فضيحة
تدنيس "القرآن" توسع الهوة
بين
واشنطن
والعالم الإسلامي
القاهرة
: 16\5\2005
وكالة
الصحافة العربية
تلقت الولايات
المتحدة ضربة جديدة في جهودها
لتصحيح صورتها المتدهورة في
العالم الإسلامي مع اندلاع
فضيحة تدنيس القرآن في قاعدة
جوانتانامو الأمريكية الأمر
الذي أثار اضطرابات دامية في
افغانستان وموجة استنكار وغضب
شديدين في مختلف الدول
الإسلامية.
وظهر جلياً أن حجم
وردود الفعل على هذه القضية
فاجأ السلطات الأمريكية
واربكها فضاعفت التصريحات
المطمئنة والوعود بإلقاء الضوء
كاملاً على الوقائع.
غير أن إدارة جورج
بوش بدت عاجزة عن ايجاد صيغ
جديدة لتهدئة المشاعر في العالم
الإسلامي بعد اجتياح العراق
وفضيحة تعذيب المعتقلين في سجن
أبو غريب قرب بغداد اللذين أديا
إلى تدهور سمعة الولايات
المتحدة.
ورأى ستيفن كوك من
مجلس العلاقات الخارجية. وهو
مركز دراسة في نيويورك أنه سواء
كانت المزاعم كاذبة أو كانت
صحيحة فإن هذه القضية كانت لها
وطأة ضربة مباشرة للجهود في
اتجاه العلاقات العامة
الأمريكية.
وأكد البيت الأبيض
أنه يواجه المسألة بجدية كبيرة
ووعد بفتح تحقيق مبديا أسفه
لوقوع 41 قتيلاً ومئات الجرحى
بين الثلاثاء والجمعة خلال
تظاهرات في افغانستان على إثر
هذه القضية.
وأكدت وزيرة
الخارجية كوندوليزا رايس في
إعلان رسمي أن قلة الاحترام
للمصحف هي بنظرنا جميعاً أمر
مشين.. إن حرية الديانة للجميع
هي من المبادئ التأسيسية
للولايات المتحدة.
وأفادت وزارة
الخارجية الأمريكية أنها تعمل
بجهد على نشر هذا التصريح
المطمئن بأوسع شكل ممكن في
العالم العربي والإسلامي بدون
أن تعلن عن مبادرات جديدة.
وحمل المسؤولون
الأمريكيون مسؤولية الاحداث
الأكثر عنفاً لعناصر متطرفة
تسعى إلى تأجيج المشاعر
المعادية للأمريكيين.
ومن السخرية أن
الفضيحة اندلعت على ما يبدو من
الولايات المتحدة وقد أثارها
مقال قصير نشرته مجلة نيوزويك
مطلع مايو ولم يثر ضجة كبيرة
داخل البلاد غير أن اصداءه كانت
مدوية بعد أن نقلته وسائل إعلام
في الدول الإسلامية.
وكتبت المجلة
استناداً إلى مصادر لم تحددها
أن بعض المحققين في جوانتانامو
رموا مصحفا في المراحيض وسيروا
معتقلاً مربوطاً برسن لحمل
مشتبه بهم على التكلم.
وتضيف هذه القضية
مزيداً من التعقيدات على مهمة
الإدارة الأمريكية التي تبذل
منذ سنوات جهودا كبيرة في
محاولة لتحسين صورتها في العالم
العربي.
واطلقت واشنطن قبل
ثلاث سنوات حملة واسعة من
الاعلانات التلفزيونية لم تأت
بالنتيجة المطلوبة كما أنشأت
إذاعة سوا وتلفزيون الحرة
باللغة العربية وبتمويل أمريكي.
وتسعى إدارة بوش
إلى استخلاص العبر من استطلاعات
الرأي الكثيرة التي أظهرت أن
السياسة الأمريكية هي التي ليست
شعبية في العالم العربي وليست
الولايات المتحدة نفسها وباتت
تشدد في خطابها الجديد حول
الشرق الأوسط الكبير على
الاصلاحات الديمقراطية
والاجتماعية.
كما عين بوش كارين
هيوز وهي من مستشاريه المقربين
للإشراف على الجهود الاعلامية
الأمريكية في الخارج على أن
تتولى مهامها قريباً.
غير أن الفضيحة
الأخيرة حول تدنيس القرآن كشفت
أن الهوة ما زالت كبيرة، ورأى
ستيفن كوك أن ذلك قد يبقى مسألة
أليمة بين الولايات المتحدة
والعالم الإسلامي.
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
بيان : عن تدنيس
القرآن الكريم
التدنيس المقصود
للقرآن الكريم في معتقل
غوانتانامو ، لا يمكن فهمه إلا
كانتهاك لحق الاعتقاد ، الذي
كفلته القوانين الوضعية جميعاً
، بما فيها الإعلان العالمي
لحقوق الإنسان .
وهذا الانتهاك ما هو إلا
محاولة خبيثة لإثارة الرأي
العام الإسلامي ، واستمرار
للنهج العدواني للإدارة
الأمريكية التي كانت تعدّ له
قبل الحادي عشر من أيلول ، وهو
في الوقت نفسه متابعة للخطوات
التي قام بها شارون في تدنيس
المسجد الأقصى ودفع
الفلسطينيين مكرهين إلى الرد
العنيف الذي تحاول حكومة شارون
استثماره لوأد
أيه فرصة للسلام و للحل السلمي
العادل .
إن الإدارة الأمريكية تتحمل
المسؤولية الكاملة عن الجريمة ،
وهي مطالبةٌ بالاعتذار الرسمي
والحيلولة دون تكرارها .
إن جمعية حقوق الإنسان في
سورية تتوجه إلى منظمات حقوق
الإنسان في العالم للاحتجاج لدى
الإدارة الأمريكية على هذا
الانتهاك الذي هو جزء من نهج
سياسي تمارسه القوة العظمى لدفع
أجزاء كثيرة من العالم باتجاه
الفوضى .
دمشق في 16/5/2005
جمعية حقوق
الإنسان في سوريا
دمشق
ص.ب 794 – هاتف 2226.66 –
فاكس 2221614
hrassy@
lycos.com
www.hrassy.org
|