لن
يعدل عن سياسته القتالية
السؤال: الآن وبعد أن فاز الرئيس
الأميركي الجمهوري جورج دبليو
بوش بفترة رئاسية ثانية مدتها
أربع سنوات أخرى هل يمكن توقع
احتمال تغييره لسياسة بلاده
الخارجية؟ هل صدرت أية إيضاحات
رسمية بخصوص هذا الموضوع وعلى
لسان من؟ وما هو موقف وزير
الخارجية كولن باول من هذا
الأمر باعتباره الشخص المسؤول
عن السياسة الخارجية؟
السائل:
هلال عبد الرحمن ـ صنعاء ـ اليمن
المجيب:
داليا ريتمن ـ باحثة في الشأن
الأميركي ـ جامعة درم ـ
بريطانيا
قبل أيام فقط وبعد اقل من أسبوعين
على فوز جورج بوش الباهر
بانتخابات الرئاسة الاميركية
أعلن وزير الخارجية الاميركي
كولن باول في مقابلة نشرت في
لندن وواشنطن وباريس ونيويورك
وعواصم عالمية كبرى أخرى أن
الرئيس الاميركي جورج بوش ينوي
الاستمرار في سياسته الخارجية
القتالية خلال ولايته الثانية.
وأضاف باول وهو الشخص الذي ينفذ
عادة إرادة الرئيس ولا يرسم
لوحده سياسة بلاده الخارجية
لصحيفة فايننشال تايمز في أول
مقابلة تجريها معه صحيفة منذ
إعادة انتخاب بوش أن الرئيس لا
يريد أن يتراجع. وقال هذه
استمرارية لمبادئه ووجهات نظره
السياسية ومعتقداته.
وأكد باول أن السياسة الخارجية
الاميركية هي تقليديا قتالية
عندما يتعلق الأمر برفع
التحديات والتصدي للمشاكل،
موضحا أن الرئيس سيواصل التقدم
في هذا الاتجاه. ورغم أن هذه
السياسة متعددة الجنسيات في
جوهرها، فان واشنطن لن تتردد في
التحرك وحدها إذا بدا ذلك
ضروريا، كما قال، مشيرا إلى أن
هذا الموقف لا ينطبق فقط على
العراق لكنه ينسحب أيضاً على
مسائل دولية أخرى، كالإيدز على
سبيل المثال.
وذكر باول ان الولايات المتحدة
ستحاول ردم الهوة التي تفصلها
عن البلدان المعارضة في الحرب
على العراق، لكنه أشار إلى أننا
نحن من قام بالعمل. وأكد باول في
المسائل التي كنا على خلاف
فيها، فإننا سنحاول تجاوز تلك
الخلافات.
واعتبر باول أيضاً أن الولايات
المتحدة مستعدة لممارسة ضغوط
حتى يستعيد الشرق الأوسط
السلام، من خلال الاستناد إلى
جميع التغييرات الحاصلة في
التراتبية الفلسطينية من جراء
مرض ياسر عرفات. وخلص باول إلى
القول نحن مستعدون لاغتنام أي
فرصة بكل ما لدينا من عزم، قائلا
أن الشرق الأوسط هو واحدة من أهم
أهداف سياستنا الخارجية.
وعلى المستوى العربي أعلن نائب
رئيس لجنة الشؤون الخارجية في
الكونغرس الاميركي توم لاندوس
أن العلاقات الديبلوماسية
الاميركية ـ الليبية ستستأنف
إما في أيار (مايو) أو حزيران (يونيو)
2005. وقال لانتوس انه تفقد خلال
زيارته لليبيا عددا من المواقع
لاختيار موقع لبناء مقر السفارة
الاميركية الدائم في طرابلس،
مشيرا إلى انه تم تحديد موقع
السفارة الليبية في واشنطن.
وأضاف لانتوس انه التقى الزعيم
الليبي العقيد معمر القدافي،
موضحا انه وجد لدى القدافي
تصميما على بناء علاقات جيدة مع
أميركا في إطار الانفتاح الذي
بدأته ليبيا في كانون الأول (ديسمبر)
الماضي منذ الإعلان عن تخليها
عن برامج أسلحة الدمار الشامل.
وأكد: أن ليبيا ترغب في بناء
مستقبل يقوم على السلام
والتعاون، ونحن سعداء بالتعاون
الليبي في مكافحة الإرهاب،
مشيرا إلى أن لدى ليبيا الكثير
مما تقدمه في إطار مهمتها في هذا
المجال.
وعن العلاقات الاميركية ـ الليبية
قال لانتوس، أن فتح العلاقات مع
ليبيا يستند إلى الدعم القوي من
الكونغرس، ولذلك سواء فاز جون
كيري أو الرئيس جورج بوش في
الانتخابات، فان الخطوات
والإجراءات مع ليبيا مستمرة
وتلقى الدعم من قبل الحزبين
السياسيين والكونغرس.
وأوضح لانتوس أن الفترة القادمة
ستشهد نموا ملحوظا يتمثل في
الدخول والمشاركة الاميركية في
الاقتصاد والتجارة والثقافة في
ليبيا، وهو ما سيسر السياح
الاميركيين ويشجعهم على زيارة
ليبيا استنادا إلى ما تملكه
ليبيا من مقومات تاريخية
وسياحية وصحراوية.
المشاهد
السياسي ـ 30/11/2004
|