كفتارو
لـ "الرأي العام":
برنامج
الأسد الإصلاحي يتضمن إلغاء
القانون 49 الخاص بالانتماء لـ
"الإخوان"
جانبلات
شكاي
توقع الشيخ صلاح احمد كفتارو ان
يدرج إلغاء القانون 49 الخاص
بحركة "الاخوان المسلمين"،
"ضمن منهجية البرنامج
الاصلاحي للرئيس بشار الاسد"،
معتبرا انه "آن الاوان لنفتح
صفحة جديدة مع المعارضة، التي
عليها ان يتسع صدرها لان تكون
تحت ظل الحكومة الوطنية",
واوضح مدير مجمع الشيخ احمد
كفتارو، انه لم يكلف بجهود
مصالحة بين النظام وحركة "الاخوان"
المحظورة لكن "بعض الافراد من
كوادر الحركة ممن اكد حبه
وولاءه لوطنه دخل الى سورية من
خلالي", وقال كفتارو الذي كان
يرد على اسئلة "الرأي العام"
بعد مأدبة افطار اقامها لنحو 1350 يتيما الاسبوع الماضي، إنه "لخطأ
فادح ومقتل للاسلام في ان ندرج
الدين في السياسية او نحزب
الدين او نلجأ الى تكفير الناس
من خلال نصوص لم يفهموها"،
مؤكدا في تعليقه على عمليات
القتل على شاشات التلفزيون التي
يقوم بها البعض في العراق ان "الاسلام
يتبرأ من الخطف ومن قتل
المدنيين".
وكان كفتارو دعا الاسبوع الماضي
الى مأدبة افطار كان المفترض ان
يحضرها رئيس الوزراء محمد ناجي
عطري اضافة الى خمسة وزراء
اخرين، في سابقة كانت ستكون
الاولى من نوعها، الا ان العطري
اعتذر في اللحظة الاخيرة وناب
عنه وزير الاوقاف زياد الدين
الايوبي.
وخلال رده على اسئلة "الرأي
العام" اعتبر كفتارو ان ما
يقوم به البعض باسم الاسلام
انما "يمثل ظاهرة غريبة
وخارجة عن سورية"، مؤكدا ان
"الوفود الغربية التي تزور
مجمع الشيخ احمد كفتارو دوما
تركز على ظاهرة التطرف الخارجي
من قبل الاسلاميين", واضاف:
"اليوم كان لدينا وفد من
المانيا، وقلنا لهم ان مجتمعنا
السوري نظيف من هذه الظاهرة،
عبر علمائه المتألقين، وبرجال
الدين المسيحي، ومن خلال ظاهرة
التعايش".
وقال: "نحن من يريد ان يحارب هذه
الظاهرة وليست الولايات
المتحدة، وهي اخطأت كل الخطأ
عندما سيرت الجيوش الجرارة
والصواريخ الفتاكة لحربها في
العراق بحجة امتلاك اسلحة دمار
شامل او وجود الارهابيـين، ونحن
نقول ان هذه حجج واهية، وآن
للادارة الاميركية ان تقوم بدور
نزيه وعادل في منطقة الشرق
الاوسط لا سيما وانها ترعى قضية
السلام".
واكد كفتارو الابن ان "المجتمع
السوري نظيف من كل بوادر الشقاق
والتعصب والمغالات والتطرف،
ونحن كاسلاميين نعمل عمل
الانبياء كما قال تعالى: يعلمهم
الكتاب والحكمة ويزكيهم, او كما
قال نبي الاسلام: انما بعثت
لاتمم مكارم الاخلاق, اما ان
ندرج الدين في السياسية او نحزب
الدين او نلجأ الى تكفير الناس
من خلال نصوص لم يفهمها هؤلاء
الناس فهذا خطأ فادح ومقتل
للاسلام هذا الدين العظيم الذي
جاء رحمة للعالمين".
واذا ما كان يدين ما يجري في
العراق من اعمال باسم الاسلام
مثل ذبح الاشخاص امام شاشات
التلفزة، اكد "ان الاسلام
يتبرأ من الخطف ومن قتل
المدنيين، وفي دوحة الاسلام
عندنا مقاومة مشروعة، والجهاد
هو المقاومة المشروعة، ويعني
الدفاع عن النفس والارض، ولذلك
كان الواجب على
بعض الاسلاميين الذين اساءوا
فهم الاسلام، ان يكونوا احرص
الناس على فهم هذا الاسلام
المتألق".
وردا على ما كان اعلنه الكاتب
والصحافي نبيل فياض تجاه عدم
قدرة الدولة على مس شعرة من رأس
الداعية القبيسي التي انتشر
اتباعها في سورية بل وبدأوا
ينتشرون في الخارج، قال كفتارو:
"عندنا مرشدات وداعيات الى
الدين، ومنهم منيرة القبيسي،
وهي داعية ومربية فاضلة تربت في
منزل الشيخ احمد كفتارو رحمه
الله، وهي ابنـته الروحية، ولا
تتكلم بالسياسة وتدعو الى الله
وتربي جيلا من البناة على الخلق
الفاضل، وعلى تعزيز الوحدة
الوطنية وحب الوطن، وبالتالي
لماذا ندخل منيرة القبيسي وبنات
منيرة القبيسي في معترك سياسي
او في توجه ليبرالي ليست لها
علاقة به نهائيا"؟
وكان فياض ادلى بتصريحاته لقناة
"الحرة" الاسبوع الماضي
بعد الافراج عنه في الثالث من
الشهر الجاري اثر اعتقال استمر
لـ 33 يوما على خلفية مشاركته في
تأسيس منتدى "الحوار
الليبرالي في سورية".
