في
نظام الأمن القومي الأمريكي
وسياساته
على أرض العرب
خالد
القرعان ـ الأردن
حالة
الانتشار العسكري والاقتصادي
الأمريكي في الكون ، تمثل حالة
من الشلل
الدولي للأمن السياسي العالمي ،
وعاملا مرنا في تراجع أو تقدم
السيطرة الاقتصادية
وفعاليتها . ومرد ذلك يعود إلى
الاستنزاف البشري وموارده في
معظم المناطق
الحساسة ، التي تسيطر عليها
الولايات المتحدة الأمريكية ،
من خلال قواعدها وعسكرتها
الاقتصادية والأمنية والسياسية
، حيث حالة تراجع الأمن السياسي
العالمي وخاصة
في المناطق العربية ستفرض عليها
في مراحل قادمة ومتعاقبة ،
إعادة هيكلة استراتيجيتها
العسكرية المؤثرة ، إذا ما نزحت
بمتغيراتها الأمنية ( حال ضعفها
) إلى ضرورة
الاستخدامات الردعية العدوانية
، أو تكتيكاتها العسكرية
المحظورة عالميا .
الأمن
القومي الأمريكي لا يتأثر عادة
بالمفاهيم أو السياسات الجامحة والملتوية ، التي
تستخدم بالتضاد مع أمنها القومي
، على قدر ما يعتمد تأثره بمقدار المتغيرات الأمنية
الداخلية ، أو ما يترتب عليها
داخل النظام والإدارة السياسية ومدى نجاحاتها ،
إزاء نهج التطورات الخارجية (
الاقتصادية والسياسية والأمنية ) التي
تتعلق بالدول النامية في الشرق
الأوسط والخليج العربي ، أو
الدول القائمة على دعمها في أوروبا
واسيا وباقي الدول الأخرى ، حيث
التضاد مع القوى الكبرى والتي تماثلها
بعامل الأمن الردعي ، فانه يمثل
خطرا كونيا على سياسة الأمن
القومي الأمريكي بشكل مؤثر
وبالتالي ؛ فانه يضعف مكتسباتها
الاقتصادية من تأثير سياساتها الأمنية عالميا ؛
بأبعاد استراتيجية مهمة ، بل
وحضارية ، ومن ثم يعمل على تفكك سياسة أمن الأحلاف
الإقليمية والدولية ، التي
تسيطر عليها اقتصاديا وسياسيا ،
وبما يصب في صالح السياسة
القومية العامة للولايات
المتحدة الأمريكية في معظم دول
العالم .
تجنح
سياسة الإدارة الأمريكية إلى
تقنين مبادئ جديدة من اجل تجسيد طواعية أمنها القومي
، وذلك من خلال فرض التوازن
الدولي بفاعلية مزدوجة ومؤثرة للخروج من مآزقها
الكونية ، والحفاظ على قدراتها
العسكرية والاقتصادية ،
والحيلولة دون تعرضها إلى
كوارث قومية ( إقليمية ودولية ) ،
وبعد أن اصطنعت مصطلح الإرهاب ومحاربته من خلال
ترسيخ التعاضد والإجماع الدولي
؛ كونها تدرك جادة ( أن السلم
يفرق الأحلاف عنها وأنها
تجتمع معها عند شعورها بالخوف ) .
وقد
آن لها حاليا أن تصطنع ذلك الخوف
المتمثل بالإرهاب الإسلامي ، الذي يجسد خطرا
كونيا على معتقداتها ومفاهيمها
ومبادئها المعادية للحضارة
العربية الإسلامية
في العصر الحديث ، عندما أخذت
بالانتشار عالميا ( الحضارة
الإسلامية )
وعندما انتشرت
الدعوة الإسلامية لدى الدول
الحليفة والمعادية لها ، في
القارات الخمس
، بعد أن احتضنت بدورها (
الولايات المتحدة ) الصهيونية
العربية والعالمية معا ، من خلال النظم
الملكية والجمهورية وغيرها ،
التي تفعل من عدائها للعالم الإسلامي وابناء
النخبة الوطنية داخل المجتمعات
العربية ، وداخل التكتلات
والأحلاف الدولية والإقليمية .
لقد
اخذ الأمن القومي الأمريكي يمثل
بزيفه الحضاري المبادئ المضادة للأمن العالمي حديثا
بمصطلح ( إرهاب الإسلام السياسي
) كالأمن العقائدي المتجذر في البلاد العربية
والإسلامية ، والأمن الردعي
المتنامي باضطراد في مناطق آسيا
الوسطى وجنوبها ،وأوروبا
الذي يتعلق بالصناعات النووية
والذرية وغيرها ، والأمن
الاقتصادي ومقدار فعاليته
اتجاهها في معظم مناطق العالم ،
من خلال تصعيد سيطرتها العسكرية والاقتصادية عل
المصادر الطبيعية والبترولية
والقوى البشرية ، إضافة إلى
خروج الصناعات
الوطنية في مناطق كثيرة من
العالم عن سيطرتها وامتيازاته ،
حيث أخذت هذه الصناعات تمثل خطرا
جسيما على أمنها القومي
والعقائدي والأيدلوجي . !
ماذا
تبقى للإدارة الأمريكية من اجل
المراهنة عليه وهي لا تزال
تراهن على أنظمة عربية
بالية ، بعد أن خيبت آمالها ( هذه
الأنظمة بفسوقها الدولي والإقليمي ) ، وبعد
أن خاب أمنها القومي في بلاد
العرب والمسلمين ، من خلال مبايعتها
لهذه الأنظمة الموروثة بعروشها
الفاسقة ،واصطنعت الجدر
العازلة ( هذه الأنظمة العربية ) ،
بينها وبين النخبة العربية
النقية من أبناء الوطن العربي الواحد ، والذي كان
يمكن للحضارة العالمية أن تنعم
من خلالهم بالأمن والاستقرار ، دون التعرض لابن
لادن والزرقاوي والمجاهدين من
اجل كرامة العرب والإسلام ،
الذي لا يزال الحكام العرب
يساوم عليهم في سوق النخاسة
والخيانة التي جبلوا عليها .
الأربعاء
14 تموز 2004
نشرة
فلسطين الإلكترونية
المقالات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|