ـ

ـ

ـ

الأحد 06/06/2004

جائزة "الكلمة الحرة"

للسوري فرج بيرقدار

   روتردام - صلاح حسن

حاز الشاعر السوري فرج بيرقدار جائزة "الكلمة الحرة" السنوية التي ترعاها منظمة "نوفيب" الهولندية في دورتها السابعة والعشرين للعام 2004. وسبق ان فاز بهذه الجائزة العام الماضي الشاعر الشيشاني ابسي بيسلطانوف الذي اشتهر بديوانه الشعري "سدادة بيت النار". وفاز بها الشاعر العراقي عيسى حسن الياسري قبل سنتين, اضافة الى شعراء كبار مثل: برايتنباخ ورافاييل البرتي...

جائزة "الكلمة الحرة" تمنح للشعراء والمبدعين الذين تعرضوا للاضطهاد في بلدانهم او خارجها, والذين قضوا فترات تحت التعذيب في السجون... او الذين منعوا من نشر اعمالهم الادبية في اوطانهم. وجاء في بيان لجنة التحكيم: "هذه المرة تمنح الجائزة الى الشاعر السوري الشجاع فرج بيرقدار الذي قضى اربعة عشر عاماً في السجن, والذي ما زالت اعماله ممنوعة في بلاده".

وسلمت الجائزة للشاعر في يوم افتتاح مهرجان الشعر العالمي الذي يعقد في مدينة روتردام والذي يتزامن مع مهرجان منظمة "دنيا" الشعري الموسيقي في الثلاثين من أيار (مايو) الجاري في بارك "ايروماس". ووجهت مؤسسة "نوفيب" ومنظمة "دنيا" دعوات الى شعراء من مختلف انحاء العالم للمشاركة في هذه الدورة, وفيها تعقد نشاطات ثقافية كثيرة على هامش المهرجان. وألقى فرج بيرقدار كلمة مقتضبة بالانكليزية لدى تسلمه الجائزة وجاء فيها: "كنت أعتقد ان طريق الكلمة الحرة وعر وشاق ومزروع بالأشواك. ولم أتخيل أبداً أنه قابل لأن يكون مزروعاً بالورود. في الماضي... كانت الكلمة الحرة تعني لي التشرد والملاحقة أو الاعتقال والتعذيب, وكم يسعدني الآن أنها تعني جائزة, وانه لشرف كبير لي أن أفوز بهذه الجائزة في هولندا... شرف كبير أن أنضم الى برايتن برايتنباخ ورافاييل ألبرتي وعبداللطيف اللعبي والطاهر بن جلون وعيسى الياسري والآخرين الذين فازوا بها من قبل. ولكن اسمحوا لي أن أعبر عن شيء من الحزن, لأن الكلمة الحرة لا تزال مضطهدة في بلادي, وأن كثيرين ما زالوا يدفعون ضرائب باهظة من أجل الدفاع عنها. أجل... لا بد من شيء من الحزن في غمرة سعادتي الآن. أشعر أن الكلمات لا تكفي لشكر الأصدقـــاء في مؤسسة "نوفيب", والأصدقاء في مؤسسة "شعراء من كل الأمم", وبودي لو أشكرهم بيديَّ وعينيَّ وقلبي".

وكان الشاعر فرج بيرقدار حاز بعد خروجه من السجن الكثير من الجوائز وشارك في أمسيات شعرية وثقافية, في الوطن العربي واوروبا وهو من مواليد حمص 1951 ويحمل اجازة في اللغة العربية من جامعة دمشق. وشارك في النصف الثاني من سبعينات القرن الماضي في إصدار كرَّاس أدبي شبه دوري, بالتعاون مع أدباء شباب في جامعة دمشق, وقد اعتقلته السلطات السورية في 1978 فتوقَّف الكراس عن الصدور بعد تسعة أعداد.

واعتُقل آخر مرة في 31/3/1987 بعد مدة من التخفِّي والملاحقة دامت نحو أربع سنوات, وكان اعتقاله هذه المرة بتهمة انتمائه إلى حزب العمل الشيوعي. وأحيل بعد ست سنوات من اعتقاله إلى محكمة أمن الدولة العليا في دمشق (وهي محكمة استثنائية) فأصدرت في حقه حكماً بالسجن خمسة عشر عاماً مع الأعمال الشاقة والحــرمان من الحقوق المدنية والسياسية.

الحياة ـ 2004/06/6