رحلة
إلى مفاعل سوريك النووي
الإسرائيلي
مجمع
سوريك النووي (فلسطين المحتلة)
يستطيع
الصحفيون الأجانب زيارة مفاعل
سوريك النووي الإسرائيلي،
خلافاً لمفاعل ديمونا النووي
المحاط بجدران من السرية، وينتج
وفقاً للشائعات، البلوتونيوم
بهدف الاستخدام العسكري.
فمجمع
سوريك الأنيق المبني وسط
الأراضي المحتلة عام 1948، قرب
الساحل المتوسطي، والذي فاز
ببضع جوائز في الهندسة
المعمارية، يضم مفاعلاً بقوة
خمسة ميغاوات، ويشبه غلافه
الإسمنتي فنجاناً كبيراً ابيض
مقلوباً. وقد وضع قلب المفاعل
تحت تسعة أمتار من الماء
المنزوع المعدن الأزرق الباهت
البالغ الشفافية، الذي يحمي
موظفي المفاعل من الإشعاعات
الخطرة.
وفي
تصريح للصحفيين، قال مدير
المركز ايهود ازولاي خلال زيارة
قبل فترة: "ان مفاعل سوريك
يقوم بأبحاث تطبيقية لتطوير
منتجات تكنولوجية رفيعة
المستوى"، كالمعدات المشعة
التي تستخدم لأغراض طبية. وأكد
ازولاي ان مركز سوريك للبحوث هو
الوحيد "في العالم الذي لا
يضم دائرة للفيزياء النووية"،
نافياً بذلك أي سؤال حول دور
محتمل في تطوير الأسلحة النووية.
ويقول
خبراء ان مركز سوريك يقوم مع ذلك
بأنشطة عسكرية مهمة. وقال جون
بايك من منظمة "غلوبال
سكيوريتي" الأمريكية لمراقبة
التسلح، لوكالة فرانس برس، ان
هذا المجمع "مسؤول عن الأبحاث
وتطوير الأسلحة النووية
وتصنيعها".
وتملك
إسرائيل مفاعلاً نووياً ثانياً
في ديمونا، في صحراء النقب، بني
بمساعدة من الفرنسيين أواخر
الخمسينات. وتتراوح قوة هذا
المفاعل ما بين 40 و150 ميغاوات
وينتج البلوتونيوم المخصص
للاستخدام العسكري.
ولطالما
أحاطت "إسرائيل" نشاطها
النووي بالغموض، فرفضت تأكيد او
نفي امتلاكها السلاح الذري.
وتعتبر "إسرائيل" إحدى
البلدان القليلة التي ترفض
توقيع معاهدة الحد من الانتشار
النووي وزيارات مفتشي الوكالة
الدولية للطاقة الذرية إلى
مفاعل ديمونا. ويعتبر معظم
الخبراء الأجانب ان "إسرائيل"
تمتلك ما يناهز 200 رأس نووية.
وقد
افرج عن التقني السابق في
ديمونا موردخاي فعنونو في
نيسان، بعدما امضى في السجن 18
عاماً؛ لأنه أفشى لصحيفة "صانداي
تايمز" معلومات تتعلق بمنشآت
هذا المفاعل، كما كشف أيضاً
نشاط "إسرائيل" في المجال
النووي العسكري.
وبدأت
"إسرائيل" تطوير برنامجها
النووي في الخمسينات. وذكر
ازولاي بأن الرئيس الأمريكي
دوايت ايزنهاور قدم لـ "إسرائيل"
مفاعل سوريك عام 1955 "في اطار
برنامج الذريات من اجل السلام"
لتطوير الاستخدام السلمي
للطاقة النووية.
ولا
تستخدم "إسرائيل" الطاقة
النووية لإنتاج الكهرباء، لأن
استخدام النفط والغاز اقل كلفة،
لكن المنشآت النووية تستخدم
لإجراء الأبحاث.
والجانب
الظاهر للعيان من مفاعل سوريك
هو المنشأة المخصصة لمشروعات لا
علاقة لها بالقنبلة الذرية،
كتطوير منظومة الرؤية الليلية
او الكاميرات النووية التي يمكن
استخدامها لمعالجة مرضى
الغضروف الدرقي. ويجري علماء في
سوريك أيضاً أبحاثاً حول وسائل
ضبط الانتحاريين المستعدين
لتنفيذ عمليات، من خلال أجهزة
يمكنها رؤية الأغراض المخبأة
تحت الملابس.
وإذا
كانت "إسرائيل" تتكتم حول
احتمال امتلاكها أسلحة ذرية،
فإنها لا تخفي مشروعاتها
للأسلحة المرتبطة بـ "مكافحة
الإرهاب". وقد طور علماء
سوريك أشعة ليزر للأسلحة التي
يستخدمها القناصة تتيح قياس
سرعة الريح من خلال التصويب نحو
الهدف، بالإضافة إلى ليزر آخر
يحدد المسافة.
أ
ف ب
|