ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الثلاثاء 29/03/2005


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

واحة اللقاء

 

إصدارات

 

 

    ـ أبحاث

 

 

    ـ كتب

 

 

    ـ رجال الشرق

 

 

المستشرقون الجدد

 

 

جســور

 

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


دراسة إسرائيلية حول الاستشهاديين الفلسطينيين

بقلم: شاؤول كمحي و شموئيل إيفن

مركز "يافي" للدراسات الاستراتيجية

مذكرة 73، جامعة تل أبيب

تاريخ: 1/2/2005

معطيات عامة

من تحليل المعلومات التي جُمعت من مصادر المعلومات المختلفة ظهرت أربعة نماذج من المخربين المنتحرين: المتدين المتطرف؛ المُستغل؛ والمنتقم - النفساني؛ والقومي المتطرف. لكل واحد منهم محرك مركزي مميِز وعلى نحو عام أيضا "مسار" خاص يدفعه إلى تنفيذ عملية الانتحار. الحديث عن نماذج عليا نظرية، لأنه في الواقع تعمل عوامل كثيرة في الآن نفسه. وفي الحق ان قسما من المخربين المنتحرين المشمولين في المجموعة التي فُحصت في هذا البحث، هم من أصحاب أكثر من محرك واحد. إخترنا ان ننسبهم إلى نموذج أعلى خاص على أساس المحرك البارز لعملهم، مثلما هو أيضا على أساس معروف لنا فيما يتعلق بمسار تجنيدهم ومعطيات خلفيتهم.

المخربون المنتحرون الستون الذين فُحص عن تفاصيل عملياتهم ونمط حياتهم في هذا البحث صُنفوا في أربعة نماذج عليا كما هو مبين في الجدول (1) فيما يأتي:

الجدول (1): تصنيف المخربين المنتحرين الذين فُحصوا في هذا البحث بحسب النماذج العليا

العدد الإجمالي

النموذج الأعلى

27

متدين متطرف

15

مُستغل

13

منتقم

5

قومي متطرف

60

المجموع

يظهر من تحليل المعلومات انه لكل واحد من أربعة النماذج العليا التي ذُكرت أعلاه توجد عوامل ضرورية خاصة به. يشير التحليل أيضا إلى أنه يوجد تطابق بين الظروف المساعدة للنماذج العليا المختلفة للمخربين المنتحرين. الاختلاف هو في الوزن النسبي المختلف لكل واحد من أربعة الظروف المساعدة المركزية وهذه هي: 1- محيط اجتماعي مؤيد. 2- إعلام مشجع يبث المعلومات بين ظهراني السكان المؤيدين. 3- زعامة روحانية تحث. 4- دعم مالي واجتماعي لعائلة الشهيد.

زيادة على ذلك، وُجد انه في كل حالة لعملية انتحارية توجد ثلاثة ظروف مشتركة لكل النماذج العليا وهي:

1- شخص لديه على الأقل محرك واحد واستعداد لتنفيذ العملية؛ 2- جهاز لديه بنية تحتية تقنية تُمكن من تخطيط وتنفيذ عملية الانتحار؛ 3- قرار الجهة المسيطرة في الجهاز على تنفيذ العملية. لم نجد ولو مثالا واحدا على أن تنفيذ عملية الانتحار تم على يدي شخص واحد، بغير صلة بمنظمة ما.

الجدول (2) الذي يُعرض في نهاية هذا الفصل، يلخص المعطيات الأساسية: النماذج العليا للمخربين المنتحرين، والظروف الضرورية، والجهات المساعدة، والتخمين في شأن الصفات السائدة لكل واحد من النماذج الأربعة العليا.

النماذج الأربعة العليا لمخربين منتحرين:

- النموذج الأعلى المتدين المتطرف

هذا النموذج الأعلى يعرض المخربين المنتحرين الذين الدافع الأبرز لعملهم هو المحرك الديني. بين التعليلات المذكورة: عملية تضحية ذاتية، وجهاد، وصعود إلى الجنة مع كل "التشريفات" التي تنتظر الشهيد وفيها تأمين مكان في الجنة لأبناء العائلة. المنتسبون لهذا النموذج الأعلى يتميزون على نحو عام بصبغة دينية، أنهم ينتسبون على نحو عام إلى المنظمات الإسلامية (حماس والجهاد الإسلامي)، أنهم شبان وأكثرهم عزب، إلى اندلاع الانتفاضة الحالية كانوا قد مروا على نحو عام بإعداد ديني وتدريبات على العمل. ولكن منذ بداية الانتفاضة الحالية لم يعد الأمر كذلك بالضرورة. هذا النموذج الأعلى يلائم بدرجة كبيرة التعليلات بروح التوجه الديني التي توجد في الأدبيات. يجب الأخذ بالحسبان ان التمثيل الكبير نسبيا للمخربين من هذا النموذج الأعلى في العينة ينبع، من بين سائر الأسباب، من ان المنظمات الإسلامية اعتادت على نشر وصايا ومقابلات قبل العملية تمت مع المنتسبين إليها.

