ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الثلاثاء 12/04/2005


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

واحة اللقاء

 

إصدارات

 

 

    ـ أبحاث

 

 

    ـ كتب

 

 

    ـ رجال الشرق

 

 

المستشرقون الجدد

 

 

جســور

 

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


أسابيع حاسمة في دمشق؟

سعد محيو

(I)

هل تستمع الإدارة الأمريكية إلى النصائح الأوروبية، فتمتنع عن زعزعة الاستقرار (أي تغيير النظام) في سوريا بعد انسحاب هذه الأخيرة من لبنان؟

حسناً. منطق الأوروبيين يبدو قوياً للغاية.

فهم يقولون إن:

إشعال سوريا لن يقود إلى جنّة الديمقراطية بل إلى جهنم الفوضى الدامية. لماذا؟ لأن البديل الديمقراطي السوري، برأيهم، غير متوافر أو غير ناضج.

انهيار سوريا سيتزامن مع الفوضى في العراق والوضع الهش في لبنان، مما سيؤدي إلى "جملة نزاعات قومية ودينية ومذهبية غير مسبوقة"، يتيح لقوى التطرف توسيع ساحة المعركة وإنتاج جيل جديد من الانتحاريين.

وضع الأردن سيكون حينها في خطر داهم، وكذا الأمر بالنسبة لخطوط التماس العربية "الاسرائيلية" التي ستسيطر عليها قوى التطرف وتشعلها برمتها.

لكل هذه الأسباب، ينصح الأوروبيون الأمريكيين بمنح نظام بشار الأسد "فرصة جديدة" لاصلاح أوضاعه الداخلية وتنسيق سياساته الخارجية مع الحقائق الدولية الجديدة، بشرط أن يمتنع عن زعزعة الاستقرار في لبنان.

(II)

هل ستنصت أمريكا إلى هذا الصوت الأوروبي العقلاني؟ وإذا ما فعلت، هل ستقبل متطلباته، خاصة منها ما يتعلق ب "الفرصة الأخيرة"؟

لا شيء مؤكداً حتى الآن، وإن كانت المؤشرات غير مشجعة.

فحديث كوندوليزا رايس (الذي أشرنا إليه بالأمس) عن تفضيل اللااستقرار على استقرار الأمر الواقع الراهن بيان انقلابي خطير وتاريخي.

واستمرار نهج المحافظين الجدد في الإدارة الأمريكية، برغم استقالة او إقالة أو نقل قاداتهم من وزارة الدفاع ومجلس الأمن القومي إلى مناصب أخرى، يشي بأن التصعيد في السياسات الأمريكية سيستمر، ومعه احتمالات شن مغامرات عسكرية جديدة.

وهذا، على أي حال، ما أكده مركز الدراسات الاستراتيجة والدولية الأمريكية، حين كشف النقاب عن خطة الغزو التي أعدها البنتاجون لسوريا والتي يفترض "ألا تستغرق أكثر من بضعة أيام قبل وصول القوات الأمريكية إلى دمشق" (وفق الوثيقة). 

ثم، وهنا الأخطر، هناك النظرية التي طوّرها مساعدو الرئيس الأمريكي مؤخراً، والتي أطلقوا عليها اسم "نظرية الفوضى الخلاقة في الشرق الأوسط". وهي تستند إلى الركائز الآتية:

استمرار الامر الواقع الراهن في المنطقة لم يعد ممكناً. ولذا يجب تغييره بشتى الوسائل السياسية والاقتصادية، وصولاً إلى الخيارات العسكرية.

وبما أن أي تغيير يؤدي حتماً إلى مرحلة انتقالية غير مستقرة، يتعين على الولايات المتحدة قبول درجة من الفوضى في الشرق الأوسط. وهذا لن يكون في المحصلة النهائية أمراً سيئاً. فهذه الفوضى ستكون "خلاقة"، لأنها وبعد ان تدمر القديم ستمهد الطريق أمام ولادة الجديد.

وبالطبع، الولايات المتحدة ستكون الطرف الأقوى القادر على توجيه هذه الفوضى الخلاقة لمصلحتها، بسبب عدم وجود منافسين دوليين وإقليميين لها يعتد بهم.

(III)

هل يعني ذلك أن أمريكا "الثورية" أو "المراجعة"، سترفض المناشدات الأوروبية العقلانية حول سوريا؟

لو كنا مكان القيادة السورية الراهنة، لتوقفنا عن الرهان على المناشدات والمنطق والعقل.

وهذا أمر يفترض انه بات بديهياً.

فقد راهنت هذه القيادة قبل ذلك على أن غرق الولايات المتحدة في وحول العراق، سيدفعها إلى التقوقع والانكفاء، فإذا بالورطة العراقية تدفعها على العكس إلى التمدد ومواصلة الهجوم.

وهي راهنت على سقوط جورج بوش في الانتخابات، ثم على دور جديد لرايس في وزارة الخارجية بدعم من وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية، فإذا بكل هذه الرهانات التفاؤلية تنقلب إلى خسائر صافية.

والآن، ربما تضع القيادة ما تبقى من بيضها في السلة الأوروبية. لكنها إذا فعلت، ستكتشف ان الأوروبيين الذين لم يستطيعوا في السابق أن ينقذوا بيضة واحدة من سلة صدام حسين، لن يكونوا البتة الآن في وارد الضغط على واشنطن لابداء الرأفة ببعض البيض السوري.

والسبب معروف.

فالأوروبيون والأمريكيون، وعلى عكس ما جرى في العراق العام 2002 ،2003 متفقون على كيفية تقاسم تركة "الرجل المريض". كل ما يختلفون عليه هو كيفية التعاطي مع هذا الرجل وهو في العناية الفائقة: قطع حبل الحياة عنه، أم إجراء عملية جراحية تنقذه، لكنها تخلق منه رجلاً آخر مغايراً تماماً.

وبين قطع الحبل أو العملية الجراحية، لم تعد هناك سوى أشهر او حتى أسابيع قليلة.

فالعد العكسي بدأ، ولم يعد ثمة مفر ما من القضاء والقدر الدوليين.

حمى الله سوريا.

دار الخليج 03/04/2005

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

أعلى الصفحةالسابق

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