ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الاثنين 29/11/2004


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

واحة اللقاء

 

إصدارات

 

 

    ـ أبحاث

 

 

    ـ كتب

 

 

    ـ رجال الشرق

 

 

المستشرقون الجدد

 

 

جســور

 

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


إياد علاوي

النشأة

ولد إياد علاوي ، الذي تم اختياره من قبل الحاكم العسكري الأمريكي للعراق بول بريمر واعوانه في مجلس الحكم رئيسا للحكومة العراقية خلال الفترة الانتقالية ، لأسرة شيعة ثرية معروفه بنشاطها التجاري الواسع في العاصمة بغداد ، فالوالد كان أحد تجار بغداد ، وأما الأم فهي لبنانية تنتمي إلى عائلة عسيران الشيعية . وقد أفرزت عائلة علاوي عدداً من المسئولين والوزراء في الحكومات العراقية المتعاقبة إبان العهد الملكي، من بينهم عمه وزير الصحة الأسبق عبد الأمير علاوي.

ترجمة الشخصية

تأثر علاوي ، الذي ولد عام 1945 ، بتلك التنشئة التجارية التي تؤمن بان الحياة مكسب وخسارة ولا وسط بينهما ، لذا فانه وبعد قيام ثورة يوليو " تموز " 1958 ، سارع الى الانضمام الى حزب البعث العربي اثناء دراسته الثانوية في عام 1961 ، فيما كان لم يبلغ بعد السادسة عشر من العمر . ولكن هذا الطموح الجارف والرغبة المبكرة في " اعتلاء " امواج السلطة والنفوذ ، تعرض لانتكاسات قوية مع خروج البعث مع الحكم ثم عودته اليه مرة اخرى في عام 1968 ، اذ ان علاوي فشل في تثبيت اقدامه داخل الحزب ، كما ان " بعث 1968 " كان مختلفا عن البعث الذي قاد ثورة 1958 ، حيث اخذت قيادة الحزب الجديدة ، في التركيز على بناء قاعدة قوية ومتينة من المؤيدين ركزت على ضباط الجيش بشكل خاص ، وبالتالي لم يكن أمام علاوي سوى التوجه الى الخارج .

غادر علاوي في عام 1971 العراق متوجها الى لبنان ، حيث انضم الى بعض القوميين العراقيين الذين انشقوا عن حزب البعث ، وأقاموا جبهة مناوئة لبعث العراق اتخذت من العاصمة اللبنانية بيروت مقرا لها . ولكن المعارضة من بيروت لم ترق لعلاوي ، خاصة وان القابضين على زمام الامور في بغداد تعاملوا باستخفاف بالغ مع أفراد المعارضة الموجودين في بيروت .

شد إياد علاوي رحاله مرة أخرى متوجها هذه المرة الى لندن ، وهناك انتظم في دراسة الطب في احدى الجامعات البريطانية ، وحصل منها على الشهادة العليا في الجراحة ، وفي الوقت نفسه انخرط في صفوف المعارضة العراقية المشتتة في شوارع لندن . أحاط الكثير من الغموض بوجود أياد علاوي في لندن ، فالكثير من المعارضين العراقيين اتهموه بالعمل لصالح فرع المخابرات العراقية في لندن ، فيما اتهمه البعض الاخر بإقامة صلات قوية مع اجهزة الاستخبارات البريطانية ، وان كان من شبه المؤكد ان الرجل تعاون في وقت مبكر مع عملاء للمخابرات المركزية الامريكية " السي أي إيه " .

علاقة علاوي مع المخابرات الامريكية والبريطانية

لا يمكن القول ان إياد علاوي ، أو غيره من المعارضين العراقيين ما عدا هؤلاء الذين اتخذوا من ايران مقرا لهم ، قد شكلوا اي تهديد او تحدي لنظام الرئيس العراقي صدام حسين ، حتى ولو على المستوى السياسي ، الا ان اجتياح الجيش العراقي للكويت في أغسطس 1990 ، وما تلاه من أحداث انتهت بفرض حصار شامل على العراق ، أدت الى حدوث تغيير جذري في تعامل العواصم الكبرى ، خاصة لندن وواشنطن ، مع المعارضة العراقية ، حيث اصبح زعزت نظام صدام حسين هدفا تسعى اليه تلك الدول .