الظروف الضرورية للنموذج الأعلى الديني هي ما يأتي:

أ- تفسير ديني يشجع ويحث على العمليات الانتحارية.

ب - زعامة دينية كاريزماتية ذات تأثير كبير على المرشح لتنفيذ العملية.

الجهات المساعدة، بحسب ترتيب أهميتها، هي:

أ - جو عام مشجع في المجموعة الدينية، والذي يرفع من درجة الشهداء، وفي ضمن ذلك النشر، وإعطاء الكرامة الكبيرة والتخليد. ب - مجموعة انتساب تتميز بمسارات مكثفة من التفكير العام. ج - دعم المجموعة لعائلة الضحية.

التخمين الذي يتصل بمزايا الشخصية الغالبة في هذه المجموعة: مؤمن، مصمم، متمسك بالهدف، معتقد ان الحديث عن قدَر من الله، متأثر جدا بأشخاص يؤمن بهم.

النموذج الأعلى الديني يلائم تفسيرات التوجه الديني كما بُينت في استعراض أدبيات البحث. في الشهادات التي اعتمدنا عليها تعزيز بأن فكرة الشهيد هي ذات القوة الكبرى بين المحركات الدينية، وان أفكار الجهاد والثواب الذي ينتظر الشهيد (الجنة، والحور العين وما أشبه) لها أهمية ثانوية. لم نجد في العينة الحالية تأييد للتفسير الذي يقول بصراع لا هوادة فيه بين الإسلام واليهودية. ومع ذلك وجدنا شهادات انه في الديناميكية التي تميز النموذج الديني الأعلى، توجد في حالات كثيرة مسارات جماعية مكثفة. الشهادات التي لدينا لا تكفي من أجل ان نقرر بأية درجة الحديث عن فقد الهوية الشخصية لصالح الهوية الجماعية، ولكنها تشير الى مسارات مكثفة تميز مجموعات صغيرة مغلقة على شكل طوائف. نؤكد انه في أدبيات البحث لا تُذكر صلة بين المحركات الدينية وبين المسارات الجماعية، كما يظهر من البحث الحالي.

إليكم مثالا مميزا للنموذج الأعلى المتدين المتطرف: (س) في السابعة والعشرين من العمر هو واحد من عشرة أبناء من عائلة من الطبقة المتوسطة، اضطرت في عام 1948 إلى ترك المجدل (عسقلان) إلى مخيم لاجئين في غزة. انضم إلى حماس في بداية سنوات عقده الأول وأصبح ناشط شارع. في عام 1989 مكث لفترتين في سجن في إسرائيل عن نشاطه في الانتفاضة الأولى، وبين التهم الموجهة إليه مهاجمة جندي إسرائيلي. حُكم على أحد اخوته بالسجن المؤبد في إسرائيل. يحكي انه قرر التطوع في صفوف الشهداء: "في ربيع 1993 بدأت أُلح على قادة المنظمة لتمكيني من تنفيذ عملية. (...) في النهاية سُمح لي بترك غزة لتنفيذ عملية في إسرائيل". في الجواب عن السؤال كيف أحس عندما اختير لعملية مقدسة أجاب: "سور مرتفع لا يُخترق يفصل بينك وبين الجنة أو جهنم. الله وعد كل عباده بواحدة منهما. وهكذا، بالضغط على الزر، تستطيع في الحال ان تفتح أبواب الجنة، هذا هو الطريق الأقصر إلى السماء". في وصفه الإعداد للعملية الانتحارية قال: "كنا في وضع دائم من العبادة، قلنا أحدنا للآخر انه لو عرف الإسرائيليون إلى أي حد نحن سعداء لكانوا يطلقون النار علينا. كانت هذه هي الأيام الأسعد في حياتي. قوة الروح تجذبنا نحو الأعلى، في حين ان قوة المادة تجذبنا نحو الأسفل. ان من يوشك على ان يصبح شهيدا في منعة من جذب المادة. لقد عُمنا، وسبحنا، في شعور أننا نوشك على الدخول في الخلود. لم يكن لدينا أي ارتياب. أقسمنا بالقرآن، وبوجود الله، وعداً ان لا نتردد. وعد الجهاد هذا يُسمى (بيت الرضوان)، بعد الجنة التي أُعدت للنبي والشهداء. أعلم ان هناك طرقا أخرى للجهاد. ولكن هذا حلوٌ، الأحلى. كل أعمال الشهداء، إذا فُعلت من أجل الله، فألمها أقل من لدغة البعوضة". في شريط الفيديو الذي أعده (س) يقول: "غدا سنكون شهداء. المؤمنون فقط يفهمون ماذا يعني هذا".

