ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

السبت 07/05/2005


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

واحة اللقاء

 

إصدارات

 

 

    ـ أبحاث

 

 

    ـ كتب

 

 

    ـ رجال الشرق

 

 

المستشرقون الجدد

 

 

جســور

 

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


"تتوجب الحيلولة دون انتصار حماس في

الانتخابات بتعزيز قوة فتح"

عكيفا ألدار:

"حماس" تعزز قواها وحزب الله مطمئن فقد أحرز النصر

القدس المحتلة - خدمة قدس برس

يستعرض التقرير المنشور بقلم عكيفا ألدار في صحيفة "هآرتس" العبرية، في عددها الصادر في التاسع عشر من نيسان (أبريل) 2005؛ جانباً من ما دار في اللقاء الذي جمع سياسيين ومختصين أمريكيين مع قادة من حركة "حماس" و"حزب الله"، في بيروت في أواخر آذار (مارس) 2005، من خلال منظور إسرائيلي.

ولا تخفى في ثنايا التقرير العبري أمارات القلق الإسرائيلي من الدمقرطة في الساحة الفلسطينية، وكذلك فتح قنوات اتصال بين حركة حماس بالذات والجانب الأمريكي. 

وبينما تدعو الآراء الإسرائيلية الواردة في التقرير إلى دعم فتح بقوة مقابل حماس، فإنه يُصار إلى الشكوى من أنّ اللقاء في بيروت هو "محاولة جديدة أخرى من قبل التنظيمات الإسلامية لاستغلال حملة الدمقرطة التي يديرها الأمريكيون في المنطقة بصورة سطحية. تنعكس السطحية في استبدال "ديناميكية" عملية الدمقرطة، كي تصب في مصلحة حماس وضد مصلحة أبو مازن. كما أن النظرية الأمريكية السطحية وغير المتعمقة لا تلاحظ الفوارق بين الساحتين اللبنانية والإيرانية من جهة؛ والساحة الفلسطينية من جهة أخرى"، كما يرد فيه.

حماس تريد تعزيز قواها .. وحزب الله مطمئن .. فقد أحرز النصر

بقلم: عكيفا ألدار

منذ أن اضطر مبعوث الاتحاد الأوروبي للمنطقة، أليستر كروك، للافتراق عن معارفه الكثيرين في إسرائيل والمناطق (الضفة والقطاع)، ومن بينهم قادة فتح وحماس وكبار المسؤولين في جهاز الدفاع الإسرائيلي (جيش الاحتلال وأجهزته)؛ فقد أخذ يكرس طاقاته الكبيرة للتربية على التعايش مع الإسلام. فبعد أن طُلب من خريج جهاز الـ "إم 16"، نظير الموساد (جهاز المخابرات الإسرائيلي الخارجي) في بريطانيا، قبل سنة ونصف بأن يعيد المفاتيح لرئيسه المباشر المنسق الأوروبي خافيير سولانا؛ فقد قام بإنشاء منظمة متواضعة لحل النزاعات.

وينشغل كروك حالياً في إعداد المقالات، والنظر في كيفية إطلاع العيون الغربية على التنظيمات الإسلامية. ويدعي منتقدوه أنه مصاب بسذاجة الطفل، وهناك من ينسبون إليه رومانسية على طراز لورنس العرب. لا يتهم أحد كروك بسوء النية، فليست السذاجة والرومانسية والخبث من صفات المجموعة الأمريكية التي رافقت كروك في رحلته الأخيرة إلى لبنان. ففي أواخر آذار (مارس)، وبصورة متواضعة بعض الشيء؛ اجتمع أعضاء المجموعة في فندق بيروتي، وأجروا سلسلة من اللقاءات مع كبار المسؤولين في التنظيمات الإسلامية في الشرق الأوسط والشرق الأقصى. وعلى حد قول أحد المشاركين؛ فلم يكن أي أحد من أعضاء المجموعة ليضع قَدَمَهُ على أرض لبنان بلا ضوء أخضر من إدارة بوش.

لقد كان هناك غرهام فولر ومسؤول كبير آخر متقاعد من جهاز الاستخبارات الأمريكية "سي آي ايه". كما كان معهم المحامي الواشنطني فريد هوف، الذي كان من مُعدي تقرير ميتشل الذي شكل المحاولة الأمريكية الأولى لإنهاء الانتفاضة العنيفة والبؤر الاستيطانية. كما كان بين الحضور خبيران مخضرمان في صراع الشرق الأوسط، وهما مارك بيري وجيف أهارونسون اللذان يعرفان عن كثب مجريات الأحداث والشخصيات المؤثرة في القدس ورام الله.

