غي
باخور:
أسرة
الأسد تتابع ما يعنيها
"يتوجب
استعمال ضغط دولي على نظام
الحكم في دمشق إلى حدَِّ عزله
وإبعاده"
يناقش
المقال التالي، المنشور بقلم
الكاتب الإسرائيلي غي باخور، في
صحيفة "يديعوت أحرونوت"
العبرية، في عددها الصادر في
العاشر من آذار (مارس) 2005؛ أبعاد
الموقف الإسرائيلي من سورية على
ضوء التفاعلات الأخيرة في لبنان.
ويشير
باخور إلى أنّ "الولايات
المتحدة لم تُبيِّن بعد ما الذي
تنوي فعله ضد نظام بشار الأسد
التحريضي عشية الانتخابات
الآخذة في الاقتراب للبرلمان
اللبناني، ولكن يبدو لنا أنه
إذا ما انسحب السوريون أيضاً من
لبنان؛ فإنهم سيستمرون في
استعمال أجهزتهم بتحكم عن بُعد.
فهكذا يتصرّفون وسيتصرفون
أيضاً إزاء الفلسطينيين"،
وفق تقديره.
ويكتب
باخور "يتوجب استعمال ضغط
دولي على نظام الحكم في دمشق،
إلى حدَِّ عزله وإبعاده. ولكن في
الأمد البعيد؛ لا إصلاح للخلل
سوى بإصلاح حقيقي، مفروض كما
يبدو، وفي جملة ذلك انتخابات
ديمقراطية تعيد الأكثرية
السنيّة إلى السلطة"، على حد
تعبيره.
ويخلص
الكاتب الإسرائيلي إلى القول
"لا توجد طريقة لوقف التدخل
الإرهابي لنظام البعث السوري
سوى في التسبّب بانهياره"،
حسب ما يرد في المقال.
أسرة
الأسد تتابع يما يعنيها
بقلم:
غي باخور
في المكائد السورية، وأفعال
الخداع والتضليل، وفي
الاغتيالات الإرهابية،
واستعمال عملاء ثانويين؛ لا
يوجد جديد كثير. فهكذا تصرفت
سورية في لبنان وفي محيطها طول
السنين. ولكن الآن تُكشف الأمور
للجميع، لتزيد من إرباك دمشق
ودهشة إسرائيليين كثر. ليس هذا
وحسب، بل إنّ منظر بشار الأسد
الذي يتمسك بلبنان بأظفاره وهو
يسعى إلى خداع الجميع،
والأمريكيين أساساً،
وانسحاباته الجزئية من هناك؛
يستدعي تفكيراً في سياق يخصّنا.
فقد آمن غير قليل من الإسرائيليين
بتصريحات أسرة الأسد، ابتداء من
سنوات التسعينيات، عن رغبتها في
السلام مع إسرائيل. وبارك بعضهم
أنّ حافظ الأسد، أبا بشار، أرسل
آنذاك مندوبين للتفاوض مع
إسرائيليين في واشنطن،
وتجاهلوا أنّ ذلك الإجراء كان
مجمّداً عقيماً. لقد كان لدينا
مُقدرون قوميون أيضاً، زعموا
أننا إن لم نصل إلى السلام مع
سورية في تلك السنوات، وقبل ذلك
بكثير أيضاً؛ فإنّ ذلك كان ذنب
إسرائيل ومسؤوليها الكبار. إلى
ذلك الحد وصلت أبعاد الكراهية
الذاتية الإسرائيلية.
وإزاء سلسلة الخدع السورية في
لبنان، وتلك التي ستصل بعد؛
تبدو كل قضية المفاوضات مع
إسرائيل في ضوء آخر. ويدرك
إسرائيليون كثر الآن أنّ ما
يصدر عن دمشق علناً ليس صحيحاً
بالضرورة، وكما في لبنان تهدف
كل خطوة سورية فقط للدفاع عن
مصالح سلطوية طائفية في المستوى
الأكثر أساسية. وهذا فضلاً عن
اعتبار أنّ الدولتين، إسرائيل
ولبنان، عديمتا الشرعية، في نظر
دمشق، في جوهر وجودهما. إذ يفترض
أن تكونا جزءاً من "سورية
الكبرى".
إنّ التشابه بالنسبة لكلتيهما، من
جهة السوريين؛ يجري أيضاً على
طريقة العمل؛ بإرسال جهات
إرهابية خاضعة لهم من أجل فرض
إملاءات. لقد كان الأمر كذلك
خلال الحرب الأهلية في لبنان،
وفي تشجيع حماس والجهاد
الإسلامي على تنفيذ عمليات ضد
إسرائيل. في كل الحالات؛ اشتد
السوريون في الحفاظ على أيدٍ
نقية، واستعمال عملاء ثانويين:
شيعة، وفلسطينيين، وعرب
إسرائيل أو دروز؛ كي لا يكون
بالإمكان اتهامهم. وهكذا، في
هذا المقام؛ تسعى سورية أيضاً
ضد العراق الجديد في أيامنا.
لم تُبيِّن الولايات المتحدة بعد
ما الذي تنوي فعله ضد نظام بشار
الأسد التحريضي عشية
الانتخابات الآخذة في الاقتراب
للبرلمان اللبناني، ولكن يبدو
لنا أنه إذا ما انسحب السوريون
أيضاً من لبنان؛ فإنهم سيستمرون
في استعمال أجهزتهم بتحكم عن
بُعد. فهكذا يتصرّفون وسيتصرفون
أيضاً إزاء الفلسطينيين.
لا ريب أنه في المستوى العيني؛
يتوجب استعمال ضغط دولي على
نظام الحكم في دمشق، إلى حدَِّ
عزله وإبعاده. ولكن في الأمد
البعيد؛ لا إصلاح للخلل سوى
بإصلاح حقيقي، مفروض كما يبدو،
وفي جملة ذلك انتخابات
ديمقراطية تعيد الأكثرية
السنيّة إلى السلطة. لا توجد
طريقة لوقف التدخل الإرهابي
لنظام البعث السوري سوى في
التسبّب بانهياره. لا يوجد سبب
أيضاً لعدم تطبيق المعايير
الديمقراطية التي طُبِّقت على
العراق البعثي على توأمه السوري.
عند ذلك فقط؛ سيكون من الممكن
الوصول إلى وقف حقيقي للتدخل
السوري في لبنان، وإبعاد
التأييد للمنظمات الإرهابية (فصائل
المقاومة) الفلسطينية، ونشوء
احتمال أولي لتسوية إسرائيلية -
سورية حقيقية. وحتى ذلك الحين،
هكذا يبدو؛ سنشهد ألعاب خدع
وتضليل فقط.
(المقال
بقلم غي باخور، ونشر في يومية
"يديعوت أحرونوت" العبرية
في العاشر من آذار/ مارس 2005)
القدس
المحتلة - خدمة قدس برس (11/03/05)
المقالات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|