النموذج الأعلى المُستغل

هذا النموذج الأعلى يشتمل على أشخاص استغلهم قادة المنظمات الإرهابية وجُندوا لتنفيذ عملية انتحارية. يمكن ان يعتمد الاستغلال على السن الصغيرة للمرشح أو على وضع المرشح الذي لا يستطيع ان يرفض الاقتراح. في داخل هذه الجماعة يمكن ان نتعرف عددا من المجموعات الفرعية:

أ - مشكلات شخصية - أشخاص يتميزون بمشكلات شخصية (مثلا امرأة تركها زوجها لامرأة أخرى لأنها لا تستطيع الولادة)، التي تتسبب للشخص (الذي يصبح مخربا منتحرا) بمشاعر إنعدام القيمة الذاتية ومشاعر اليأس من الحياة (يبدو انه في حالات معينة يكون الأمر مصحوبا بكآبة). تطوعهم لعملية انتحارية (وليس واضحا هل المبادرة هي للفرد أو للمنظمة المُجندة، أو لكليهما معا) يمكنهم من "حل" مشكلاتهم.

إليكم مثالين لنموذج أعلى مُستغل على خلفية مشكلات شخصية. الحديث عن رسائل أُرسلت إلى عرفات، وُجدت في المقاطعة واستحوذ عليها الجيش الإسرائيلي في عملية "السور الواقي". أرسل عشرة فلسطينيين على الأقل رسائل وفيها وجهوا إتهامات إلى رؤساء حماس ورؤساء منظمة شهداء الأقصى التابعة لفتح، لأنهم ضيقوا على شبان فلسطينيين في قرى الضفة الغربية وحاولوا إرغامهم على ان يصبحوا مخربين منتحرين بزعم انه "لا يوجد لك ما تخسره أصلا". في إحدى الرسائل يشكو موظف رفيع من تضييق مُجندِي حماس على ابنه اللوطي. فقد هددوه بقولهم "إذا لم تتجند، فسننشر في كل أرجاء الضفة بأنك مصاب بالإيدز". في رسالة أخرى يشكو مواطن فلسطيني من ان المُجنِدين استغلوا كون ابنه مدمنا للمخدرات، فجاءوا إلى بيت العائلة واقترحوا "صيد عصفورين بحجر واحد": "سنجعل من إبنكم شهيدا، وستحصلون على تعويض مالي بعد ان ينفذ العملية الانتحارية وتتخلصوا من العار".

ب - تكفير عن الذنوب - الخونة الذين "تعفنوا" بحسب المميزات الثقافية (مثلا الاتهام بالتعاون مع إسرائيل، و الزنا، واللواط، واستعمال المخدرات، ومخالفة القانون بشدة، وتدنيس شرف العائلة). تقترح المنظمات على هؤلاء "اقتراحا لا يمكن رفضه": تنفيذ هجمة انتحارية والفوز بتكفير وغفران، والفوز بالشرف، ومساعدة عائلتهم ومنع النشرات المحرجة التي تسبب العار لأبناء عائلاتهم. المنتسبون إلى هذه المجموعة الفرعية هم الذين لا يستطيعون رفض الاقتراح الذي وُجه إليهم لأنهم إما يُعرضون حياتهم أو سلامة أبناء عائلاتهم للخطر.

إليكم حالتين لنماذج عليا مُستغلة بالغة (متعاون مع إسرائيل): بحسب معلومات وصلت إلى إسرائيل، اضطر شاب فلسطيني، هو علي أبو عمر، في العشرين من العمر، اتهم أبناء عائلته بالتعاون وقتلوا، واضطر على يدي أفراد من كتائب شهداء الأقصى إلى الموافقة على الخروج لعملية انتحارية في إسرائيل. اختطف هذا الشاب وأخته رجال فتح بعد ان اتهما بالتعاون مع إسرائيل. عُذب علي أبو عمر واعترف انه هو أيضا تعاون مع إسرائيل وساعد في القضاء على مطلوبين.

عين له رجال فتح إمكانين:

1- اغتيال عمه، علي ياسين، الذي يمكث في إسرائيل.

2- تنفيذ عملية انتحارية.

أوضح له على انه على أية حال سيُقتل مثل متعاونين آخرين، ولكن إذا ما اختار طريق الانتحار فانه سينقذ شرف عائلته. عُلم ان أبا عمر رفض اغتيال عمه ولهذا فان رجال شهداء الأقصى مقتنعون بأنه سيخرج لعملية انتحارية. تجنيد المخربين المنتحرين من بين المتعاونين الذين ضُبطوا هو عمل مقبول بين المنظمات الإرهابية الفلسطينية وتلك هي حال فلسطيني أيضا من سكان طولكرم حاول تشغيل شحنة في أثناء لقاء في سيارته مع مُشغله من "الشباك".

