أحصنة
طروادة الأمريكية–الصهيونية
في
قلب فرنسا
الذين يراقبون التحولات والهزات
داخل الحزب الديغولي الفرنسي لا
شك يفاجأ بها إلى حد بعيد وثمة
أمور غير منتظرة من هذا الحزب
المعروف باتجاهاته السياسية
الدولية منذ عام 1967.
لكن مراجعة لما يجري داخل الحزب
يقودنا لمعرفة أفضل فعالية أفضل
بفعالية أحصنة طروادة
الصهيونية الأمريكية في داخله.
وإن كان المجال لا يتسع لوضع دراسة
لهذا الموضوع فإننا اخترنا
الإضاءة على شخصيتين اثنتين
يلعبان اليوم دوراً رئيسياً في
تحويل الحزب ووضعه في مدار آخر
عبر سلسلة من التكتيكات هما
ألان مادلين وبيار لولوش الذين
يعملان لقلب الموازين السياسية
في الحزب الديغولي وفي فرنسا
لطلب المساعدة إلى عوامل داخلية
وعاملين خارجيين بعد الزيارة
التي قام بها مادلين إلى واشنطن
لطلب المساعدة الأمريكية
لمواجهة الرئيس شيراك في 11
نيسان 2003.
وفي ظروف تاريخية مشابهة عاشها
الجنرال ديغول مع الإدارة
الأمريكية في الستينات حيث أن
هذه الإدارة اتهمت الرئيس
الفرنسي بالخيانة وتركه
الجزائر بين يدي الاتحاد
السوفييتي وواجه محاولات
الإطاحة به من قبل الجنرالات
الذين حاولوا الانقلاب عليه
وعبر سلسلة محاولات اغتيال تبين
لاحقاً من قام بها هم أنصار حلف
شمال الأطلسي الذي كن ديغول
يرفض وصايته على القرار
الفرنسي، واستطاع ديول آنذاك
الانتصار على هذا التحالف وطرد
قيادة الأطلسي من باريس وعزل
شخصيتين سياسيتين آنذاك هما جان
ليكانوييه وألان بوهير و وصفهما
بأنهما حزب الأجانب حسب تعبيره.
هذا التعبير نفسه استخدمه الرئيس
شيراك عام 1978 حين هاجم الرئيس
جيسكار ديستان الذي اتبع
السياسة الأمريكية في السيطرة
على المؤسسات وطالب الفرنسيين
الحذر من هذه السياسة، هذا
الأمر ما زال سارياً ولكن اليوم
عبر شخصيات أخرى أهمها بيار
لولوش وألان مادلين.
ألان مادلين الذي يضيره بقاء سلطة
شيراك على الحزب والدولة إلى
الولايات المتحدة طالباً دعم
المحافظين الجدد وألقى محاضرة
في Heritage
Foundation
وصف فيها الرئيس شيراك
بأنه نابليون الجديد وانه
التلميذ النجيب للماركسية
المعادية لأمريكا وهذا الأمر
أعاد نادلين إلى الصف الأول بين
المعادين للرئيس شيراك.
و لا غرابة فألان مادلين المولود
في 26 آذار1946 كان في شبابه أحد
قادة اليمين المتطرف الفرنسي
قبل أن يوظفه معهد التاريخ
الاجتماعي الذي أنشأته مدرسة
شيكاغو الأمريكي في باريس
لمواجهة تنامي الأفكار
الماركسية واليسارية وساهم عام
1996 بإنشاء ما يسمى New
Atlantic Initiative التي ضمت مسؤولين من البنتاغون
و وزارة الخارجية الأمريكية
وترأس أحد المراكز
التابعة لها و هو مركز International
Center for Research on Environnemental Issue .
وكان قد أنشأ في عام 1946 عندما كان
في الثامنة عشر من عمره حركة غرب
Occident مع
زملائه Alain
Robert, Gerard Longuet, Francois Duprat, Xavier Raufer
et Nicolas Tandler ولكل
واحد منهم قصة.
و تابع نشاطه السياسي في العديد من
المنظمات الداعية إلى تقارب بين
فرنسا والولايات المتحدة وشارك
في حملة فاليري جيسكار ديستان
الرئاسية وأسس حزباً ضمن تحالف
ديستان هو الحزب الجمهوري
واتساع الوصول إلى منصب وزاري
هام في حكومة الرئيس شيراك
الأولى عام 1968 وكانت مناسبة له
بإعادة تجميع الأصدقاء الذين
انضموا في مؤسسة تدعى Societe
du Mont Pelerin و تعمل على تعميم النظم
الاقتصادي الأمريكي في فرنسا
تحت اسم الليبرالية المطلقة
وتخصيص كل شيء حتى الخدمات
العامة.
