ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

السبت 23/10/2004


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

واحة اللقاء

 

إصدارات

 

 

    ـ أبحاث

 

 

    ـ كتب

 

 

    ـ رجال الشرق

 

 

المستشرقون الجدد

 

 

جســور

 

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


قراءة في شخصية بوش .... (الابن)

دكتـور / محمد المهدى*

ليس من قبيل المصادفة إضافة كلمة (الابن) للتعريف بجورج بوش فهي مفتاح شخصيته وبداخلها تكمن أسرار سلوكه ، فهو (ابن) لبوش الأكبر السياسي الأمريكي الداهية ومهندس حرب الخليج الثانية وقائد أكبر تحالف دولى إبان فترة رئاسته . هذا الأب المحنك سياسياً والمغامر عسكرياً لم يستطع إكمال مشروعه فى فترة حكمه القصيرة  فراح يخطط لابنه بوش الأصغر ذو الطاقات الذهنية المتواضعة (تم عمل اختبار ذكاء له وهو صغير نتيجة للشك فى قدراته الذهنية) لكى يجتاز به حملة انتخابية شرسة ويجلسه على كرسى الرئاسة ، ويختار له مستشاريه ويحركه يميناً وشمالاً ليكمل مشروعه فى الشرق الأوسط للسيطرة على منابع النفط ولكبح جماح التيار العربى والإسلامى المناهض لإسرائيل .

وإذا نظرت إلى وجه بوش الصغير (الابـن) فسوف تلحظ الكثير من ملامح الطفولة (غير البريئة) ما زالت تحتل مساحة كبيرة من هذا الوجه ، ويمكن تفسير ذلك بأن بوش الصغير قد عاش منعماً فى حماية أب قوى ، ولم تواجهه ظروف حياتيه قاسية توقظ قدراته المتواضعة ، ولهذا حدثت له مشاكل نتيجة سلوكه المتهور غير المسئول حين تم اعتقاله قبل ثلاثين عاماً وهو يقود سيارته فى حالة سكر حيث كان يتعاطى الكحول بشكل إدمانى فى تلك السن ، وحين أثار معارضوه أثناء الحملة الانتخابية مشكلة تعاطيه للكحوليات حاول نفى هذا الموضوع (كأى مدمن ينكر مشكلات التعاطى) ولكن الأدلة أرغمته أخيراً على الاعتراف بذلك ثم أدّعى أنه مر بصحوة دينيه عام 1986م جعلته يتوقف عن تعاطى الكحول ... !!

ولم يكن إدمان الكحول حدثاً عارضاً - كما حاول بوش أن يصور أثناء مناوراته الانتخابية - لأن التاريخ الإدمانى ممتد فى أكثر من فرد من أفراد الأسرة ففى أبريل من العام الماضى (2001) مثلث "جينا" ابنة الرئيس الأمريكى بوش "الإبن" أمام المحكمة نتيجة لضبطها فى حالة سكر فى مدينة أوستن رغم أن القانون لا يسمح لمن هم دون الحادية والعشرين بتناول المشروبات الكحولية وهى مازالت فى التاسعة عشره من عمرها ، وقد تم تكليفها بالقيام بخدمات اجتماعية لمدة ثمانية ساعات عقاباً لها ، وتلقت دورة تدريبية لمدة ست ساعات تعلمت فيه الأضرار الطبية والنفسية للكحول ، لكنها لم ترتدع وحاولت بعد أسبوعين شراء مشروبات كحولية وكان بصحبتها شقيقتها التوأم "بربارا" ، ولكى تتمكن من شراء الكحول استخدمت بطاقة هوية مزورة .

و "نويل بوش" ابنة "جيب بوش" حاكم ولاية فلوريدا (شقيق جورج بوش الإبن) تعرضت للحكم بالحبس لانتهاكها شروط برنامج علاج من الإدمان كانت المحكمة قد أمرتها بالخضوع له . وقد ألقت الشرطة القبض على "نويل" وهى تحاول شراء عقار "زاناكس"المخدر بواسطة وصفه طبية مزورة  .

وهذه الأحداث توضح تغلغل جينات الادمان فى العائلة وما يتبع ذلك من سلوكيات إدمانية مثل التهور والاندفاع والكذب والمناورة والتزوير وانتهاك القوانين . وهذه الصفات ربما يمكن محاصرتها على المستوى الفردى ، ولكن الخطورة تكمن فى وجود هذه الصفات أو بعضها فى سلوك شخصية عامة تتحكم فى مقادير العالم .. فهل يا ترى تسربت هذه السلوكيات الإدمانيه إلى شخصية بوش "الابن" وبالتالى إلى قراراته ؟!

إن استقراء الأحداث منذ تولى بوش الابن للرئاسة توحى بذلك ، فقد شهد عهده انتهاكات خطيرة للقانون الدولى تحت ادعاءات محاربة الإرهاب ، وتم تنحية أغلب القيم الأخلاقية التى تعارفت عليها الإنسانية وتم انتهاك حقوق الإنسان فى أفغانستان وفلسطين ، وتم تزييف الحقائق من خلال الكذب والمناورات والتزوير ، وتم ارتكاب حماقات ومغامرات سياسية وعسكرية تتسم بقدر عالٍ من الخطورة على مستقبل البشرية . فهل يرجع ذلك إلى التركيبة الشخصية لذلك "الابن" المدمن غير المسئول والذى جىء به ليكمل مشروع أبيه الذى فشل فى انفاذه بعد حرب الخليج الثانية ؟!! أغلب الظن أنه كذلك .

ولو عدنا إلى أحداث 11 سبتمبر فسنعثر على صورة أوضح لخاصية الابن الخائف عند بوش الصغير ، فقد ظل هارباً بعد الأحداث  ينتقل من طائرة لأخرى ومن مخبأ لآخر حتى نهرته أمه بشده وطلبت منه أن يكون رجلاً ويواجه الأزمة ويحاول الظهور لطمأنه الجماهير المرتعدة ، ولكنه في الحقيقة - كأي ابن - كان مرتعداً أكثر من غيره .

والابن الضعيف غير الواثق من نفسه ، والمتقلب فى قراراته ربما يتوقع منه استجابات عنيفة وغير محسوبة لكي يثبت أنه "ليس كذلك" ، وهذا ما نراه من مغامرات عسكرية استعراضية غير عاقلة تكاد تضع العالم على حافة الهاوية ، وهو مع هذا يخرج على العالم كأي "ابن" (طفل) ليعلن فى تبسيط ساذج أن "من ليس معنا فهو علينا" .

وإذا كان بوش الابن صادقاً فى ادعاء صحوته الدينية بعد إدمانه ، فهو كأي مدمن يميل - عند تدينه  إلى التطرف خاصة وأنه محاط بمجموعة من اليمين الدينى المتطرف ، وكانت نتيجة ذلك تورطه فى الإعلان عن حرب صليبية جديدة ، ثم تراجع عن ذلك حين نهره الكبار عن هذا التصريح الخطر ، وكانت نتيجة ذلك أيضاً تورطه فى تأييد مطلق وغير مسبوق لقوى اليمين المتطرف بزعامة شارون فى إسرائيل وهو بذلك يتصرف كابن متطرف لم يعرف بعد معنى التوازنات والحساسيات وأهمية القانون الدولى والتعايش الإنسانى بين سائر البشر على اختلاف ألوانهم ومعتقداتهم .

*استشاري الطب النفسي

 

أعلى الصفحةالسابق

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