ج - الأحداث (الأولاد الصغار) - بحسب تعريفنا، كل ولد/ غلام ما يزال لم يستكمل الثامنة عشرة ينتسب إلى هذا النموذج الأعلى المُستغل. من الأمثلة صادفنا حالات تجنيد فتيان في الخامسة عشرة أو أقل حتى. إليكم مثالا لحدث مصنف في النموذج الأعلى المُستغل: لموسى زيادة ابن الخامسة عشرة كان كل ما أراد في البيت الذي نشأ فيه، عندما قرر التحزم بحزام ناسف وتنفيذ عملية انتحارية. محركا بأفكار إسلامية أقنعه المتطرفون الإسلاميون الذين جندوه بتعليل ان التحول إلى قنبلة حية هو الشيء الأجل الذي يستطيع فعله. قال موسى "لم يكن من الصعب الإقتناع، كانت لدي أفكار عن ذلك قبل ذلك بزمن بعيد". حُسب موسى على الطلاب الجيدين في مدرسته وهو كابتن منتخب كرة القدم. مصالح أبيه ناجحة، وكما قيل فهو لا يعاني من نقص مادي. ابتدأ يأتي إلى المسجد للصلوات بانتظام، عندما كان في السابعة، في البدء مع أبناء العائلة وبعد ذلك مع الأصدقاء. الصلة معه نشأت في المسجد وجُند لخلية من حماس. "قالوا لي ان الأفضل هو الذهاب إلى الجنة (...) وان حياة أفضل تنتظرني هناك. أردت مستقبلا أفضل في السماء"، يقول موسى، الذي يشعر الآن ان أصدقاءه من المسجد استغلوا التزامه الإسلام أكثر من سنه الشابة.

الشرط الضروري للنموذج الأعلى هذا:

أ - أولئك الذين لا يستطيعون الرفض، أو لا يستطيعون الثبات لضغوط المنظمات "للتطوع" لعمليات انتحارية، مثل الأولاد والفتيان.

ب - بالغون في ضيق (مشكلات شخصية، متعاونون، لوطيون، ومجرمو أخلاق).

العوامل المساعدة:

أ - جو عام مشجع يُجل الشهداء.

ب - وعد بأن كل ذنوبه "ستبيض كالثلج" وانه سيكفر عن ماضيه تكفيرا تاما.

التخمين في شأن مميزات الشخصية الغالبة في هذه المجموعة: مرتبط، خائف، يستصعب الثبات للضغوط، يبحث عن الشهرة.

النموذج الأعلى المُستغل يُذكر في الأدبيات ولكن في سياق التأثيرات واستغلال الإخلاص للجماعة، مثلا، لتجنيد المتطوعين، أو استغلال مشكلات في الهوية الشخصية من أجل التجنيد، ولكن لا في سياق استغلال الأولاد واستغلال البالغين الذين لا يستطيعون ببساطة رفض الاقتراح. جزء من التفسيرات التي تظهر في أدبيات البحث في مجال التوجه النفسي تلائم هذه المجموعة الفرعية. لم نجد تطرقا في الأدبيات إلى استغلال الأحداث والى استغلال الأشخاص الذين لا يستطيعون رفض التجنيد لعمليات انتحارية لأسباب مختلفة (التعاون، والمخدرات، و الزنا، واللوطية وما أشبه). كذلك لم نجد إشارة صريحة إلى استغلال مشكلات شخصية من أجل تجنيد لعمليات انتحارية.

الاستغلال في سياق تجنيد لإرهاب المنتحرين يُذكر أساسا في تفسيرات تُشغل بمسارات جماعية (التوجه النفسي) وبحسبها فان المسار الاجتماعي الذي ينشأ في المجموعة الصغيرة ينشأ على نحو قصدي يستغله قادة الإرهاب.

النموذج الأعلى المنتقم

هذا النموذج الأعلى يمثل مخربين منتحرين المحرك البارز لعملهم هو نفسي في أساسه: إرادة الانتقام. يستطيع الانتقام ان يكون في المستوى الشخصي (لإبن عائلة/ أو صديق قُتل/ أو انتقام عام من إسرائيل على أعمالها نحو الفلسطينيين). توجد حالات يكون مصدر إرادة الانتقام فيها هو صدمة شخصية مرت على الفرد (بعقب مس شخصي أو نتيجة مس بشخص قريب)، وفي حالات أخرى مصدر إرادة الانتقام هو المس بأشخاص لم يعرفهم الفرد (موت طفلة معينة) أو إرادة عامة لمعاقبة المحتل الإسرائيلي على الاحتلال وعلى إهانات الفلسطينيين.

