النداء
قبل الاخير :
تسونامي
سوري ؟!
ترددت كثيراً قبل مضي النية
بإرسال هذا المقال للنشر، لكنني
اجمعت امري وتقرر لدي ان
الكتابة العلنية والتصريح على
رؤوس الاشهاد هو الحل الامثل.
النداء هذا لحكومتي في سوريا
الغالية ولكل مسؤول باستطاعته
ان يؤثر على ارض الواقع لا ان
ينتظر قدوم مؤتمر حزب البعث
القادم ومقرراته ، لا معاندة
للحزب بقدر ماهو تعبير عن رؤية
لبعض السوريين المحرومين من
حقوقهم.
عندما نزلت كارثة التسونامي (
التسو: موج ، نامي: الخليج -
باللغة اليابانية) على من نزلت
بهم فلم تفرق بين جنس او لون او
دين او كبير او صغير او رضيع او
منزل او مقام مسؤول...الخ فإذا
نزل بساحة قوم فساء معيشتهم
وقلب عاليها سافلها وكذلك تفعل
جنود الرب التي تفعل ما تؤمر وهم
بأمره فاعلون.
وبعد ان سمع العالم بهذه الكارثة
الجسيمة تنادوا الى المساعدة
على اسس انسانية وكل بحسب طاقته
وما يقدمه من عطاء وعطاء ربك خير
وابقى ، وبدأ الاخصائيون البحث
عن الاسباب والنتائج ودراسة
الواقع القائم ولم يلوموا احداً
لان حجم المصاب اكبر من ان يسمح
لاحد بلوم او محاسبة للتقصير ،
ولقد كان تقييم الامم المتحدة
ان عملية الاصلاح قد تأخذ عشر
سنوات او اكثر واندهش الجميع
لما رأى وحصل ولا يعلم جنود ربك
الا هو ، قل ما اصابكم من مصيبة
فبما كسبتم ايديكم ويعفوا عن
كثير. ( والخطاب للعموم)
ومع ذلك تشردت اسر وانقطعت سبل
وتبعثرت جهود وتقطعت سبل معيشة
وحل خراب وانتشرت اوبئة وسادت
امراض نفسية ... وايضاً تداعت
الجهود من كل حدب الى التعاون
لانقاذ ما يمكن انقاذه لهؤلاء
البشر واصلاح البيئة ورعاية
الحيوانات وحضانة الاطفال
والحنو على المساكين والمهجرين
والمرضى والنساء وكبار السن
ومحاولة ايجاد البدائل العملية
لسبل الحياة المعيشية حتى تدب
مسيرة الحياة من جديد وكل قدم
ويقدم ما لديه من خبرات ومال
واجهزة وامكانيات ورجال ولجان
ومنظمات ودول ...الخ وكل ذلك من
اجل هؤلاء الذين نزل بساحتهم
بعض أيات الرب.
وبعد هذه المقدمة اختصر واقول: هل
ينتظر مسؤولي حكومتي في سورية
حصول تسونامي سوري حتى يفرجوا
عن المساكين السوريين المهجرين
في الارض ؟
هل لابد من حصول كارثة ما لنتجمع
معاً ! الم يفرج الرئيس العراقي
السابق عن كل المساجين قبل
يومين من اجتياح بغداد! فهل لابد
من هزة تأكل الاخضر واليابس حتى
يتسنى للمسؤولين في الحكومة
السورية ان ينظروا في ملفات
المهجرين السوريين وابنائهم
وابناء ابنائهم وعائلاتهم
واقاربهم ...الخ كي يتعطفوا
ويقرروا ويتفضلوا بمنحهم الاذن
الرسمي للعودة الامنة لبلادهم
التي ولودوا فيها والتي حرموا
منها ومما يثبت انتماءهم اليها
؟! وهل صحيح ان المسؤولين
السوريين لم ينتبهوا الى الآثار
المدمرة للجناية الانسانية هذه
( مثل التسونامي) من تقطيع
الاواصر الانسانية بين
المهجرين والمبعدين واقاربهم
داخل سورية ؟! وهل صحيح ان
مسؤولي الامن هم وحدهم المخولين
بتقرير مصير عشرات الالوف ان لم
يكن مئات من المهجرين والمبعدين
عن سورية... هل صحيح انهم لا
يابهوا اليهم والى احوالهم والى
تشردهم والى تبعثرهم وانقطاع
صلاتهم بسورية ؟! وهل مثلاً
لمصلحة سورية - العروبة- ان
يتعامل مع هؤلاء الناس بهذه
الكيفية التي لا يرضى عنها انس
ولا جان ؟! ولنفترض جدلاً ان
بعضاً منهم قد اخطأ او ارتكب
محظوراً لا يروق للحكومة
السورية قبل عشرين او ثلاثين
عاماً ولنفترض جدلاً ان هؤلاء
البعض هربوا
خارج سوريا واضطر الاكثر ايضاً
الى الهروب حفاظاً على انفسهم
من الاعتقال العشوائي او
التغييب القسري لانهم مثلاً
كانوا اصدقاء لهؤلاء او جيران
او على معرفة او لهم علاقة عمل
ما او على مقعد دراسي او في ورشة
عمل او يصلون في مسجد معاً او
يتسامرون معاً...الخ
فهل صحيح ان يجرم
الانسان بجناية عمل الاخرين ؟!