لقد رأس موسى أبو مرزوق، نائب خالد مشعل، وفد حماس لذلك اللقاء. وإلى جانبه جلس أعضاء المكتب السياسي لحماس سامي خاطر وأسامة حمدان، أما حزب الله فقد مثله نواف الموسوي الذي يرأس قسم العلاقات الخارجية.

وقد خيمت على أجواء تلك المباحثات؛ الهجمة الديمقراطية الأمريكية - الإسرائيلية الممارَسة على الشرق الأوسط. "بعض الدول الغربية قد تنخدع بكلماتها الرنانة، وليس بوسعها الخروج من دائرة العداء للمجموعات الإسلامية"، كما قال كروك لرامي خوري محرر الصحيفة اليومية اللبنانية "ديلي ستار"، وإحدى الوسائل الإعلامية القليلة التي تطرقت لذلك اللقاء النادر. لقد زعم كروك أن كثيرين من أتباع التيار المركزي الإسلامي ضالعون في أنشطة سياسية، وأن تنظيماتهم تُعتبر شرعية، بل وريادية في دولهم.

وقد أشار فولر، رجل الـ "سي آي ايه" السابق؛ إلى تناقض ديمقراطي، فالإدارة الأمريكية والتنظيمات الإسلامية تدفع بالشرق الأوسط نحو الدمقرطة، في الوقت الذي يرفضها فيه القادة العرب من أصدقاء الولايات المتحدة في المنطقة.

وقبل عدة أيام قام أحد أعضاء مجموعة كروك في تلك اللقاءات، بسرد تلك المباحثات التي جرت مع ممثلي حماس وحزب الله علي، وها أنا أورد لكم موجزا عنها.

حماس في منظمة التحرير الفلسطينية

لقد دار معظم اللقاء الذي جرى مع حماس حول الإرهاب (المقاومة)، وقد جرت اللقاءات مع كل تنظيم على حدة. لقد ذكر المشاركون أن كفاحهم موجه ضد الاحتلال وليس ضد اليهود، ووعدوا بإزالة بروتوكولات حكماء صهيون من موقعهم على الإنترنت ، إلا أنهم لم يفعلوا ذلك حتى اليوم. كما اعترفوا بأن الإرهاب (المقاومة) قد برهن على نفسه كوسيلة سياسية فعالة، بالرغم من أنه لا يحقق أهدافه دوماً.

إن المس بالمدنيين هو الخيار الوحيد الذي يملكه الفلسطينيون. ومع ذلك؛ تحرص حماس على عدم القيام بعمليات خارج حدود فلسطين، لا بل وتشجب عمليات الحادي عشر من أيلول (سبتمبر) والمس بالمدنيين الأبرياء في العراق. حماس هي التنظيم السياسي الأكثر فعالية في أوساط الفلسطينيين، ولذلك لا يُسهم ضمها إلى قائمة الإرهاب في جهود الأسرة الدولية لتسوية الصراع. من الأفضل للغرب أن يتعهد سلفاً باحترام نتائج الانتخابات في المناطق (الضفة والقطاع). تؤيد حماس وضع مراقبين وضباط مراقبة وارتباط من الهيئات الدولية.

لقد تحدث أتباع حماس عن رغبتهم في الانخراط في العملية السياسية في المناطق (الضفة والقطاع)، إلا أنهم ذكروا أن انضمامهم للسلطة الفلسطينية ليس بالضرورة تخلياً عن الخيار العسكري "المقاومة". وألمحوا، لا بل وزفوا البشرى في الواقع؛ بأنهم عازمون على الانضمام إلى منظمة التحرير الفلسطينية أيضاً التي تمثل كل الفلسطينيين في فلسطين والشتات.

لقد زعم أبو مرزوق ورفاقه أنهم كانوا مستعدين للموافقة على الاتفاق مع إسرائيل للوقف المتبادل للمس بالمدنيين على شاكلة اتفاق عناقيد الغضب (وقف إطلاق النار بين المقاومة الفلسطينية وقوات الاحتلال)، في عام 2003. لقد ابتُعث نائب رئيس "سي آي ايه"، جورج تينيت لإجراء محادثات في القاهرة لهذا الغرض، إلا أن إسرائيل رفضت هذا الاقتراح. ومع ذلك؛ فلم يتضرر أي إسرائيلي خلال ثلاثة أشهر، من حزيران (يونيو) 2003 وحتى تصفية (اغتيال القيادي السياسي في حماس) إسماعيل أبو شنب.