الشروط الضرورية لهذا النموذج الأعلى هي إرادة الانتقام على خلفية واحدة أو أكثر من هذه الأحداث:

أ - موت أو إصابة شديدة لأحد أبناء العائلة أو لشخص قريب آخر.

ب - صدمة تتعلق بالمحتل الإسرائيلي (إهانة شخصية أو مشهد إهانة لأحد أفراد العائلة).

ج - حدث صعب (إما مادي وإما نفساني) مرّ على الفرد في أثناء السنوات يتعلق بالنزاع الإسرائيلي - الفلسطيني.

العوامل المساعدة: أ - جو عام مشجع مُجل للشهداء، وفي ضمن ذلك عمليات نشر أسماء على الملأ، وإكرام كبير وتخليد.

ب - دعم مالي لعائلة الضحية.

التخمين الذي يتصل بمميزات الشخصية الغالبة في هذه المجموعة: يائس، طالب للانتقام، لا يجد قيمة كبيرة لحياته.

النموذج الأعلى المنتقم يلائم التفسيرات النفسية التي تُعرض في أدبيات البحث في التطرق لمس نفسي بعقب صدمة ويأس. في عينتنا لم توجد شهادات على عمليات انتحارية يحركها في الأساس الكرامة، أو إرهاب منتحرين كانحراف، أو بحث عن الانفعالات. على خلاف التفسيرات المقترحة في أدبيات البحث، يظهر من بحثنا ان إرادة الإنتقام لا يجب ان تكون في مستوى الإنتقام الشخصي، بل ربما تكون إرادة للانتقام العام من إسرائيل أو إرادة للانتقام لطفلة قتلها الإسرائيليون برغم انه لا توجد للمنتقم أية صلة شخصية بعائلتها. ومع ذلك، لدينا انطباع بأن محرك الانتقام الشخصي هو الأبرز عند النموذج الأعلى المنتقم في مقابل محرك الانتقام العام من إسرائيل الذي ليس على خلفية شخصية.

مثال على النموذج الأعلى المنتقم: احمد (؟) هي فتاة محبوسة في إسرائيل. إليكم قطعة قصيرة من المقابلة معها. "س: بيني لي لماذا قررت الخروج إلى عملية في إسرائيل. أكان ذلك لدوافع دينية؟ أحمد: لا. كان ذلك شيئا شخصيا. كنت في ضيق. كنت كئيبة. س: لماذا أردت الانتحار؟ احمد: قتلتم صديقي. س: أكان صديقك القريب؟ احمد: نعم. كنا أصدقاء لسنة ونصف.

س: هل عشتما معا؟ احمد: لا، ماذا جرى لك، لا شيء كهذا عندنا. ولكن كنا صديقين. وقُتل.

س: إذا ماذا أردتِ ان يحدث؟ هل أردت ان تقتلي يهودا أبرياء من اجل الانتقام لموته؟ احمد: لا أعلم ما الذي أردت. كان عندي ألم كبير وغضب. (...) جاء أناس أرفع قدرا. كنت في صدمة. لم أتصور ان ذلك يمكن ان يحدث بسرعة إلى هذا الحد. ولكنهم لم يدعوا لي ان أفكر أكثر. ضغطوا علي. أقنعوني. قالوا لي - ستحظين بمكانة خاصة في أوساط النسوة المنتحرات. ستكونين بطلة حقيقية. هذا لذكرى جاد. ستتوحدين معه في السماء. ستكونين معه في الجنة. ألحوا علي، شجعوني. فعلت كل ما قالوا لي. (...) تركت رسالة وداع فقط في اليوم الذي خرجت فيه. س: ألم يؤلمك قلبك من أجلهم؟ احمد: فكرت فقط في صديقي".

النموذج الأعلى القومي المتطرف

المنتسبون لهذه المجموعة، الذين محركهم البارز هو المحرك القومي، يُفسرون عملهم قبل كل شيء بأسباب مثل التحرير القومي، وفشل مسيرة السلام، والاحتلال الإسرائيلي، والكفاح لإقامة دولة فلسطينية وتسريح الأسرى. الذين يُعدون على هذا النموذج الأعلى ينتسبون بعامة إلى منظمات علمانية في أساسها (مثل فتح). المخرب المنتحر من هذا النموذج هو "مثالي" يعمل لدوافع سياسية لا شخصية. النموذج الأعلى هذا يلائم جدا التفسيرات السياسية المعروضة في الأدبيات، ولكن تمثيله في المادة التي كانت في حوزتنا كان ضئيلا نسبيا للنماذج العليا الأخرى، ولهذا فان النموذج الأعلى هذا هو بمثابة اقتراح مؤقت وهناك حاجة لبحث آخر من أجل ترسيخه.

