بخطورة النسبة في هذه المناطق.

وزارة البيئة قامت باحضار سيارة خاصة مزودة باجهزة خاصة لرصد نسبة الاشعاعات النووية وهي الان في مدينة رام الله حيث تعارض اسرائيل نقلها الى جنوب الخليل لقرب المنطقة من مفاعل ديمونا ولوجود مكبات نووية هناك.

اما بالنسبة لمواقع المكبات فلم تستطع سلطة البيئة تحديد هذه الاماكن بالدقة بسبب التكتم الاسرائيلي على الموضوع ولسيطرة الجيش على هذه المناطق حيث يشكل ذلك خطورة تحول دون الكشف الميداني عن هذه المكبات, الان ان بعض السكان من مناطق مختلفة كان يبلغ عن قيام الجيش بتطويق منطقة معينة وتاتي سيارات خاصة يبدو انها من التي تعمل بالمجال النووي وتنقل هذة النفايات ويتم اخفاء هذه المواد بمواد اسمنتية شبيهة بالصخور حتى يصعب التعرف عليها وستحاول سلطة البيئة زيارة اماكن المكبات النووية و التعرف عليها .

همسة مرتجفة

اذا كان المواطن العادي يجهل ان هناك موتا مبطنا يهدد حياته !! فاين المسؤولين وذوي الإطلاع على هذا الخطر الداهم من أمانتهم العلمية لكشف خطر الإشعاعات النووية وفضح هذه التجاوزات لردع إسرائيل عن نشر هذا الخطر !!

11/06/2004