لقد أعرب قادة حماس عن استعدادهم للتفاوض مع إسرائيل، ولكن شريطة أن ترتكز المفاوضات على مبدأ الانسحاب الإسرائيلي حتى حدود حزيران (يونيو). وعندما سُئلوا عما إذا كانت إسرائيل هي أرض فلسطينية محتلة؛ فقد أعطوا جواباً مراوغاً "اسألوا الشعب الفلسطيني". في المقابل ليس لديهم شك أن الليكود يتمسك بشعار "الأردن هو فلسطين".

لقد وجه قادة حماس لسعة لقيادة فتح في النقطة الأكثر حساسية في نظر الضيوف الغربيين؛ أي التعددية. فقد زعموا بأن حماس تنادي بحرية التعبير والانتخاب، خلافاً لخصومها السياسيين الرئيسين. وهم يطمحون بأن يستند الدستور الفلسطيني على أفكار الإسلام، إلا أن نتائج الانتخابات هي التي ستحدد في نهاية المطاف طبيعة الدولة والدستور.

وطبقاً لقولهم؛ فمن الصعب معرفة في ما إذا كان النموذج الذي ينادون به سيكون تكراراً للنموذج الإيراني أو السوداني أو ربما حتى التركي. وأخيراً؛ وجد أبو مرزوق صعوبة في إخفاء شماتته بحركة فتح الممزقة، حسب قوله، بين هدفها الثوري وبين دورها السلطوي. فطبقاً لرأيه؛ ليست حركة فتح الوطنية العلمانية الفلسطينية بقادرة على حل هذا التناقض الداخلي العميق.

ويقول المستشرق الدكتور ماتي شتاينبرغ، الذي كان المستشار الخاص لرئيسي "الشاباك" (جهاز الأمن الإسرائيلي الداخلي) الأخيرين؛ إنه لاحظ مؤشرات لمساعي حماس للسيطرة على الحكم بالوسائل الديمقراطية من خلال تصريحات مجموعة أبو مرزوق تلك. لقد وجد شتاينبرغ في أقوال أبو مرزوق بشأن النية للانضمام إلى منظمة التحرير الفلسطينية تأكيداً جديداً للارتياب بأن حماس لا تكتفي بالسيطرة على المجتمع الفلسطيني في المناطق (الضفة والقطاع)، فبعد أيام من ذلك اللقاء مع مجموعة كروك؛ قال خالد مشعل في بيروت إن حماس تسعى لتبوؤ قيادة اللاجئين في لبنان، وطرح وسائله لذلك.

لقد أكد مشعل وجود فتح الشحيح في أوساط لاجئي لبنان، وهو يعرف كيف يمتطي موجة الغضب والإحباط التي يشعر بها اللاجئون هناك، بسبب إهمال فتح لهم. لقد نفى مشعل فكرة توطين اللاجئين في لبنان، أو تشجيعهم للهجرة إلى دولة ثالثة، ودعاهم لتوحيد طاقاتهم لتحسين شروط حياتهم في لبنان. ويرى شتاينبرغ أن هذا سيكون برنامج حماس الذي ستحمله معها إلى منظمة التحرير الفلسطينية.

إن شتاينبرغ على قناعة بأن السبيل الصحيحة لوقف الانجراف نحو حماس تكمن في تشجيع التيار البراغماتي في المناطق (الضفة والقطاع)، وقبل كل شيء من خلال فك الارتباط مع عملية سياسية مستمرة. "لا مناص من عملية تسييس حماس، ولكن تتوجب الحيلولة دون انتصارها في الانتخابات من خلال تعزيز قوة خصمها الأكبر، حركة فتح. من المحظور بأي شكل من الأشكال التخلي عن الانتخابات وتركها غنيمة لها".

حزب الله ومزارع شبعا

إن جهود حزب الله لتغيير سمعته باعتباره جزء من المشكلة شرق الأوسطية، وتحويل نفسه إلى جزء من حلها؛ ملموسة للغاية في تصريحات نواف الموسوي، رجل حسن نصر الله الذي حضر ذلك اللقاء مع مجموعة كروك. لقد اقتفى الموسوي أثر قادة حماس، وقال إن تنظيمه استنكر أحداث الحادي عشر من أيلول (سبتمبر)، وحاول إقناع ضيوفه بأنه ليس إرهابياً بل هو ممثل لحزب شرعي ولاعب مركزي في الساحة اللبنانية. وقال أيضاً أن أيدي أتباع حزب الله ليست ملطخة ولو بقطرة واحدة من دماء الأمريكيين، وأنهم لا يرون في أمريكا عدواً، أما الذين ضربوا الأمريكيين في لبنان في السابق فقد كانوا، حسب قوله، مأجورين.