الظروف الضرورية للنموذج الأعلى القومي المتطرف هي: أ - وعي سياسي متطور مصحوب بشعور بالحاجة إلى كفاح بلا هوادة لتحرير فلسطين. ب - معرفة واضحة بأن الكفاح المسلح والعمليات الانتحارية هي "سلاح منتصر" وضروري لإحراز الأهداف السياسية.

العوامل المساعدة:

أ - مشاركة المنظمة التي ينتسب إليها الشخص بعمليات انتحارية.

ب - جو عام مشجع يُجل التضحية.

ج - إعلام يعد بأن العملية ستحظى بدوي في الشارع الفلسطيني وفي العالم، وتؤمن ان لا تنزل المشكلة الفلسطينية عن جدول الأعمال اليومي العالمي.

تخمين يتصل بمميزات شخصية غالبة في هذه المجموعة: مصمم، واثق بطريقه، مستعد للتضحية بنفسه من أجل المجموع (مثالي).

النموذج الأعلى القومي المتطرف يلائم بمميزاته قسما من التفسيرات الاجتماعية (مثل الكفاح للتحرير القومي)، ولكن في عينتنا يوجد تمثيل منخفض لهذا النموذج الأعلى ويجب الحذر في هذا الطور في مقارنة معطياتنا عن المحركات القومية المذكورة في الأدبيات.

مثال نموذجي للنموذج الأعلى القومي المتطرف: في سجن النساء "نفيه" إذا شئت يسمونها بيكاتشو، على اسم إحدى الشخصيات في مسلسل الأولاد "بوكيمون"، لأنها ضئيلة وهزيلة. ثورية حموري، في السادسة والعشرين من العمر، عزباء من قضاء جنين ، حلمت ان تكون شهيدة، ان تفجر نفسها في القدس مع حزام ناسف وتقتل عشرات الأشخاص. اعتقلت، واتهمت بالتدبير للتسبب بموت عن عمد وفي حمل قنبلة وحُكم عليها بالسجن لست سنوات.

"لأسفي الشديد كان هناك عائق، ولم أنجح في تنفيذ العملية"، تقول. "أنا آسفة أنني لم أمُت، بالتأكيد. فشلت، كما أنكم سعداء لأنهم اعتقلوني، هذا بالنسبة لي فشل. لم أحلم بأن أكون في السجن، أردت ان أكون شهيدة. أن أُضحي بنفسي من أجل فلسطين، من أجل ارضي، وان أقتل يهودا كثيرين. أنتم تستعملون ضدنا الأباتشي، والـ اف15، وحاملات الجنود المدرعة، والدبابات، وكل الآلات التي في حوزتكم. عندنا الأداة الوحيدة الموجودة هي أشخاص مثلي، يأخذون حزاما ناسفا وينتحرون". "منذ ان فتحت عيني كطفلة" تقول حموري، "كل ما رأيت هو الحروب فقط، والقتلى، والكراهية، والدم. إن من نشأ في مثل هذا لا يستطيع ان يريد السلام. بل العكس. أردت ان أساعد شعبي. أن أُضحي بنفسي، أن أقتل يهودا وأن أموت".

عيناها تومضان وتبتسم ابتسامة ساخرة، راضية. مرة تلو الأخرى، في كل السياق تذكر الاحتلال والظلم الذي وقع على الشعب الفلسطيني. عندما خرج الترجمان للحظة من الغرفة، أخرجت حموري من جيب سروالها الجينز الذي تحت الجلباب التقليدي صورة لحسن نصر الله من صحيفة قديمة، إلى جانبها، وبخط يدوي، كُتبت آية من القرآن: {واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا}. هكذا تريد ان تتصور، مع صورة حسن نصر الله ويدها مكورة بقبضة. "أنا أحب حسن نصر الله جدا"، تقول. "هناك شخصان أقدرهما: حسن نصر الله والفدائي الذي قام بعملية في مطعم "سبارو"، عز الدين المصري. أنا أمشي دائما مع صورة نصر الله. أردت أن أقوم بالعملية هدية من أجله. لا يوجد مثل حسن نصر الله في العالم كله".

... ما الذي جعلك تريدين الانتحار؟

"منذ بداية الانتفاضة تتبعت دائما ما يحدث. رأيت في التلفاز دائما القتل والدم فقط، و أولادا فلسطينيين يموتون. لا يوجد لدينا مصدر عيش، يأخذون أرضنا. كنت أرى وأبكي. شعرت بأنني يجب ان أفعل شيئا. قلت لنفسي انه كما أنكم تدفعون الضرائب لدولتكم، فان ضريبتي ستكون جسمي. سأهب جسمي من أجل فلسطين".