وبهروب الكثيرين خارج سورية
اصبحت لديهم عائلات وابناء
وحفدة لكن حكومتي السورية منذ
تلك الايام والى حين كتابة هذه
الكلمات ماتزال تنتظر حصول
تسونامي ما من الارض او من
السماء ليتفضل السادة
المسؤولين وقتها ليأذنوا بعودة هؤلاء الابقين - على زعم
رجالات الامن السوريين - الى
سورية العروبة !؟ فهل هذا صحيح ؟
لقد علمت ان المصائب تقرب وتوحد
وتجمع ولم يدر بخلدي ان المصاب
السوري الذي نزل بساحة كثير من
البيوت السورية وطال به العهد
سوف يجر الى الجيل الثالث
النتائج السلبية على الجميع ،
ولنقل هل من مصلحة المسؤولين
السوريين رفض الاعتراف
بالمعارضين والمخالفين لهم
بالاراء... اذا لماذا مازالت
حكومتي في سورية تمانع وتصر
وتمعن في عدم الاعتراف بمن هم
خارج سورية وما شأن الابناء
وابنائهم ان كان اباؤهم او
اجدادهم قد خالفوا رأي
الحكومةالسورية قبل اكثر من
عقدين او ثلاثة... فهل يؤخذ
الابناء والاحفاد بجريرة
الكبار وهل تؤخذ النساء بجريرة
ازواجهم او معيليهم او اخواتهم
او اقاربهم ؟! مئات الالوف من
السوريين المبعثرين المهجرين
المبعدين قسراً ليس لديهم ما
يثبت هويتهم السورية ، وسورية
طبعاً ماتزال تدعي العروبة
والقلب النابض ولابنائها -
المخالفين بالرأي لحكومتها-
تقسو عليهم بشكل يدعوا الى
اعادةالتفكير الجدي بمحصلة ما
عليه الجميع !؟ فهل ينظر السياسي
السوري من هذه الزاوية للامر
هذا ؟
وعندما احدثت وزارة المغتربين
استبشر البعض الخير وقالوا جاء
الفرج !؟ وتساءلت اين هو ؟
ولننظر الى وزارة المغتربين
وانجازاتها ضمن هذه الشريحة حتى
نكون عمليين وصادقين والسؤال
موجه لسيادة الوزيرة: كم من
هؤلاء الناس قد رتبت الوزارة
اوضاعهم وعملت لعودتهم الى
سوريا ؟! وهل حاولت الوزارة
الترتيب للقائهم ولاحتوائهم
والمساعدة في شؤون تصحيح
سجلاتهم الامنية في سوريا
بالتعاون مع وزارة الداخلية
ودائرة المخابرات العامة ؟ وهل
وزارة المغتربين للبعض دون
البعض من السوريين ؟! فمثلاً
اصحاب الوجاهة والمال هم هدف
الوزارة لغاية في نفس يعقوب
يقضيها ؟!وهل سورية للاغنياء
فقط والممالقين والطابور مابعد
الثالث الى مالايعلم مداه الا
الواحد الاحد
وينسحب القول نفسه على السفارات
السورية ، فأي انجاز يسجل لها في
ارجاء المعمورة وهم يقولون
علناً انما نحن رسل فقط ، نوصل
ما يقدم الينا الى دمشق وعليكم
بالمراجعة هناك ، والمضحك
المبكي بعد سؤالهم مع من نراجع
اذاً ؟! ومن يراجع لنا ؟! والجواب
ابحثوا في دمشق ومن سيراجع لكم
يعرف اين يدق الباب !!! العجيب ان
هذا الجواب رسمي من الوزارة
ولكن شفهي لان السفارات لا تصدر
كتاباً يحرر منعهم للسوريين من
العودة لبلادهم...