وفي ظل تدويل القضية العراقية ، حظى إياد علاوي وغيره من المعارضين العراقيين المقيمين في الغرب وخاصة من ذوي التوجهات العلمانية ، باهتمام كبير من اجهزة الاستخبارات الامريكية والبريطانية . وقد حاول هؤلاء المعارضون استغلال الوضع الجديد ، من خلال الحديث عن قواعد ومؤيدين لهم يعدون بالالاف داخل العراق ، ولكن تلك المزاعم اتضح عدم صحتها اثر الانقلاب الذي حاول احمد الجلبي زعيم المؤتمر الوطني العراقي ، وأحد ابرز عملاء المخابرات الامريكية ، القيام به ضد الحكومة العراقية ، حيث منيت العملية بالفشل الذريع ، وأصبحت تعرف في سجلات المخابرات الامريكية تحت اسم عملية " خليج الماعز " .

وفي ظل فشل المخابرات الامريكية في خلق مواطئ قدم ثابتة داخل النظام او الجيش العراقي ، فانه لم يكن أمام المخابرات الامريكية سوى الاستمرار في الاعتماد على علاوي والجلبي وغيرهم ممن يعشقون بريق الدولارات وصولجان الحكم ، ولو كان ذلك على حساب أكثر من نصف مليون طفل عراقي توفوا بسبب الحصار الجائر الذي فرض على الشعب العراقي لأكثر من 13 عاما .

دور علاوي في التروييج لحرب احتلال العراق

مع قدوم الادارة الامريكية الجمهورية بزعامة جورج بوش الى البيت الابيض في يناير 2001، ثم وقوع هجمات الحادي عشر من سبتمبر في نيويورك وواشنطن ، عاد علاوي والجلبي مرة اخرى الى دائرة الضوء ، حيث كانت الادارة الامريكية ، وبدافع من الجناح اليميني المتصهين داخل البيت الابيض والبنتاجون ، قد عزمت أمرها على احتلال العراق وتنصيب حكومة عملية هناك . وكان دور الجلبي وعلاوي في تلك الحرب هو توفر المبررات التي يمكن للمسئولين الامريكيين والبريطانيين رفعها لتبرير حرب ، كان من المعروف مقدما انها ستواجه رفضا واسعا رسميا وشعبيا في مختلف انحاء العالم .

في تعليقها على اختيار علاوي لرئاسة الحكومة العراقية ، أشارت صحيفة الاندبندنت البريطانية الى ان علاوي هو صاحب " الكذبة الكبري " حول قدرة الجيش العراقي على استخدام أسلحة الدمار الشامل خلال 45 دقيقة من صدور الأوامر بذلك ، وهي الكذبة التي اعتمدت عليها الحكومة البريطانية للحصول على تفويض من البرلمان للمشاركة في الحرب بحجة ان النظام العراقي يشكل خطرا وشيكا على بريطانيا ، وهو ما اتضح انه كان من نسج خيال علاوي .

دخل إياد علاوي خلال الاشهر التي سبقت اندلاع الحرب في منافسة شرسة مع أحمد الجلبي من أجل الحصول على موضع الحظوة والثقة لدي مسئولي المخابرات في بريطانيا والولايات المتحدة ، وفيما نجح الجلبي معتمدا على صقور المحافظين في حسم الامر لصالحه في أروقة صنع القرار في واشنطن ، فان علاوي بإسلوبه الهادئ وبعده عن وسائل الاعلام ظل العميل المفضل لدى الحكومة والمخابرات البريطانية ، خاصة وان علاوي تميز عن الجلبي بشبكة علاقات لا بأس بها مع اعضاء منشقين عن البعث العراقي ، وخاصة من ذوي الخلفيات العسكرية .

ولجأ علاوي الى تنشيط الحركة التي أنشأها مطلع التسعينات تحت اسم " حركة الوفاق الوطني " والتي ضمت بشكل خاص مجموعة من رفاقه السابقين في حزب البعث مثل صلاح الشيخلي وتحسين معلا وسليم الإمام ونوري البدران، وجميعهم من الشيعة ، وقد نجح علاوي في تسويق تلك الحركة لتصبح أحد الاطراف الخمس الرئيسية التي شاركت في اجتماعات المعارضة العراقية التي نظمتها الخارجية الامريكية في لندن وفي صلاح الدين بكردستان العراق .

عضوية علاوي في مجلس الحكم ودوره في قمع المقاومة

وبعد سقوط العراق تحت الاحتلال الامريكي في أبريل 2003 ، تم اختيار علاوي ليكون أحد الاعضاء الخمسة والعشرين ضمن ما يسمى مجلس الحكم العراقي ، وعمل هؤلاء تحت إشراف ومراقبة الحاكم العسكري الامريكي للعراق بول بريمر . وتولى علاوي ، رئاسة ما يسمى اللجنة الامنية داخل مجلس الحكم ، وهي اللجنة التي لم يعرف بالتحديد طبيعة المهام التي تقوم بها وحجم السلطات التي حصل عليها علاوي من خلال رئاسته لها ، وان كانت وسائل الاعلام قد اشارت الى ان اللجنة عملت على إقامة جهاز استخبارات تابع لمجلس الحكم يتولى مهمة قمع المقاومة العراقية أو أي أصوات تعارض الاحتلال وعملاءه في مجلس الحكم .