.. ماذا كانت النقطة التي جعلتك تقررين نهائيا الانتحار؟

"ما كان في السور الواقي. ذهبت ورأيت ما فعله الجيش الإسرائيلي. رأيت أناسا أمواتا، ودمارا. بعد ذلك رأيت في التلفاز صورة لطفلة من غزة أصيبت بقصف وسمعت أنكم صفيتم قائد كتائب شهداء الأقصى. هذا منحني قوة أخيرة. قلت: هذا هو، خلص، أنا ذاهبة لأنتحر. أنتِ يهودية. إفتحي التلفاز، وانظري إلى أطفال يهود يموتون في عملية. ماذا تفعلين، ألا تغضبين؟".

أنا لن أذهب للانتحار.

"لأن لكم جيشا، ولا يوجد لنا".

... هل عشت بسلام مع علم أنك عندما تفجرين نفسك فربما سيموت أطفال؟

"أجل. الأساس ان يكون أكبر عدد من المصابين. أنتم أيضا، عندما تقصفون بالطائرات، فإنكم لا تفكرون ماذا يوجد في الأسفل. أردت ان أنتقم لكل قطرة دم لطفل فلسطيني سُفكت، ولكل قطرة دم لأناس أبرياء. أنتم تسمونني إرهابية، ومخربة منتحرة. أنا في المحصلة انسانة قررت ان تدافع عن وطنها. منذ اللحظة التي وجدت فيها الأشخاص الذين سيساعدونني كنت مبسوطة، شعرت شعورا حسنا بأنني اتخذت في النهاية قرارا بأنني موشكة على فعل شيء ما حسن من أجل الوطن. لم يكن ذلك شيئا فعلته على نحو تلقائي، بل جاء بعد تفكير طويل. كنت فخورة بنفسي لان هذا أمر يحتاج إلى الكثير من قوة الإرادة. ليس من السهل اتخاذ قرار كهذا، ولكن إيماني بالله والحب لفلسطين وللقدس ساعداني. كنت على ثقة من أنني سأنجح".

ثقافة المنتحرين

البحث الحالي يهتم بدوافع الأفراد، ولكن من الواضح ان هؤلاء لا يعملون في فضاء بل هم متأثرون من البيئة التي يعيشون فيها. يمكن ان نسمي مجموع النشاطات الاجتماعية المؤيدة للمنتحرين "ثقافة المنتحرين". التعبيرات عن هذه الثقافة، والتي تُعرّف أكثرها أيضا كـعوامل مساعدة، في الجدول (2)، متنوعة وإليكم البارزة فيها:

أ - دعم اجتماعي - يمكن ان نتعرف نشاطات دعم اجتماعي منظمة ومتخذة من قبل منظمات الإرهاب، وكذلك نشاطات دعم تلقائي من الشارع (وإن لم يكن من الممكن دائما التمييز بين النشاطين). هذا الدعم يعبر عن نفسه بنشاطات عدة: مسيرات شعبية؛ جنازات حاشدة؛ ملصقات في الشوارع وعليها صور الشهيد؛ إعلانات عن موت المخرب المنتحر في إطار إعلان عن عرس؛ خيمة عزاء يحج إليها الجموع؛ إضراب مدينة ليوم واحد تعبيرا عن التماثل مع المخرب المنتحر؛ ومسيرات فرح بعد العملية الانتحارية؛ إلباس الأولاد الصغار ملابس مخرب منتحر - وهذه قائمة جزئية. الدعم الاجتماعي هذا يعبر عن تعاطف كبير مع منفذي العمليات الانتحارية ومع عائلاتهم، وفي الآن نفسه يمثل تشجيعا واضحا لانضمام أناس آخرين إلى دائرة المخربين المنتحرين.

ب - تربية لإرهاب المنتحرين - ثقافة المنتحرين تعبر عن نفسها أيضا بتربية شكلية وبتربية غير شكلية لأولاد وشبان لتأييد إرهاب المنتحرين والتطوع حينما يحين الحين لعمليات انتحارية. الرسائل التربوية تُجّل العمليات الانتحارية. التربية الشكلية تشتمل على كتب دراسية، ونشرات التلفاز الفلسطيني الرسمية، ومراسم في المدارس، وكتابة موضوعات إنشاء وقصائد للمخربين المنتحرين - والشيء المشترك لكل ذلك هو عرض عملية الانتحار كتضحية الفرد من أجل الله ومن أجل الشعب الفلسطيني. التربية غير الشكلية تعبر عن نفسها بنقل رسائل للجيل الشاب خارج المدارس (مثل الآباء الذين يشجعون أبناءهم على الانضمام حينما يحين الحين للمخربين المنتحرين). لهذه التربية وزن كبير كما يبدو لكون إرهاب المنتحرين هو مثال يُحتذى في نظر أولاد كثيرين، وفيهم أبلغ منهم سنّاً. هذه التربية تنشئ جيلا شابا يرى العمليات الانتحارية الطريق الفضلى للكفاح، وبهذا تفرض ظلا ثقيلا على احتمال ان تتوقف هذه الأعمال في المستقبل.