لقد قال الموسوي إن خلافات حزب الله مع الولايات المتحدة تنحصر في المجال السياسي وليس الجنائي. كما اشتكى من المصاعب التي يواجهونها في إيصال رسائلهم إلى الأمريكيين. "ليس هناك دليل على تلك المصاعب أفضل من حقيقة أن شارون يُعتبر بعد كل فظائعه في لبنان "رجل سلام" في نظر بوش"، كما قال الموسوي. ولا يملك حزب الله، حسب قوله، أية صلات مع شيعة العراق، وهو يرحب بالعلاقات الأمريكية الشيعية العراقية المؤيدة للديمقراطية. وقال الموسوي إن أمريكا اقترحت إخراج حزب الله من قائمة الإرهاب إن قام بشجب تنظيم القاعدة وباقي الفصائل الجهادية المتطرفة وشطب القضية الفلسطينية عن جدول أعماله.

ورغم وجود خلافات مع القاعدة؛ فإن حزب الله، حسب رأي الموسوي، ليس معتاداً على شجب التنظيمات الإسلامية الأخرى. أما بالنسبة للقضية الفلسطينية؛ فقد قال إن الحزب قرر إخراج "المناطق المحتلة" في شمال إسرائيل خارج الصراع، وهذا هو تفسير الهدوء المستمر في الحدود الشمالية. كما أن أيديولوجية الحزب لا تتضمن أي شيء يحوله إلى عدو لليهود، وأنه سيحترم كل تسوية يتوصل إليها الفلسطينيون مع إسرائيل. "عدونا هو الاحتلال، وخاصة احتلال المواقع الإسلامية المقدسة في القدس. ومع ذلك؛ فإن إسرائيل كدولة يهودية تشكل تهديداً على لبنان الموحد".

إن مشكلة إسرائيل، وفق رأي الموسوي؛ أنها تجد صعوبة في الخروج من الإحساس بإهانة الطرد من لبنان على يد حزب الله في أيار (نيسان) 2000. لقد شبه الموسوي حزب الله بحركتي إيتسل وليحي (عصابات صهيونيتان شكلتا مع مجموعات أخرى نواة القوات النظامية للدولة العبرية إبان قيامها). فبعد أن تقوم إسرائيل بالانسحاب من مزارع شبعا؛ سيعد حزب الله ذلك نهاية للاحتلال الإسرائيلي في لبنان، ويتحول إلى جزء من جيشه النظامي، كما أنه اليوم عنصر حيوي في الحياة الديمقراطية اللبنانية. كما أكد أن التنظيم لا يخشى من تضرر مكانته بسبب الانسحاب السوري، بل على العكس.

يوافق شتاينبرغ على أن الانسحاب من مزارع شبعا سيتيح المجال أمام حزب الله للتحول من جزء من المشكلة إلى جزء من الحل. ويمكن على حد قوله التوصل إلى "ترتيب" عملي مع حزب الله، خلافاً لحماس التي يشكل تعاظم قوتها من خلال الأزمة في المناطق (الضفة والقطاع) تهديداً بتحويل الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي إلى صراع ديني، إلى درجة تغيير برنامج منظمة التحرير الفلسطينية واستبداله ببرنامج حماس.

إن اللقاء في بيروت هو في نظر شتاينبرغ محاولة جديدة أخرى من قبل التنظيمات الإسلامية لاستغلال حملة الدمقرطة التي يديرها الأمريكيون في المنطقة بصورة سطحية. تنعكس السطحية في استبدال "ديناميكية" عملية الدمقرطة، كي تصب في مصلحة حماس وضد مصلحة أبو مازن. كما أن النظرية الأمريكية السطحية وغير المتعمقة لا تلاحظ الفوارق بين الساحتين اللبنانية والإيرانية من جهة؛ والساحة الفلسطينية من جهة أخرى. "في الساحة اللبنانية يرتكز كل الجهاد على شعرة شبعا، أما في المناطق (الضفة والقطاع)؛ فإن المتدينين (الفلسطينيين) يمتطون صهوة موجات الغضب والإحباط وإخفاقات التيار الوطني في أداء مهامه". 

(التقرير بقلم عكيفا ألدار، ونشر في يومية "هآرتس" العبرية في التاسع عشر من نيسان/ أبريل 2005)

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

أعلى الصفحةالسابق

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