انخراطه بحملة شيراك الانتخابية
1995وفوز الرئيس شيراك بها أوصله
إلى منصب وزاري هام أيضاً بقي
فيه ثلاثة أشهر إلى أن اكتشف
رئيس الوزراء آنذاك ألان جوبيه
مؤامرة ينظمها نادلين مع أصدقاء
له ضد سياسة الحكومة العامة
أسماها الثورة الليبرالية وهي
مجموعة مراسيم يتم تنفيذها في
حال أزمة وعمل مادلين على إيجاد
ظروف لهذه الأزمة.
ألان مادلين ينظر بشكل أساسي
للتعاون الفرنسي- الإسرائيلية
وللاعتراف بالأمر الواقع
الأمريكي بالنسبة لبيار لولوش
نكتفي هنا بعرض تواريخ في حياة
بيار لولوش الذي يعتبر الرأس
المدبر للوبي الصهيوني في فرنسا
داخل الحزب الديغولي و هو واحد
مما يمكن تسميهم بالخلايا
الصهيونية التي تم إيقاظها
مؤخراً.
ولد في تونس عام 1951 تخصص بقضايا
الدفاع ويدرس الشؤون
الاستراتيجية في العديد من
المدارس المتخصصة في أوروبا
وفرنسا.
عمل بين عامي 1974 و1978 إلى جانب
ريمون اورون في مؤسس (GERPI) مجموعة البحوث و الدراسات في
المشكلات الدولية التي كانت
تمولها وكالة الاستخبارات
الأمريكية وكذلك الى جانب
ايرفنغ كريستول والد بل كريستول
الذي يصدر حالياً أهم صحيفة
للمحافظين الجدد The
Weekly
Standard
التي
كانت الأداة الإعلامية
الرئيسية من أجل الدفاع عن
إسرائيل و في نفس الفترة كان
بيار لولوش يدعو لتطوير
العلاقات مع إسرائيل ويعمل بشكل
مستمر في العديد من الكيبوتزات
على تأهيل المستوطنين.
1992 – انتخب عضواً في 1’International
Institute of Strategic
في لندن.
1993 – انتخب نائباً لرئيس منظمة
الأمن والتعاون الأوروبي.
1992 عين نائباً لرئيس الجمعية
البرلمانية لحلف شمال الأطلسي
ومديراً في 1’Atlantic
Partnership إلى جانب هنري كيسنجر
ومايكل هوارد الذي وضع تقريره
الشهير الذي يؤكد امتلاك العراق
لأسلحة دمار شامل وهنري هيدر
رئيس لجنة العلاقات الخارجية في
الكونغرس الأمريكي و الذي طالب
بزيادة موازنة الدعاية لوزارة
الخارجية الأمريكية.
بيار لولوش أسس مع اولييفه داسو
رئيس المحفل الماسوني الموالي
لإسرائيل وابن سرج داسو صاحب
أكبر شركة طيران اسمه (النادي
الدولي) و جمعية تضم رجال
الأعمال والسياسيين الموالين
لحلف شمال الأطلسي وكاتب زاوية
في مجلة Valeurs
actually
التي يملكها اوليفيه
داسو و يرأس تحريرها Michel
Gurkinkel
الخبير
لدى Benaor
Associates مؤسسة العلاقات العامة الأمريكية
المتخصصة بالعداء للعرب عامة
والسعودية بشكل خاص.
من غرائب الأمور أن لولوش ونادلين
يرتبطون بعلاقات جيدة مع شخصيات
سعودية و كان لولوش في عداد
الوفد البرلماني الفرنسي الذي
زار السعودية في الربيع الماضي
والتقى المسؤولين السعوديين
بالطبع دون أن يدري المسؤولون
السعوديون شيئاً عن الزائر
الكريم.
هذا الثنائي الذي يدير اليوم حملة
منظمة للضغط على السياسة
الفرنسية يبدو فاعلاً إلى حد
بعيد بمساندة اللوبي الصهيوني
الشكل حديثاً في فرنسا بدعم من
اللوبي الأمريكي انه نجح في
استقطاب رئيس الوزراء الحالي
إلى جانبه إضافة إلى وزير
الاقتصاد الحالي نيكولا
ساركوزي الذي سيصبح للحزب
الديغولي بعد عدة أسابيع.
انتليجنسيا
ـ 15/9/2004
المقالات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|