ج - دعم مادي - الدعم المادي لعائلات المنتحرين وفي حالات معينة حتى بناء بيت بدل البيت الذي هدمه الجيش الإسرائيلي ردا على عملية نفذها إبن العائلة هو أحد صور التماثل والدعم للعمليات الانتحارية. هذا الدعم المالي هو جزء من إنشاء شعور التعاطف مع عائلات المخربين المنتحرين. في حالات كثيرة يصل المال من مصادر خارجية، مثل العراق زمن حكم صدام حسين، أو أموال يحولها حزب الله.

د - نشاطات تخليد وإجلال - نشاطات التخليد ترسخ الروح العامة الدافعة عند الفلسطينيين والنصيب المركزي للمخربين المنتحرين في "الكفاح البطولي" ضد إسرائيل. بين نشاطات التخليد     - إقامة نُصب تذكاري، وتسمية دورة رياضية باسم المخرب المنتحر، وحشد عام في مدرسة لتخليد الشهداء، وتوزيع الشريط المسجل الذي تركه المخرب المنتحر. هذه النشاطات تساعد على ان ترسخ في الوعي العام للمجتمع الفلسطيني إرهاب المنتحرين كعمل شرعي لتحرير وطني.

هـ - إعلام مؤيد - تأييد الإعلام للعمليات الانتحارية يقوي شرعيتها كأداة ناجعة في كفاح إسرائيل. ينتسب جزء من الإعلام الذي يؤيد هذه الإعمال بصراحة إلى المنظمات الإسلامية وجزء آخر ينتسب إلى السلطة الفلسطينية. يعبر التأييد عن نفسه بنشر أغنية مدح للمخرب المنتحر، وبأوصاف عملية الانتحار كعملية بطولة نبيلة، وبتسمية العملية الانتحارية عملية تضحية وتعبيرات مشابهة، وببث مراسم في التلفاز من مسجد يدعو فيها الخطيب بصراحة إلى تنفيذ عمليات انتحارية ويمتدح ويُثني على هذه العمليات، وبتصريح من رئيس السلطة الفلسطينية، ياسر عرفات، الذي يدعو العملية في الدولفيناريوم "عملية تضحية" في سبيل الله والوطن. الإعلام ينشر الأفكار والرسائل على جزء كبير من الشعب الفلسطيني وهو يصور "الروح المركزية التي تهب" من الزعامة (الدينية، والسياسية والاجتماعية) واتجاه العمل المطلوب والتوقعات من أبناء الشعب الفلسطيني.

و - دعم آباء المخربين المنتحرين - أقوال دعم آباء المخربين المنتحرين لصنيع الإبن أو البنت، وبتعبيرهم عن الفخر، والتماثل والاستعداد للتضحية بأبناء آخرين، تُنشر في الإعلام وتحظى بإبراز كبير (بعامة في الحال بعد العملية الانتحارية) في وسائل الإعلام المختلفة. تأثير أقوال الوالدين التي تأتي في الإعلام يقوم على حاله، حتى لو كان جزء منهم على نحو شخصي يعبرون عن الأسف وعن أنهم كانوا سيفعلون كل ما في وسعهم لمنع عملية الأبناء.

ز - تأييد الزعماء السياسيين - أقوال تأييد للمخربين المنتحرين، وتماثل معهم وإجلال عملهم كتضحية من أجل القضية الفلسطينية، والتي تُقال مباشرة أو غير مباشرة (مثلا بواسطة تأبين لمخرب، مخربة، منتحر، منتحرة).

ح - تأييد وتشجيع من الزعامة الدينية - يُعبر الزعماء الدينيون بصراحة عن تأييد لحق الكفاح والتضحية ويُسوغون استعمال إرهاب المنتحرين أداة شرعية في النضال الفلسطيني بواسطة تفسيرات دينية.

كقاعدة، هناك تماس كبير بين المركبات التي تُسهم في إنشاء ثقافة المنتحرين، والنتيجة هي خلق جو عام مشجع ومؤيد لإرهاب المنتحرين. هذا الجو يتجاوز المنظمات المختلفة ويتوجه إلى عامة السكان وهو العامل المساعد المركزي في ظاهرة إرهاب المنتحرين.

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

أعلى الصفحةالسابق

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