ولكن تلك العلاقة الوثيقة والصلاحيات الواسعة تعرضت قبل شهرين لانتكاسة مازالت غير مفهومة حتى الان ، حيث تمت الاطاحة بعلاوي من رئاسة اللجنة الامنية ، وتم انشاء منصب جديد يسمى " مستشار الامن القومي ، وتولى شغله موفق الربيعي ، أحد اعضاء مجلس الحكم ، وهو شيعي ايضا مثل علاوي ، وكما انه أيضا لا يتمتع بأي عمق أو شعبية داخل الشارع العراقي ، وان كان علاوي يتمتع بميزة العمل تحت لافتة " حركة الوفاق الوطني " ، فيما كان الربيعي مجردا من أي لافتة أو دعم حركي أو حزبي . وتزامن مع استبعاد علاوي مع رئاسة اللجنة الامنية ، طرد وزير الداخلية نوري بدران ، المقرب من علاوي وأحد مسئولي حركة الوفاق ، وذلك إثر فشل الشرطة العميلة في مواجهة عمليات المقاومة المتصاعدة ، بل ان نحو 40 % من عناصر الشرطة انضموا للمقاومة بينما فضل 10 % آخرون الاستقالة ، حسب التقديرات الامريكية .

ويشير المقربون من علاوي الى انه يتميز بالغموض وعدم اتخاذ مواقف واضحة ، كما انه يعشق السرية ، ولا يعلم حتى أقرب المقربين منهم حقيقية نواياه أو مكنون مشاعره ، وقد دفع هذا الغموض والرغبة الشديدة في الامساك بكافة الخيوط بيده ، خمسة من اعضاء المكتب السياسي لحركة الوفاق الوطني الى اعلان استقالتهم من الحركة في أغسطس الماضي ، متهمين علاوي في بيان تم توزيعه ببغداد بـ "الفردية واحتكار القرار بذريعة سرية العمل ".

ردود فعل اختيار علاوي لرئاسة الحكومة العراقية

أثار اختيار علاوي لرئاسة الحكومة العراقية ردود فعل جاءت متحفظة او رافضة في معظمه ، حيث اعتبرت صحيفة الإندبندنت البريطانية "أن اختيار إياد علاوي الذي يتمتع بصلات قوية مع المخابرات المركزية الأميركية لرئاسة الحكومة العراقية سيجعل من الصعب على بريطانيا والولايات المتحدة أن تقنعا باقي دول العالم بأنه قادر على رئاسة حكومة مستقلة."

وأضافت الصحيفة " ان سمعة علاوي بين العراقيين كأحد المتعاملين بداية مع مخابرات صدام ثم مع المخابرات الخارجية البريطانية وأخيرا المخابرات المركزية الأمريكية، سيجعل من المستحيل أن يقبله العراقيون باعتباره زعيما لدولة عراقية مستقلة. "

أما وكالة فرانس برس فقد نقلت عن مسئول عراقي داخل مجلس الحكم " ان تنافس الاحزاب الشيعية داخل مجلس الحكم حال دون توصلهم الى توافق على مرشح لرئاسة الحكومة. ففيما اصر المجلس الاعلى للثورة الاسلامية على ترشيح عادل عبد المهدي اصر حزب الدعوة على ترشيح ابراهيم الجعفري. ورفض بريمر الذي حضر اجتماع مجلس الحكم اعطاء فرصة اضافية للتوصل الى تسمية مرشح لهذا المنصب وانه " تم اختيار اياد علاوي كحل وسط رغم ان اسمه لم يرد سابقا بين الاسماء الاكثر تداولا" .

ويربط البعض بين حملة الاتهامات العنيفة التي تعرض لها الجلبي مؤخرا من قبل المخابرات الامريكية واتهامه بالعمالة لصالح المخابرات الايرانية ، وبين التمهيد لاختيار علاوي رئيسا للحكومة ، حيث ان الجلبي كان المرشح المفضل للمسئولين الامريكيين حتى فترة قريبة .

ويتشابه كل من علاوي والجلبي في كونهما علمانيان ، وينتميان للمذهب الشيعي ، وكلاهما عاد للعراق على ظهر الدبابات الأمريكية .

الأرشيف الصحفي لوكالة الأنباء الإسلامية

أعلى الصفحةالسابق

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