التسونامي السوري الذي حصل منذ
عقود وبشكل صامت لم ينظر اليه
احد ولم تتنادى له الامم
المتحدة لكن هذه المرة
التسونامي السوري الذي سيحصل قد
يشابه احداثاً لا تسرنا كلنا -
لاننا كلنا شركاء في الوطن
بالرغم مما قاله بعض
المخابراتيين والامنيين...
الآبقين - والنداء هذا
قبل الاخير هو بمثابة محطة
انذار مبكر لنا كسوريين بغض
النظر عن الانتماء العقائدي او
الفكري او الحياتي... الشراكة
الحقيقية في سورية الوطن للجميع
يجب ان يقوم عليها الجميع بمن
فيهم هؤلاء المهجرين المبعدين
قسراً هم وازواجهم وابناؤهم
واحفادهم واقاربهم وعشيرتهم
ومن يلف في حلقاتهم الحياتية ،
هذا النداء قبل الاخير لنا نحن
كسوريين شركاء في الوطن السوري
العربي القلب النابض لنا كلنا
لا للبعض ممن يحلو له ان يعكر
الاجواء او يصطاد بالماء العكر
، وهذا النداء قبل الاخير
للمسؤولين السوريين السياسيين
اولاً واخيراً ولمن بيدهم الامر
والنهي ان يتنبهوا لفداحة
المصاب الحاصل او القادم
فالتسونامي حصل بزلزال في قاع
الماء على حين غفلة ولم تشعر به
البلاد الا والامواج تلتهمها ،
والماء الذي خلق منه كل شيء حي
تحول بقدرة قادر الى مهلك مغرق
مدمر ، واما النار المحرقة:
وقلنا يانار كوني برداً وسلاماً
على ابراهيم ، والسبب والمسبب
بيد من بيده مقاليد الامور كلها
ولكن مفاتيجها المؤقتة قد
تكونوا معارة للبعض من الناس
وهم المسؤولين في حديثنا هنا
فإن احسنوا الاستفادة منها بما
فيه مصلحة البلاد والعباد
فسيكون الجزاء من جنس العمل وان
كانت الاخرى فساء صباح المرسلين.
النداء قبل الاخير للمسؤولين
السوريين: انقذوا سوريا من
التسونامي القادم ، بفتح ابواب
الفرج للعباد ، بالاخذ على يد
الظلمة ، برد الحقوق الى
اصحابها ، بالافراج عن المساجين
بغير حق ، بالعدل بين الناس لانه
اساس الحكم ، بكف الاذى عن
الغلابى والضعفاء ، بالاعتناء
بالمساكين والنساء والاطفال
وكبار السن ، بحفظ الشباب
والشابات من المخاطر المحيطة
بهم - المخاطر الداهمة- ، بتنظيف
اروقة البلاد واداراتها من
المفسدين ( القصص التي تترامى
الى مسامعنا لا تبشر بالخير) ،
التسونامي القادم لن يفرق بين
المسؤولين وغيرهم ولن تنفعهم
اموالهم ولا اولادهم ولا
انجازاتهم فكم من كثير لم ولن
يعرف لهم خبر بعد اليوم ممن
جرفتهم الامواج الى القاع ، وكم
من كثير لم ولن يعلن عنه احي او
ميت ! وكم من كثير لم تنفعهم
حصونهم ، وصور التسونامي القادم
ستكون متنوعة بقدر المظالم الا
ان نتصالح مع بعضنا البعض... فهل
يعي المسؤولين السوريين هذه
الحقائق التي تربط الاسباب
بالمسببات ام كالعادة لهم وجهة
نظر هم لها عاملون ؟
مواطن
سوري : ( كلنا شركاء ) 22/1/2005
المقالات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|