افتتاحية
نشرة
المنظمة العربية لحقوق الإنسان
في سورية (أطياف)
ما يزال النظام السوري يتخذ موقفه
المناهض لجمعيات حقوق الإنسان
في بلادنا ، ويحاول في معظم
ممارساته محاصرة نشاطها ،
والقيام بالإجراءات القمعية
ضدها ، وخاصة منها منظمتنا التي
تثبت من خلال نشاطها منذ بداية
التأسيس ، قدرتها على طرح
القضايا التي تعرض لها بصور
موضوعية ، مما يثير حفيظة
النظام ضدها ..
ويبدو أن جذر المشكلة تكمن في موقف
السلطة من القانون ، ومن الدعوة
لأحقيته الدستورية والاجتماعية
، في السيادة ، وفي أن يكون
مستقلا ً بسلطته القضائية عن
السلطة التنفيذية ، وهذا ما
يثير هاجس السلطة التي تستند
"لمشروعية دستورية " وفقاً
للمادة الثامنة من الدستور والتي تؤكد على ان حزب البعث هو
الحزب الحاكم ، مما يجعلها
تستند إلى التأثير الطاغي على
المجتمع لأجهزتها الأمنية ، عبر
انتشار ثقافة الخوف وتعميقها
بكل مضامينها وأبعادها على
امتداد العقود الثلاثة السابقة .
ولا ريب أن سيادة القانون العادل
يعني في مقدمة ما يعنيه تخليص
المجتمع من الممارسات القائمة
لهذه الأجهزة ، وتوقف العمل
بقانون الطوارئ في المراحل
العادية التي تمر بها الدولة،
ويعني أيضا ً الإعداد لتحولات
اجتماعية وسياسية عميقة ، تشكل
العلاقات الديمقراطية المدنية
مدخلها الرئيس .
ومهما كان موقف النظام _ في
المرحلة الراهنة _ من العمل في
مجال حقوق الإنسان والمواطن ،
فإن المنظمة العربية لحقوق
الإنسان في سورية ، ماضية في
نشاطها ، وفي رصد الانتهاكات
التي تحصل في العديد من المواقع
والمؤسسات ، والدعوة لمحاصرتها
ومعالجتها بالطرق القانونية ،
على
أن تأخذ المحاكم المدنية وليست
الاستثنائية ودورها كاملا ً في
هذا المجال .
المنظمة
العربية لحقوق الإنسان في سورية
ـ العدد الثالث
/ كانون الأول 2004
Web
:www. aohrs.org
Mail:
info@aohrs.org
المقالات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|