وردا على سؤال اذا ما كانت توجد
مشكلة بين القبيسي والدولة،
تساءل كفتارو: "هل اساءت
منيرة القبيسي حتى تعاقبها
الدولة والاجهزة؟ ان منيرة
القبيسي كما قلت، تعمل تحت
المجهر ومن فوق الطاولة وبعلم
الدولة والاجهزة الامنية، اما
عندما يساء للوطن والى تعزيز
وحدتنا الوطنية من خلال اناس
نعتبرهم اقزاما واشباه رجال،
فكان الواجب على حكومتنا وعلى
اجهزتها الامنية ان تأخذ ذلك
بعين الاعتبار وان توقف هؤلاء
عند حدهم".
وهل حقا لا تستطيع الدولة مس شعرة
من رأس القبيسي لنفوذها، رد: "نحن
عندنا جهة واحدة هي الحاكمة،
وهو النظام السوري والحكومة،
اما منيرة القبيسي فلا تملك
سلاحا ولا تملك نفوذا، وانما
عندها من البنات الصالحات
اللواتي تربين في مدرستها",
واضاف: "ان يشن (فياض) غاراته
وقذائفه ويسلط الانظار عليها
انها تعمل من تحت الطاولة او
تمهد لعمل متطرف ديني في سورية
فهذا ابعد الناس عن الحقيقة
وهذا مزور لما يجري على الارض من
دعوة الى الله في سورية".
وان كان لدى منيرة القبيسي أي
تنظيم ولدى مجمع الشيخ كفتارو
علاقات معه، قال كفتارو: "لا
يوجد بين ظهرانيي منيرة القبيسي
شيء اسمه تنظيم".
وان كان ما زال لدى الحكومة حساسية
من الشارع الاسلامي، ام هي
حساسية ضد بعض التيارات
الاسلامية فيه، اكد "ان
الحساسية تظهر عندما يلتجىء
الاسلاميون الى العمل السياسي
او الحزبي المنظم، وهذا الامر
انتهى وتلاشى منذ اكثر من
عقدين، اما كل الموجودين الان
والذين يعملون في حقل الدعوة
الاسلامية فهم يعملون من خلال
دعوة نبي الاسلام: انما بعثت
لأتمم مكارم الاخلاق, ونحن
علينا مهمة والدولة عليها مهمة،
وبالتالي فإن العلماء ورجال
الدين يكملون مهمة الدولة،
ونتعامل ونتعاون من خلال تعزيز
الوحدة الوطنية وبناء المجتمع
الصالح".
وان كانت هذه المرحلة انتهت، وعن
الجهود التي بذلها شخصيا
لتجاوزها، قال: "من واجبي ان
اسعى الى دخول أي مواطن سوري الى
سورية ان كان مظلوما او ان كان
اساء في مرحلة ماضية واراد ان
يفتح صفحة جديدة"، مؤكدا ان
الجهود تركز على المواطنين وليس
على التيار أو الحركة عموما،
وتم وفقها عودة البعض من رموز
الحركة الى سورية.
وعلمت "الرأي العام" أن
السلطات المختصة وافقت لدخول
رئيس الهيئة الاسلامية العليا
في النمسا الشيخ انس الشقفة،
تلبية لدعوة وجهت اليه من مجمع
الشيخ احمد كفتارو.
وكان الشقفة غادر البلاد قبل اكثر
من 25 سنة على خلفية انتمائه
لحركة "الاخوان"، وهو
يتمتع اليوم بنفوذ كبير في
النمسا، حيث تعتبر المؤسسة التي
يقوم عليها، الوحيدة المعترف
بها رسميا على انها تمثل
الجاليات الاسلامية في الاتحاد
الاوروبي، ومن المتوقع ان يجري
سفير النمسا حفل استقبال للشيخ
الشقفة حين زيارته لسورية والتي
لم تحدد موعدها بعد.
وان كان قام بجهود وساطة بين
النظام و"الاخوان"، قال
كفتارو: "لم اكلف بهذا الامر
ولم اعمل به، لكن دخل من خلالي
بعض ممن كان ممنوعا من الدخول
الى سورية، وذلك عبر تأكيدهم
لحبهم وولائهم لوطنهم".
وهل هو مع إلغاء القانون 49 الذي
يقضي بحكم الاعدام الى كل من
ينتمي لـ "الاخوان"، قال
"ان الرئيس بشار الاسد لديه
برنامج اصلاح واظن ان هذا
القانون سيدرج ضمن منهجية
الاصلاح والتجديد التي يعززها
الرئيس الاسد ولكني لا استطيع
ان اتكلم باسم الحكومة".
وعن موقف مجمع الشيخ كفتارو من
القانون، اعلن: "ارى انه آن
الاوان لنفتح صفحة جديدة مع
المعارضة، لكن من خلال منهجية
جديدة ومن خلال ان يتسع صدر هذه
المعارضة ان تكون تحت ظل
الحكومة الوطنية وان يعودوا الى
اوطانهم سالمين آمنين", واضاف:
"انا مع فتح صفحة جديدة وان
تنتهي هذه المشكلات كلها".
وعن المفتي المقبل بعد رحيل الشيخ
احمد كفتارو، قال ان "الموضوع
عند الحكومة ولا بد ان يصدر
مرسوم من رئيس الجمهورية او
قرار من رئيس الوزراء بتعيين
مفتي جديد، ونحن مع من ترتئيه
دولتنا ان يكون مؤهلا لهذا
المنصب", واضاف: "حسب قانون
الافتاء العام يجب ان يكون
المفتي الجديد في مكتبه بعد
رحيل السابق خلال 60 يوما، ومضى 60
يوما على رحيل المفتي احمد
كفتارو".
الرأي
العام الكويتية 15/11/2004
|